ملخص
نتنياهو يؤكد منحه الضوء الأخضر من بايدن لعدم وقف القتال
اعتبر الإسرائيليون مقتل 14 جندياً في غزة وإصابة 20 في الأقل، ضربة قاسية للجيش، ووصفوا معارك السبت باليوم الصعب والأقسى، الذي مر على الجيش منذ بداية العملية البرية، وبذلك ارتفع عدد القتلى الجنود والضباط من الجيش الإسرائيلي منذ بدء حرب "طوفان الأقصى"، إلى 486 قتيلاً، بينهم 157 قتلوا منذ بدء التوغل البري في القطاع يوم الـ27 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ففي ثلاثة مواقع في غزة سقط قتلى وجرحى بين صفوف الجيش الإسرائيلي، بينها عملية استهداف مدرعة نمير من قبل مقاتلي "حماس" وتفجيرها على رغم منظومة "معطف الريح" لمواجهة الصواريخ التي قام الجيش بنصبها على المدرعة بعد تفجير مدرعات عدة من هذا النوع، منذ العملية البرية، لكن هذه المنظومة فشلت في التصدي لصواريخ "حماس"، وانتهت بمقتل من في المدرعة. وفي مكان آخر وقع الجنود في مكمن متفجرات داخل مبنى اقتحم ليسقط قتلى وجرحى، وفي مواجهات في منطقة ثالثة من غزة قتل جندي وأصيب آخرون في مواجهات مع مقاتلي "حماس" كما دمر جيب "هامر".
ثلاث مناطق شهدت قتالاً هو الأكثر شدة بحسب إسرائيل، مما أثار مجدداً نقاشاً حاداً بين من يريد القضاء على "حماس" أولاً، ومن يعطي الأولوية لإعادة الأسرى، لا سيما أن ما تدفعه إسرائيل يعد ثمناً باهظاً.
تحذير
في المقابل حذر الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي عوزي ديان من اشتداد المعارك وخطورتها بدءاً من الأسبوع المقبل الذي اعتبره أسبوع تحدٍ للإسرائيليين. وبحسب ديان فإن ما حدث من قتال، السبت، سجل نهاية أسبوع قاسية ومؤلمة جداً للإسرائيليين والجيش. وقال "نحن أمام أحد الأسابيع الأكثر حسماً. ولذلك لا قطر ولا أي طرف آخر يشكل وسيطاً في هذه الأيام لصفقة أسرى من شأنه أن يؤثر في مجريات الأحداث، فقط العمليات التي سينفذها الجيش ونتائجها هي التي ستؤثر في كل استمرار مجريات الأحداث".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانتقد ديان وتيرة القتال الذي يقوم بها الجيش الإسرائيلي "للأسف الوتيرة التي يعمل بها الجيش في الأيام الأخيرة بطيئة جداً، وهناك حاجة إلى إحداث تغيير في العمليات وما سيحصل خلال الأيام المقبلة في أرض المعركة، في الميدان، هو أمر مهم جداً من حيث الوصول إلى قيادة (حماس) وتصفيتهم والوصول إلى مواقع المدرجة ضمن بنك الأهداف واستهدافها، ومن ناحية الوصول إلى أقرب نقطة من المخطوفين، كل هذه الأمور مهمة وهي أمور خطرة جداً في الوقت نفسه".
بايدن لم يطلب وقف العمليات
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المتهم الرئيس في إخفاقات حرب غزة اختار إجراء محادثة مع الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت وصلت فيه إلى متخذي القرار نتائج العمليات التي تدور في غزة ومقتل وإصابة جنود من أكثر من وحدة، كما أجرى اتصالاً على وقع صرخات عشرات الآلاف في تل ابيب يدعونه إلى الاستقالة ويطالبون بصفقة أسرى فورية.
وبعد انتهاء المحادثة اعلن نتنياهو أن الرئيس الأميركي لم يمنع إسرائيل من استمرار القتال وقد تفهم الوضع في غزة وضرورة استمرار الحرب.
وافتتح جلسة استثنائية لحكومته بحثت مجمل القضايا المتعلقة بالحرب والتي يدور حولها نقاشات في إسرائيل، بالقول، "هذا صباح صعب، بعد يوم صعب مر علينا جميعاً. بعد يوم صعب جداً للقتال في غزة. هذه الحرب الضرورية تجبي منا ثمناً باهظاً جداً، ولكن لا يوجد أمامنا أي مفر إلا استمرار القتال، على رغم كل صعوباتها وعلى رغم فقدان جنودنا".
