خيم تصاعد الحرب في غزة على الأسواق العالمية ما بين ارتفاع أسعار الذهب، الملاذ الأمن للمستثمرين، وتراجع حاد في أسواق الأسهم والبورصات الأوروبية والآسيوية.
وعلى صعيد أسواق المعادن الثمينة ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها خلال ثلاثة أشهر اليوم الجمعة، وتتجه لتحقيق ثاني مكسب أسبوعي على التوالي مع تزايد الطلب الذي عززه صراع الشرق الأوسط.
وارتفع الذهب خلال التعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 1983.46 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ الـ 20 من يوليو (تموز) الماضي، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.8 في المئة إلى 1995.70 دولار.
وارتفع الذهب بمقدار 2.6 في المئة هذا الأسبوع، وزاد 150 دولاراً منذ بداية التصعيد الأخير للصراع في الشرق الأوسط.
وقالت "فيتش سلوشنز" في مذكرة إن "الذهب حصل على دفعة مع تراجع مخاوف في شأن رفع مجلس الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأميركي) للفائدة مرة أخرى خلال عام 2023"، متوقعة أن يبلغ متوسط الأسعار هذا العام 1950 دولاراً.
وتزيد الفائدة المرتفعة من كلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة خلال التعاملات الفورية 0.7 في المئة إلى 23.20 دولار للأوقية.
وصعد البلاتين 0.8 في المئة إلى 898.05 دولار، ويتجه المعدنان نحو تسجيل ثاني زيادة أسبوعية على التوالي، لكن البلاديوم هبط 0.8 في المئة إلى 1105.12 دولار متجهاً لتسجيل رابع خسارة أسبوعية.
الأسهم الأوروبية تتجه لخسارة أسبوعية حادة
في غضون ذلك تراجعت الأسهم الأوروبية وتتجه صوب تكبد أكبر خسارة أسبوعية خلال ثلاثة أشهر، مع تزايد المخاوف في شأن صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، وارتفاع عوائد السندات الحكومية وصدور تقارير أرباح مخيبة للآمال للشركات دفعت المستثمرين نحو العزوف عن المخاطرة.
وانخفض مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.9 في المئة إلى أدنى مستوياته خلال سبعة أشهر، مقتفياً أثر مؤشرات "وول ستريت" التي أغلقت على انخفاض خلال الليل.
وتراجع المؤشر ثلاثة في المئة خلال الأسبوع، وقد تزيد الاضطرابات في الشرق الأوسط حال العزوف عن المخاطرة، وهو اتجاه مدفوع بتوقعات ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت "لوريال" عن ارتفاع سريع في مبيعات الربع الثالث مدعومة بالنمو في أوروبا، لكن نتائجها لم تحقق التوقعات بحدوث تعاف قوي في الصين، كما تراجع سهم الشركة الفرنسية لمستحضرات التجميل نحو ثلاثة في المئة.
وهوى سهم شركة "هوسكفارنا" السويدية لتصنيع معدات الحدائق 6.6 في المئة بعد أن جاءت إيرادات الربع الثالث من دون التوقعات.
وأدى تراجع السهمين إلى هبوط مؤشر السلع المنزلية في أوروبا 1.2 في المئة، في حين تصدرت أسهم التكنولوجيا الحساسة لسعر الفائدة الخسائر على المؤشر لتنخفض 1.5 في المئة.
من ناحية أخرى ارتفع سهم "سيكا" اثنين في المئة بعد أن أعلنت شركة الكيماويات زيادة بـ 5.6 في المئة في المبيعات للأشهر التسعة الأولى من عام 2023.
"نيكاي" يغلق على انخفاض
وأغلق مؤشر "نيكاي" الياباني منخفضاً ومقتفياً أثر انخفاضات في "وول ستريت" خلال الليل، على رغم أن المؤشر عوض بعض خسائره الباكرة مع إقبال المستثمرين على شراء الأسهم عند تراجعها.
وهبط مؤشر "نيكاي" 0.54 في المئة ليغلق عند 31259.36 نقطة بعدما فتح على انخفاض 0.85 في المئة، وتراجع مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.38 في المئة إلى 2255.65 نقطة.
وعلى مدار الأسبوع انخفض المؤشران 3.2 في المئة و2.3 في المئة على الترتيب.
وقال المدير العام لقسم الأبحاث في "تشيباغين لإدارة الأصول" جون موريتا إن السوق فتحت على انخفاض، لكن مؤشر "نيكاي" قلص خسائره لأن المستثمرين أعادوا شراء الأسهم عند انخفاضها.
وأغلقت المؤشرات الأميركية على انخفاض خلال الليل، وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية مع حديث رئيس الاحتياط الفيدرالي جيروم باول عن السياسة النقدية وقلق المستثمرين في شأن ما إذا كانت أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة أطول.
وأقدم المستثمرون على بيع الأسهم اليابانية بعد أن وصل العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى مستوى خمسة في المئة للمرة الأولى منذ الـ 20 من يوليو 2007.