Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أميركا تسقط 4 مسيرات من اليمن وإيران تتسلم صواريخ "كروز" جديدة

"البنتاغون" يؤكد تعرض ناقلة كيماويات قرب الهند لهجوم وبريطانيا تندد بـ"التأثير الخبيث" لطهران في الملاحة الدولية

تسببت جماعة الحوثي، المدعومة من إيران وتسيطر على كثير من أراضي اليمن، في اضطراب التجارة العالمية (أ ف ب)

قالت القيادة المركزية الأميركية إن الولايات المتحدة أسقطت أربع طائرات مسيرة كانت متجهة صوب مدمرة أميركية في جنوب البحر الأحمر، وأطلقت من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن أمس السبت.

وكتبت القيادة على موقع "إكس"، "هذه الهجمات تمثل الهجومين الـ14 والـ15 على السفن التجارية من قبل المسلحين الحوثيين منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول)".

مضيق الاضطرابات

وتسببت جماعة الحوثي، المدعومة من إيران وتسيطر على كثير من أراضي اليمن، في اضطراب التجارة العالمية على مدى أسابيع، بسبب شنها هجمات على السفن المارة عبر مضيق باب المندب عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر فيما تقول إنه رد على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن القيادة المركزية لقوات البحرية استجابت لنداءات استغاثة من سفينتين تعرضتا لهجوم.

وذكر المنشور أن ناقلة الكيماويات والنفط "بلامانين"، وهي ناقلة ترفع علم النرويج التي تملكها وتشغلها أيضاً، أبلغت عن تعرضها لهجوم بطائرة مسيرة من الحوثيين أخطأ هدفه بالكاد، كما أبلغت ناقلة نفط خام مملوكة للغابون وترفع العلم الهندي عن تعرضها للاستهداف بهجوم.

وقالت شركة "هانسا تانكرز" المشغلة للناقلة "بلامانين" في بيان اليوم الأحد، إن الناقلة الهندية كانت تبحر أمام السفينة النرويجية عندما أصابتها الطائرة المسيرة.

وأضافت الشركة، "بسبب القرب أبلغ قائدنا البحرية الأميركية التي جاءت إلى الموقع لتوفير الحماية".

وأردفت قائلة إن الناقلة النرويجية التي تنقل زيتاً نباتياً غير قابل للاشتعال من أوروبا إلى الهند طاقمها بخير وتبحر كما هو مخطط لها.

وذكر منشور القيادة المركزية الأميركية أن صاروخين باليستيين حوثيين مضادين للسفن "أطلقا أيضاً على الممرات الملاحية الدولية في جنوب البحر الأحمر من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن". وورد في المنشور أنه "لم يتم الإبلاغ عن تأثر أي سفن بالصاروخين الباليستيين".

وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في وقت سابق، أن منظومة جوية غير مأهولة انفجرت بالقرب من سفينة في مضيق باب المندب، على بعد 45 ميلاً بحرياً جنوب غربي الصليف باليمن.

وأطلقت الولايات المتحدة عملية "حارس الازدهار" قبل أيام، قائلة إن أكثر من 12 دولة وافقت على المشاركة في جهد سيشمل دوريات مشتركة في مياه البحر الأحمر بالقرب من اليمن.

صواريخ "كروز"

وذكرت وسائل إعلام رسمية اليوم الأحد، أن البحرية الإيرانية تسلمت صواريخ "كروز" يصل مداها إلى ألف كيلومتر، إضافة إلى طائرات هليكوبتر للاستطلاع.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن قائد البحرية الإيرانية شهرام إيراني، قوله إن مدى صاروخ "كروز" يبلغ أكثر من ألف كيلومتر، وهو "صاروخ ذكي يمكنه تغيير الأهداف في أثناء المهمة".

وقال إيراني إن طائرات الاستطلاع والطائرات المسيرة وصواريخ "كروز" البحرية من بين الأسلحة الجديدة التي أضيفت إلى ترسانة البحرية، مضيفاً أن "كل هذه المعدات صممتها وأنتجتها الصناعات العسكرية الإيرانية".

