Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تتصاعد مخاوف الثلاثي العربي من تهجير الفلسطينيين؟

وزير الخارجية الأردني اعتبر أن أية محاولة من إسرائيل لتنفيذ مخططها هي "إعلان حرب"

قمة ثلاثية سابقة جمعت رئيسي مصر وفلسطين وملك الأردن (الرئاسة المصرية)

ملخص

 رفض فلسطيني - مصري - أردني متصاعد لما سموه "تهجير الفلسطينيين" من غزة والضفة الغربية، وفقاً لسيناريو إسرائيلي معد سلفاً.

كتمرين أو "بروفة" ستطبق في الضفة الغربية خلال مرحلة لاحقة، تتعامل منظمة التحرير الفلسطينية ومصر والأردن مع سعي إسرائيل إلى تهجير أهالي غزة بالرفض القاطع، مع الإشارة إلى أن الضفة تحظى بأهمية دينية واستراتيجية لتل أبيب تفوق القطاع.

ومع أن إسرائيل تنفي نيتها تهجير أهالي قطاع غزة، فإن قادة مصر والأردن وفلسطين يعتبرون بأن حربها الطاحنة في قطاع غزة لا تستهدف فقط القضاء على حركة "حماس"، بل تهجير الفلسطينيين من القطاع لتصفية القضية.

ويأتي النفي الإسرائيلي استمراراً لاتهامات فلسطينية دائمة لها منذ حرب تأسيسها عام 1948، لكن تل أبيب تنكر تهجير نحو 900 ألف فلسطيني، موضحة أن ما حصل ليس سوى "أضرار جانبية تحدث في كل حرب"، كما تصف ما حدث بـ "موجة هرب جماعي".

وثائق سرية

لكن ذلك الادعاء الرسمي لتل أبيب خالفته وثائق سرية أفرج عنها خلال الأعوام الماضية، أشارت إلى وجود خطة إسرائيلية محكمة لتهجير الفلسطينيين في عام 1948.

ولم تكد الحرب الحالية لإسرائيل على قطاع غزة تطوي أسبوعها الأول حتى سارع الجيش الإسرائيلي إلى دعوة أهالي شمال ووسط قطاع غزة إلى الانتقال جنوباً للحفاظ على حياتهم، ولكي يتمكن الجيش الإسرائيلي من القضاء على حركة "حماس".

لكن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أشار إلى أن لإسرائيل هدفين من حربها، الأول القضاء على "حماس" والثاني تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأوضح السيسي أن ذلك سيتبعه "تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الأردن، ثم تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على إمكان إقامة دولة لهم".

وسبق تصريحات الرئيس المصري تحذير العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من محاولة تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو بلاده، رافضاً إمكان استقبال بلاده لاجئين جدد.

أكثر من 3.5 مليون نسمة

وتصاعد التحذير الأردني من إمكان حصول التهجير بإعلان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بأن أية محاولة إسرائيلية لتهجير فلسطينيي الضفة الغربية تعني "إعلان حرب"، مشيراً إلى أن التهجير إلى بلاده يشكل "تهديداً للأمن الوطني للدولة الأردنية وشعبها".

وعلى الضفة الغربية لنهر الأردن توعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ "التصدي بكل السبل لمخطط التهجير"، قائلاً "لن نرحل من أرضنا ولن نسمح لأحد أن يرحلنا من أرضنا كما فعلوا في الماضي، والماضي لن يتكرر و 48 و67 لن يتكررا".

ويبلغ عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية أكثر من 3.5 مليون نسمة، فيما يقيم في المستوطنات الإسرائيلية نحو 700 ألف إسرائيلي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال حرب عام 1967 التي احتلت فيها إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية التي كانت جزءاً من الأردن، نزح أكثر من نصف مليون فلسطيني من أراضيهم في الضفة الغربية لنهر الأردن إلى شرقها.

مشروع إسرائيلي للتهجير

ويتعامل الفلسطينيون والأردنيون والمصريون مع خطط إسرائيل للتهجير بـ "منتهى الجدية"، وفق وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة، مضيفاً أن تل أبيب "تسعى إلى صناعة واقع جديد في المنطقة عبر تصفية القضية الفلسطينية"، وأوضح معايطة "أن التهجير ليس كلاماً فقط، فهناك محاولة إسرائيلية جادة لدفع الفلسطينيين إلى جنوب قطاع غزة ثم قصفه، والضغط على مصر لإدخال الناس إلى أراضيها"، وأشار إلى أن دوائر صناعة القرار في مصر والأردن لديها معلومات عن مشروع إسرائيلي للتهجير يبدأ بقطاع غزة قبل أن ينتقل إلى الضفة الغربية لتنفيذه عندما تتوافر الظروف اللائمة"، مضيفاً "بين ليلة وأخرى قد تغلي الضفة الغربية ونرى السيناريو ينتقل من قطاع غزة".

وتمسك وزير الإعلام الأردني الأسبق بأن الأردن سيتعامل "بكل حزم لمنع انتقال اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيه".

خيارات صعبة

ورأى الأستاذ في قسم الشؤون الدولية بجامعة قطر حسن البراري "وجود أخطار حقيقية لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن"، مشيراً إلى أن فكرة التهجير كانت هامشية في الخطاب الإسرائيلي قبل أن تصبح مركزية مع وصول دعاة التهجير إلى الحكم في إسرائيل"، وتابع "هناك استشعار أردني بخطر التهجير وتنفيذه في قطاع غزة، مما يعني تمريناً لما سيجري في الضفة الغربية، بل إن حاجة إسرائيل إلى ذلك في الضفة الغربية أقوى من القطاع"، وبحسب البراري، فإن "قطاعاً عريضاً من اليمين الإسرائيلي بتياراته المختلفة يرى في الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين، عوضاً عن الضفة الغربية وقطاع غزة"، محذراً من "خطوة الارتهان الأردني الرسمي إلى إسرائيل التي دمرت السلام".

وقال إن "الأردن سيكون أمام خيارات صعبة في حال دفع إسرائيل الفلسطينيين للهجرة إليه، فإغلاق الحدود سيشكل أزمة إنسانية أمام السماح بتدفق الفلسطينيين، وسينظر إليه على أنه تواطؤ مع مشروع تل أبيب"، ومع أن التركيبة السكانية للأردنيين متعايشة حالياً مع وجود جزء كبير منهم من أصل فلسطيني، إلا أن البراري حذر من أن التهجير المقبل سيوفر وصفة لعدم الاستقرار واندلاع حروب أهلية، وأضاف البراري أن "التهجير سيحول الأراضي الأردنية إلى قاعدة لانطلاق العمليات المسلحة ضد إسرائيل، وهو ما سينقل عدم الاستقرار من غرب نهر الأردن إلى شرقه"، موضحاً أن "الجيل الفلسطيني الحالي متحرر من العقد السابقة والخوف والذل بسبب تغير مفاهيمه عن الأجيال السابقة، وما حصل في السابع من الشهر الجاري يسهم في ذلك".

شعارات جوفاء

لكن الباحث الإسرائيلي في الثقافة العربية بجامعة "بار إيلان" مردخاي كيدار رفض ما يتردد حول وجود خطط إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية، ووصفها بأنها "شعارات جوفاء"، وأوضح كيدار أن "خطط إسرائيل في الضفة الغربية ليس من ضمنها التهجير بل منع إقامة دولة فلسطينية مستقلة قد تستولي عليها حركة ’حماس‘ بالقوة أو عبر الانتخابات"، وأضاف الباحث الإسرائيلي أن الحضور العسكري في الضفة الغربية وقضاءه المستمر على نشاط "حماس" يريح تل أبيب من شن حرب واسعة على الضفة الغربية.

واعتبر الباحث في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت أن "الفكر الإسرائيلي على اختلاف تياراته يتعامل مع فلسطين كلها كأرض إسرائيلية، وبأنه يجب الاستيلاء عليها بأقل عدد ممكن من الفلسطينيين"، منوهاً بأن إسرائيل تعتبر عدم تهجيرها الفلسطينيين كافة عام 48 "خطأً تاريخياً، إذ سمحت الثغرات في تنفيذ خطة تهجير الفلسطينيين ببقاء 150 ألفاً منهم، وقد أصبحوا اليوم أكثر من مليونين"، وختم شلحت حديثه بالإشارة إلى وجود تصريحات لمسؤولين في الجيش الإسرائيلي تتحدث عن وجود خطط لتهجير مئات آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية أو من داخل إسرائيل.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات