Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القصف العشوائي يدفع سكان الخرطوم إلى العراء

الجيش يستهدف "الدعم السريع" بأم درمان وحميدتي يهاجم البرهان

ملخص

كشف فارون من نيالا عن أن قوات "الدعم السريع" استخدمت أكثر من مرة الطيران المسير في قصف قيادة الجيش

ارتفعت وتيرة القصف الجوي من قبل الجيش السوداني ضد قوات "الدعم السريع" في مناطق عدة بالعاصمة السودانية الخرطوم، وسمع دوي انفجارات قوية في محيط السوق العربي في قلب الخرطوم على مقربة من محيط القصر الجمهوري، كما دوت انفجارات في كل من محيط سلاح المدرعات والمدينة الرياضية وحي المجاهدين جنوب الخرطوم، الأمر الذي ضاعف معدلات فرار السكان من الأحياء التي طاولها القصف.

 

اشتباكات عنيفة

وتواصلت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في منطقة أم درمان القديمة، وسط تبادل الاتهامات بينهما بقصف المدنيين، ففي حين يتهم الجيش قوات "الدعم السريع" بتكثيف قصفها المتعمد للأحياء السكنية بغية تفريغها من السكان ونهب منازلهم، ينفي "الدعم السريع" الأمر ويتهم الطيران الحربي التابع للجيش بعمليات القصف.

وبحسب مصادر عسكرية، يكثف الجيش قصفه المدفعي والجوي ضد مواقع "الدعم السريع" كما يعزز هجماته البرية في جبهات متعددة بمدينة أم درمان، ويحشد قوات وأسلحة مختلفة بهدف تطويق المدينة تمهيداً لإحكام كامل سيطرته عليها.

وتزامناً مع تحركاته في بحري وأم درمان، يتابع الجيش شن هجمات بالطيران الحربي والمسيرات، وقصف أهدافاً لقوات "الدعم السريع" في مناطق عدة وسط وشرق وجنوب الخرطوم، في السوق العربي ومحيط سلاح المدرعات والمدينة الرياضية وحي المجاهدين جنوب العاصمة، وكشفت مصادر طبية في أم درمان استقبال مستشفى النو عشرات المدنيين المصابين وتوفي منهم 11 جريحاً بالمستشفى، جراء معارك وصفت بأنها كانت الأشرس من نوعها بين الجيش و"الدعم السريع" في مناطق عدة بأم درمان.

توتر في نيالا

وحذرت قيادات أهلية من استمرار عمليات تحشيد أعداد كبيرة من المقاتلين في مناطق مجاورة لمدينة نيالا في طريقها إلى المدينة، مشيرة إلى معاودة الطيران الحربي قصفه مواقع قوات "الدعم السريع" التي اتهمت، في المقابل، الجيش بشن غارات جوية على المدينة تسببت بمقتل نحو 14 شخصاً وجرح العشرات.

وكشف فارون من نيالا عن أن قوات "الدعم السريع" استخدمت أكثر من مرة الطيران المسير في قصف قيادة الجيش، وأصابت القذائف أحياء عدة مجاورة لمقر قيادة الجيش ما أسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا خلال الأسبوع الأخير من شهر أغسطس (آب) الماضي.

جنوب كردفان وغرب دارفور

على جبهة غرب دارفور، جدد كل الجيش و"الدعم السريع" التزامهما بوقف كل أشكال الاعتداءات في مدينة الجنينة، وشدد نائب والي غرب دارفور تجاني كرشوم، الذي قاد محادثات منفردة مع الطرفين، على ضرورة عدم الالتفات للإشاعات التي انتشرت بكثافة حول اشتباكات وشيكة يجري الترتيب والاستعداد لها.

في جنوب كردفان، حيا والي الولاية محمد إبراهيم عبدالكريم انتصارات الفرقة 14 مشاة بكادوقلي والفرقة الـ10 في أبي جبيهة على الانتصارات المتكررة على الحركة الشعبية - جناح عبدالعزيز الحلو و"الدعم السريع". وأكد أن معركة الكرامة قد انتهت وسيعلن النصر قريباً، وأن "الجيش لن ينهزم ولن يتفكك وسيظل واحداً لمن رضي أو أبى" وأكد جاهزية القوات المسلحة للتصدي لأي عدوان محتمل.  

