زعيم حزب العمال البريطاني على خطى مارغريت ثاتشر

يهدف زعيم حزب العمال البريطاني المعارض كير ستارمر أن يقتفي أثر رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر في الوصول إلى السلطة، لكنه في الوقت الحالي يقوم بتقليد لفتاتها العسكرية الرمزية.

في زيارة للقوات البريطانية المتمركزة في إستونيا ارتدى السير كير ملابس قتالية تذكرنا بصورة ثاتشر الأيقونية على ظهر دبابة بريطانية.

وقد لفت الزعيم العمالي الانتباه بالتقاطه صوراً تم تداولها على نطاق واسع وهو يرتدي سترة مموهة في قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في الحدود الشرقية الأوروبية مع روسيا.

وتستحضر هذه الصور ذكرى الصورة الأكثر شهرة لثاتشر، وهي على متن دبابة في قاعدة بريطانية في ألمانيا الغربية عام 1986، وهي اللحظة التي رسخت صورتها باعتبارها "المرأة الحديدية".

وتأتي إيماءة ستارمر إلى رئيسة الوزراء السابقة بعد أسابيع من إثارته خلافاً مع يسار حزبه عندما أشاد بها وبإنجازها في إطلاق العنان لـ"ريادة الأعمال في بريطانيا".

أوضح ستارمر أنه ليس من المعجبين بثاتشر معبراً عن "خلاق عميق" مع بعض سياساتها. ومع ذلك، فهو يصر على إعطاء المؤشرات الرامية إلى إظهاره كشخص جدير برئاسة الوزراء في عيون ناخبي حزب المحافظين التقليديين.

مارغريت ثاتشر تمتطي ظهر دبابة بريطانية في ألمانيا الغربية في عام 1986 (غيتي)

وعلى رغم أن الساسة نادراً ما يحصلون على فرصة "لعب دور الجنود"، فقد ثبت أن جاذبية ارتداء الملابس العسكرية يصعب مقاومتها عندما تسنح الفرصة.

بالنسبة إلى البعض، من أمثال وزير الدفاع السابق بن والاس، عززت هذه المظاهر من سمعته كمدافع شرس عن الجيش البريطاني، لكن عندما تستخدم على نحو سمج، فيمكن أن تجلب نتائج عكسية.

وقد تعرضت ليز تراس، رئيسة الوزراء السابقة، التي لم تقض سوى أسابيع في منصبها، للسخرية لالتقاطها صورة على ظهر دبابة من طراز "تشالنجر 2" مرتدية العتاد القتالي خلال زيارة إلى إستونيا في نهاية عام 2021.

وسخر التلفزيون الرسمي الروسي من محاولاتها لتظهر بمظهر "المرأة الحديدية الجديدة"، وقال "تبدو مصابة بشيء من أعراض اضطراب ثنائي القطب"، لكن جهود السير كير لإبداء التضامن مع القوات العسكرية البريطانية تسببت أيضاً في كثير من السخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، الجمعة.

ليز تراس في محاولة لاستحضار شخصية ثاتشر في زيارة إلى إستونيا في عام 2021 (مكتب رئاسة الوزراء البريطانية)

وقد قارن المحلل السياسي سام فريمان الصور "بمسلسل درامي على قناة ITV عن قصة جنرال لحقته وصمة عار غير محقة، وتم منحه فرصة أخيرة لقيادة فصيل عسكري هزيل الأداء".

أما بونديت هيو برتشين فقارن المشهد المتجهم في ثلوج إستونيا بنمط من الدراما البائسة... "إنه عام 2030. الوضع المناخي في حالة انهيار. وانجرفت بريطانيا القطبية إلى أتون الحرب. وتسيطر القوات الموالية لكير ستارمر على ما يقارب ثلث البلاد: أما بقية المناطق، فتحكمها الفوضى".

مقال رأي في صحيفة "ذي تلغراف" وصف ستارمر بأنه "وصمة عار" لارتدائه الزي العسكري، مشيراً إلى أن ثاتشر ارتدت في صورتها الشهيرة على الدبابة في ألمانيا الغربية "معطفاً مطرياً أبيض طويلاً وجذاباً، وغطاءً مناسباً للرأس".

أعرب كاتب العمود روس كلارك عن رفضه الشديد لما قام به ستارمر بقوله "نحن نعرف من تكون يا ستارمر: أنت محامٍ، ولست عريفاً مساعداً في الجيش. كفاك محاولات للادعاء بأنك تميز رأس البازوكا من أخمصها".

ستارمر وخلال زيارته الجنود المتمركزين في إستونيا، حذر من أن روسيا تمثل "تهديداً حقيقياً ومستمراً"، مؤكداً التزام حزبه تجاه الـ"ناتو"، وتوجه لهم بالشكر على تأديتهم الخدمة خلال فترة عيد الميلاد.

وقال السير كير إن المملكة المتحدة وحلفاءها "يجب أن يكونوا مستعدين، ويجب أن نحقق الردع"، رداً على أفعال موسكو.

وأضاف زعيم حزب العمال "أعتقد أنه يجب علينا أن نكون متيقظين للتهديد الروسي الموجه ضد أوروبا، وضدنا في المملكة المتحدة، وما ينجم عن ذلك من تدخلات مستمرة".