ملخص
شدد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر على أن الولايات المتحدة تعتبر "غزة أرضاً فلسطينية وستبقى أرضاً فلسطينية"
جدد اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، الدعوة إلى "هجرة" الفلسطينيين من قطاع غزة بغض النظر عن رأي الولايات المتحدة التي دانت صدور مثل هذه المواقف.
وكتب بن غفير ليل الثلاثاء عبر منصة إكس "الولايات المتحدة هي أفضل أصدقائنا، لكننا سنقوم قبل كل شيء بما هو لصالح دولة إسرائيل: هجرة مئات الآلاف من غزة ستسمح للسكان في الغلاف (البلدات الإسرائيلية القريبة من حدود القطاع) بالعودة إلى منازلهم والعيش بأمان وستحمي جنود" الجيش الإسرائيلي.
وتواصل القوات الإسرائيل القصف والمعارك على غزة. وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى سقوط عديد من القتلى جراء غارات تواصلت حتى صباح الأربعاء، خصوصاً على خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع.
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني أفاد، الثلاثاء، عبر منصة "إكس" بأن مقره في خان يونس تعرض لقصف إسرائيلي، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم رضيع وعديد من الجرحى بحسب الوزارة.
كذلك، تحدثت الجمعية عن تعرض محيط مستشفى الأمل الذي يضم نحو 14 ألف نازح لقصف بمسيرات.
وأظهر فيديو لوكالة الصحافة الفرنسية وصول عدد من المصابين جراء قصف مقر الهلال الأحمر، إلى مستشفى ناصر بخان يونس، حيث هرعت طواقم طبية لعلاجهم. وكان من بين الجرحى طفل مصاب في يده ورأسه، بينما كان آخرون يرتدون زي الهلال الأحمر.
وصرخ رجل إلى جانب طفل مصاب قائلاً "نحن مدنيون، نحن مدنيون نازحون من غزة. قالوا لنا (الإسرائيليون) اذهبوا إلى الجنوب أمان. كذابون، لا أمان في كل غزة".
وخلَّف القصف الإسرائيلي دماراً كاملاً في مناطق عدة في قطاع غزة الخاضع لحصار مطبق منذ التاسع من أكتوبر، وتحذر وكالات الأمم المتحدة من مجاعة قريبة فيه.
ويسود اليأس بين سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون، الذين نزح 85 في المئة منهم، وفق الأمم المتحدة، والذين يحتاجون إلى طعام ومياه وأدنى مقومات الحياة الأساسية.
وتثير حرب غزة التي تقترب من إتمام شهرها الثالث مخاوف من اتساع نطاق التصعيد داخل الأراضي الفلسطينية وعلى جبهات إقليمية أخرى.
في الضفة الغربية، قتل أربعة فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي الثلاثاء في بلدة عزون، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، بينما تحدث الجيش الإسرائيلي عن "تبادل لإطلاق النار" في المنطقة، كما قال، إنه نفذ "عملية أخرى لضبط الأسلحة في مدينة قلقيلية"، تخللها "شل حركة إرهابي أطلق النار".
وتشهد الضفة الغربية التي تسيطر عليها إسرائيل منذ 1967، تصاعداً في وتيرة أعمال العنف منذ اندلاع الحرب في غزة، مما تسبب بمقتل نحو 320 فلسطينياً على أيدي جنود إسرائيليين ومستوطنين، وفق حصيلة عن وزارة الصحة الفلسطينية.
رفض التهجير
ونددت الولايات المتحدة بتصريحات أدلى بها وزيران إسرائيليان دعيا فيها إلى عودة المستوطنين اليهود إلى غزة بعد انتهاء الحرب الحالية و"تشجيع" الفلسطينيين على الهجرة من القطاع.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أمس الثلاثاء، في بيان إن "الولايات المتحدة ترفض التصريحات الأخيرة للوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير التي تدعو إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة". وأضاف أن هذه التصريحات "غير مسؤولة".
وكان بن غفير قال يوم الإثنين، إن "الترويج لحل يشجع على هجرة سكان غزة ضروري. إنه حل صحيح وعادل وأخلاقي وإنساني".
وأكد أن خروج الفلسطينيين من قطاع غزة من شأنه أن يفتح أيضاً الطريق أمام إعادة إنشاء مستوطنات يهودية في أراض فلسطينية.
وكانت إسرائيل سحبت في عام 2005 جيشها ونحو ثمانية آلاف مستوطن من قطاع غزة الذي احتلته منذ عام 1967، وذلك في إطار خطة انسحاب أحادية قدمها رئيس الوزراء حينذاك آرييل شارون.
واعتبر بن غفير أن "تشجيع هجرة سكان غزة سيسمح لنا بإعادة سكان المناطق الحدودية و(كتلة) غوش قطيف" الاستيطانية السابقة في قطاع غزة.
