ملخص
تشن أوكرانيا منذ أشهر هجمات بمسيرات في عمق الأراضي الروسية، من بينها مسيرتان أسقطتهما الدفاعات الروسية قرب الكرملين في مايو (أيار).
أعلنت أوكرانيا اليوم الأربعاء أن الضربات الروسية على موانئها البحرية والنهرية دمرت 270 ألف طن من الحبوب خلال شهر، وقال وزير البنى التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف عبر وسائل التواصل الاجتماعي "تقصف روسيا بشكل منهجي خزانات ومستودعات حبوب لوقف الصادرات الزراعية".
وأضاف "في المجموع أدت الهجمات على الموانئ في غضون شهر إلى تدمير 270 ألف طن من الحبوب"، ومنذ انهيار اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود في يوليو (تموز) قصفت روسيا موانئ أوكرانية على البحر وعلى نهر الدانوب.
وأوضح كوبراكوف أنه في الليلة الماضية وحدها تسبب قصف في خسارة ميناء إزمايل 15 في المئة من قدرته على التصدير، فيما خسر ميناء ريني 35.000 طن من الحبوب، وأكد أن "هذا ثامن هجوم على منشآت مرفئية منذ انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب".
مسيرات فوق موسكو
أسقطت الدفاعات الجوية الروسية طائرة مسيرة فوق منطقة موسكو وأخرى فوق المدينة، وفق ما أفاد به رئيس بلدية موسكو بوقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، في سادس ليلة من الهجمات على العاصمة الروسية.
وقال سيرغي سوبيانين على تطبيق "تيليغرام"، "الليلة أسقط الدفاع الجوي طائرة مسيرة فوق موجيسكي في منطقة موسكو. الطائرة المسيرة الثانية هاجمت مبنى قيد الإنشاء في المدينة"، وأشار إلى عدم تسجيل أية إصابات، وفق التقارير الأولية.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن دوي انفجار سمع في حي الأعمال بموسكو اليوم الأربعاء وشوهد دخان في المنطقة.
كان مبنى في تلك المنطقة الواقعة بوسط العاصمة، على بعد خمسة كيلومترات من الكرملين، أصيب في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية صباح السبت الماضي.
ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن خدمات الطوارئ قولها إن أحد المباني قيد الإنشاء في حي الأعمال تعرض لأضرار طفيفة، وقالت الوكالة إن مطارات موسكو علقت الرحلات الجوية اليوم الأربعاء، وأضافت نقلاً عن هيئة الطيران أن حركة الملاحة الجوية توقفت في مطارات فنوكوفو وشيريميتييفو ودوموديدوفو في موسكو.
وتتبادل موسكو وكييف الهجمات بالطائرات المسيرة بشكل منتظم، مع تزايد الغارات التي تستهدف الأراضي الروسية.
أميركا لا تشجع الضربات داخل روسيا
من جانبه قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن بلاده لا تشجع أو تتيح القدرة على شن هجمات داخل روسيا، وأضاف المتحدث أن الأمر متروك لكييف لتختار كيف تدافع عن نفسها في مواجهة الهجوم الروسي، مشيراً إلى أن بوسع موسكو إنهاء الحرب في أي وقت وذلك بالانسحاب من أوكرانيا.
اعتراض طائرتين مسيرتين فوق البحر الأسود
وأعلنت موسكو أمس الثلاثاء أنها دمرت سفينتين حربيتين أوكرانيتين في البحر الأسود، في أحدث مواجهة في الممر المائي منذ انسحاب موسكو من اتفاق مهم لتصدير الحبوب الأوكرانية.
وتصاعدت الهجمات من الجانبين في البحر الأسود منذ انسحبت روسيا في يوليو (تموز) من اتفاق برعاية الأمم المتحدة أتاح تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر آمن، وسبق أن قصفت روسيا بنى تحتية لمرافئ أوكرانية في البحر الأسود وعلى نهر الدانوب، فيما هاجمت أوكرانيا سفناً روسية في مياهها وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
وقالت وزارة الدفاع الروسية على تطبيق "تيليغرام" إن طائرة سوخوي إس يو-30 تابعة لها دمرت "زورق استطلاع" تابعاً للقوات المسلحة الأوكرانية في "منطقة مرافق لإنتاج الغاز الروسي في البحر الأسود".
