أكد الرئيس الأفغاني أشرف غني صد هجوم شنته حركة "طالبان" السبت 31 أغسطس (آب) 2019، من اتجاهات عدّة على قندوز، المدينة الاستراتيجية الواقعة في شمال أفغانستان التي تعرضت لهجمات متكررة منذ 2015.
وقال مسؤولون إن "الهجوم بدأ حين تقدّم مقاتلون من طالبان باتجاه المدينة المجاورة للحدود مع طاجيكستان، انطلاقاً من اتجاهات عدة". وأعلنت "طالبان" إنها "سيطرت على مبانٍ مهمة عدة"، بينما شنت القوات الجوية الأفغانية خمس غارات على الأقل. وأوضح مسؤولون في قوات الأمن الأفغانية أن "لديهم ما يكفي من العناصر على الأرض لصدّ الاعتداء".
وتحدث شهود عن سماع إطلاق نار من أسلحة خفيفة وثقيلة في أربعة مواقع من المدينة، وعند الظهر بدا أن خطوط الهواتف المحمولة كلها قد قطعت. ومساءً، أكدت الحكومة الأفغانية صد الهجوم.
أجواء من الخوف
وقال غني في بيان "هاجمت طالبان قندوز اليوم واستهدفت المدنيين وتسببت بأضرار في منازلهم. لقد أرادوا خلق أجواء من الخوف في المدينة، لكن قواتنا الأمنية تمكنت من التصدّي لهم".
كما ذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي أن "المئات من مقاتلي طالبان قُتلوا"، الأمر الذي لم يجرِ التأكد منه حتى الساعة.
وأوضح أن الوضع "تحت السيطرة في قندوز حيث لا تزال عمليات التمشيط مستمرة".
لا يؤمنون بفرصة السلام
أما صديق صديق، المتحدّث باسم الرئيس، فكتب على "تويتر" أن "هجوم طالبان يظهر أنهم لا يؤمنون بفرصة السلام التي قدمتها لهم الولايات المتحدة وحكومة أفغانستان".
وتابع "من جهة، يتحدثون مع الولايات المتحدة، ومن جهة ثانية، يهاجمون قرى الناس ومنازلهم. لن نترك هجومهم من دون رد".
وكشف المتحدث باسم الحكومة فيروز باشاري عن أن "القوات الخاصة الأفغانية انضمت إلى عملية صدّ الهجوم، ما أدى إلى مقتل 42 مقاتلاً من طالبان".
وتقدم الولايات المتحدة غالباً مساعدة جوية واستشارية للقوات الأفغانية خلال العمليات المعقدة. وأحال متحدث باسم الجيش الأميركي في أفغانستان الأسئلة المتعلقة بالعملية إلى الجيش.
هجمات متكررة
وأواخر سبتمبر (أيلول) 2015، هاجمت حركة "طالبان" مدينة قندوز وتمكنت من السيطرة عليها لوقت قصير. ولم تتراجع، إلاّ بعد دعم جوي أميركي مكثف للقوات الحكومية الأفغانية.
وأثار ذلك الحدث اهتماماً دولياً، بعدما ضربت مقاتلة أميركية مستشفى تابعاً لمنظمة "أطباء بلا حدود"، ما أدى إلى مقتل عشرات المرضى.
وأظهر سقوط قندوز أيضاً مدى ضعف قوات الأمن الأفغانية وكان من العوامل التي حملت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما على التراجع عن قرار سحب القوات الأميركية من البلاد.
ومنذ ذاك الحين، تعرضت المدينة لهجمات متكررة من "طالبان" من دون أن ينجح المقاتلون في السيطرة عليها مجدداً بشكل كامل.