ملخص
مؤسسة خيرية تحذر من أن عدد الهجمات بالأسيد على النساء فاق تلك التي تستهدف الرجال للمرة الأولى: إنذار بارتفاع الهجمات بالأسيد بنسبة ثلثين وأعداد الضحايا النساء هي الأكبر لأول مرة
حذرت مؤسسة خيرية من أن الهجمات بالأسيد حققت ارتفاعاً بنسبة 69 في المئة، في انعكاس مقلق لمعدلات الانخفاض التي سجلت سابقاً، بينما زاد عدد النساء المتضررات على الرجال للمرة الأولى.
وجدت منظمة “الصندوق الدولي للناجين من الأسيد” استناداً إلى بيانات من قوات الشرطة أنه تم تسجيل 710 هجمات عنيفة بالأسيد خلال عام 2022 في إنجلترا وويلز، مقارنة بـ 421 هجوماً في العام السابق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تخشى المؤسسة الخيرية، التي تراقب الهجمات السنوية بالأسيد من خلال قوانين حرية المعلومات، أن يكون العدد الإجمالي الحقيقي أعلى بعدما فشلت أربع قوى في الاستجابة لطلبها.
كذلك وجدت أن عدد الضحايا من الإناث يتجاوز ذلك من الذكور لأول مرة ما يعكس "اتجاهاً مثيراً للقلق" من زيادة الهجمات بالأسيد على النساء.
في عام 2022، استهدفت 339 امرأة مقابل 317 رجلاً فيما لم يسجل جنس الضحية في 48 حالة، أي ما يمثل ارتفاعاً عن عدد 172 امرأة في العام السابق الذي شهد استهداف 227 رجلاً.
ظهرت مقدمة البرامج التلفزيونية عارضة الأزياء كيتي بايبر في فيلم وثائقي لرفع مستوى الوعي في عواقب الهجمات بالأسيد بعد أن استهدفها خليلها وقرينها السابق في عام 2008، وواصلت مساعيها وأنشأت مؤسسة باسمها لدعم الناجين.
تناولت قناة "آي تي في" هذا الموضوع أخيراً في مسلسل “كورونيشن ستريت”Coronation Street الذي عرضت إحدى حلقاته بالتفصيل محاولة هجوم بالأسيد حمضية على الشخصية ديزي ميدجلي لكن البطل ريان كونور كان المتضرر الفعلي حين حاول التصدي للهجوم.
تقدر الجمعية الخيرية التي تطلق مبادرة وقائية تستهدف الشبان المعرضين للخطر، أن الهجمات بالأسيد كلفت بريطانيا 44 مليون جنيه استرليني في عام 2022، إذ تصل الكلفة المتوسطة للهجوم الواحد إلى حوالى 63 ألف جنيه استرليني تشمل الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي، إضافة إلى التكاليف التي تتحملها الشرطة والأنظمة القضائية والجزائية.
ورغم أن الارتفاع في الهجمات لم يتجاوز الذروة السابقة البالغة 941 هجوماً مسجلاً في عام 2017، فإنه يأتي بعد انخفاض مطرد في الهجمات استمر لسنوات عدة.
يعزى ذلك جزئياً إلى القوانين الأكثر صرامة التي أدخلت في مشروع قانون الأسلحة الهجومية، الذي حصل على الموافقة الملكية في عام 2019، وجرم حيازة المواد المذيبة في مكان عام ووضع ضوابط أكثر صرامة على بيع الأحماض والمواد المذيبة الأخرى.
ويدعو خبراء إلى زيادة الوعي بين تجار التجزئة وعلى جميع مستويات سلاسل التوريد.