ولم يكشف البيان عن أي تفاصيل بشأن نوع الزورق الذي دمر أو مكان الهجوم الذي يأتي بعد وصول أول سفينة شحن مدنية أبحرت في البحر الأسود من أوكرانيا إلى اسطنبول في تحد للحصار الروسي، وفي وقت لاحق تحدثت الوزارة عن تدمير زورق ثان قائلة على "تيليغرام"، "قرابة الساعة 11:00 صباحاً (08:00 توقيت غرينتش) شرق جزيرة الأفعى، دمرت طائرة تابعة للقوات المسلحة الروسية زورقاً سريعاً أميركي الصنع طراز ويلارد سي فورس كانت على متنه مجموعة إنزال تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية"، وكانت موسكو أعلنت الشهر الماضي أنها ستتعامل مع أية سفينة تقترب من أوكرانيا في البحر الأسود بوصفها سفينة شحن عسكرية محتملة عقب انهيار اتفاق الحبوب.
إسقاط مسيرتين أوكرانيتين
وليل أول من أمس الإثنين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أسقطت مسيرتين أوكرانيتين فوق البحر الأسود على مسافة 40 كيلومتراً شمال غربي شبه جزيرة القرم، ولاحقاً أعلنت الوزارة نشر مقاتلتين لاعتراض مسيرتين فوق البحر الأسود، من دون تحديد الجهة التي تتبعان لها.
يأتي ذلك في وقت أقيمت جنازات لضحايا الهجوم الصاروخي الروسي السبت الماضي على مسرح في مدينة تشيرنيغيف في شمال أوكرانيا، واستهدفت منطقة موسكو بضربات بمسيرات أوكرانية لليلة الخامسة على التوالي، بحسب ما أعلنت السلطات الروسية في ساعة مبكرة أمس الثلاثاء.
وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية مسيرتين هجوميتين في منطقتي كراسنوغورسك وتشاستسي، بحسب ما أعلن رئيس بلدية موكسو سيرغي سوبيانين على "تيليغرام".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجوم لم يتسبب بوقوع إصابات، غير أن مطارات فنوكوفو وشيريميتييفو ودوموديدوفو علقت رحلاتها الجوية لفترة وجيزة، بحسب ما ذكرت وكالات أنباء روسية.
وأسقطت مسيرتان أوكرانيتان أخريان فوق منطقة بريانسك قرب الحدود الأوكرانية في ساعة مبكرة الثلاثاء، على ما ذكرت وزارة الدفاع الروسية على "تيليغرام"، مؤكدة عدم وقوع إصابات.
من جانبه تحدث حاكم بريانسك ألكسندر بوغوماز عن محاولة اختراق على الحدود بقوله "اليوم حاول مخربون أوكرانيون اختراق حدود البلاد في منطقة كليموفسكي"، مشيراً إلى أن عديداً من الأجهزة الأمنية، بما فيها جهاز الأمن الفيدرالي، صدت الهجوم.
وتشن أوكرانيا منذ أشهر هجمات بمسيرات في عمق الأراضي الروسية، من بينها مسيرتان أسقطتهما الدفاعات الروسية قرب الكرملين في مايو (أيار).
وأعلنت موسكو الإثنين أن تلامذة المدارس الثانوية في روسيا سيتدربون على تسيير مسيرات قتالية، اعتباراً من العام الدراسي الجديد الذي يبدأ في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وأظهر برنامج نشرته وزارة التعليم أن الشبان الروس سيتمكنون من التعرف على "وسائل الاستخدام العسكري للمسيرات"، أو حتى طريقة "تنفيذ مهمات الاستطلاع باستخدام مسيرة"، وأعلنت موسكو في نوفمبر (تشرين الثاني) أن "إدخال مثل هذه المادة إلى المدارس سيسمح بالإعداد المنهجي للمواطنين لمواجهة محتملة مع العدو".
