Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تزايد كبير في تدفق المهاجرين إلى الشواطئ الإيطالية

خفض المهربون الأسعار للمغادرين من ليبيا وتونس في خضم منافسة شرسة في ما بينهم

ملخص

اعتُبر أكثر من ألفي شخص في عداد القتلى والمفقودين منذ بداية العام، بعد محاولتهم عبور المتوسط، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة

بلغ عدد المهاجرين بشكل غير شرعي إلى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط من شمال أفريقيا نحو 114300 شخص بين يناير (كانون الثاني) وأغسطس (آب) الماضيين، أي نحو ضعف العدد في الفترة نفسها من عام 2022، بحسب ما أعلنت وكالة الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود والسواحل (فرونتكس) الخميس.
وتعد تونس وليبيا نقطتي انطلاق لآلاف المهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط باتجاه أوروبا ويصلون إلى إيطاليا.
وقالت "فرونتكس" إن طريق الهجرة الخطر جداً هذا عبره "نصف الوافدين غير الشرعيين إلى الاتحاد الأوروبي حتى الآن هذا العام".
وأوضحت أن المهاجرين الوافدين عبر البحر المتوسط هم غالباً من ساحل العاج ومصر وغينيا.

"خفض أسعار" ومنافسة شرسة

وقالت "فرونتكس" في بيان "قد يستمر ضغط الهجرة المتزايد على هذا الطريق في الأشهر المقبلة، مع قيام المهربين بخفض الأسعار للمهاجرين المغادرين من ليبيا وتونس، في خضم منافسة شرسة بين الجماعات الإجرامية".
واعتُبر أكثر من ألفي شخص في عداد القتلى والمفقودين منذ بداية العام، بعد محاولتهم العبور، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.
من جانبها، أشارت الحكومة الإيطالية الخميس إلى أن نحو 126 ألف مهاجر وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية منذ بداية العام، مقارنةً بـ66 ألفاً خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

تونس والاتحاد الأوروبي

وفي يوليو (تموز) الماضي، وقع الاتحاد الأوروبي بحضور رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، مذكرة تفاهم لإرساء "شراكة استراتيجية شاملة" مع تونس بهدف تقليص عدد المهاجرين الوافدين من هذا البلد، وتوفير مساعدات تبلغ مئات الملايين من اليورو.
لكن الاتفاق أثار انتقادات بسبب طريقة تعامل السلطات التونسية في الآونة الأخيرة مع المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
وتزايدت الانتقادات، الخميس، بعد رفض السلطات التونسية السماح لوفد من النواب الأوروبيين بدخول البلاد.

التدفق إلى لامبيدوزا

وتواجه جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الواقعة على بعد أقل من 150 كيلومتراً من الساحل التونسي، تدفقاً للمهاجرين في الأيام الأخيرة، إذ استقبلت أكثر من سبعة آلاف شخص، أي ما يعادل مجموع السكان المحليين.
وكان مركز الاستقبال الذي تم بناؤه لإيواء أقل من 400 شخص مكتظاً برجال ونساء وأطفال، اضطروا إلى النوم في الخارج على أسرة بلاستيكية وكثيرون استخدموا بطانيات طوارئ.
ودفعت أحوال الطقس المواتية المرشحين للهجرة إلى الإبحار في الأيام الأخيرة، فقد وصل أكثر من خمسة آلاف شخص إلى السواحل الإيطالية الثلاثاء الماضي، حصرياً إلى لامبيدوزا، ونحو ثلاثة آلاف خلال يوم الأربعاء وفقاً لوزارة الداخلية الإيطالية.
وبحسب ماتيو فيلا من معهد الدراسات السياسية الدولية فإن عدد الوافدين خلال 48 ساعة هو "رقم قياسي مطلق".
وأعلن رئيس الصليب الأحمر الإيطالي روزاريو فالاسترو أمس الخميس في بيان، أن الصليب الأحمر الذي يدير مركز الاستقبال في لامبيدوزا "يفعل المستحيل وأكثر من المستحيل".
وأعلنت المنطقة حال الطوارئ المحلية وحصل توتر الأربعاء أثناء توزيع المواد الغذائية من قبل الصليب الأحمر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تقع لامبيدوزا على بعد أقل من 150 كيلومتراً من السواحل التونسية، وهي إحدى المحطات الأولى للمهاجرين الذين يعبرون المتوسط.
وتوجه عدد من المهاجرين الشباب إلى وسط مدينة لامبيدوزا التاريخي، حيث شاهد مصور وكالة الصحافة الفرنسية بعضهم يتناول المثلجات.
وأكد عدد من المهاجرين أنهم يشعرون بالجوع وقال آخرون إنهم لا يملكون المال لذا رفضت بعض المطاعم استقبالهم. لكن مطاعم أخرى قدمت لهم الطعام مجاناً كما دفع سكان وسياح ثمن وجبات المهاجرين.
ويقوم خفر السواحل بانتشال معظم المهاجرين في البحر من على متن قوارب وينقلونهم إلى ميناء لامبيدوزا.
لكن كثيرين لا ينجون من الرحلة. وآخر ضحية رضيع في شهره الخامس سقط في الماء صباح الأربعاء أثناء نقل مجموعة مهاجرين إلى الشاطئ.

صعوبات وتحديات

منذ سنوات يواجه مركز استقبال المهاجرين في لامبيدوزا صعوبة في استيعاب عدد الوافدين مع إبلاغ المنظمات الإنسانية عن نقص في المياه والغذاء والرعاية الطبية.
وتأخذ إيطاليا على شركائها الأوروبيين عدم القيام بما يكفي لمساعدتها في التعامل مع هذا الدفق الكبير من المهاجرين. وأبلغت المانيا هذا الأسبوع أنها لن تستقبل بعد الآن مهاجرين من إيطاليا، في حين أعلنت فرنسا إرسال تعزيزات للتصدي للهجرة غير الشرعية على حدودها مع إيطاليا.
وخصصت الحكومة الايطالية أخيراً 45 مليون يورو للامبيدوزا لمساعدة الجزيرة على التعامل بشكل أفضل مع وضع المهاجرين.
لكن رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني التي انتُخبت قبل عام بعدما قطعت وعوداً بوضع حد للهجرة الجماعية، تطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي.
وأكدت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية الخميس أن بروكسل "على اتصال وثيق" مع روما حول هذا الوضع، موضحة أن إيطاليا تلقت 14 مليون يورو من الأموال الأوروبية لمواجهة هذا الوضع.
من جهته أعلن نائب رئيسة الوزراء الإيطالية ماتيو سالفيني زعيم حرب الرابطة (المعادي للهجرة) أنه يرى في تدفق المهاجرين بهذه الأعداد الضخمة "إعلان حرب" على إيطاليا.
من جانبها سخرت المعارضة اليسارية من فشل السياسة التي ينتهجها الثنائي ميلوني-سالفيني بعد تعهدهما خلال حملة الانتخابات التشريعية في 2022 بـ"وقف" قوارب الهجرة.
ووصلت ماريون ماريشال رئيسة قائمة حزب "الاستعادة" الفرنسي (Reconquete) المناصر للحزب الحاكم في إيطاليا (فراتيلي ديتاليا) إلى لامبيدوزا مساء الخميس.
وأعلنت قبل مغادرتها "لامبيدوزا ليست فقط حدود إيطاليا بل كل أوروبا".

المزيد من دوليات