Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب الأردن على "مخدرات سوريا" تنتظر دعما أميركيا

اجتماعات أمنية بين مسؤولين من عمان ودمشق لوقف التهريب باءت بالفشل

مسيرة أردنية تحمل كاميرا لمراقبة عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود (أ ف ب)

ملخص

مع تصاعد تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن زاد الحديث عن احتمال أن تدعم أميركا جهود عمان لوضع حد لهذه المشكلة.

تصاعدت حرب المخدرات التي يخوضها الأردن ضد أباطرة التهريب من الجانب السوري مع تطور نوعي لافت وخطر تمثل في إسقاط الجيش الأردني طائرات مسيّرة عدة بعضها يحمل متفجرات خلال الأيام الماضية.

بموازاة ذلك، تحدثت تقارير صحافية أميركية عن احتمال مشاركة الولايات المتحدة للأردن في حربه ضد المخدرات، لكن تحت مظلة التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات، خصوصاً مع رصد الجيش الأردني أكثر من 160 شبكة في سوريا تعمل على تهريب المخدرات إلى دول الجوار.

وقال موقع "ذا هيل" الأميركي إن الاجتماع الأمني الذي جرى نهاية يوليو (تموز) الماضي بين مسؤولين أردنيين وسوريين جاء متأخراً للغاية في ضوء إنتاج المخدرات المستمر وتهريب الكبتاغون من سوريا، موضحاً أن نظام بشار الأسد لم يف بتعهداته للدول العربية وفق مبادرة "خطوة مقابل خطوة".

ووفق الإعلام الأميركي فإن الاجتماع الأمني هو الأرفع والأهم منذ أعوام، وضم قائد الجيش الأردني ووزير الدفاع السوري، إضافة إلى رؤساء الاستخبارات في البلدين، لكنه خرج بنتيجة مفادها بأن نظام الأسد لم يفعل ما يكفي لتحقيق محاربة المخدرات.

وأوضح "ذا هيل" أنه من المستبعد أن يمنع نظام الأسد إنتاج المخدرات وتصديرها لأن ذلك يمثل شرياناً حيوياً له ومصدر دخل مهماً، بالتالي فإن على الولايات المتحدة أخذ دورها في هذه المعركة.

وعلى رغم تغيير الأردن لقواعد الاشتباك مع مهربي المخدرات منذ العام الماضي وتوجيه ضربات لمصانع ومعامل في العمق السوري وإسقاط طائرات مسيّرة، إلا أن الضرر لم يتوقف، فبعد أن ظلت عمان لسنوات طويلة مجرد محطة عبور للمخدرات إلى دول مجاورة، باتت المشكلة محلية وتنتشر بشكل مخيف، بخاصة حبوب الكبتاغون، إذ أعلنت مديرية الأمن العام الأردنية إلقاء القبض على أكثر من ألف تاجر ومروج للمخدرات الشهر الماضي.

وحتى اللحظة يقتصر دور الولايات المتحدة في حربها ضد تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن على فرض وزارة الخزانة عقوبات على عدد من الشخصيات السورية المتورطة، كما وقع الرئيس جو بايدن العام الماضي موازنة الدفاع الأميركية، متضمنة قانون مكافحة المخدرات التي يديرها النظام السوري، فضلاً عن اتفاق مشترك وقع في 2022 لمكافحة المخدرات بين واشنطن وعمان.

ولم تصدر أي إشارة من الجيش الأميركي الذي ينشر قواعد له جنوب سوريا إلى تدخل محتمل في الحرب ضد المخدرات، لكن مراقبين يتحدثون عن تحركات عسكرية أميركية غير مفهومة خلال الأيام الماضية.

معدات ومساعدات أميركية

المتخصص في الشأن العسكري اللواء السابق في الجيش الأردني مأمون أبو نوار قال في حديث إلى "اندبندنت عربية" إن وجود مشاركة فعلية للقوات الأميركية في الحرب ضد تهريب المخدرات عبر قاعدة "التنف" الموجودة على الأرض السورية، يمكن أن يسهم في ضربات استباقية استخبارية.