مكاسب أوكرانية محدودة
تأتي موجة الهجمات بمسيرات في روسيا بينما أعلنت القوات الأوكرانية تقدمها في قرية روبوتين على الجبهة الجنوبية وإجلاء مدنيين في عربات مدرعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار على منصات التواصل الاجتماعي إن "الروس يواصلون قصف روبوتين بالمدفعية"، وحققت أوكرانيا مكاسب محدودة في مسعاها إلى إخراج القوات الروسية من أراضيها، وناشدت حلفاءها تقديم مزيد من الدعم العسكري.
وضمن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تزويد قواته بأكثر من 40 طائرة مقاتلة إف-16، وذلك خلال جولة شملت هولندا والدنمارك واليونان، فيما قالت أثينا إنها ستساعد في تدريب طيارين أوكرانيين.
سعى زيلينسكي طوال أشهر للحصول على هذه الطائرات المتطورة لتعزيز سلاح الجو الأوكراني العائد للحقبة السوفياتية، بالتزامن مع الهجوم المضاد الأوكراني ضد القوات الروسية في الشرق.
"نتحدى المألوف"
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني أمس الثلاثاء إن مجرد إثبات أوكرانيا قدرتها على صد "العدو الروسي" الأفضل تسليحاً والأكثر عدداً يمثل تقدماً في هجومها المضاد، وتواجه القوات الأوكرانية حقول ألغام وخنادق روسية على نطاق واسع في الهجوم المضاد الذي بدأ مطلع يونيو (حزيران)، وقال مسؤول أميركي الأسبوع الماضي إن كييف لن تتمكن على الأرجح من استعادة مدينة ميليتوبول الاستراتيجية في الجنوب.
لكن ماليار لم تبال بأي تلميح إلى أن التقدم الذي أحرزته كييف كان بطيئاً للغاية، وقالت إن "أوكرانيا تحدت فعلياً السائد عسكرياً بمهاجمتها عدواً يتمتع بتفوق عددي في القوة البشرية والسلاح".
وقالت ماليار لـ"رويترز" في مقابلة "لا يصح قياس هذا التقدم بالأمتار أو الكيلومترات، المهم هو أننا على رغم من كل شيء، نحرز تقدماً حتى لو كان لدينا عدد أقل من الأفراد والأسلحة".
وأضافت أنه لا علم لها بأي ضغوط غربية على الجيش الأوكراني للإسراع بالعمليات، وشككت في فكرة أن هناك إيقاعاً "صحيحاً" عالمياً.
وسلطت ماليار الضوء على الاستنزاف الطاحن في الحرب، خصوصاً في شرق أوكرانيا، قائلة إن القوات الروسية المتفوقة جوياً أيضاً، بوسعها إطلاق ما بين 400 ألف إلى 500 ألف قذيفة مدفعية كل أسبوع، أي نحو 10 أمثال ما تستطيعه أوكرانيا.
وأقرت بالدور الحيوي للمساعدات العسكرية الغربية في الحرب قائلة "من نافلة القول إن التكافؤ معهم (الروس) يحتاج إلى هذه المساعدة"، واستعادت أوكرانيا المسلحة بدبابات ومركبات مشاة قتالية غربية مجموعة من القرى، لكن ذلك لم يشمل تجمعات سكانية أكبر، وقد يؤدي بداية المناخ الماطر والبارد اعتباراً من شهر أكتوبر (تشرين الأول) إلى تعقيد العمليات في ساحة المعركة.
دهم مراكز تجنيد تابعة للجيش الأوكراني
دهمت السلطات الأوكرانية أمس الثلاثاء أكثر من 200 مركز للتجنيد العسكري في البلاد للقضاء على منظومة فساد تتيح للمجندين الفرار من الجيش، وقالت النيابة الأوكرانية عبر "تيليغرام" إن "قوات الأمن عثرت على منظومات فساد واسع النطاق في كل مناطق البلاد تقريباً حالياً، إذ يتم تنفيذ أكثر من 200 عملية دهم بشكل متزامن".
وأوضحت أن المحققين يشتبهون في "تورط مسؤولين داخل مراكز التجنيد العسكرية ومسؤولين عن الفحوص الطبية والاجتماعية"، ويلفت التحقيق إلى أن "مسؤولين ساعدوا أوكرانيين في الحصول على شهادات إعاقة أو ليتم الاعتراف بعجزهم عن الخدمة موقتاً، مما سمح لهم بتأخير الخدمة العسكرية أو تجنبها" في مقابل دفع رشى، بحسب ما أوردت النيابة.
