Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بديل بطل "هاري بوتر" يسرد تجربته بعد تعرضه لحادثة شلّته

في حديثه إلى "اندبندنت" قال هولمز إنه مستعد للعودة لصناعة الأفلام التي أدت إلى إصابته بكسر في الرقبة "غداً" لو عادت ساقيه للعمل مرة أخرى

عمل رادكليف (يمين) كمنتج تنفيذي في الفيلم الوثائقي (إتش بي أو)

ملخص

يروي ديفيد هولمز، الممثل البديل للمشاهد الخطرة في سلسلة أفلام "هاري بوتر" تجربته وحياته بعدما أقعدته حادثة مأسوية أثناء تصوير السلسلة الشهيرة

تحدث ديفيد هولمز، الممثل البديل للمشاهد الخطرة في سلسلة أفلام "هاري بوتر"، بصراحة عن العيش "بطريقة غير مباشرة" من خلال زميله السابق في الفيلم دانييل رادكليف، بعد تعرضه لحادثة أثناء التصوير أدت إلى إصابته بالشلل من منطقة الصدر إلى الأسفل.

وُلد هولمز، وهو لاعب جمباز موهوب، في منطقة إيسكس في المملكة المتحدة، وكان يبلغ من العمر 17 سنة فقط عندما اختير لأداء دور الممثل البديل لـرادكليف في فيلم "هاري بوتر وحجر الفيلسوف" Harry Potter and the Philosopher’s Stone عام 2001. مثّل الدور البديل في الأجزاء الخمسة المتتالية في سلسلة أفلام الخيال الناجحة، إلى أن وقع خطأ مروع أثناء التدريب على فيلم "هاري بوتر ومقدسات الموت 1" Deathly Hallows Part One عام 2009، إذ دُفِع هولمز بقوة نحو الحائط أثناء ممارسته لحركة مجازفة، وكسرت رقبته على الفور.

والآن، يروي هولمز الذي يستخدم كرسياً متحركاً وأصبحت حركة ذراعيه وأصابعه محدودة، قصته في الفيلم الوثائقي "ديفيد هولمز: الصبي الذي نجا" David Holmes: The Boy Who Lived. الوثائقي يستطلع الحادثة التي تعرض لها هولمز، لكنه أيضاً يحتفل بحياته قبل الحادثة وبعدها، إضافة إلى تجارب مؤدّي المشاهد الخطرة وذوي الحاجات الخاصة. في حديثه إلى "اندبندنت"، يشرح هولمز كيف أن رادكليف الذي يعمل كمنتج تنفيذي في الفيلم الوثائقي  ومسيرته المهنية "المذهلة" كان مصدر فخر كبير له.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول: "في كل مرة أرى لياقته البدنية في الأفلام، أستطيع أن أعيش من خلال هذه النجاحات بطريقة غير مباشرة فقط لأنني أعلم أنني ساعدته في الأيام الأولى للوصول إلى لياقته هذه ووضع الأساس له".

قام هولمز بتصوير الفيلم الوثائقي مع المخرج دان هارتلي، وكانا التقيا للمرة الأولى في موقع تصوير أول فيلم "هاري بوتر" حيث كان هارتلي يتدرب في قسم التصوير. وبسبب [قصر] طول هولمز كان غالباً ما يؤدي دور بديل للممثلين الأطفال طوال حياته المهنية. وهو يصور فيلم "حجر الفيلسوف"، كان على وشك بلوغ سن الرشد، مع ذلك سرعان ما نشأت صداقة بين الشاب البالغ من العمر 17 سنة ورادكليف الذي كان عمره وقتها 11 سنة فقط.

ويروي هولمز: "كنا نلعب سوياً [في أماكن التصوير]، سواء كان ذلك القفز من الخزائن أو الوثب على الترامبولين، أو القيام بكل الأشياء التي قد تسبب كابوساً لشركة التأمين". ويضيف: "كان من المهم أن أقوم بتهيئة بيئة يمكنه أن يكون فيها مجرد طفل". في الفيلم الوثائقي، يتحدث رادكليف عن دهشته التامة بقسم الأعمال الخطرة، ويعترف بأنه فكر في السعي وراء مهنة في هذا المجال.

