ملخص
قال حاكم منطقة أوديسا إن الصوامع التي تعرضت للهجوم الروسي كانت تحوي ألف طن تقريباً من الحبوب
توعد الكرملين الثلاثاء بأن دبابات أبرامز الأميركية التي تم تسليمها إلى كييف "ستحترق"، مؤكدا أن وصولها إلى ساحة المعركة "لن يغير ميزان القوى" بين الجيشين الروسي والأوكراني.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين "كل هذا لا يمكنه أن يؤثر بأي طريقة على جوهر هذه العملية العسكرية الخاصة، ونتيجتها".
وأكد بيسكوف "لا يوجد علاج سحري ولا سلاح يمكنه تغيير ميزان القوى في ساحة المعركة".
وكرر بيسكوف أن دبابات أبرامز "ستحترق هي الأخرى".
ظهور قائد الأسطول
إلى ذلك، ظهر قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود فيكتور سوكولوف الذي أعلن الجيش الأوكراني الاثنين أنه قتله الأسبوع الماضي، في صور وزّعتها وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء.
الاثنين، أعلن الجيش الأوكراني أنه قتل "34 ضابطًا بينهم قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود" في ضربة صاروخية الجمعة على مقرّ البحرية في سيباستوبول في شبه جزيرة القرم.
ظهر سوكولوف في رابط الفيديو بزيّ عسكري على شاشة كبيرة إلى جانب مسؤولين عسكريين كبار آخرين خلال مشاركتهم في اجتماع عبر الفيديو ترأسه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
ولفت بيان صدر عن وزارة الدفاع الروسية ولا يذكر اسم المسؤول إلى أن الاجتماع جرى الثلاثاء.
في مقطع فيديو مدّته ثماني دقائق ووزعته الوزارة في وقت لاحق، ظهر سوكولوف على الشاشة عدة مرات دون أن يتكلّم.
انقطاع التيار الكهربائي
على صعيد آخر، قصفت مسيّرة أوكرانية الثلاثاء محطة كهرباء فرعية في منطقة كورسك الروسية، ما أدّى إلى انقطاع الكهرباء عن سبع بلدات، على ما أكّد حاكم المنطقة الحدودية، في ضربة مماثلة للضربات الروسية على منشآت في أوكرانيا.
وكتب حاكم منطقة كورسك رومان ستاروفويت على تلغرام "خلال فترة الصباح، أسقطت مسيّرة أوكرانية عبوة ناسفة على محطة كهرباء فرعية في قرية سناغوست في منطقة كورينيفسكي. انقطع التيار الكهربائي عن سبع بلدات".
وتبعد قرية سناغوست نحو 15 كيلومترًا عن الحدود مع أوكرانيا.
وأضاف ستاروفويت "لم يُصب أيّ من السكان"، مشيرًا إلى أن الفرق المختصة تعمل على إعادة التيار الكهربائي.
قصف ميناء إسماعيل
من جانبه قال حاكم منطقة أوديسا الأوكرانية أوليه كبير، اليوم الثلاثاء، إن هجوماً جوياً شنته روسيا خلال الليل على ميناء إسماعيل الذي يعد منفذاً أساسياً لتصدير الحبوب الأوكرانية أسفر عن إصابة اثنين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية.
وكتب على تطبيق "تيليغرام" أن الهجوم الذي استمر لأكثر من ساعتين ألحق أضراراً بأحد مباني الميناء وبمنشآت تخزين وما يزيد على 30 شاحنة وسيارة.
وذكر الجيش الأوكراني أنه أسقط 26 من بين 38 طائرة مسيرة إيرانية الصنع في الهجوم الذي شنته روسيا، وفقاً لـ"رويترز".
وكثفت موسكو هجماتها الجوية على موانئ أوكرانية على نهر الدانوب لا سيما ميناءي إسماعيل وريني بعد انسحابها من اتفاق للحبوب في يوليو (تموز) كان يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية.
وفي واقعة منفصلة اليوم الثلاثاء، قال رئيس بلدية كريفي ريه بجنوب أوكرانيا، أولكسندر فيلكول، إن هجوماً صاروخياً روسياً ألحق أضراراً بمنشأة محلية في المنطقة. ولم ترد أنباء بعد عن سقوط ضحايا.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل من صحة التقارير، ولم يصدر بعد تعليق من روسيا.
بدوره، قال حاكم منطقة كورسك الروسية رومان ستاروفويت، إن هجوماً بطائرات مسيرة شنته أوكرانيا على المنطقة أدى إلى انقطاع الكهرباء عن نحو سبعة تجمعات سكنية. أضاف أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق منطقة كورسك في نحو الساعة 5:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (0230 بتوقيت غرينتش). وجاء ذلك بعد تقارير عن إسقاط طائرات مسيرة عدة فوق المنطقة الواقعة على الحدود مع أوكرانيا أمس الإثنين.
