ملخص
قال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي إن الدعوة إلى هذا المؤتمر جاءت مشتركة من مصر والأمم المتحدة، بهدف "تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية الراهنة في قطاع غزة، فضلاً عن دعم جهود التعافي المبكر".
دعا مشاركون في مؤتمر بالقاهرة اليوم الإثنين إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية للوضع في غزة، وممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل لفتح المعابر المؤدية إلى القطاع وتشغيلها بطاقتها الحقيقية.
وتستضيف العاصمة المصرية مؤتمراً دولياً لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة على المستوى الوزاري، بمشاركة من الأمم المتحدة وممثلين عن منظمات دولية وحضور رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى.
وقال مصطفى في كلمته "نشهد في قطاع غزة تجويعاً متعمداً وممنهجاً واسع النطاق، ليس بسبب شح المساعدات، بل نتيجة منع دخولها وإعاقة عمل المنظمات والطواقم الإنسانية".
وأضاف "يشكل هذا المؤتمر المهم فرصة مناسبة لإعادة التأكيد على رفضنا لاستمرار احتلال قطاع غزة واستمرار إغلاق معابره المختلفة، أو تقليص جغرافية أو ديموغرافية قطاع غزة، أو أيا من أرض وإقليم دولة فلسطين".
وحث على دعم وتعزيز دور منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قائلاً إن "دور ’أونروا‘ في الأراضي الفلسطينية غير قابل للاستبدال أو التقويض"، وإن لها "دوراً محورياً في مرحلة ما بعد الحرب "كما كان لها دور محوري خلال 75 عاماً في حماية وإغاثة لاجئي فلسطين بناء على قرار الأمم المتحدة رقم 194".
وتسببت الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في خروج غالب مستشفيات غزة عن الخدمة، وحولت مساحات واسعة من القطاع إلى أنقاض.
من جانبه قال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي إن الدعوة إلى هذا المؤتمر جاءت مشتركة من مصر والأمم المتحدة، بهدف "تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية الراهنة في قطاع غزة، فضلاً عن دعم جهود التعافي المبكر".
وأضاف أن الهجوم المستمر على القطاع منذ أكثر من عام "خلف حجماً هائلاً وغير مسبوق من الدمار الذي يحتاج إلى عقود من الزمن لإصلاحه"، مما يتطلب إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة بصورة فورية ومستدامة، وتنفيذ خطط للتعافي المبكر من خلال تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية من غذاء وماء ومأوى ورعاية صحية.
وتابع قائلاً "يشجع الداعون إلى هذا المؤتمر جميع الوفود المشاركة على إعلان تقديم الدعم اللازم لأهل غزة، وإعلان تعهدات مالية ملائمة وقابلة للتنفيذ الفوري لإنقاذهم (السكان) من الكارثة الإنسانية التي يتعرضون لها في القطاع، وبما يمهد الطريق أمام التعافي المبكر ثم إعادة الإعمار، حتى لا نخذلهم إنسانياً كما خذلناهم سياسياً".
ودعا عبدالعاطي المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بتحمل مسؤولياتها التي يحددها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، "باعتبارها سلطة احتلال" مع الضغط عليها لفتح المعابر وتشغيلها بطاقتها الحقيقية.
وأشار إلى أن مصر مستعدة لإدخال أعداد كبيرة من الشاحنات يومياً إلى قطاع غزة، "بمجرد أن تسمح الظروف الميدانية اللازمة لضمان النفاذ الآمن للمساعدات، وتوفير المناخ الآمن لعمل وكالات الإغاثة".
وحذر وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا خلال كلمته أمام المؤتمر من خطورة ازدواجية المعايير على صدقية المنظومة الدولية، وندد بمساعي إسرائيل لحظر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بما ينتهك القوانين الدولية.
من جانبها أكدت أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أن ما يصل إلى غزة من مساعدات "غير مستقر وغير مستدام، ولا يفي بالحاجات الملحة على الإطلاق".
وقالت إن المجاعة أصبحت "أمراً محققاً الآن، فغزة بها أعلى نسبة أطفال يعانون سوء التغذية في العالم، كثيرون يفقدون أطرافهم ويخضعون لجراحات من دون تخدير، وهذه كلها انتهاكات وفق القانون الدولي"، ونددت بمقتل أكثر من 215 من العاملين لدى "أونروا" خلال الحرب.
وبجانب الوفود الرسمية المشاركة من دول عربية وغربية، يشارك في المؤتمر ممثلون عن منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وفي السياق، أفاد قياديان في حركة "حماس" اليوم الإثنين أن وفدا قيادياً من الحركة التقى مسؤولين في الاستخبارات العامة المصرية مساء أمس الأحد في القاهرة، وناقش معه سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
كما التقى الوفد الذي يترأسه القيادي في الحركة الفلسطينية خليل الحية، وفداً من حركة "فتح" كان في زيارة القاهرة وبحث معه في "إدارة قطاع غزة" بعد انتهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 13 شهراً بين إسرائيل و"حماس".
