قادت أسهم شركات الطاقة والتعدين الأسهم الأوروبية للارتفاع في اليوم الأخير من أسبوع حافل بقرارات بنوك مركزية كبرى في شأن السياسة النقدية، إذ حدد مجلس الاحتياط الاتحادي (المركزي الأميركي) مسار التوقعات بالسوق في شأن آفاق خفض أسعار الفائدة.
وارتفع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.3 في المئة، متجهاً إلى تحقيق مكسبه الأسبوعي الخامس على التوالي.
إلى ذلك، لمح "الفيدرالي" إلى خفض كلف الاقتراض في 2024، في حين أبقت مجموعة من البنوك المركزية في أوروبا على خططها لتشديد السياسة.
غير أن فرانسوا فيليروي دي غالهاو، أحد صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، أشار اليوم اليوم إلى أن الخطوة التالية للبنك يجب أن تكون خفض أسعار الفائدة.
في غضون ذلك، يتوقع بنك "باركليز" أن يخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة 25 نقطة أساس في أبريل (نيسان) 2024 ويستمر في تخفيضات متتالية بكل اجتماع للسياسة النقدية حتى يناير (كانون الثاني) 2025.
وارتفعت أسهم شركات التعدين والطاقة بأكثر من واحد في المئة، لتتصدر مكاسب القطاعات، وقفز سهم شركة التكنولوجيا السويدية "سيكترا" 15.1 في المئة بعد نتائج الربع الثاني.
"نيكاي" الياباني يرتفع
في شرق آسيا حقق مؤشر "نيكاي" الياباني مكاسب بدعم توقف موجة صعود الين التي كانت تؤثر في توقعات أرباح الشركات المصدرة، وأنهى جلسة اليوم مرتفعاً 0.87 في المئة إلى 32970.55، مسجلاً مكسباً أسبوعياً 2.05 في المئة، لينهي سلسلة خسائر لأسبوعين متتاليين. وبلغ المؤشر الياباني مستوى مرتفعاً عند 33122.33 في وقت سابق من الجلسة، لكنه فقد الزخم في تعاملات بعد الظهيرة، ولم يفلح في البقاء فوق مستوى 33 ألفاً، وتقدم مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.47 في المئة، محققاً زيادة أسبوعية 0.34 في المئة.
واستفادت أسهم شركات صناعة السيارات من توقف صعود الين، إذ ارتفع سهم "تويوتا" 1.13 في المئة وربح سهم "نيسان" 2.94 في المئة وقفز سهم "سوبارو" 4.51 في المئة. وكان قطاع الشحن هو الأفضل أداءً بين المؤشرات القطاعية البالغ عددها 33 مؤشراً في بورصة طوكيو، إذ ارتفع 6.24 في المئة.
ومن بين 225 سهماً على مؤشر "نيكاي"، ارتفع 134 سهماً بينما انخفض 91 سهماً.
الذهب يتجه إلى تحقيق مكاسب أسبوعية
في أسواق المعادن النفيسة تتجه أسعار الذهب إلى تحقيق مكاسب أسبوعية بدعم من الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن، بعدما ألقت احتمالات قيام "المركزي الأميركي" بتخفيض كلف الاقتراض العام المقبل بظلالها على الدولار وعوائد سندات الخزانة.
واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 2035.88 دولار للأوقية (الأونصة)، فيما ارتفع 1.6 في المئة منذ بداية الأسبوع، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المئة إلى 2050 دولاراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعليقاً على ذلك قال محلل الأسواق المالية لدى "كابيتال دوت كوم" كايل رودا، إن "احتمال خفض أسعار الفائدة يدفع لاتجاه صعودي للغاية بالنسبة إلى الذهب".
وتضع الفائدة المنخفضة في الولايات المتحدة ضغوطاً على الدولار وعوائد السندات، مما يزيد من جاذبية السبائك التي لا تدر عوائد.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 0.2 في المئة إلى 24.08 دولار للأوقية، فيما صعد البلاتين 0.1 في المئة إلى 958.87 دولار. ويتجه المعدنان لتحقيق مكاسب أسبوعية. وانخفض البلاديوم 0.5 في المئة إلى 1096.86 دولار، لكنه يتجه إلى تسجيل أفضل أداء أسبوعي منذ مارس (آذار) 2022 بعدما ارتفع هذا الأسبوع حتى الآن 15.5 في المئة.
الدولار يتراجع
في أسواق العملات يتجه الدولار إلى تسجيل أكبر خفض أسبوعي مقابل العملات الرئيسة الأخرى منذ يوليو (تموز) الماضي، متأثراً بتزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة الأميركية العام المقبل، في حين تلقى اليورو والجنيه الاسترليني دعماً اليوم الجمعة مع استمرار بنوك مركزية في أوروبا في ميلها للتشديد النقدي.
ففي أسبوع حافل بقرارات بنوك مركزية، صارت الصورة أكثر وضوحاً أمام المتعاملين في شأن الموعد المحتمل لتخفيض أسعار الفائدة بعد أن قال رئيس "الفيدرالي" جيروم باول في اجتماع الأربعاء الماضي إنه يرجح أن تشديد السياسة النقدية سينتهي، وأن مناقشة التخفيض "محل نظر".
ونجم عن ذلك خفض العملة الأميركية مقابل عملات رئيسة أخرى، إذ سجل مؤشر الدولار 102.01، ليكون غير بعيد من أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 101.76 الذي لامسه أمس الخميس.
وسجل اليورو 1.0985 دولار، وهو ما يقل قليلاً عن مستوى 1.1009 دولار الذي لامسه أمس وكان أعلى مستوى في أسبوعين، وارتفعت العملة الأوروبية اثنين في المئة هذا الأسبوع، وهو أكبر ارتفاع منذ يوليو 2023.
وسجل الجنيه الاسترليني في أحدث تعاملات 1.2766 دولار، وذلك بعد أن ارتفع 1.1 في المئة وبلغ أعلى مستوى في أربعة أشهر عند 1.2793 دولار أمس في ظل ميل بنك إنجلترا للتشديد.
في غضون ذلك، صعد الين الياباني 0.11 في المئة إلى 141.70 للدولار، وذلك بعد أن ارتفع 0.7 في المئة ولامس أعلى مستوى له في أربعة أشهر ونصف الشهر عند 140.95 أمس.
وارتفعت العملة الآسيوية اثنين في المئة هذا الأسبوع، وتتجه إلى تحقيق مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي مقابل الدولار. وكانت آخر سلسلة مكاسب مماثلة قد شهدتها خلال فترة الجائحة في منتصف 2020.