جاف شاه، المدير التنفيذي لـ“الصندوق الدولي لدعم الناجين من الأسيد” قال لـ اندبندنت: "أدخلنا ضوابط أكثر صرامة على شراء المواد المذيبة القوية، لكن من الواضح أن الجناة ما زالوا قادرين على الوصول إليها ... يثير هذا تساؤلات حول مدى صرامة القيود على المبيعات أو الوصول إلى المواد الكيماوية الخطرة. نحن بحاجة إلى النظر في ما يمكن تحسينه لتقييد إمكان الوصول إليها ... أعتقد أننا بحاجة إلى إجراء مناقشات مع تجار التجزئة والمصنعين. هل يستطيع هؤلاء الجناة الوصول إلى هذه المواد في المتاجر الإلكترونية؟ ومن أين يحصلون عليها؟"
وحذر تجار التجزئة والمصنعون من أن المواد المذيبة لها "آثار خطيرة عند توظيفها كسلاح"، مضيفاً: "إنهم بحاجة إلى مراجعة أنظمتهم الداخلية لضمان تخزين أي مادة خطرة في بيئة خاضعة للرقابة".
وأشار شاه أيضاً إلى أن الهجمات زادت بشكل أكبر في المناطق التي تعاني حرماناً اقتصادياً وكان الارتفاع الأكبر في شمال غربي إنجلترا.
ودعا إلى قيام الحكومة بالاستثمار في معالجة "الأسباب الجذرية" للجريمة، وسط مخاوف من أن تؤدي الجرائم البسيطة إلى تصاعد العنف وزيادة الهجمات بالأسيد.
شخصية ريان في مسلسل “كورونيشن ستريت” (يجسدها بن طومسون) في أعقاب تعرضه لهجوم بالأسيد (آي تي في)
أطلقت المؤسسة الخيرية مشروع “لا يمكن عكسه” الذي سيقدم في ورش عمل بمساعدة رواية رقمية تفصيلية، لتثقيف الشبان في التأثير المدمر للجريمة القائمة على الأحماض، التي يمكن أن تجعل الناجين عمياناً، ومعاقين، وتترك لديهم ندوباً شديدة، بينما يواجه الجناة أحكاماً طويلة بالسجن.
قال شاه لـ "اندبندنت": "ليس من غير المألوف أن يخضع الناجي لـ 50 أو 70 أو حتى 100 عملية جراحية على مدار خمس أو سبع سنوات ... هذا إن لم نأخذ الصدمة في الاعتبار حتى - مع المشكلات المستمرة المتعلقة بالاكتئاب وحالات العزلة الاجتماعية الشديدة بسبب الندبات الشديدة في الوجه التي يتركها الهجوم على عديد من الناجين ... تحفز التغييرات الشديدة والمفاجئة للغاية في المظهر استجابة نفسية قوية".
وأضاف شاه: "تشهد المملكة المتحدة أكبر عدد من الهجمات المسجلة في العالم، والحاجة إلى الوقاية منها الآن أكبر من أي وقت مضى. نحن نعلم أن الطريقة المثلى لإنهاء العنف باستخدام الأسيد هي منع حدوثه في المقام الأول، من خلال معالجة أسبابه الجذرية".
قال أليكسيس بون نائب مساعد المفوض، قائد مجلس رؤساء الشرطة الوطنية للمواد المذيبة، الحاصل على وسام الشرطة الملكي: "إن استخدام المواد المذيبة لارتكاب جريمة يدمر الحياة، وغالباً ما يتسبب في إصابات خطرة ويحدث صدمة نفسية للناجين تستمر مدى الحياة ... من خلال التثقيف، نحتاج إلى التأكد من أن الناس يفهمون العواقب المروعة لمثل هذه الجرائم، على أولئك الذين يتعرضون لها وعلى أسرهم والجناة أنفسهم، من أجل منع وقوع هذه الجرائم في المقام الأول".
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية: "عززت الحكومة قانون المواد المذيبة من خلال قانون الأسلحة الهجومية لعام 2019، بما في ذلك حظر بيع وتسليم المنتجات المذيبة لمن تقل أعمارهم عن 18 عاماً وتجريم حيازة المواد المذيبة في مكان عام ... لدينا أيضاً تعاون مكثف مع شركاء مختلفين، لمعالجة استخدام الأحماض والمواد المذيبة الأخرى في الهجمات العنيفة، بما في ذلك التعاون مع الشرطة لتنفيذ الاستجابة القانونية لمنع الهجمات وردعها وكذلك مع تجار التجزئة لتقييد الوصول إلى الأحماض وغيرها من المنتجات المذيبة المؤذية".
© The Independent