Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فرنسا تواجه معضلة تشكيل حكومة ائتلافية بعد صعود اليسار

سيجعل البرلمان بلا غالبية مطلقة من الصعب على أي أحد تمرير أي أجندة محلية

متظاهرون في ساحة الجمهورية عقب نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية (رويترز)

ملخص

استبعد زعيم حزب "فرنسا الأبية" إبرام أي اتفاق مع تيار الوسط. لكن تكتل اليسار سيحتاج إلى نوع من الاتفاق مع مشرعين من خارج التكتل إذا أراد الحكم. وتتضمن المقترحات الرئيسة لتكتل اليسار إلغاء إصلاح قانون التقاعد ووضع سقف لأسعار البضائع الرئيسة.

أعلن تيار اليسار الفرنسي أنه يريد إدارة الحكومة، لكنه أقر أمس الإثنين بأن المحادثات ستكون صعبة وستستغرق وقتاً، وذلك بعد أن أحبطت انتخابات الأحد مساعي اليمين المتطرف لتولي السلطة، إلا أنها أسفرت عن برلمان بلا غالبية مطلقة.

وتنفس كثير من حلفاء فرنسا الصعداء بعد أن فشل حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبن في الفوز بالانتخابات المبكرة التي دعا إليها الرئيس إيمانويل ماكرون.

ومع حصول تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري على المركز الأول في الانتخابات بصورة غير متوقعة من دون حصد غالبية مطلقة، تؤذن نتائج الانتخابات بفترة من التقلبات والجمود المحتمل. وكان قد تم تشكيل تحالف الجبهة الشعبية على عجل قبل الانتخابات.

وقالت مارين تونديلييه زعيمة حزب الخضر لإذاعة "فرانس إنتر"، "لن يكون الأمر بسيطاً، ولن يكون سهلاً، ولن يكون مريحاً... وسيستغرق بعض الوقت".

وتشمل الاحتمالات تشكيل الجبهة الشعبية الجديدة حكومة أقلية لكنها قد تواجه تصويتاً بعدم الثقة من المنافسين ما لم يجر التوصل إلى اتفاقات. أو من الممكن تشكيل ائتلاف صعب المراس من الأحزاب التي لا يوجد توافق بينها تقريباً.

وقال المشرع بوريا أميرشاهي العضو في الجبهة الشعبية الجديدة لـ"رويترز"، "سنحتاج إلى بعض الوقت"، وذلك لدى وصول المشرعين المنتخبين حديثاً إلى البرلمان لتسلم شاراتهم والتآلف مع المكان، مضيفاً أن أي خيار سيكون معقداً.

ولا يوجد زعيم واحد للجبهة الشعبية الجديدة، وحصد التحالف ما يقارب 182 مقعداً في البرلمان، وهو أقل بكثير من 289 مقعداً هي الحد الأدنى اللازم لتحقيق غالبية مطلقة. ولم تحقق أي مجموعة أخرى غالبية مطلقة أيضاً. وحل تحالف ماكرون المنتمي إلى يسار الوسط ثانياً ويليه حزب التجمع الوطني، مما ترك البرلمان مقسماً إلى ثلاث مجموعات.

وقال مانويل بومبار المنتمي إلى حزب فرنسا الأبية من اليسار المتطرف "لا بد من أن يدعونا رئيس الجمهورية إلى إدارة الحكومة واحترام نتيجة الانتخابات"، وذلك قبل اجتماع مع الحزب الاشتراكي وحزب الخضر والحزب الشيوعي لتقرير الاستراتيجية التي سيطبقها تحالف الجبهة الشعبية الجديدة.

وقال المشرع لوران جاكوبيلي المنتمي إلى حزب التجمع الوطني إن النتيجة جاءت مخيبة لآمال لوبن لأن استطلاعات الرأي توقعت لأسابيع أن التجمع الوطني سيفوز، وذلك أيضاً على رغم زيادة عدد مقاعد الحزب بأكثر من 50 مقعداً إلى 143 مقعداً إجمالاً.

وأقر رئيس حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا بأن الحزب ارتكب أخطاء، بما في ذلك خطأ في اختيار بعض مرشحيه، لكنه أكد أن انتخابات الأحد زرعت بذور فوز مستقبلي لليمين المتطرف.

وقدم أتال، المنتمي إلى تيار الوسط والحليف المقرب للرئيس، استقالته لكن ماكرون رفضها. وقال مكتب ماكرون في بيان "طلب الرئيس من غابرييل أتال البقاء في منصب رئيس الوزراء في الوقت الراهن لضمان استقرار البلاد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فرنسا أضعف؟

سيجعل البرلمان بلا غالبية مطلقة من الصعب على أي أحد تمرير أي أجندة محلية، ومن المرجح أن يضعف دور فرنسا داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه. وقال وزير المالية الحالي برونو لومير "الخطر الأقرب هو أزمة مالية وتراجع الاقتصاد الفرنسي".

وبدا أنه لا وجود لتوافق على تيار اليسار في شأن أسئلة مهمة مثل ما إذا كان يجب أن يسعى التكتل إلى طلب الدعم من قوى أخرى مثل تحالف ماكرون المنتمي إلى الوسط.

وقال زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور لإذاعة "فرانس إنفو" إنه يتوقع من الأحزاب الاتفاق على خطة هذا الأسبوع، لكنه تجاوز سؤالاً في شأن ما إذا كان تحالف الجبهة الشعبية الجديدة مستعداً للتفاوض على اتفاق مع معسكر ماكرون.

واستبعد زعيم حزب "فرنسا الأبية" إبرام أي اتفاق مع تيار الوسط.

لكن تكتل اليسار سيحتاج إلى نوع من الاتفاق مع مشرعين من خارج التكتل إذا أراد الحكم. وتتضمن المقترحات الرئيسة لتكتل اليسار إلغاء إصلاح قانون التقاعد ووضع سقف لأسعار البضائع الرئيسة.

تخطي ماكرون

نظرت الأسواق المالية إلى برنامج الجبهة الشعبية الجديدة بنظرة سلبية قبل الانتخابات، وإذا نُفذ البرنامج، فمن المرجح أن يزيد من الضغوط على الشؤون المالية العامة التي تعاني بالفعل.

وانخفض اليورو بما يصل إلى 0.4 في المئة الإثنين مع معاناة المستثمرين حالة الضبابية في باريس.

وقالت بعض الشخصيات البارزة في تيار الوسط إنها مستعدة للعمل على التوصل إلى اتفاق لضمان حكومة مستقرة، لكنها غير مستعدة للعمل مع حزب فرنسا الأبية، الذي يعتبره كثير من الوسطيين الفرنسيين أنه لا يقل تطرفاً عن حزب التجمع الوطني.

وقال رئيس إدارة تحليل العملات الأجنبية في مونيكس أوروبا في لندن، سيمون هارفي "سيكون هناك فراغ حقيقي عندما يتعلق الأمر بقدرة فرنسا على التشريع".

ويبدو أن ماكرون، الذي تنتهي ولايته في 2027، لن يتمكن على الأرجح من قيادة السياسة في فرنسا مرة أخرى على رغم أنه نفذ بالفعل كثيراً من برنامجه، مثل رفع سن التقاعد ومشروع قانون الهجرة المثير للانقسام.

وبحصد 32.05 في المئة من الأصوات، فاز حزب التجمع الوطني بأصوات أكثر من أي حزب آخر الأحد، لكن التحالفات والتصويت التكتيكي وأخطاء التجمع الوطني حالت دون فوزه.

المزيد من الأخبار