وقال قيادي في "حماس" إن الوفد القيادي الذي وصل إلى القاهرة أول من أمس السبت اجتمع مع رئيس الاستخبارات العامة بمصر اللواء حسن رشاد ومسؤولين في مقر الاستخبارات أمس الأحد، و"تمت مناقشة السبل لوقف الحرب والعدوان، وإدخال المساعدات إلى غزة وفتح معبر رفح" الحدودي بين القطاع المحاصر ومصر.
وأكد أن "حماس"، "لم تتلق أي عروض أو اقتراحات جديدة في شأن وقف إطلاق النار أو صفقة تبادل للأسرى على رغم أن جهود الوسطاء متواصلة".
وتقود مصر مع قطر والولايات المتحدة وساطة بين إسرائيل و"حماس" من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، لكن كل المحاولات باءت بالفشل حتى الآن، وأعلنت الدوحة في نوفمبر (تشرين الثاني) تعليق وساطتها إلى حين "توافر الجدية اللازمة" من الطرفين في المفاوضات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال القيادي في "حماس"، "لا توجد حتى الآن إرادة سياسية لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى"، مضيفاً أن "حماس" جاهزة بناء على "الثوابت التي حددتها فصائل المقاومة".
وكرر هذه "الثوابت" على أنها "الانسحاب العسكري الإسرائيلي من القطاع وعودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الأسرى سواء دفعة واحدة أم على مرحلتين، وإدخال المساعدات بصورة فورية والإعمار".
وكانت إسرائيل تتمسك في آخر مواقفها من الهدنة بالإبقاء على وجود عسكري في محورين استراتيجيين في القطاع.
وقال القيادي في "حماس" إن الحركة "أكدت مجدداً أنها منفتحة لمناقشة أي أفكار أو اقتراحات، وأنها معنية بوقف الحرب والعدوان والتوصل إلى اتفاق يضمن تنفيذ هذه الثوابت".
وقال قيادي آخر في "حماس" إن "مصر وقطر وتركيا تبذل جهوداً كبيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى، لكن نتنياهو ما زال حتى اليوم يعطل"، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني "ينتظر ضغطاً أميركياً ودولياً على نتنياهو لوقف حرب الإبادة والتوصل إلى اتفاق كما حدث في لبنان"، في إشارة إلى اتفاق وقف النار بين إسرائيل و"حزب الله" الأسبوع الماضي.
وكان البيت الأبيض أعلن الأربعاء الماضي أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً دبلوماسية جديدة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار والاتفاق على إطلاق الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، بمساعدة تركيا وقطر ومصر. من جهة أخرى أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين مقتل أحد عسكريه إبان هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأن جثته لا تزال محتجزة في قطاع غزة.
وقال الجيش في بيان إن "النقيب عومر مكسيم نيوترا سقط واحتجزته منظمة إرهابية كرهينة"، مشيراً إلى أنه كان يبلغ الـ21 لدى مقتله.
من جانبه، نعى منتدى عائلات الرهائن والمفقودين نيوترا، وأشار إلى أنه ولد في الولايات المتحدة قبل أن ينتقل إلى إسرائيل وينضم إلى الجيش، وأوضح "صباح اليوم أبلغت عائلته بوفاته في السابع من أكتوبر".
كما نعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "بطلاً من سلاح المدرعات"، مؤكداً أن إسرائيل "لن ترتاح" حتى استعادة جثمانه ليدفن في بلاده.
واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 تسبب بمقتل 1207 أشخاص معظمهم مدنيون، بحسب تعداد يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وخطف أثناء الهجوم 251 شخصاً من داخل الدولة العبرية، لا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع، بينهم 34 شخصاً أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قتلوا.
وتنفذ إسرائيل منذ ذلك الوقت رداً على الهجوم قصفاً مدمراً وعمليات عسكرية في القطاع تسببت في مقتل 44466 شخصاً في غزة غالبيتهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها "حماس" وتعتبرها الأمم المتحدة ذات صدقية.
من جهة ثانية قال القيادي الثاني في "حماس" إن وفد الحركة التقى أيضاً وفداً قيادياً من حركة "فتح" بقيادة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عزام الأحمد، "وبحث معه ترتيبات الوضع الفلسطيني الداخلي وإدارة قطاع غزة حال انتهاء الحرب".
وذكر أن المناقشات مع فتح تجري "برعاية مصرية"، و"تركزت على تشكيل اللجنة الإدارية المستقلة لإدارة القطاع والإشراف على المساعدات والمعابر والإعمار، بالتوافق مع كل الفصائل الفلسطينية".
وأكد عضو الهيئة القيادية العليا لحركة "فتح" في غزة جمال عبيد في اتصال هاتفي حصول اللقاء، معتبراً أن اللقاءات بين الحركتين "مهمة من أجل ترتيب البيت الفلسطيني".
ومنذ الاقتتال بين الحركتين الفلسطينيتين في عام 2007، تاريخ سيطرة "حماس" على قطاع غزة بعد طرد حركة "فتح" منها، لم تنجح جولات عدة من الحوار رعتها خصوصاً مصر ودول أخرى، في إنهاء الانقسام بينهما.