القانون الدولي

وأصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بياناً أكدت فيه تواصلها مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسليم 30 فرداً من عناصر "الدعم السريع" (من القصر) الذين تم أسرهم بواسطة القوات المسلحة خلال المعارك التي دارت منذ اندلاع التمرد، لافتة إلى أن التسليم سيتم بأم درمان فور تلقي الرد من ممثلي المنظمة الدولية الذين تمت مخاطبتهم بهذا الشأن اتباعاً للقانون الدولي الإنساني وأعراف الحرب. وأشار البيان إلى أنه سيتم أيضاً تسليم مجموعة أخرى تتكون من 200 آخرين (من غير القصر) عند اكتمال الترتيبات اللازمة مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

إلى ذلك، أنهى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان زيارته الخارجية الثانية إلى مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان حيث أجرى محادثات مشتركة حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والجهود التي تبذلها دول الإقليم، بخاصة جنوب السودان من أجل معالجة الوضع في البلاد، فضلاً عن بحثهما مستقبل المبادرات الأخرى لإنهاء الأزمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح السفير علي الصادق وزير الخارجية المكلف، في تصريحات صحافية، في ختام الزيارة، أن المحادثات تناولت الاعتداءات المتكررة للحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو ضد حكومة السودان وشعبها. أضاف الصادق "نحن كسودانيين نرى أن جنوب السودان هو الأنسب للتوسط لمعالجة الأزمة التي تشهدها البلاد لما يجمعنا من مصير مشترك وعلاقات تاريخية".

من جانبه وصف وزير خارجية دولة جنوب السودان دينق داو الزيارة بأنها فرصة لاطلاع القيادة في دولة الجنوب على تطورات الوضع في السودان وإمكانية إيجاد حلول للأزمة، مبيناً أن البلدين تربطهما حدود مشتركة طويلة تتطلب التنسيق والتعاون لحمايتها وتأمينها وجعلها منافذ للمنفعة المشتركة لشعبي البلدين.

كما أطلع رئيس مجلس السيادة مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، خلال لقائهما الأخير، على الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور، وما خلفته الحرب من أوضاع كارثية وآثارها في الأقليم والدول المجاورة لها.

وأوضح مناوي، في تصريحات صحافية، أن اللقاء، أمس الإثنين، بحث في القضايا الإنسانية التي خلفتها الحرب وتأثيراتها السالبة على المواطنين، مبيناً أن مواطني دارفور في حاجة ماسة للمواد الإيوائية والإغاثية لمساعدتهم على الاستقرار والعيش الكريم.

الخارجية تستنكر

وتعقيباً على استقبال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي وقيادات بالاتحاد يوسف عزت المستشار السياسي لقائد "الدعم السريع"، أعلنت وزارة الخارجية السودانية رفضها واستنكارها عقد هكذا لقاء، واعتبرته بمثابة منح شرعية للحركات المعارضة المسلحة والميليشيات لا تستحقها، بالنظر إلى وجود عدد كبير من تلك الحركات بالدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، ووصفت الخارجية اللقاء بأنه يمثل تهديداً مباشراً لسيادة الدول الأعضاء والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية بأسرها، "كما أنه سابقة خطرة في عمل الاتحاد الأفريقي ومخالفة واضحة لنظم وأعراف المنظمة القارية، وكل المنظمات الدولية، باعتبارها تجمعاً لدول ذات سيادة، ولا مكان فيها للحركات المتمردة والميليشيات الإرهابية الإجرامية"، واستغربت الخارجية السودانية "إصرار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي على التمادي في التعامل مع ميليشيات متمردة تمارس أسوأ الممارسات الإرهابية وأبشع الفظائع ضد المدنيين والنساء والأطفال على رغم مخاطبة الحكومة السودانية مفوضية الاتحاد الأفريقي في 25 مايو (أيار) الماضي بأن قائد قوات (الدعم السريع) المتمردة قد فقد موقعه الدستوري بعد تمرده على الدولة وطلبت عدم التعامل معه أو من يمثله".

حميدتي يتوعد

وكان يوسف عزت قد كشف في تغريدة على حسابه على منصة "إكس" أنه بحث بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مع موسى فكي، بحضور مدير ديوان رئيس المفوضية محمد الحسن ولد لبات، في التطورات الراهنة بالسودان وسبل الوصول إلى الحل الشامل في إطار الرؤية المطروحة من قوات "الدعم السريع" لإنهاء الحروب ومعالجة جذور الأزمة السودانية.

وفي خطاب صوتي مسجل، شن الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" قائد قوات "الدعم السريع" هجوماً قاسياً على الفريق عبدالفتاح البرهان متوعداً بمواصلة القتال حتى النهاية، وجدد اتهامه قائد الجيش السوداني بالتورط والتواطؤ مع فلول نظام عمر البشير لشن هذه الحرب من أجل استعادة السلطة، مهدداً بامتلاكه كثيراً من الأدلة الموثقة سيتم نشرها في الوقت المناسب.

وأكد حميدتي تزايد أعداد قوات "الدعم السريع" بنسبة 60 في المئة عما كانت عليه عند نشوب الحرب، في 15 أبريل (نيسان) الماضي، مطالباً من بدأ الحرب بإنهائها ومطالباً من وصفهم بشرفاء الجيش بإنقاذ المؤسسة العسكرية بالانحياز للشعب.

المزيد من متابعات