هجوم على القرم
وشهد أمس الإثنين مزيداً من تبادل القصف والغارات بين القوات الروسية والأوكرانية ضمن إطار الحرب المستعرة بين الطرفين منذ اندلاعها في الـ24 من فبراير (شباط) 2022.
وأعلن الحاكم المعين من روسيا في سيفاستوبول التابعة للقرم ميخائيل رازفوجاييف أمس أن الدفاعات الجوية تتصدى لهجوم جوي فوق شبه الجزيرة. وقال، "يتصدى جيشنا لهجوم صاروخي. وفق البيانات الأولية، أسقطت الدفاعات الجوية صاروخاً قرب قاعدة بيلبك الجوية. العمل متواصل".
كذلك قال فياتشيسلاف جلادكوف حاكم منطقة بيلغورود على "تليغرام" إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت سبع طائرات مسيرة أوكرانية فوق المنطقة، الإثنين. وأضاف أنه لم تقع إصابات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت لاحق إن القوات الروسية دمرت طائرتين مسيرتين فوق منطقة كورسك. ولم تقدم الوزارة أي تفاصيل عن الهجوم.
وتقع منطقتا بيلغورود وكورسك على الحدود مع أوكرانيا.
قتلى وأضرار جسيمة
في المقابل قال مسؤولون أوكرانيون الإثنين إن ستة أشخاص قتلوا في أوكرانيا جراء ضربات جوية وقصفاً روسياً، كما لحقت "أضرار جسيمة" بالبنية التحتية لميناء أوديسا المطل على البحر الأسود ودمرت بعض صوامع الحبوب.
وتعد هذه الضربات الجوية الأحدث في حملة روسيا التي جعلت تصدير أوكرانيا لمنتجاتها أصعب منذ انسحاب موسكو من اتفاق في منتصف يوليو (تموز) الماضي، كان يسمح بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود وساعد في مكافحة أزمة الغذاء العالمية.
وتكثفت الضربات مع استمرار كييف في هجوم مضاد في الجنوب والشرق حقق مكاسب طفيفة لكنه قد يتلقى دفعة مع وصول دبابات أبرامز أميركية الصنع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكتبت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفريدنكو على منصة "إكس"، "هجوم كبير آخر على أوديسا. الهجوم أسفر عن تدمير صوامع للحبوب وإلحاق أضرار جسيمة بالميناء البحري".
وقال حاكم منطقة أوديسا أوليه كيبر إن الصوامع التي تعرضت للهجوم كانت تحوي ألف طن تقريباً من الحبوب، كما عثر على جثتي رجلين تحت أنقاض مخزن حبوب.
وقال الجيش الأوكراني إنه أسقط ليلاً 19 طائرة مسيرة من طراز "شاهد" إيرانية الصنع و11 صاروخ كروز معظمها كان موجهاً إلى منطقة أوديسا، وأضاف أن الدمار الذي لحق بمنشآت تخزين الحبوب ناتج من صاروخين فرط صوتيين.
وقالت وزارة الطاقة إن الأضرار التي لحقت بشبكات الكهرباء أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من ألف مستهلك في منطقة أوديسا، مما أعاد إلى الأذهان الغارات الجوية التي تركت ملايين الأوكرانيين في بعض الأحيان من دون تدفئة أو إضاءة في البرد القارس الشتاء الماضي.
هجمات على خيرسون
في سياق متصل قال مسؤولون إن رجلاً (73 سنة) وامرأة (70 سنة) قتلا في غارة جوية منفصلة على بلدة بيريسلاف في إقليم خيرسون في جنوب أوكرانيا، ولاحقاً قال المدير الإداري لمدينة خيرسون إن الاثنين قتلا فيما أصيب آخران في القصف الروسي.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن الهجوم الأحدث كان "محاولة مثيرة للشفقة" للرد على هجوم على مقر البحرية الروسية في البحر الأسود الجمعة الماضي.
وتعتمد أوكرانيا بشكل كبير على الأسلحة الغربية للدفاع عن نفسها ضد روسيا، ومن ثم في هجومها المضاد الذي بدأ في أوائل يونيو (حزيران.(
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ضمن إعلانه أحدث تسليم للأسلحة، إن دبابات "أبرامز" الأميركية وصلت بالفعل إلى أوكرانيا ويجري إعدادها للعمل. وأضاف زيلينسكي الذي زار الولايات المتحدة الأسبوع الماضي "أنا ممتن لحلفائنا لالتزامهم بالاتفاقات. نبحث عن عقود جديدة وتوسيع قاعدة إمداد قواتنا".
من جهتها قالت وزارة الدفاع الروسية الإثنين إن دفاعاتها الجوية أسقطت طائرات مسيرة فوق الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود وفوق شبه جزيرة القرم وفوق منطقتي كورسك وبيلجورود. ولم تذكر الوزارة أية معلومات عن سقوط قتلى.
