Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمطار توقف القتال في الخرطوم والمعارك تعود إلى كردفان

المتحدث باسم الجيش: "قوات الفرقة الخامسة مشاة بالأبيض اشتبكت مع الميليشيات المتمردة وأجبرتهم على الفرار"

ملخص

قال شهود إن قتالاً عنيفاً دار في الجهة الغربية من مدينة الأبيض عاصمة ولاية كردفان باستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة

ساد الهدوء النسبي، أمس الأربعاء، جبهات القتال المختلفة في مدن العاصمة السودانية الثلاث، الخرطوم وأم درمان وبحري، نتيجة لهطول الأمطار، بعد اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حول سلاح المدرعات جنوب العاصمة، بينما تجدد القتال بين الطرفين في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بعد توقف للمعارك قرابة الشهر.

وبحسب بيان للمتحدث باسم الجيش، فإن "قوات الفرقة الخامسة مشاة بالأبيض اشتبكت مع الميليشيات المتمردة التي حاولت التسلل إلى غرب المدينة، وأجبرتهم على الفرار بعد أن دمرت للعدو أربع عربات قتالية وتسلمت عدداً آخر وأوقعت بين صفوفهم قتلى وجرحى".

ونوه البيان إلى أن قوات "الدعم السريع" قامت بقصف مكثف على أحياء المدينة ما أدى إلى مصرع وإصابة عدد كبير من المواطنين.

وقال شهود، إن قتالاً عنيفاً دار في الجهة الغربية من مدينة الأبيض باستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة، حيث سمعوا دوي الرصاص والقذائف الني سقطت في بعض أحياء المدينة، فيما أغلقت المحال التجارية في السوق المركزية، وتواصلت حركة النزوح من المناطق التي شهدت اشتباكات، بخاصة الأحياء الجنوبية والغربية من المدينة، ما أدى لزيادة عدد مراكز الإيواء من 18 إلى 37 مركزاً.

زيارات خارجية

في المقابل، تتسارع خطى الجهود الساعية لإنهاء الحرب، حيث وصل العاصمة القطرية الدوحة، أمس، وفد يمثل قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، في زيارة تستمر حتى الثالث من سبتمبر (أيلول)، ضمن جولة خارجية تشمل جنوب السودان والكويت وتمتد حتى السادس من الشهر نفسه.

ويبحث الوفد خلال الجولة سبل إنهاء الحرب ومعالجة الوضع الإنساني الكارثي الذي يعانيه الشعب السوداني، وحشد الجهد الدولي والإقليمي لتحقيق الاستقرار في البلاد ودعم عمليات إعادة الإعمار، فضلاً عن بدء العملية السياسية واستعادة المسار الديمقراطي، واستعراض رؤية التحالف لتحقيق تلك الأهداف.

وحول أهداف هذه الجولة، ومدى ارتباطها بتحرك قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إلى الخارج، قال القيادي في قوى الحرية والتغيير مصباح أحمد لـ"اندبندنت عربية"، إن "زيارة قوى الحرية والتغيير إلى دول قطر والكويت وجنوب السودان تأتي ضمن برنامج تم إعداده مسبقاً لزيارة عدد من دول الجوار والدول الشقيقة والصديقة بدأت في وقت سابق بزيارة كينيا، وأوغندا وإثيوبيا حيث عقدت لقاءات مع رؤساء تلك الدول والمسؤولين فيها في إطار التشاور حول الوضع الراهن في السودان ومعالجة الأوضاع الإنسانية للنازحين ودعم الجهود الرامية لإيقاف الحرب، وشملت اللقاءات الاتحاد الأفريقي والإيغاد والمبعوثين الدوليين وسفراء كل من الاتحاد الأوروبي والسعودية ومبعوثة الولايات المتحدة".

وتابع "بالتالي فإن هذه الزيارة ستناقش الأوضاع الإنسانية وكيفية دعم المتأثرين من الحرب، بجانب التشاور حول دفع جهود إيقاف الحرب واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي، وسيلتقي الوفد قيادات هذه الدول لبحث هذه القضايا ودفع الجهود الدبلوماسية والإنسانية لتخفيف آثار هذه الحرب اللعينة على الشعب السوداني وتمتد الجولة لتشمل دولاً أخرى في المحيط الإقليمي والدولي يجري التنسيق معها لتحديد مواقيتها خلال الأسابيع المقبلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 وواصل أحمد "هذه الجولة مبرمجة مسبقاً قبل خروج البرهان من القيادة العامة، فليس لها ارتباط بتحركات البرهان الخارجية، لكننا نأمل أن تتكامل الجهود لكل التحركات من أجل دفع عملية التفاوض في منبر جدة للوصول إلى وقف إطلاق النار ومعالجة الأزمة بالطرق السلمية، فنحن ندعم تحركات قائد الجيش التي بدأها بزيارة مصر في إطار التوجه لوقف الحرب واستعادة الاستقرار، وفي اعتقادنا أن تصريحاته خلال هذه الزيارة فيها جوانب إيجابية، بخاصة في ما يتعلق بتأكيد السعي لإيقاف الحرب ودعم الانتقال الديمقراطي وتأكيد حرص القوات المسلحة على الخروج من المشهد السياسي، ونأمل أن تترجم هذه التصريحات إلى خطوات عملية".

وزاد "الوضع الراهن لم يعد يحتمل ويتطلب التحرك السريع والعاجل لإيقاف هذه الحرب ويضع مسؤولية كبيرة على الطرفين المتحاربين للإقبال على التفاوض بجدية وصدق من أجل إنجاح المفاوضات والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كما يتطلب من القوى السياسية والمدنية وجميع أبناء الوطن الإسراع في بناء أوسع جبهة مدنية لدعم إيقاف الحرب والتوافق حول حكومة مدنية مقبولة لكل أهل السودان لاستعادة الاستقرار وبناء ما دمرته الحرب وقيادة البلاد نحو انتخابات حرة ونزيهة".

عودة المؤسسات

وفيما تجري ترتيبات لعودة المؤسسات الحكومية وفتح البنوك تدريجاً في الفاشر عاصمة إقليم دارفور، التي شهدت، أخيراً، معارك عنيفة بين الجيش و"الدعم السريع"، دعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي طرفي القتال، إلى تحكيم صوت العقل وإيقاف الحرب التي وصفها باللعينة.

وحض مناوي في تغريدة له على "فيسبوك" الجميع "للإسراع في خطوات السلام، وبناء الوطن لينعم المواطن السوداني بحقوق مواطنة متساوية ظل يحلم بها منذ بداية تكوين الدولة السودانية".

وكان قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، الذي زار، الإثنين، مصر، قال إن القوات المسلحة لا تسعى إلى الاستمرار في حكم السودان، وتتطلع إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة، يقرر فيها الشعب السوداني ما يشاء.

وثمن البرهان موقف مصر في شأن استقبال اللاجئين السودانيين، مؤكداً أن "الحرب في السودان كانت بسبب محاولة مجموعة السيطرة على السلطة، ونسعى لوضع حد لها، وإنهاء المأساة الحالية".

وشدد قائد الجيش السوداني، على الالتزام بالسعي لفترة انتقالية حقيقية، مطالباً دول العالم بأن تنظر إلى الحرب في السودان نظرة موضوعية، نافياً في الوقت نفسه ما يتم ترويجه بأن القوات المسلحة السودانية، أصبحت حاضنة لجماعات متطرفة.

وتسبب الصراع بين الفصيلين المتناحرين، الذي بدأ في منتصف أبريل (نيسان) في فرار نحو 600 ألف شخص إلى دول مجاورة، من بينها "مصر وتشاد وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى". وتوقعت الأمم المتحدة أن يصل عدد اللاجئين السودانيين إلى 1.8 مليون شخص بنهاية 2023.

المزيد من العالم العربي