وعلى رغم قول محللين عسكريين غربيين إن إيران تبالغ في بعض الأحيان في قدراتها، تشكل الصواريخ والطائرات المسيرة إيرانية الصنع عنصراً رئيساً في العتاد العسكري لطهران.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية أمس السبت، إن طائرة مسيرة مرسلة من إيران ضربت ناقلة كيماويات ترفع علم ليبيريا في المحيط الهندي، وهي حادثة تسلط الضوء على تصاعد التوتر الإقليمي وتمثل خطراً جديداً على ممرات الشحن البحري في أعقاب هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر على إسرائيل، والهجوم الإسرائيلي اللاحق على قطاع غزة.

ونفت إيران أمس السبت، اتهامات الولايات المتحدة لها بالتورط في التخطيط لهجمات تشنها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع طهران على سفن تجارية في البحر الأحمر.

التأثير الخبيث

ووصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إيران بأنها "ذات تأثير خبيث كلياً في المنطقة والعالم"، متعهداً في مقابلة نشرت اليوم الأحد تعزيز إجراءات الردع ضد طهران.

ويأتي تحذير كاميرون بالتوازي مع اتهام واشنطن أول من أمس الجمعة لإيران بتورطها في الهجمات التي تستهدف السفن في البحر الأحمر انطلاقاً من اليمن، وذلك عبر توفيرها طائرات مسيرة وصواريخ ومعلومات استخباراتية للحوثيين.

وأمس السبت، أعلن البنتاغون في بيان عقب استهداف طائرة مسيرة انتحارية لناقلة مواد كيماوية قبالة سواحل الهند أن الطائرة "أطلقت من إيران".

وكاميرون الذي زار الشرق الأوسط هذا الأسبوع وبحث مع نظيره المصري الحرب الإسرائيلية في غزة والوضع المضطرب في البحر الأحمر، اتهم طهران بتقديم الدعم لـ"وكلاء" عدة في المنطقة.

ووصف كاميرون في حديث لصحيفة "صنداي تلغراف" إيران بأنها تشكل "تأثيراً خبيثاً كلياً في المنطقة والعالم، ليس هناك شك في ذلك"، وقال "لديك الحوثيون و(حزب الله) والميليشيات المدعومة من إيران في العراق التي تقوم بمهاجمة القواعد والقوات البريطانية والأميركية، وأيضاً بالطبع، (حماس)". وأضاف "لذا لديك كل هؤلاء الوكلاء، وأعتقد أنه من الأهمية بمكان أولاً وقبل كل شيء أن تتلقى إيران رسالة بالغة الوضوح بأنه لن يتم التسامح مع هذا التصعيد".

وأكد كاميرون الذي عاد إلى السياسة بعد تنحيه عن منصب رئيس الوزراء عقب خسارته استفتاء "بريكست" عام 2016، أن لندن ستعزز التعاون مع حلفائها في شأن طهران. وقال "نحن في حاجة إلى العمل مع حلفائنا لتطوير حزمة قوية من إجراءات الردع ضد إيران، ومن المهم أن نفعل ذلك". وأضاف أن "مستوى الخطر وانعدام الأمن في العالم مرتفع إلى أقصى حدوده مقارنة بالسنوات والعقود السابقة، والتهديد الإيراني جزء من تلك الصورة".

وتشارك بريطانيا بسفن حربية في عملية "حارس الازدهار" بقيادة الولايات المتحدة لحماية حركة الشحن التجاري في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين.

وفي وقت سابق هذا الشهر، كشفت بريطانيا أيضاً عن عقوبات جديدة تستهدف "صناع القرار في إيران ومن ينفذون تعليماتها"، وبينهم إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وعندما سئل إن كانت لندن على استعداد لفرض إجراءات أخرى، أجاب كاميرون بأن هذا "ليس للتداول العام"، لكنه أشار إلى أن بريطانيا تريد إرسال "تحذير واضح جداً للحوثيين وداعميهم الإيرانيين بأننا لن نتسامح مع هذه الهجمات المستمرة على خطوط الشحن".

مسيرة إيرانية

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن طائرة مسيرة انطلقت من إيران ضربت ناقلة كيماويات في المحيط الهندي أمس السبت.