وأتت دعوة بن غفير غداة دعوة مماثلة أطلقها وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وقال فيها، إن المستوطنين اليهود يجب أن يعودوا إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وفلسطينيي القطاع يجب أن يتم "تشجيعهم" على الهجرة إلى دول أخرى.
وتعليقاً على ما أدلى به الوزيران الإسرائيليان قال ميلر، إن "هذه التصريحات تحريضية وغير مسؤولة".
وأضاف الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية أن "الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أبلغتنا مراراً أن هذه التصريحات لا تعكس موقف الحكومة الإسرائيلية".
وشدد ميلر على أن الولايات المتحدة تعتبر "غزة أرضاً فلسطينية وستبقى أرضاً فلسطينية".
مجمع الشفاء
من جهة أخرى، قال مسؤول أميركي، الثلاثاء، نقلاً عن معلومات مخابراتية أميركية رفعت عنها السرية، إن تقييمات أجهزة المخابرات الأميركية تشير إلى أن حركة "حماس" وجماعة فلسطينية أخرى تقاتل إسرائيل استخدمتا "مجمع الشفاء" الطبي في غزة للإشراف على القوات واحتجاز بعض الرهائن، لكنها أخلت المجمع إلى حد كبير قبل أيام من دخول القوات الإسرائيلية إليه.
وقال المسؤول الأميركي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن المجمع يستخدم من قبل "حماس" و"حركة الجهاد الإسلامي" للإشراف على القوات التي تقاتل ضد إسرائيل.
ولم تكشف أجهزة المخابرات الأميركية عن الأدلة التي استندت إليها في تقييمها. وقال المسؤول، إن الولايات المتحدة أكدت هذه المعلومات بشكل مستقل.
وقالت إسرائيل أيضاً، إن مجمع الشفاء، الذي احتلته في وقت سابق من الحرب في غزة، كانت "حماس" تستخدمه. ودخلت القوات الإسرائيلية إلى المستشفى المذكور في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
"حمام الدم"
وأثار استهداف المستشفى قلقاً عالمياً في شأن مصير المدنيين والمرضى الذين كانوا بداخله.
ووصفت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي قسم الطوارئ في المنشأة الصحية الرئيسة في القطاع بأنه يشبه "حمام الدم".
وقال المسؤول الأميركي، إن الحكومة الأميركية تعتقد أن "حماس" استخدمت مجمع الشفاء والمواقع الكائنة تحته لتنفيذ أنشطة القيادة والسيطرة وتخزين بعض الأسلحة واحتجاز عدد قليل من الرهائن. وأضاف المسؤول الأميركي أن أجهزة المخابرات الأميركية حصلت على معلومات تفيد بأن مقاتلي "حماس" أخلوا المجمع إلى حد كبير قبل أيام من العملية الإسرائيلية ودمروا المستندات والإلكترونيات أثناء مغادرتهم.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز"، أول من نشر تقييم المخابرات الأميركية. وتم إرسال نسخة سرية من التقييم إلى المشرعين في الكونغرس الأميركي.
وفي منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، تقدمت الدبابات الإسرائيلية نحو مجمع الشفاء بمدينة غزة، ولا يزال بعض المرضى بداخله. وقالت إسرائيل، إن المستشفى كائن فوق أنفاق تضم مقرات لمقاتلي "حماس" الذين يستخدمون المرضى دروعاً، وهو ما تنفيه "حماس".
وذكرت "نيويورك تايمز" أن التقييم الإسرائيلي كان صحيحاً بشكل جزئي على الأقل بأن بعض الرهائن كانوا محتجزين في المجمع أو تحته، لكن يبدو أن هؤلاء الرهائن تم نقلهم مع إخلاء "حماس" للمكان.
البيت الأبيض
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن مقاتلي "حماس" يحتمون بالمستشفى ويستخدمون المنشأة درعاً ضد العمل العسكري، مما يعرّض المرضى والطاقم الطبي للخطر.
وقال كيربي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، "لدينا معلومات استخباراتية خاصة بنا تقنعنا بأن حماس كانت تستخدم الشفاء نقطة قيادة وسيطرة، وعلى الأرجح أيضا منشأة تخزين". ولم ترفع واشنطن في ذلك الوقت السرية عن مصادر المخابرات الأميركية.
بلينكن يزور تركيا
في التحركات، ذكرت قناة "تي.آر.تي" الرسمية أن وزير الخارجية هاكان فيدان أبلغ الصحافيين بأن نظيره الأميركي أنتوني بلينكن سيزور تركيا، يوم السبت، لمناقشة القضايا الثنائية والإقليمية.
مقترح لحماية السفن
على صعيد آخر، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إنه سيقدم للدول الأعضاء بالاتحاد مقترحاً لتشكيل بعثة للمساهمة في حفظ الأمن بالبحر الأحمر. وأضاف بوريل للصحافيين خلال فعالية في لشبونة أن الاقتراح سيُقدم، غداً الخميس، وسيتطلب الحصول على إجماع من الدول الأعضاء.