عمليات تعذيب
من جهة أخرى قال أعضاء لجنة تحقيق مفوضة من الأمم المتحدة الإثنين، في أحدث النتائج التي توصلوا إليها من ميدان الحرب في أوكرانيا، إن الجنود الروس عذبوا أوكرانيين بوحشية لدرجة أن بعض الضحايا لقوا حتفهم، كما أجبروا أسراً على الاستماع بينما يغتصبون النساء في الجوار.
وقال رئيس لجنة التحقيق في شأن أوكرانيا إريك موس لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن فريقه "جمع مزيداً من الأدلة التي تشير إلى أن استخدام القوات المسلحة الروسية للتعذيب في المناطق الخاضعة لسيطرتها كان واسع النطاق ومنهجياً"، وأضاف "كان التعذيب يمارس في بعض الحالات بوحشية شديدة لدرجة أنه أدى إلى وفاة الضحية".
ومضى يقول "ارتكب الجنود الروس جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي في حق نساء تراوحت أعمارهن بين 19 و83 سنة" في مناطق احتلوها بإقليم خيرسون. وأضاف موس أنه في كثير من الأحيان، كان يحتجز أفراد الأسرة ويجبرون على سماع الانتهاكات في الجوار.
وقال موس إن محاولات اللجنة للتواصل مع روسيا لم يرد عليها، وأتيحت لموسكو فرصة للرد على هذه الاتهامات في جلسة المجلس لكن لم يحضرها أي ممثل عن روسيا.
ورداً على سؤال في مؤتمر صحافي بوقت لاحق حول عدد حالات التعذيب التي أدت إلى الوفاة، قال عضو اللجنة بابلو دي جريف إنه من المستحيل معرفة ذلك بسبب القيود على دخول المناطق، لكنه "عدد مرتفع إلى حد كبير. والحالات من مناطق مختلفة في أنحاء البلاد، قريبة وبعيدة من خطوط القتال".
وزارت اللجنة في أغسطس (آب) الماضي وسبتمبر (أيلول) الجاري مناطق كانت تحت سيطرة القوات الروسية في خيرسون وزابوريجيا، حيث وجدت أن التعذيب كان يتم بشكل رئيس في مراكز احتجاز أدارتها السلطات الروسية وبالأساس ضد من يتهمون بنقل معلومات إلى أوكرانيا.
وسبق للجنة أن قالت إن الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا، ومنها التعذيب، قد تشكل جرائم ضد الإنسانية.
وقال موس إن اللجنة رصدت أيضاً "حالات قليلة" من الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الأوكرانية، موضحاً أنها تتعلق بوقائع هجمات عشوائية وسوء معاملة في حق محتجزين روس. وقالت كييف في وقت سابق إنها تتحقق من جميع المعلومات المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب وستحقق في أي انتهاكات وتتخذ الإجراءات القانونية المناسبة.
وكلف مجلس حقوق الإنسان اللجنة في مارس (آذار) 2022 بالتحقيق في ما وقع من انتهاكات في أوكرانيا منذ بدء الحرب، وزارتها مرات عدة وأجرت مئات المقابلات.
صاروخ في ترانسدنيستريا الانفصالية
على صعيد آخر أعلنت السلطات في مولدافيا الإثنين العثور على أجزاء من صاروخ في منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية في البلاد، من دون أن تربط الأمر حالياً بهجوم روسي جديد على جنوب أوكرانيا المجاورة.
وقالت وزارة الدفاع المولدافية في بيان "نشر مراقبين عسكريين في المكان" لفحص "ما يشتبه بأنه صاروخ تم تحديده في منطقة ترانسدنيستريا". وأضافت "في هذه المرحلة، مصدر الجسم الذي تم تحديده غير واضح ولم يتم تأكيد مساره من مصادر مستقلة".
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن رئيس لجنة المراقبة الموحدة أوليغ بيلياكوف قوله إن الأمر يتعلق "بنموذج لرأس حربي صاروخي من طراز إس-300" يعود تاريخه لعام 1968، وعثر عليه "مزروعاً في الأرض بالقرب من منزل في كيتسكاني".
وتدير لجنة المراقبة الموحدة وهي هيئة ثلاثية، عملية حفظ السلام في هذه المنطقة الانفصالية، وتمثل مولدافيا وروسيا وترانسدنيستريا.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الصاروخ سقط في حديقة أحد القرويين، الذي قال إنه سمع انفجاراً مدوياً حوالى الساعة الواحدة صباحاً، وعثر على الصاروخ عند الفجر.
ويستخدم كل من الجيشين الأوكراني والروسي صواريخ أرض جو سوفياتية التصميم من طراز اس-300.
ومنذ بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا عام 2022، تصاعدت التوترات في ترانسدنيستريا، حيث ينتشر جنود روس.
وأعلنت المنطقة الناطقة بالروسية استقلالها عن مولدافيا بعد حرب قصيرة أعقبت سقوط الاتحاد السوفياتي، وهي لا تحظى باعتراف أية دولة لكنها مدعومة من موسكو التي تحتفظ بقاعدة عسكرية فيها.
