Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحولات نصف قرن على حرب 1973

اللغز الكبير الدور الذي لعبه أشرف مروان صهر عبدالناصر ومساعد السادات

الرئيس حافظ الأسد (يسار) يقف مع الرئيس الأوغندي عيدي أمين والرئيس المصري أنور السادات والزعيم الليبي معمر القذافي في يونيو 1972 في كمبالا (أ ف ب - غيتي)

ملخص

حرب خطط لها سراً الرئيسان المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد

أين العرب وإسرائيل بعد 50 عاماً على حرب لم تكن كسائر الحروب العربية - الإسرائيلية؟ حرب خطط لها سراً الرئيسان المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد، بعدما طرد الرئيس المصري الخبراء السوفيات، وفوجئت إسرائيل باندلاعها على جبهتي سيناء والجولان ظهيرة السادس من أكتوبر (تشرين الأول) 1973. دمشق تسميها "حرب تشرين"، والقاهرة تسميها "حرب رمضان" لأنها كانت في رمضان، وتل أبيب تسميها "حرب يوم الغفران" لأنها بدأت يوم عيد الغفران، إذ تتوقف الحياة في الدولة العبرية لطلب المغفرة. موسكو بدت مذهولة، وواشنطن فوجئت مثل تل أبيب ولم تصدق أن العرب يمكن أن يبدأوا حرباً، فأقامت أكبر جسر جوي لدعم إسرائيل، والملك فيصل استخدم سلاح النفط المؤثر، وبقية الدول العربية استعدت للمساعدة.

لكن الذي لعب كل الأدوار وبكل شيء كان الدكتور هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي ثم وزير الخارجية أيام الرئيس ريتشارد نيكسون، أما اللغز الكبير قبل الحرب فإنه الدور الذي لعبه أشرف مروان صهر الرئيس جمال عبد الناصر ومساعد الرئيس السادات، هو عميل لإسرائيل، كما يقول "الموساد" في كتاب صدر حديثاً تحت عنوان "ذات يوم حين يكون الحديث مسموحاً"، إذ كشف لإسرائيل عن الخطط العملانية، والتقى رئيس "الموساد" تسفي زامير في لندن يوم الخامس من أكتوبر، وحدد له موعد الهجوم، وهو في رأي المخابرات العسكرية "أمان" عميل مزدوج مصري - إسرائيلي، أما مصر فإنها اعتبرته "بطلاً وطنياً" أسهم في خداع إسرائيل.

حرب أكتوبر... "يوم كيبور" لا يُنسى
في السادس من أكتوبر 1973، سقطت مقولة "الجيش الإسرائيلي لا يقهر". في ذلك اليوم، انطلقت حرب غيّرت المعطيات والمعادلات في الشرق الأوسط والعالم وفتحت النافذة لاتفاقات السلام العربية مع إسرائيل.
Enter
keywords

 

كيسنجر الذي صار في الـ100 يقول في حديث مع صحيفة "معاريف" لمناسبة مرور نصف قرن على الحرب "إننا عزمنا منذ اليوم الأول على منع نصر عربي في الحرب، ورأينا أن مثل هذا النصر ضربة للولايات المتحدة نفسها"، بعدما "لم نأخذ على محمل الجد إمكان اضطرارنا إلى التعامل مع وضع يتمتع فيه السوفيات بميزة أو تفوق"، ويروي لماذا عارضت الإدارة اقتراح السادات عملية سلام قائمة على الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود 1967 في مقابل السلام مع إسرائيل، إذ كان بين الأسباب "إدراكنا أن الانسحاب من شأنه تعريض طريق تل أبيب - حيفا للهجمات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد وقف النار دشن كيسنجر "ديبلوماسية المكوك" في التوصل إلى اتفاقي فك الارتباط في سيناء والجولان، أما نيكسون فإنه كشف بعد استقالته في حوار على حلقات مع "بي بي سي" عن سر قرار أبعد في واشنطن هو "منع العرب من التفكير ثانية في شن حرب على إسرائيل".

اليوم يبدو المشهد في صورتين متناقضتين، بعد التدرج من الصراع العربي - الإسرائيلي إلى الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ثم الصراع الإسلامي - الإسرائيلي وعملياً الإيراني - الإسرائيلي: الأولى هي صورة معاهدتي سلام بين إسرائيل ومصر والأردن، واتفاق "أوسلو" مع منظمة التحرير الفلسطينية، و"اتفاقات أبراهام" مع الإمارات العربية والبحرين والمغرب والسودان، وعلاقات تحت الطاولة بين إسرائيل وعدد من البلدان العربية، فضلاً عن تبدل المناخ الدولي بحيث صارت إسرائيل صديقة لروسيا والصين مع الدعم الأميركي المطلق لها، والثانية هي صورة "محور المقاومة الإسلامية" وشعار "وحدة الساحات" في عودة لما قبل حرب 1973 وحرب 1967 لتحرير فلسطين بمزيج من حرب العصابات والحرب الكلاسيكية، حرب هجينة في إطار مشروع إقليمي - إيراني، وسلام هجين يتخلله الرفض الإسرائيلي الثابت لمبادرة السلام العربية التي خرجت من قمة بيروت عام 2002.

نصف قرن بأكبر كمية إسرائيلية من الكتب والوثائق وأقل كمية عربية منها، حتى تاريخ "حرب تشرين" الذي عملت على كتابته مجموعة من الباحثين بقرار من الرئيس حافظ الأسد، فإن المدونات بقيت خارج النشر، ولا أحد يجهل كلفة العمل على تحرير فلسطين، حين لا يزال العرب عاجزين عن تحقيق العودة لحدود ما قبل حرب 1967 سواء بالحرب أم بالسلم.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل