ملخص
تواصلت المواجهات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في مدينة الأبيض
تصاعدت وتيرة المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بصورة عنيفة على جبهات قتالية عدة، حيث استخدم الطرفان الأسلحة الثقيلة وشملت المواجهات مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، والأبيض عاصمة شمال كردفان، فضلاً عن منطقتي شمال وجنوب أم درمان، وتسببت العمليات العسكرية في مقتل وإصابة نحو 218 شخصاً في الأقل خلال الساعات الـ48 الماضية.
وأكدت مصادر عسكرية أن قتالاً عنيفاً دار بين الجيش و"الدعم السريع" في مدينة نيالا، في وقت أعلنت فيه الأخيرة إسقاطها طائرة حربية تابعة للجيش السوداني، والذي لم يعلق على هذا الخبر.
إسقاط مقاتلة
وبحسب بيان لـ"الدعم السريع" فإن الطائرة التي أسقطتها كانت تقصف المدنيين بمدينة نيالا وترمي فوق رؤوسهم البراميل المتفجرة والقنابل المحرم استخدامها. وتابع البيان "لقد درج طيران الجيش على تنفيذ هجمات جوية متتالية على مدينة نيالا متسبباً في مقتل وإصابة مئات المدنيين الأبرياء وتدمير الأحياء السكنية والأسواق والمنشآت الحيوية وتهجير السكان الذين نزحوا من منازلهم إلى الولايات المجاورة"، وواصل "أن المجازر الوحشية التي ارتكبها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وأعوانه في حق المدنيين الأبرياء، تشكل امتداداً للفظائع التي ظل يرتكبها نظام المؤتمر الوطني 30 عاماً في دارفور وجبال النوبة وشرق السودان ومناطق أخرى من البلاد، وهي جرائم حرب مكتملة الأركان".
في الأثناء، أكد نائب قائد قوات "الدعم السريع" عبدالرحيم دقلو، في فيديو بثته قواته على صفحتها على "فيسبوك"، وهو يخاطب جمع من جنوده، أن "قوات (الدعم السريع) تقاتل من أجل تحرير الشعب السوداني من قبضة المنافقين وأعداء الوطن".
وتواصلت المواجهات العنيفة بين الطرفين، لليوم الثاني على التوالي، في مدينة الأبيض، وتحديداً قرب حي البترول، مما أدى إلى سقوط ستة قتلى، فضلاً عن قطع خدمات الكهرباء والمياه وتعطل شبكة الإنترنت، في وقت اكتظ فيه مستشفى المدينة بالمصابين والمرضى مع نقص لافت في الكوادر الطبية والدواء.
اتهامات متبادلة
وفي العاصمة، ذكرت مصادر عسكرية أن "الجيش السوداني أطلق من منصاته العسكرية، بشمال أم درمان، صواريخ مدفعية عدة على مواقع وتمركزات الدعم السريع بمدن العاصمة الثلاث". وأضافت المصادر أن اشتباكات عنيفة، تعد الأقوى من نوعها وقعت بين الطرفين في منطقة جنوب الثورات بأم درمان، مما أحدث رعباً وسط السكان ونزوحاً كبيراً باتجاه المناطق الأكثر أماناً، كما شهدت منطقتا الفتيحاب والشقلة، جنوب أم درمان، مواجهات ضارية بين الجانبين، إضافة إلى عمليات القصف المدفعي المتبادل، وتعرض مستشفى النو الحكومي، شمال مدينة أم درمان، بحسب اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، لقصف مدفعي مكثف تسبب في مقتل أربعة مدنيين، وإصابة 20 آخرين بإصابات متفاوتة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واتهمت قوات "الدعم السريع"، في بيان، الجيش السوداني بقصف مستشفى النو بهدف إجبار المنظمات الدولية والفرق الصحية على إخلاء بعثاتها العاملة بمناطق سيطرة "الدعم السريع"، ومن ثم إجبار المدنيين على النزوح من مناطقهم.
خسائر كبيرة
في الأثناء، قال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية العميد نبيل عبدالله، في بيان، إن "قوات الجيش باللواء 54 - مشاة الدلنج صدت ودمرت هجوماً غادراً من قبل متمردي قوات الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو، وجرى دحر القوة المهاجمة تماماً وتأمين المدينة بعد تكبيد العدو عدداً من القتلى، كما تم أسر عدد من المتمردين بينهم ضابط"، وبين عبدالله أن "الفرقة الخامسة مشاة (الهجانة) دحرت، لليوم الثاني، محاولة فاشلة من قبل قوات (الدعم السريع) لاستهداف بعض الأحياء بمدينة الأبيض، حيث تصدت لها قواتنا، خارج المدينة، وأجبرتها على الفرار على أثر تكبدهم خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات".
وتابع المتحدث باسم الجيش "في مخالفة جديدة للقانون الدولي الإنساني ومواصلة لجرائم الحرب، استهدفت ميليشيات (الدعم السريع)، بالقصف العشوائي، مستشفى النو بشمال أم درمان، مما أدى لاستشهاد أربعة مدنيين وجرح آخرين، وفي هذا الصدد، تؤكد القوات المسلحة أنها ستستمر في إحباط وتدمير كل وسائل العدو التي يستخدمها لإلحاق الأذى بمواطنينا وزعزعة استقرارهم حتى تحقيق النصر وتطهير البلاد من التمرد".
انتهاكات حقوقية
في حين، أكد محامو الطوارئ في السودان مقتل 54 مدنياً وإصابة 164 آخرين في كل من أم درمان وجبل أولياء جنوب الخرطوم ومدينة الأبيض شمال ولاية كردفان خلال الساعات الـ48 الماضية، وبحسب بيانهم، فإن قوات "الدعم السريع" أطلقت صاروخ كاتيوشا على مستشفى النو بأم درمان مما تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص وجرح 20 آخرين. وأشار البيان إلى أن أكثر من 45 قتيلاً و90 مصاباً سقطوا خلال قصف مدفعي تعرض له جبل أولياء، فضلاً عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 54 آخرين بمدينة الأبيض جراء الاشتباكات التي جرت بين طرفي الصراع، لافتاً في الوقت عينه، إلى رصد أكثر من 15 مستشفى تعرضت للقصف من قبل جانبي القتال.
طهران والخرطوم
وكانت السلطات السودانية أعلنت أنها ستستأنف العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وذلك بعد مرور سبعة أعوام على قطعها وثلاثة أشهر على لقاء بين وزيري خارجية البلدين.
وقطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع إيران، عام 2016، بعد اقتحام السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية.
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية، فإن قرار استئناف العلاقات جاء بعد عدد من الاتصالات رفيعة المستوى بين البلدين، وكان وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان قال في يوليو (تموز) إن البلدين يعملان على استئناف العلاقات بعد لقائه القائم بأعمال وزير الخارجية السوداني علي الصادق في باكو، واتفق البلدان، في بيان مشترك، أثناء إعلانهما استئناف العلاقات الدبلوماسية، على اتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح سفارتي البلدين في المستقبل القريب، فضلاً عن توسيع التعاون في ما بينهما في مختلف المجالات التي من شأنها تحقيق مصالح شعبي البلدين وضمان أمن واستقرار المنطقة.