محاولات لرفع معنويات الجنود
فور إبلاغ متخذي القرار في إسرائيل عن شراسة القتال في غزة وسقوط قتلى وجرحى هرع وزير الأمن يوآف غلانت وعضو "الكابينت" الحربي بيني غانتس إلى أرض المعركة، والتقيا هناك وحدات عسكرية عدة وناقشا مع الجنود طبيعة القتال وما يواجهونه في أرض المعركة. وحاول الاثنان رفع معنويات الجنود بتأكيد أنهم لن يخرجوا من غزة إلا وقد حققوا النصر المؤكد.
وغلانت الذي لا يترك مناسبة يتحدث فيها إلا ويصعد تهديده أمام "حماس" ويحيى السنوار على وجه الخصوص، راح هذه المرة، أيضاً، يهدد.
فبعد أن شكر الجنود عما يقدمونه من قتال وتضحيات قال "من الناحية العملياتية في نهاية الأمر يجب علينا هدم وتدمير كل بيت يطلقون منه النيران وتدمير كل مكان في داخله مكمن وكل مكان وجد فيه إرهابيون، هذه كلها يجب هدمها وأنا متاكد أن السنوار يجلس في خندقه تحت الأرض، الآن، ويشاهد التلفاز ويرى أيضاً كيف أصبحت اليوم بيت حانون والشجاعية، وكذلك الشاطئ وأماكن أخرى بعد تدميرها. كل هذه الأمور واضحة لكم كما هي واضحة للوحدات التي تقاتل الآن، في خان يونس فجميعهم يعلمون كيف يجب أن ينتهي مستقبل بيت حانون".
الغرق في الوحل الغزي
وفي حين أعلن الجيش أنه بدأ الاستعداد للدخول إلى المرحلة الثالثة من العملية البرية في غزة اختلف الإسرائيليون حول مدى نجاح تحقيق هدفي الحرب في آنٍ واحد، القضاء على "حماس" وقدراته العسكرية وإعادة الأسرى.
وحذرت جهات من النجاح الذي يمكن أن يحققه الجيش لمرحلة قتاله الثالثة في غزة، والتي تشمل إنهاء المناورات البرية، وقد بدا الجيش بسحب وحدات عسكرية من أرض المعركة، خصوصا الاحتياط تقسيم المنطقة إلى ثلاثة أقسام بحيث تدخلها وحدات خاصة لتركز على تدمير البنى التحتية والانفاق بالتركيز على المنطقة الجنوبية وتنفيذ اغتيالات، عمليات خاصة لإنقاذ أسرى إسرائيليين في غزة، إنشاء شريط أمني يضمن نوعاً من الأمن لسكان غلاف غزة واختلف الإسرائيليون حول عمق هذا الشريط، لكن يتوقع أن يزيد على كيلومترين.
وإزاء الأهداف التي يضعها الجيش لهذه الحرب واستغراقها زمناً طويلاً حذر أمنيون وخبراء من تكرار ما حدث في لبنان وغرق إسرائيل في وحل غزة.
وبحسب ما قال المتخصص العسكري يوسي يهوشاع فان "الوحل الغزي، تحول من كليشيه متآكل إلى الواقع المعقد والصعب في قطاع غزة. حالة الطقس العاصف أضافت فقط المصاعب من سلسلة المعارك وجهاً لوجه، نار مضادات الدروع وإلقاء العبوات، كل مزايا قتال العصابات الذي يتصدى له الجيش حيال (حماس) في شمال القطاع وجنوبه، إلى جانب التخوف من النار الصديقة". وأضاف "هذا هو السيناريو الذي استعد له العدو الذي يختبئ في فوهات الخنادق، يفخخ المنازل ويطلق الصواريخ المضادة للدروع. هذه الظروف واستعدادات (حماس) التي استمرت لسنوات طويلة تؤدي بنا لأن ندفع، وسندفع أثماناً باهظة على مهمة احتلال الأرض وتطهيرها من الإرهاب لأجل القضاء على المنظمة الإجرامية، لأجل أن يتمكن سكان النقب الغربي من العودة لبيوتهم".
وبحسب وصف مما فوجئ به الجيش في أرض غزة "فقد بنت (حماس) مدينة تحتية يقوم الجيش الإسرائيلي بتفكيكها، وهي مهمة في غاية الصعوبة، وستكلفنا أغلى ما لدينا".