وذكر متحدث باسم وزارة الدفاع لـ"رويترز" أن "السفينة (كيم بلوتو)، وهي ناقلة كيماويات ترفع علم ليبريا وتملكها اليابان وتشغلها هولندا، تعرضت لهجوم في نحو الساعة الـ10 صباحاً بالتوقيت المحلي (السادسة صباحاً بتوقيت غرينتش) (أمس السبت) في المحيط الهندي على بعد 200 ميل بحري من ساحل الهند، بطائرة مسيرة هجومية أحادية الاتجاه أطلقت من إيران".

وتسلط الحادثة الضوء على التوترات الإقليمية المتصاعدة والأخطار الجديدة التي تهدد الممرات الملاحية بعد هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وقال بيان "البنتاغون" إن هذا هو "الهجوم الإيراني السابع على السفن التجارية منذ عام 2021".

ولم تقع إصابات نتيجة الهجوم وتم إخماد حريق شب لفترة وجيزة على متن الناقلة. ولم يرد متحدث باسم الوفد الإيراني في الأمم المتحدة على الفور على طلب للتعقيب.

وتابعت الوزارة أن الجيش الأميركي "لا يزال على اتصال بالسفينة بينما تواصل الإبحار نحو وجهة في الهند"، وأنه لم تكن هناك أية سفن تابعة للبحرية الأميركية في المنطقة المجاورة.

ولم تعلن أية جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم الذي جاء وسط موجة من الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ شنها الحوثيون المدعومون من إيران قبالة سواحل اليمن.

وشن الحوثيون الذين يسيطرون على أنحاء شاسعة في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك العاصمة صنعاء، أكثر من 100 هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ استهدفت 10 سفن تجارية، وفق وزارة الدفاع الأميركية.

وأول من أمس الجمعة نشر البيت الأبيض معلومات استخباراتية أميركية تفيد بأن إيران زودت الحوثيين طائرات مسيرة وصواريخ، إضافة إلى معلومات استخباراتية تكتيكية.

من جهتها، أعلنت البحرية الهندية أنها استجابت لطلب المساعدة من السفينة.

وصرح مسؤول في البحرية الهندية لوكالة الصحافة الفرنسية "أرسلت طائرة إلى الموقع وتمكنت من الوصول إلى السفينة والتأكد من سلامتها وسلامة طاقمها". وأضاف المسؤول "أرسلت كذلك سفينة حربية تابعة للبحرية الهندية إلى الموقع لتقديم المساعدة اللازمة".

وأشارت شركة "أمبري" للأمن البحري إلى أن السفينة ترفع علم ليبيريا، لكنها "مرتبطة بإسرائيل"، مضيفة أنها "توقفت في السعودية وكانت متوجهة إلى الهند".

حادثة في باب المندب

من ناحية أخرى، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أمس السبت إنها تلقت تقريراً عن انفجار طائرة مسيرة قرب سفينة في محيط مضيق باب المندب على بعد 45 ميلاً بحرياً جنوب غربي الصليف باليمن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكرت الهيئة في مذكرة توضيحية "لم تعلن السفينة عن أضرار وتردد أن جميع أفراد الطاقم سالمون، وتحقق السلطات في الأمر".

وقال البيان إن الهيئة أعلنت في وقت سابق أمس السبت أنه تم توجيه إرشادات للسفن بتوخي الحذر عند العبور.

نفي إيراني

ذكرت وكالة "مهر" شبه الرسمية للأنباء أن إيران نفت السبت اتهامات أميركية لها بالتورط في التخطيط لهجمات تشنها ميليشيات الحوثي اليمنية على سفن تجارية في البحر الأحمر.

جاء النفي على لسان نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني بعد أن قال البيت الأبيض إن طهران "متورطة بصورة كبيرة" في التخطيط للعمليات، وإن المعلومات الاستخباراتية التي لديها أساسية لمساعدة جماعة الحوثي في استهداف السفن.

وقال باقري كني إن "المقاومة (الحوثيين) تمتلك أدوات قوتها وتتصرف بناءً على قراراتها وإمكاناتها".

وتدعم إيران الحوثيين، لكنها تنفي رسمياً تسليح الجماعة التي سيطرت على العاصمة اليمنية صنعاء بعد إطاحة الحكومة وتهيمن الآن على مساحات كبيرة من البلاد.