يقول هولمز: "لقد نما من كونه أخي الصغير ليصبح أحد أفضل أصدقائي". ورأى هولمز شيئاً من نفسه في رادكليف، فكان مؤدي المشاهد الخطرة مجرد طفل عندما بدأ مشواره في هذه الصناعة، وحصل على دوره الأول في فيلم "مفقود في الفضاء" Lost in Space عام 1998 عندما كان في الـ14 من عمره.

لقد كان هاري بوتر بمثابة فرصة غيرت حياة هولمز الذي قام أيضاً بدور البديل لكل من "رون" و "نيفيل" و "مالفوي" وحتى "هيرميون" [شخصيات في سلسلة أفلام هاري بوتر] في الأجزاء الأولى. (أخبرني هولمز: "في المرة الأولى التي ظهرت فيها في الفيلم... كنت أرتدي شعراً مستعاراً وتنورة"). ويتذكر هارتلي أن الأطفال الممثلين كانوا صغاراً، ولكن كذلك كان أفراد طاقم العمل. كانت وكأنها عائلة كبرت معاً طوال فترة السلسلة.

قام هولمز بأداء الأعمال الخطرة في الأفلام الستة الأولى. ثم في أحد أيام عام 2009، قبل أسابيع من بدء تصوير الجزء الأول من فيلم "مقدسات الموت"، وقعت المأساة. كان الفريق يختبر مشهداً حيث يقوم "هاري" [الشخصية التي قام بأدائها دانييل رادكليف] بمقاتلة "ناجيني" وهو ثعبان "فولدمورت"، ويُدفع عبر حائط. خلال تدريب اليوم السابق، أعرب هولمز عن قلقه من أن كيس الأثقال المستخدم لشده نحو الخلف كان ثقيلاً جداً. ومع ذلك، أصر على أن يكون هو من يقوم بالمشهد مرة أخرى.

وفي الفيلم الوثائقي، وُصفت الحادثة بأنها "ضبابية"، فقال زميله الفنان مارك مايلي الذي انتهى به الأمر ليحل محل هولمز في أفلام هاري بوتر بناءً على طلبه، إنه "لم يسبق له أن رأى إنساناً يتحرك بهذه السرعة، لغاية الآن". ويتذكر هولمز قائلاً: "أتذكر أنني اصطدمت بالحائط، وارتفع صدري ليصل إلى مستوى أنفي. كنت واعياً تماماً طوال الأمر". كان معلقاً في الهواء، مربوطاً بالحبال "مثل الدمية"، وأدرك على الفور أنه كسر رقبته.

عند مشاهدة لقطات من فترة وجود هولمز في المستشفى، سيتعجب أي مشاهد من قدرته على الضحك خلال هذه التجربة. يرتجف رادكليف وهو يتذكر أمام الكاميرا: "لقد كان بالفعل قادراً على النظر إلى الأشخاص الآخرين الذين يعانون إصابات أكثر خطورة والقول إنه في الواقع أفضل حالاً منهم، وإنه يجب عليه الاعتناء بهم. وهذه إحدى أكثر الصفات الجيدة لدى الناس".

وعند سؤالي هولمز عن قدرته على البقاء إيجابياً خلال وجوده في المستشفى، قال: "أنت تختار سواء تريد أن تكون الضحية أو الناجي في كل شيء في الحياة، أليس كذلك؟". ويضيف: "لقد ذهبت إلى المستشفى والتقيت ضحايا حقيقيين، أشخاص كانوا يعانون إصابات في العمود الفقري لأنهم إما كانوا ضحايا جريمة كراهية أو هجوم إرهابي. وسرعان ما جعلني ذلك أقف خلف خياراتي في الحياة بسرعة كبيرة جداً".

ومع تصدر قصة الحادثة التي تعرض لها عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم، أصبح هولمز، على حد تعبيره، بمثابة "قصة مشهورة لإصابة بالعمود الفقري" في جناحه في المستشفى. زاره رادكليف في المستشفى على الفور، بينما حضر أيضاً توم فيلتون وجاك بلاك الذي كان موجوداً في المملكة المتحدة لتصوير فيلمه "رحلات غوليفر" Gulliver’s Travels. مع قيام شركة "ورنر بروس" بإرسال الطعام من الاستوديو الخاص بهم إلى المستشفى (يقول هولمز إنه "بحلول نهاية إقامتي بالمستشفى، كنت أقوم بإطعام جناح العمود الفقري بأكمله المليء بالناس... والممرضات!")، شعر هولمز بأن من واجبه "الحفاظ على المعنويات عالية". وقال إن شعوره بأنه "أحدث فرقاً"، بدوره، "ساعدني في التعامل مع الصدمة التي تعرضت لها".

"إذا عادت ساقاي للعمل غداً فسأحاول العودة إلى العمل مرة أخرى" ديفيد هولمز

يقول هولمز: "عندما تعيش مع إصابة في العمود الفقري، فأنت مجبر على الجلوس مع مشكلاتك. إن ذلك يجعلك فلسفياً للغاية وذكياً للغاية من الناحية العاطفية". يتذكر هولمز المرة الأولى التي زار فيها استوديو هاري بوتر بعد الحادثة. كان يرتدي دعامة للرقبة ويوجد أنبوب للتغذية في أنفه، لكنه أراد أن يُظهر للجميع، سواء زاروه في المستشفى أو لم يفعلوا، أنه "على رغم أن رقبتي مكسورة، إلا أن روحي لم تكن كذلك... ما زلت أشعر بهم معي".

وكانت تلك لحظات من الراحة في ما كان، بطبيعة الحال، "أصعب وقت في حياتي". وكان من المقرر أن يغادر المستشفى بعد أربعة أشهر، لكن تم اكتشاف كيس [تجمع سائل داخل الجسد] يهدد حياته في عموده الفقري. واحتاج هولمز إلى عملية جراحية طويلة أعادته إلى الجولة الأولى من مرحلة التعافي.

كان هولمز يعتبر نفسه "غير قابل للتدمير إلى حد كبير حتى اصطدمتُ بالحائط في ذلك اليوم"، لكنه يقول إنه بسبب الثرثرة بين فناني المشاهد الخطرة كان "مدركاً تماماً" للأخطار التي تنطوي عليها الوظيفة. وربما لهذا السبب يقول إنه، على رغم إصابته، سيعود لـ"أفضل وظيفة في العالم" في لمح البصر إذا أتيحت له الفرصة.

ويقول: "إذا عادت ساقاي للعمل غداً، فسأحاول العودة إلى العمل مرة أخرى، بصراحة. يجب أن أواجه تحديات، ويجب أن أتعلم مهارات جديدة. إن حياة فنان الحركات الخطرة هي بالفعل كما يمكنك تخيلها. في بعض الأحيان لا يكون الأمر مبهراً، ونعم، في بعض الأحيان عليك أن تقبل أن هناك مخاطرة وأنه يمكن أن تصاب. لكنها في الحقيقة مهنة مذهلة".

هولمز سعيد لأن الناس تأثروا بالفيلم الوثائقي، على رغم إصراره على أنه لا يريد أن يكون "طفل الملصق" [مصطلح يشير إلى شخص في أي عمر تكون صفاته أو سلوكه رمزاً لقضية ما] لأي حركة. لكن تفاؤله حفز هارتلي أيضاً. يقول المخرج: "رسالة ديف هي: عِش اللحظة، وقدّر ما لديك. ولقد أخذت ذلك على محمل الجد".

ما يشعر هولمز براحة أقل تجاهه هو وصفه بأنه "مصدر إلهام" - خصوصاً من قبل الأشخاص الذين ليسوا من ذوي الحاجات الخاصة. يقول: "إذا جاء إليّ شخص ما على كرسي [متحرك]، وقال لي: ’لقد ألهمتني للنهوض من السرير في ذلك اليوم‘، فهذه أفضل مجاملة يمكن أن يقدمها لي أي شخص على الإطلاق. ولكن عندما يوجه لي شخص سليم هذه الكلمة، أحياناً أنظر إليهم وأقول، حسناً، أشعر بالأسف تجاهك نوعاً ما. من الواضح أنك لست قوياً مثلي".

ومع ذلك، بالنسبة إلى "90 دقيقة من حياتي التي ترونها من خلال هذا الفيلم"، فإن هولمز "أكثر من سعيد بكونه مصدر إلهام". ويقول إن الفيلم الوثائقي هو "قصة التغلب على محنة صعبة حقيقية"، وهي قصة ينبغي الاحتفاء بها. ويضيف: "ليس هناك ما هو أصعب من العيش برقبة مكسورة، يمكنني أن أؤكد لك ذلك".

يُعرض الوثائقي "ديفيد هولمز: الصبي الذي نجا" على شبكتي "سكاي الوثائقية" و"ناو" NOW ابتداء من السبت في الـ18 من نوفمبر

© The Independent

المزيد من فنون