وكان الرئيس الأوكراني أقال جميع المسؤولين الإقليميين عن التجنيد العسكري في مطلع أغسطس (آب) الجاري، متحدثاً عن نظام يسمح بنقل مجندين بشكل غير قانوني "إلى الجانب الآخر من الحدود".
وتابع أن التجنيد العسكري يجب أن ينظمه "جنود كانوا على الجبهة أو لم يعودوا قادرين على البقاء في الخنادق لأن صحتهم لا تسمح بذلك أو باتوا معوقين"، وفي نهاية يوليو (تموز) الماضي أعلنت السلطات الأوكرانية اعتقال مفوض سابق في الجيوش كان مكلفاً عملية التعبئة للاشتباه في أنه اشترى فيلا في إسبانيا بـ4 ملايين يورو خلال الحرب الروسية على بلاده.
ولم تفصح كييف عن خسائرها منذ بدء الحرب في فبراير (شباط) 2022، وتعتبر محاربة الفساد المستشري في أوكرانيا التي كانت من أفقر دول أوروبا حتى قبل الحرب الروسية من بين شروط الاتحاد الأوروبي للحفاظ على ترشح كييف لعضويته.
المعركة في أوكرانيا "دينامية"
وصف البيت الأبيض أمس الثلاثاء الأوضاع في ساحة المعركة في أوكرانيا بأنها "دينامية"، وذلك على خلفية تقارير صحافية نقلت عن مسؤولين أميركيين وغربيين قلقهم إزاء بطء تقدم الهجوم الأوكراني المضاد.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان رداً على سؤال طرحه صحافي "كلا، لا نقيم النزاع على أنه يشهد مراوحة"، واصفاً الأوضاع بأنها "دينامية" مع انهماك القوات الروسية والأوكرانية على السواء بعمليات دفاعية وهجومية في آن واحد، بحسب مواقع وجودها على الجبهة المترامية الأطراف، مضيفاً أن الولايات المتحدة لا ترى أن الصراع وصل إلى طريق مسدود.
وتحدث سوليفان عن هجمات روسية في أماكن معينة وهجمات أوكرانية في أماكن أخرى، مضيفاً "أوكرانيا أيضاً تحقق مكاسب"، واصفاً الهجوم الأوكراني المضاد بأنه منهجي ومتأقلم مع التحديات، وقال إن القادة العسكريين الأوكرانيين عليهم أن يقاتلوا "بشكل مستدام" لكي يتمكنوا من الضغط على القوات الروسية على المدى الطويل.
وشدد على أن الولايات المتحدة ملتزمة دعم كييف في القتال، لكنه لم يشأ إطلاق تكهنات حول ما ستثمره الجهود الأخيرة.
وأكد وجوب مواصلة إمداد أوكرانيا بـ"العناصر الأساسية دفاعياً وهجومياً، خصوصاً بذخيرة المدفعية والقدرات التنقلية التي تحتاج إليها لتمكينها من الحفاظ على مواقع والسيطرة على مواقع" جديدة.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي "لا يمكنني إطلاق تكهنات حول ما ستؤول إليه الأمور في هذه الحرب"، لكنه أكد أن الولايات المتحدة "مستمرة بدعم أوكرانيا في هجومها المضاد".
روسيا قد تضم الإقليمين الانفصاليين في جورجيا
وقال مكتب المدعي العام في أوكرانيا مساء الثلاثاء إن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب اثنان نتيجة قصف روسي لقرى عدة في منطقة دونيتسك، وأضاف أن الأشخاص الثلاثة، وهم امرأتان ورجل، قتلوا في قرية تورسكي نحو الساعة (15:50 بتوقيت غرينتش)، ولم يقدم المكتب تفاصيل أخرى عن الهجوم.
من جهته قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن بلاده قد تضم إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين في جورجيا.
وكتب في مقالة نشرتها صحيفة "أرغومنتي إي فاكتي" الروسية مساء أمس الثلاثاء "فكرة الانضمام إلى روسيا لا تزال تحظى بشعبية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية"، وأضاف "من الممكن جداً تنفيذها إذا كانت هناك أسباب وجيهة لذلك".