ورأى أن النظام السوري لن يتوقف عن دعم تهريب المخدرات لأنه يوجه من خلالها رسائل سياسية إلى دول الجوار والولايات المتحدة بهدف وقف عقوبات "قيصر" والحصول على دعم دولي لإعادة الإعمار.

ووصف ما يحدث بأنه "ابتزاز سياسي"، موضحاً أن الأردن في حاجة لدعم من حلفائه ولجهد دولي وإقليمي لأن مشكلة تهريب المخدرات السورية لم تعد أردنية، بل طاولت أمن المنطقة كلها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفسر أبو نوار أي مشاركة أميركية في حرب بلاده ضد تهريب المخدرات بأنه يأتي امتداداً لاتفاق الدفاع المشترك بين واشنطن وعمان الذي وقع عام 2021 وينص على وجود قوات أميركية على الأراضي الأردنية بهدف مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة وتعزيز استقرار هذا البلد العربي.

وتابع، "القوات الأميركية في الأردن موجودة في 12 قاعدة عسكرية، لكن أعتقد بأن مشاركة واشنطن في الحرب على الإرهاب والمخدرات ستكون من خلال تقديم معدات متطورة للكشف المبكر عن شبكات التهريب وأداوتها، بخاصة الطائرات المسيّرة والسيطرة عليها، إضافة إلى تدريبات وتمويلات مالية، أما توجيه ضربة عسكرية مباشرة، فهو مستبعد بسبب الوجود الإيراني وتعقيدات المشهد السوري".

مناطق عازلة

وتحدثت مصادر مقربة من الحكومة الأردنية في تصريح خاص عن إمكان مطالبة عمان الجانبين الأميركي والروسي مستقبلاً بتأمين مناطق عازلة ضمن المناطق الحدودية مع سوريا في حال استمر تهريب المخدرات.

لكن المتخصص في الشأن السوري صلاح ملكاوي رجح أن يكون الحديث عن مشاركة أميركية في الحرب الأردنية على تهريب المخدرات مرتبطاً بالمناورات العسكرية التي ستجري في مايو (أيار) المقبل بالأردن تحت عنوان "الأسد المتأهب" والتي تتضمن في أحد فصولها مواجهة خطر التهريب.

ولا يعتقد ملكاوي بأن تكون الولايات المتحدة معنية حالياً بفتح جبهات عسكرية جديدة، على رغم الإشارات السلبية من النظام السوري التي توحي برغبته في التصعيد للهرب من استحقاقات سياسية وأمنية فرضتها عليه القمة العربية الأخيرة في جدة.

وتوقع أن يتزايد حجم تهريب المخدرات والأسلحة من قبل الجانب السوري، بخاصة بعد التطور الأمني الخطر والمتمثل في إسقاط طائرة مسيّرة محملة بمواد متفجرة "TNT"، الأمر الذي سيفرض مساهمة نوعية من قبل القوات الأميركية استخبارياً وعملياتياً في مواجهة تهريب المخدرات السورية عبر الأراضي الأردنية.

وقال إن قواعد الاشتباك الأردنية الحالية كافية ومناسبة وإن المملكة تدرك وجود مساع لجرها نحو واقع جديد في الأزمة السورية، بينما تعمل على إقامة الحجة على نظام الأسد عبر ملفات سياسية وأمنية.

طلب أردني صريح

وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني طلب من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مساعدة بلاده في حربها على المخدرات التي تخوضها على طول الحدود البرية مع سوريا خلال زيارة أوستن الأخيرة إلى عمان في مارس (آذار) الماضي لتفقد القوات الأميركية.

وحمل العاهل الأردني خلال زيارة أوستن إلى عمان، الميليشيات المدعومة من إيران المسؤولية عن تهريب المخدرات على الحدود، وفق ما صدر عن الديوان الملكي في حينه.

وتطالب عمان واشنطن بمزيد من المساعدات العسكرية بهدف تعزيز أمن حدودها مع سوريا، على رغم تقديم الولايات المتحدة منذ بداية الأزمة السورية في 2011 نحو مليار دولار لإنشاء مراكز حدودية بين البلدين.

المزيد من متابعات