ملخص
يركز الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" تيم كوك جهوده على الترويج لنظارة أبل الجديدة "فيجين برو" عبر جذب أهم مطوري تطبيقات الواقع الافتراضي إليها
يصف تيم كوك تجربته الأولى مع النسخة المقبلة من نظارة "فيجين برو" Vision Pro من شركة "أبل" بأنها "لحظة تجل". ويدعي أن الجهاز المخصص للواقع المختلط mixed reality [تكنولوجيا تجمع بين الواقعين المعزز والافتراضي] لديه القدرة على الدخول في عصر جديد تماماً من الحوسبة، وله تأثير عميق في الطريقة التي نعمل بها ونتواصل بها مع بعضنا البعض ونختبر العالم، شأن التأثيرات التي خلفها [أول جهاز] "آيفون" قبل 16 عاماً. ويوضح أنه كي يحقق هذا الجهاز النجاح، مثل "آيفون"، سيحتاج إلى تطبيقات رقمية.
الرئيس التنفيذي لـ"أبل" يزور لندن في نهاية جولة أوروبية سريعة حيث يلتقي مطوري تطبيقات رقمية يأمل في أن يكونوا من بين المطورين الأوائل الذين يحققون طموحاته المتعلقة بـ"فيجين برو". معلوم أن المملكة المتحدة تضم المجتمع الأكبر لمطوري التطبيقات الرقمية في أوروبا، وعندما التقى كوك بثلاثة منهم، بدا جلياً اهتمامه بابتكاراتهم.
في الحقيقة، إنه مشهد مألوف بالنسبة إلى كوك: مطورو التطبيقات يتصرفون بأدب شديد، يترقبون بشغف مشوباً بقلق لا يلبث أن يهدأ عندما يصب تركيزه عليهم، ويظهرون اهتماماً صادقاً، وحماسة لتشجيعه وتساؤلاته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"أعتقد أن التطبيقات الرقمية التي اطلعت عليها اليوم رائعة. إنها تذكير بتمكين "متجر تطبيقات [أبل]" App Store. ما زلت مندهشاً من أن رجل أعمال في أي بلد في العالم في مقدوره أن ينشئ شركة في قبو منزله وأن تصبح عالمية "هكذا" بغمضة عين"، قال كوك مفرقعاً بأصبعيه.
يحلو لكوك التحدث عن مطوري التطبيقات الرقمية الخاصة بـ"أبل" لأنه يفخر بالوظائف التي أنشأتها منظومة "أبل" البيئية الرقمية. تشير التقديرات إلى أن نصف مليون وظيفة مرتبطة الآن مباشرة باقتصاد تطبيقات نظام التشغيل "آي أو أس" iOS [الخاص بأبل]، وهو ما يعد ارتفاعاً بنسبة 70 في المئة تقريباً مقارنة مع عام 2019. ووفق "أبل"، جنى مطورو التطبيقات الرقمية في المملكة المتحدة زهاء 7.5 مليار جنيه استرليني (9.1 مليار دولار) من تطبيقاتهم.
عندما تولى كوك منصب الرئيس التنفيذي خلفاً لستيف جوبز عام 2011، كان اقتصاد التطبيقات الرقمية ما زال في مهده: كان عمر "إنستغرام" أقل من عام، ولم تكن قد صدرت بعد تطبيقات من قبيل "ديليفرو" Deliveroo و"تيندر" Tinder . وبعد مرور عقد ونيف من الزمن، يسهم متجر تطبيقات "أبل" الآن بأكثر من تريليون دولار من الفواتير والمبيعات سنوياً، ما يساعد الشركة على أن تصبح الأغنى بين مثيلاتها في العالم.
جوزيف مامبوي واحد من مطوري التطبيقات الرقمية الذين يعرضون إبداعاتهم في المقر الرئيس لمحطة "باترسي باور ستيشن" Battersea Power Station التابعة لـ"أبل". يهدف تطبيقه المخصص للياقة البدنية باسم "جيم سترايك" Gym Streak إلى الإشراف على تمريناتك الرياضية. يقول مامبوي إن جوهر التطبيق إثبات أن "القدرة على التحمل قوة كبرى في متناول الجميع، إلى جانب المثابرة وإرادة الاستمرار". يستخدم التطبيق تكنولوجيا الواقع المعزز" [أحد أنواع الواقع الافتراضي، يهدف إلى تكرار البيئة الحقيقية وتعزيزها بمعطيات افتراضية لم تكم جزءاً منها] لإنشاء مقاطع فيديو حيث تبدو الشخصية الافتراضية المتحركة التي تؤدي التمارين الرياضية وكأنها تتمرن في غرفة المعيشة الخاصة بك.
