ملخص
بدأت معارضة ميليشيات أمهرة للسلطات الفيدرالية منذ أبريل الماضي، بعدما أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد أنه يريد تفكيك "القوات الخاصة" في البلاد
أعلنت الحكومة الإثيوبية أمس الأربعاء، أن المدن الكبرى في منطقة أمهرة (شمال) "حررت" بعد معارك استمرت أياماً عدة بين الجيش الفيدرالي وميليشيات محلية.
وأفاد سكان في المنطقة وكالة الصحافة الفرنسية بأن القوات الإثيوبية أحرزت تقدماً.
وأكدت هيئة حالة الطوارئ التابعة للحكومة الفيدرالية في وقت لاحق أن ست مدن كبرى في أمهرة "تم تحريرها من خطر هذه العصابات"، وهي بحر دار عاصمة المنطقة ولاليبيلا وغوندار وشيوا روبيت وديبري برهان وديبري ماركوس. وفرض حظر تجول في المدن الست.
ولم تعلن أي حصيلة رسمية لضحايا المعارك، لكن مصادر طبية في مدينتي بحر دار وغوندار أفادت بسقوط عدد من المدنيين بين قتلى وجرحى.
فراق بعد تحالف
وكانت الحكومة أعلنت حالة الطوارئ يوم الجمعة الماضي، بعد تجدد العنف في شمال ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في أفريقيا، وذلك بعد تسعة أشهر فقط من انتهاء نزاع مدمر في منطقة تيغراي المجاورة.
وخلال النزاع الذي دار بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 ونوفمبر 2022، كانت قوات أمهرة، بما في ذلك "القوات الخاصة" الإقليمية وميليشيا "فانو" القومية، من الحلفاء الرئيسين للحكومة.
وبدأت معارضتها للسلطات الفيدرالية منذ أبريل (نيسان) الماضي، بعدما أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد أنه يريد تفكيك "القوات الخاصة" في البلاد، وهي وحدات مسلحة أنشأتها بعض الولايات الإقليمية منذ 15 عاماً، ويرى القوميون في أمهرة في هذا القرار رغبة في إضعاف منطقتهم.
القوات الفيدرالية تتقدم
وبدا خلال الساعات الماضية أن القوات الفيدرالية تحرز تقدماً في الميدان، وأعلنت حكومة أمهرة في بيان مساء الثلاثاء أن "سلاماً واستقراراً نسبيين" عادا إلى المنطقة بعدما اتخذ الجيش "الإجراءات المناسبة" ضد "الجماعات المتطرفة". وأعلنت هيئة حالة الطوارئ أمس الأربعاء، أن "قوات الدفاع ووكالات إنفاذ القانون في المنطقة تطارد" مقاتلي الميليشيات.
ونظراً للقيود المفروضة على الوصول إلى المنطقة، لا يمكن التحقق بشكل مستقل من الوضع على الأرض.
وكان سكان أفادوا في وقت سابق الأربعاء، بأن مقاتلين من "فانو" دُفعوا للتراجع إلى غوندار ولاليبيلا، وهو موقع مدرج في قائمة التراث العالمي في الـ"يونسكو"، نظراً إلى الكنائس القديمة الموجودة فيه المحفورة في الصخر.
وقال سيماشو، وهو سائق "توكتوك" في غوندار، "يبدو أن الأمور تتغير اليوم، وقد سيطرت قوات الدفاع الوطني على معظم أجزاء المدينة بعد قتال عنيف في الأيام الأخيرة". وأضاف "استخدمت في الاشتباك دبابات وعربات مدرعة ما زالت في المدينة"، مؤكداً أن مقاتلي "فانو تراجعوا إلى حي واحد"، حيث "ما زال القتال مستمراً".
وقال أيالو وهو من سكان لاليبيلا إن مقاتلي "فانو غادروا المدينة وهم في الغابة" المحيطة.
وأعلنت شركة الطيران الوطنية الإثيوبية أنها ستستأنف رحلاتها إلى بحر دار وغوندار اليوم الخميس، ولا تزال المواصلات إلى مطاري لاليبيلا وديسي معلقة.
ضحايا مدنيون
في غوندار، قال طبيب في المستشفى الجامعي لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه منذ الجمعة "توفي نحو 20 مدنياً بعد وصولهم إلى المستشفى". وأضاف الطبيب الذي طلب عدم كشف هويته، "أصيب أكثر من 190 آخرين ونقلوا إلى المستشفى، معظمهم من المدنيين". وقال "نفتقر إلى الغذاء والدواء... المرضى يموتون من نقص الأكسجين والدم".
وفي بحر دار، أفاد طبيب في مستشفى "فيليج هيوت" بأن المنشأة استقبلت 140 جريحاً من المدنيين، وقد توفي عشرة منهم.
وأوضح أن سيارات الإسعاف لم تعد تعمل بسبب القتال. وقال "يأتي الناس إلى هنا سيراً على الأقدام مع عائلاتهم، ويحملونهم على أكتافهم على مسؤوليتهم الخاصة".
وحذرت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" غير الحكومية الأربعاء من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون.
وقال مديرها كزافييه جوبيرت في بيان "ندعو المتحاربين إلى إعطاء الأولوية لسلامة المدنيين والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى من يحتاجون إليها، بما في ذلك 580 ألف شخص نزحوا بسبب النزاع السابق" في تيغراي.
كذلك، دعت منظمة الصحة العالمية الأحد الماضي، إلى تأمين "وصول دائم إلى المنطقة وحماية النظام الصحي في أمهرة"، حتى تتمكن مع ذلك من "مواصلة العمل هناك".