واستهدف الحوثيون سفن الشحن التجاري في البحر الأحمر بطائرات مسيرة وصواريخ، مما أجبر شركات الشحن على تغيير مسار السفن لتسلك طريقاً أطول حول أفريقيا.

ويقول الحوثيون إن هجماتهم تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل دعماً للفلسطينيين المحاصرين في غزة، وحذروا من أنهم سيواصلون هجماتهم حتى إدخال ما يحتاج إليه سكان قطاع غزة من ماء ودواء.

في وقت سابق أمس السبت، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن واشنطن سبق أن طلبت من إيران أن تنصح الحوثيين بعدم استهداف مصالح أميركية وإسرائيلية في المنطقة.

وقال عبداللهيان في مؤتمر في طهران دعماً للفلسطينيين إن طهران أوضحت للأميركيين أن "هذه المجموعات تقرر بناءً على مصالحها كيفية دعم غزة"، وتابع "لم ولن نأمرهم بوقف هذه الهجمات".

وفي الشهر الماضي حذر وزير الخارجية الإيراني من أن اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل و"حماس"، "لا مفر منه"، وسط مخاوف بهذا الصدد في المنطقة وخارجها.

ويشدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على أن من "واجب" بلاده دعم "حركات المقاومة"، مؤكداً في المقابل أن هذه الجماعات تتصرف بصورة مستقلة.

والشهر الماضي، نفت إيران صحة اتهامات إسرائيلية لها بالضلوع في عملية احتجاز المتمردين الحوثيين في اليمن سفينة شحن مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي.

وفي الشهر الماضي أيضاً، تعرضت سفينة تجارية إسرائيلية لأضرار إثر هجوم بمسيرة يشتبه في أن الحرس الثوري الإيراني نفذه في المحيط الهندي، وفق ما أفاد مسؤول عسكري أميركي.

وقال مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية محمد رضا نقدي وفق ما نقلت عنه وكالة "تسنيم" للأنباء "فيما تستمر الجرائم، يجب على أميركا وحلفائها أن يتوقعوا ظهور قوى مقاومة جديدة وإغلاق ممرات مائية أخرى". وأضاف، "يجب عليهم أن يتوقعوا إغلاق البحر الأبيض المتوسط وجبل طارق وممرات مائية أخرى قريباً".

تجنب البحر الأحمر

ودفعت هجمات الحوثيين كبرى شركات الشحن إلى تفادي مرور سفنها عبر البحر الأحمر، وتغيير مسارها نحو الطرف الجنوبي من أفريقيا، على رغم ارتفاع الكلفة.

ومع تعطل حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل قوة بحرية متعددة الجنسيات تضم أكثر من 20 دولة لحماية السفن.

وفي استعراض للقوة، دخلت حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس دوايت دي أيزنهاور" خليج عدن، مع ورود سلسلة من التقارير الإعلامية التي تفيد بأن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس توجيه ضربات عسكرية في حال استمرت الهجمات ضد السفن.

وكان زعيم المتمردين في اليمن عبدالملك الحوثي قد هدد بعد إعلان واشنطن تشكيل تحالف باستهداف "المصالح" الأميركية في حال هاجمت الولايات المتحدة بلاده.

وقال البيت الأبيض إن الأجهزة الأميركية توصلت عبر تحليل بصري إلى خصائص متطابقة تقريباً بين الطائرات المسيرة الإيرانية من طراز KAS-04، وتلك التي أطلقها الحوثيون، إضافة إلى خصائص متماثلة بين الصواريخ الإيرانية وصواريخ الحوثيين.

وأضاف البيت الأبيض أن الحوثيين يعتمدون أيضاً على أنظمة مراقبة توفرها إيران في البحر.

وحافظت إدارة بايدن في البداية على لهجة هادئة حيال هجمات الحوثيين، ويرجع ذلك جزئياً إلى رغبتها في الحفاظ على السلام الهش في اليمن.

وحافظ الحوثيون والحكومة المدعومة من السعودية على الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة منذ أبريل (نيسان) 2022، مما أدى إلى وقف حرب مدمرة تسببت في أزمة إنسانية في اليمن الذي بات معظم سكانه يعتمدون على المساعدات.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير