ملخص
الرياض تحتضن أياماً ثقافية يمنية كعنوان لمقاومة الحرب
على رغم ضجيج الحرب التي يشهدها اليمن منذ تسع سنوات، فإن أصوات الفن ترن بين حين وآخر لتذكر بما تكتنزه ربوع هذا البلد من تراث وفولكلور شعبي كمقاومة إنسانية للمأساة والظروف الصعبة، وهو ما تجلى في قاعة قصر الثقافة بالعاصمة السعودية الرياض التي احتضنت على مدى ثلاثة أيام ملتقى "أسلاف" التشكيلي والثقافي اليمني الإبداعي.
ويجمع المعرض الذي انطلق الخميس الماضي أكثر من 120 فناناً تشكيلياً يمنياً، عرضت أعمالهم من مختلف المحافظات في اليمن، إضافة إلى مشاركة فنانين مقيمين خارج اليمن وفنانين من السعودية بفقرات متنوعة شملت الغناء برفقة الرقصات الشعبية وجناح الفن التشكيلي وجناح الخط العربي والرسم المباشر وجناح الأزياء والحلي التقليدية اليمنية وجناح الصور الفوتوغرافية، إضافة إلى الندوات الثقافية التي تتخلل ساعاته.
بين النغمة والألوان
وشمل الملتقى وصلات من التراث الغنائي اليمني أداها عمار العزكي وأحمد الطشي وفرقة "فلورا". كما تضمن الملتقى عدداً من الندوات التي قدم فيها متخصصون وباحثون محاضرات عن الفنون والأزياء والفن المعماري الزخارف والتراث الإنساني.
وكان السفير اليمني لدى السعودية شائع الزنداني قد افتتح أعمال الملتقى في حي السفارات بالرياض وسط حضور مسؤولين يمنيين وعدد من السفراء العرب والأجانب، قال خلاله، "لدينا رصيد زاخر بالفنون المتنوعة التي يضمها هذا الملتقى من فنون تشكيلية وأزياء شعبية وفنون الرسم والخط العربي وفن العمارة اليمني الملهم لكثير من الفنانين والباحثين، إذ بدأت ناطحات السحاب الطينية في اليمن قبل مئات السنين".
كسر القتامة بجهد ذاتي
وفي فترة أضحى من النادر فيها أن يتاح للفنون الشعبية مجالاً لتعبر عن نفسها نتيجة الصراع الدامي الذي تشهده البلاد وإعلاء صوت السلاح على صوت الأوتار، يأمل اليمنيون في أن لا تطول، وأن يعودوا لسابق عهدهم بالفولكلور والإبداع، وهو ما أشار إليه السفير الزنداني الذي اعتبر أن "الفنانين المشاركين استطاعوا أن يقدموا صورة مشرقة لليمن في زمن الحرب، وهي رسالة تمنحنا الثقة والأمل في أن اليمن سيخرج من هذا النفق المظلم، وسيشهد انبعاثاً جديداً يعيد له ألقه ومكانته التي يستحقها بين الأمم بما يمتلكه من إرث ومخزون حضاري وثقافي متجذر في أعماق التاريخ والحضارات الإنسانية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه يقول منظم الفعالية محمد سبأ إن المعرض الذي جرى الإعداد له أكثر من عام يهدف إلى إبراز أعمال الفنانين والتشكيليين والتعريف بالثقافة والتراث الفني اليمني، إضافة إلى "التعريف بالوجه الحضاري لبلادنا والتغلب على قتامة الصورة التي فرضتها الحرب وتداعياتها القاسية وكسر مشاهد الدماء والدمار بأعمال متنوعة تعكس ألوان الإبداع الإنساني المشرق وإدراكنا أهمية تقديم تراثنا كرسالة عن وجود الإبداع الذي يعكس صورة من الإرث الإبداعي الزاخر". وكشف عن أن الفعاليات على مدى الأيام جرى تمويلها بصورة شخصية وذاتية من قبل الفنانين المشاركين في حين لم يتمكن غالب الفنانين الآخرين من الحضور لعدم توفر إمكانات التمويل اللازمة.
وللتغلب على هذه المعضلة يضيف، "عرضنا عدداً من لوحاتنا الفنية للبيع لتغطية كلف السفر، كوننا لم نحصل على أي دعم من أية جهة لا رسمية ولا أهلية، عدا جهود السفارة اليمنية لدى الرياض التي وفرت جزءاً من حاجاتنا".