ملخص
ثمة أربع إشارات تحذر من سرطان الثدي لكن معظم النساء يجهلنها من بينها تغييرات في جلد الثدي وفقدان أو تدني الإحساس به.
كشف استطلاع جديد أن معظم النساء لا يستطعن التعرف إلى أعراض شائعة لسرطان الثدي، ليس من بينها وجود كُتَل فيه.
ولا شك في أن ذلك مثير للقلق، لأن تشخيص سرطان الثدي، في معظم الأحيان، لا يستند إلى اكتشاف كتلة لدى إجراء اختبار لمسي. وبالتالي، لا بد من اطّلاع النساء على جميع العلامات التحذيرية الأخرى [على الإصابة بالمرض]، كي يتسنى لهن زيارة الطبيب بمجرد أن يلاحظن أيّاً منها.
وقد أظهر الاستطلاع الذي أجراه باحثون في "مركز السرطان الشامل" بجامعة ولاية أوهايو، أن نساء كثيرات يشعرن بالحيرة حيال كثافة ومواعيد الفحوص [الواجب عليهن إجراؤها] لرصد سرطان الثدي، الذي يعتبر نوع السرطان الثاني الأكثر شيوعاً بين النساء، ويحل في المرتبة الثانية بعد سرطان الجلد.
وتسلط نتائج الاستطلاع الضوء على ضرورة تثقيف عدد متزايد من النساء حول كيفية اكتشاف أعراض سرطان الثدي، وما يجب عليهن فعله في حال رصدهن لها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سياق متصل، أصدرت أشلي باريسر، وهي طبيبة متخصصة بأورام الثدي في "مركز السرطان الشامل" بجامعة ولاية أوهايو، بياناً حول البحث الجديد، جاء فيه "نريد تمكين [المرأة] كي تعرف جسمها وتدرك ما هو طبيعي بالنسبة إليها. ويحصل عدد كبير من التغيرات في الثدي بنتيجة العمر والولادة. بيد أن سرطان الثدي قد يظهر بطرق عدة مختلفة. ويهم أن تشعر [النساء] بالأمان في مواجهة هذه المخاوف وزيارة الطبيب في الوقت المناسب. ونحن حققنا إنجازات عظيمة على صعيد اكتشاف أورام الثدي في مراحل مبكرة ما يعني أنه يكون أكثر استجابة للعلاج".
وفي سياق متصل، بحث الاستطلاع الجديد في عدد المشاركات اللواتي يدركن أن الأعراض التالية قد تشير إلى إصابتهن بسرطان الثدي. وتشمل هذه الأعراض تجعد الثدي؛ وانقلاب حلمة الثدي أو نضوبها أو انحناؤها نحو الأسفل؛ وتسرب سائل من حلمة الثدي؛ وملاحظة تكتل أو تكاثف في نسيج الثدي؛ وفقدان الإحساس في الثدي.
وقد عرف نحو ثلث المشاركات في الاستطلاع أن انقلاب الحلمة ونضوبها أو انحناءها نحو الأسفل قد يكون من أعراض الإصابة بسرطان الثدي، في حين عرفت حوالى 40 في المئة من المشاركات بأن تجعد الثدي، الذي يتسبب بظهور تضاريس عند رفع الذراعين، يندرج ضمن العلامات الدالة على الإصابة بالسرطان. إلى ذلك، أدركت حوالى 40 في المئة من المشاركات أن فقدان الإحساس في الثدي قد يشكل إنذاراً بالمرض، في حين أن ما يزيد على نصف المشاركات عرفن أن خروج سائل من حلمة الثدي يعتبر من أعراض المرض. وفي المقابل، عرفت 45 في المئة من المشاركات أن ملاحظة تكتل أو تكاثف في نسيج الثدي قد يكون علامة تحذيرية تشير إلى الإصابة بسرطان الثدي.
في سياق متصل، اعتبر "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" Centers for Disease Control and Prevention أن الألم في أي موقع من الثدي قد يشكل أحد أعراض المرض، شأنه شأن "الاحمرار أو تشكل القشور على نسيج الحلمة أو الثدي".
واستطراداً، كشفت "جمعية السرطان الأميركية" ACS أن سرطان الثدي شائع جداً، كونه يمثل حوالى 30 في المئة من مجمل حالات الإصابات الجديدة بالسرطان التي تُشخّص سنوياً لدى النساء.
وفي هذا السياق، تتوقع "جمعية السرطان الأميركية" أنه في عام 2023 وحده، سيُشخص حوالى 300 ألف حالة جديدة من سرطان الثدي النشط لدى النساء في الولايات المتحدة. وتشير الجمعية إلى أن نحو 43700 امرأة في الولايات المتحدة سيفارقن الحياة خلال هذا العام بسبب سرطان الثدي.
وفي الولايات المتحدة، يبلغ احتمال إصابة النساء بسرطان الثدي خلال حياتهن، حوالى 13 في المئة، ما يعني أن امرأة واحدة من كل ثماني نساء ستصاب على الأرجح بمرض السرطان.
ومع ذلك، تعتقد نساء كثيرات أن السرطان لن يصيبهن خلال حياتهن. وفي هذا الصدد، أظهر الاستطلاع الجديد أن 75 في المئة من المشاركات يستبعدن إمكانية إصابتهن بسرطان الثدي.
واللافت أنه في أوساط مؤسسات الرعاية الصحية الرائدة، تختلف التوجيهات بشأن من يجب أن تجري فحصاً لسرطان الثدي، وكم مرة يُعتبر ذلك الأمر ضرورياً. وقد انعكس هذا التضارب في التوجيهات بصورة سلبية على جهود الوقاية من السرطان. وفي هذا الإطار، أظهر الاستطلاع الجديد أن 44 في المئة من النساء دون سن الثلاثين في حيرة من أمرهن بشأن التوجيهات المتعلقة بالفحص المذكور.
وفي ذلك الصدد، ذكرت الدكتورة باريسر، "إن التصوير الإشعاعي للثدي يشكّل وسيلتنا الدفاعية في اكتشاف سرطان الثدي ومعالجته في مراحله المبكرة والأكثر قابلية للعلاج. لكن، من الضروري أيضاً أن تكون المرأة على دراية بمظهر أنسجة ثدييها وملمسهما، كي يصبح من الممكن إجراء تقييم سريع لتغييرات قد لا تكون مرئية أحياناً، ما يعطينا بالتالي أفضل فرصة ممكنة في الرصد المبكر".
في سياق مماثل، توصي "الكلية الأميركية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد" و"الكلية الأميركية للأشعة" ببدء إجراء الفحوص عند سن الأربعين بالنسبة إلى النساء المعرضات للإصابة بمستويات عادية. ولكن، إن كانت امرأة لديها تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الثدي، أو شعرت لأي سبب آخر بالقلق بشأن احتمال إصابتها بالمرض، فمن المهم أن تستشير الجهة التي تقدم لها الرعاية الصحية قبل بلوغ تلك السن، كي يوضع لها خطة شخصية تحدد مدى تكرار الفحوص الذي يجب أن تجريها للحد من خطر الإصابة.
وفي الختام، يُظهر الاستطلاع الجديد أنه ينبغي فعل الكثير لتوعية الجمهور العام، وبشكل فاعل، حول أعراض سرطان الثدي، وأفضل الممارسات لكشفه، وفق ما يؤكد خبراء كثيرون.
وتتابع الدكتورة باريسر كلامها، "بنظرنا، تستند أفضل طريقة في الكشف المبكر عن سرطان الثدي إلى قدوم النساء [إلى مقدمي الرعاية الصحية] بمجرد ملاحظتهن أي تغيير، والأفضل من ذلك يتمثل في أن يقدمن على تلك الخطوة قبل ملاحظة أي تغيير".
وأضافت باريسر، "مع أننا نحقق إنجازات عظيمة على صعيد الكشف والعلاج، نعيش للأسف في عالم يبقى سرطان الثدي فيه مصدر قلق جدي للناس".
© The Independent