آلاف الأسر البريطانية ستفقد إعفاء ضريبة الميراث على المنازل

سيبدأ أي عقار تبلغ قيمته أكثر من مليوني جنيه استرليني (2.4 مليون دولار) في خسارة الإعفاء الضريبي على منزل العائلة، وسيبلغ عدد هذه العقارات أكثر من خمسة آلاف بحلول عام 2028 بفضل ارتفاع قيمة العقارات وقرار الحكومة بإبقاء عتبات ضريبة الميراث مجمدة.

ويأتي ذلك في وقت دعت فيه صحيفة "التليغراف" الحكومة البريطانية إلى إلغاء ضريبة الميراث قبل الانتخابات العامة المقبلة. وبحسب الصحيفة اضطر مزيد من الأسر إلى دفع رسوم تبلغ 40 في المئة بسبب ارتفاع أسعار الأصول والعتبات الضريبية المجمدة، وتضاعفت الإيرادات السنوية في العقد الماضي لتصل إلى أكثر من سبعة مليارات جنيه استرليني (8.5 مليار دولار أميركي).

وتؤثر ضريبة الميراث فقط في أولئك الذين يموتون ولديهم عقارات تزيد قيمتها على نطاق الصفر البالغ 325 ألف جنيه استرليني (394.9 ألف دولار أميركي)، بمعنى إذا كانت قيمة عقارك في بريطانيا عند هذه العتبة أو أقل فأنت معفى من سداد الضريبة، أما لو كان عقارك يبلغ أكثر من هذا المبلغ فلن تدفع ضريبة إلا على الجزء الذي يلي هذه القيمة، ولكن هذا المخصص لم يرتفع منذ عام 2009، على رغم الارتفاع الصاروخي لأسعار المساكن وارتفاع التضخم، مما يعني أن عدد الأسر التي تدفع الضريبة المثيرة للانقسام آخذ في الارتفاع.

ويستفيد أصحاب المنازل الذين ينقلون ممتلكاتهم الرئيسة إلى أطفالهم من بدل إضافي قدره 175 ألف جنيه استرليني (212.6 ألف دولار أميركي)، ويسمى نطاق سعر الإقامة الصفري، وهذا يعني أن الأزواج والشركاء المدنيين يمكنهم معاً نقل ما يصل إلى مليون جنيه استرليني (1.2 مليون دولار أميركي) من دون ضريبة الميراث تماماً.

ومع ذلك، قليل من الناس يدركون أن بعض الأزواج الأثرياء غير مؤهلين للحصول على الإعفاء الضريبي الكامل، ففي حال كانت قيمة تركة شخص ما تبلغ أكثر من مليوني جنيه استرليني (2.4 مليون دولار أميركي) عند الوفاة، فإن نطاق معدل الإقامة الصفرية يبدأ في التقلص. وفي حال كانت ملكية الزوجين كبيرة بما فيه الكفاية، فسيفقد كلا الشريكين نطاقات معدل الصفر، مما قد يكلفهما ضرائب إضافية قدرها 140 ألف جنيه استرليني (170.1 ألف دولار أميركي).

وتشرح "تليغراف موني" (صفحة المال)، كيفية عمل هذه القاعدة المعقدة، وما يمكن أن يفعله المتأثرون لتجنب فاتورة ضريبة الميراث غير المتوقعة.

اختفاء علاوة السكن العائلي

بمجرد أن تبلغ قيمة العقار مليوني جنيه استرليني (2.4 مليون دولار أميركي)، فإنك تبدأ في خسارة البدل المعفى من الضرائب البالغ 175 ألف جنيه استرليني (212.4 ألف دولار أميركي)، والذي يمكنك استخدامه إذا ورث أحد أحفادك المباشرين منزلك الرئيس.

قدم نطاق سعر الفائدة الصفري للإقامة في عام 2017 من قبل وزير الخزانة السابق جورج أوزبورن مع ارتفاع أسعار المنازل، مما أدى إلى جر آلاف العائلات إلى شبكة ضريبة الميراث التي كان أصلها الرئيس هو منازلهم.

وقال شون مور من شركة "كويلتر" إن هذا البدل يهدف إلى "التسهيل" على الأفراد نقل منزل أسرهم إلى أحفادهم دون دفع فاتورة ضريبية باهظة. وأضاف "ومع ذلك، على رغم هذا الهدف حسن النية، غالباً ما ينظر إلى نطاق سعر الإقامة الصفري على أنه معقد للغاية ولديه القدرة على جذب عديد من الأشخاص".

في حين يعد أحد الأجزاء الأكثر إرباكاً في نطاق معدل الإقامة الصفرية هو حقيقة أنه عند نقطة معينة يبدأ البدل في التناقص.

وبمجرد أن تتجاوز القيمة الإجمالية للعقار مليوني جنيه استرليني (2.4 مليون دولار أميركي) ينخفض نطاق معدل الإقامة الصفرية بمقدار جنيه استرليني (1.2 دولار أميركي) لكل جنيهين استرلينيين (2.4 دولار أميركي) فوق الحد الأدنى.

وبالنسبة إلى عديد من الأزواج سيمسح نطاق سعر الإقامة الصفري تماماً بمجرد أن تبلغ قيمة العقار أكثر من 2.7 مليون جنيه استرليني (3.2 مليون دولار أميركي)، وذلك لأن أحد الزوجين عادة ما يترك كل شيء لشريكه المتبقي على قيد الحياة، من ثم فإن نطاق الإقامة بسعر الصفر غير مستخدم، مما يعني أن لديهم ما قيمته 350 ألف جنيه استرليني (425.2 ألف دولار أميركي) من نطاق الإقامة بسعر الصفر، من ثم يمكن أن يوفر ذلك على الأسرة مبلغاً قدره 140 ألف جنيه استرليني (170.1 ألف دولار أميركي)، أي 40 في المئة من 350 ألف جنيه استرليني (425.2 ألف دولار أميركي).

وقال إيان ديال من شركة "إيفلين بارتنرز لإدارة الثروات"، للصحيفة، "مقابل كل جنيه استرليني يمكنك تخفيض التركة بمقدار مليوني جنيه استرليني (2.4 مليون دولار أميركي) إلى 2.7 مليون جنيه استرليني (3.2 مليون دولار أميركي)، فإنك توفر بشكل فعال 60 في المئة من ضريبة الميراث (شريطة أن تكون الهدية معفاة أو أن يعيش المتبرع سبع سنوات)، أي ضريبة على الهدية نفسها، إضافة إلى استعادة 50 في المئة من نطاق الإقامة من دون معدل.

تقديم العقار كهدية للأبناء قبل الوفاة

وحتى لو قدم الزوجان العقار المملوك كهدية قبل وفاتهما مباشرة، للأبناء أو الأحفاد، سيكون هناك توفير في ضريبة الميراث، ولكن على رغم كونها هدية ستظل خاضعة لضريبة الميراث، وهي مستمرة في تقليل حجم الضريبة المفروضة على التركة، من ثم قد يعاد بعض نطاق الإقامة من دون معدل.

وتقول الصحيفة إن الاستراتيجية الرئيسة الأفضل لتجنب حافة الهاوية للتركة البالغة مليوني جنيه استرليني (2.4 مليون دولار أميركي)، هو تقديم الهدايا خلال حياتك، إذ يمكن للشخص تقديم هدايا بالحجم الذي يريده دون القلق في شأن ضريبة الميراث بشرط أن يظل على قيد الحياة لمدة سبع سنوات، وتسمى هذه التحويلات المعفاة المحتملة "بيتس" أو Pets، وهو نقل غير معفى على الفور من ضريبة الميراث IHT ولكن من المحتمل أن يكون معفى، وهذا يعني أن ضريبة الميراث غير مستحقة الدفع الآن، ولكن يمكن أن يتم دفعها في وقت ما في المستقبل. وسيؤدي هذا إلى تقليل حجم الضريبة على عقارك، من ثم استعادة نطاق معدل الإقامة الصفرية المعروف باسم RNRB بمبلغ 175 ألف جنيه استرليني (212.6 ألف دولار أميركي)، وينطبق هذا على العقارات التي تحدث فيها الوفاة في 6 أبريل (نيسان) 2017 أو بعده.

من جهته قال شون روبسون من شركة الاستثمار "كيليك أند كو" إنه على رغم أن الهدف هو تقليل العقارات الخاضعة للضريبة إلى ما دون عتبة مليوني جنيه استرليني (2.4 مليون دولار أميركي)، فمن المهم أن يفكر الأشخاص الذين يحاولون القيام بذلك "في مراعاة حاجاتهم الخاصة طوال حياتهم" والتأكد من أن لديهم ما يكفي من المال والدخل أو رأس المال للحفاظ على نمط حياتهم الحالي.

وفي حال حاول شخص ما خفض قيمة عقاره إلى أقل من مليون جنيه استرليني فمن المهم أن يتذكر أن هذا التكتيك لن يساعده، إذ إن الاستثمار في الأصول المؤهلة للحصول على إعفاء ضريبي على الميراث، مثل الأراضي الزراعية أو الأسهم غير المدرجة، لا يزال يعد جزءاً من التركة، علاوة على أن تقديم الهدايا عند الوفاة للمستفيدين المعفيين مثل الجمعيات الخيرية والأحزاب السياسية لن تقلل من حجم التركة أيضاً.