مطور تطبيقات آخر اسمه آندي ويكيز يعرض أيضاً [في محطة "باترسي باور ستيشن"] ابتكاره "نايت سكاي" Night Sky الذي يتوسل، شأن التطبيق السابق، "الواقع المعزز" كي يجعل النجوم الكونية والكواكب السيارة وحتى "محطة الفضاء الدولية" تظهر على الشاشة أثناء توجيه جهاز "آيفون" الخاص بك إلى حيث تتموضع في السماء. كذلك يرسل تنبيهات ورسائل كي تتمكن من مشاركة المشاهدات التي تراها، وحتى التي لا يسعك أن تراها، مع الأصدقاء والعائلة.
يُلاحظ لدى مطوري التطبيقات إحجام عن نظارة أبل "فيجين برو"، التي من المقرر إطلاقها في أوائل العام المقبل: تطبيق على شاكلة "نايت سكاي" من شأنه أن يقدم أداء مذهلاً في حال ضمه إلى نظارة الحوسبة المكانية، بشاشتها الاندماجية الآسرة والملتفة. يقول كوك إنهم يتطلعون إلى الاستعانة بهذا التطبيق. "لدينا مختبرات لمطوري التطبيقات الرقمية في لندن وميونيخ، ونشهد بعض الأعمال الرائعة. الحماسة تغمر تلك الأماكن"، جاء في كلماته.
ويقول رئيس الشركة إن "فيجين برو" صارت جزءاً من روتينه الليلي، ما ساعده في إدراك كيف عساها تصبح منتجاً رائداً في هذه الصناعة. ويقول في هذا الصدد: "الاختلافات كبيرة في كيفية نظر الناس إليها، اعتماداً على ما إذا كانوا قد قرأوا عنها أو جربوها فعلاً. أؤمن أكثر بالعمق الذي تتسم به الحوسبة المكانية. عندما تجربها، ستشعر بلحظة تجلٍ، وفي حياتك لن تختبر الكثير من هذه اللحظات".
خلال العروض التوضيحية للتطبيقات الرقمية، يتحدث المطورون عن الدعم الذي يتلقونه من "أبل". يقول كوك بعد ذلك إن "هذه التطبيقات الرقمية تسمح للمطورين بتوجيه الناس إلى خيارات أكثر استدامة، وتزويد شخص ما بالمعرفة التعليمية حول الفضاء، أو حتى تسهيل الوصول إلى التدريب الشخصي. إنها أفكار عظيمة. تمثل هذه التطبيقات تعاوناً رائعاً، لكن شركتنا بأكملها تعتمد على التعاون. نؤمن حقاً أن واحداً زائداً واحداً يساوي ثلاثة [جهد شخصان يحقق نتائج أكبر بأضعاف]".
ويضيف "لقد نظرنا إلى أنفسنا دائماً كصانعي أدوات. لذا يغني قلبي فرحاً إزاء صناعة أدوات تسمح للآخرين بتغيير العالم بطريقتهم الخاصة، وإزاء اضطلاعنا بدور في ذلك. طالما اعتقدنا أن أدواتنا يجب أن تكون سهلة الاستخدام شأن منتجاتنا، لذا نحاول أن نجعل أدوات المطورين بسيطة. تنهض فكرة المطور بالجزء الأكثر صعوبة من المهمة، وليس قيامهم بذلك بأنفسهم. إنه لأمر رائع أن نرى هذا العمل يتكشف أمامنا".
وبواسطة المعالجات القوية التي يقوم عليها الجهاز الأخير من "آيفون" بنسختيه "آيفون 15 برو" و"آيفون 15 برو ماكس"، يعتقد كوك أن نظام التشغيل "آي أو أس" من "أبل" يشكل الآن "أفضل منصة ألعاب على الإطلاق". تشكل الألعاب أيضاً جزءاً رئيساً من جاذبية "فيجين برو"، ما يسمح للمستخدمين بالتفاعل والتنافس ضمن بُعد جديد تماماً. ويشير في هذا الشأن إلى "حماسة كبيرة بشأن دورنا في الألعاب، ونحن جادون جداً حيال هذا الأمر. ليست هذه مجرد هواية بالنسبة إلينا، بل ترانا جميعاً نبذل قصارى جهدنا ونطلق العنان لأنفسنا هناك".
© The Independent