فيما تتواصل قمة مجموعة "بريكس" في دورتها الـ15، التي تستضيفها مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، حيث تسعى دولها الأعضاء الخمس (البرازيل ورسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) لتعزيز حضورها كقوة تواجه الهيمنة الغربية على الشؤون الدولية، تتباين آراء المتابعين والمراقبين للنتائج المرتقبة من القمة، لا سيما على صعيد ملفي تقليص الاعتماد على الدولار في التجارة الدولية، وتوسيع العضوية في التكتل الذي يجمع أكبر الاقتصادات الناشئة حول العالم.
يقول أحمد المشطاوي، المحلل السياسي المقيم في جنوب أفريقيا، "يمثل انعقاد قمة بريكس أهمية خاصة لجنوب أفريقيا والقارة السمراء بشكل عام". مضيفاً، " منذ أشهر معدودة وتحديداً في يونيو (حزيران) الماضي كان هناك انعقاد لقمة مصغرة في كيب تاون الجنوب أفريقية على مستوى وزراء خارجية التكتل و10 دول أخرى على رأسها السعودية والإمارات، مثلت تمهيداً لقمة جوهانسبرغ، وتجلت في عديد من الإشارات، لا سيما على مستوى توسيع عضوية التكتل وفتح الباب أمام انضمام أعضاء جدد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتابع المشطاوي، "في ظل الظروف والتحديات التي يشهدها العالم تأتي أهمية انعقاد قمة بريكس، لمناقشة مستقبلها، بخاصة مع دعوة أكثر من 40 دولة لهذه القمة، فضلاً عن احتمالية انضمام 23 دولة، وهو ما سيجعل هناك مستقبلاً أقوى وأكبر لبريكس، وبالتبعية تمثل تهديداً للهيمنة الغربية على العالم والشرق الأوسط والدول الأفريقية بشكل خاص".
ويمضي المشطاوي، "هناك مخرجات مرتقبة من هذه القمة كلنا في انتظارها، لا سيما مع تركيز النقاشات على التعاون الاقتصادي لمجموعة قمة بريكس، وحال توسيع العضوية سيكون هناك إثراء للموضوع".
ووفق المشطاوي، فإن انضمام أعضاء جدد، لا سيما السعودية التي تعد إحدى أبرز الدول القريبة للانضمام، سيمثل ثقلاً مهماً لـ"بريكس"، لا سيما أن هناك تقديرات تتحدث عن انضمام الرياض، ومن شأن ذلك أن يرفع حجم اقتصاد التكتل بأكثر من 1.1 تريليون دولار، بعد أن وصلت مساهمة "بريكس" إلى 31.5 في المئة من الاقتصاد العالمي مقابل 30.7 في المئة لمجموعة السبع الصناعية الكبرى.
لكن أمام الملفات الجادة الراغبة في الانضمام لـ"بريكس"، يقول المشطاوي، إن هناك "من بين الدول التي تسعى للانضمام ليس هدفها إنجاح قمة بريكس، لكن ربما الاطلاع على السياسات الداخلية للقمة، وربما تخفيض الأصوات التي من شأنها دعم مسار الوصول إلى عملة موحدة لدول قمة بريكس، وهذا أكبر تحد للعملة الأميركية (الدولار) على مستوى العالم، وهو التخوف الحقيقي الذي تخشاه واشنطن، إذا جرى تخفيض التعامل بالدولار أو تغييره نهائياً".
ويتابع المشطاوي، "بعض الدول ترغب في الانضمام، لكن لديها تحديات داخلية اقتصادية وسياسية وداخلية، ولا ندري ماذا سيكون الموقف منها، لكن ننتظر ما ستتوصل إليه القمة الحالية من شروط ومعايير محددة لقبول أي أعضاء جدد". مشيراً في الوقت ذاته إلى أن العالم أمام "بزوغ قوى عالمية جديدة، تضاهي في قوتها الاقتصادية القوى الغربية، وهو ما يثير بالطبع حفيظة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وتمثل بلدان "بريكس"، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ما مجموعه نحو 42 في المئة من سكان العالم، و24 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و18 في المئة من التجارة العالمية، وتأتي القمة الراهنة في وقت أبدى فيه مزيد من الدول اهتماماً بالانضمام إلى التكتل قبيل قمته التي تستضيفها جوهانسبرغ وتستمر ثلاثة أيام.