Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روتين الحرب أنهك إسرائيل خلال 100 يوم في غياب انعطافة استراتيجية

"الكابينت" لا يملك أجوبة عن الأسرى مع عجز عسكري في غزة وطرق التصدي للطائرات اللبنانية المسيرة

ملخص

إسرائيل المنهكة خلال 100 يوم حرب في غزة تبحث عن خطة جديدة... إليكم التفاصيل

تعقد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية و"الكابينت"، اليوم الأحد، اجتماعات تقييم لسبل استكمال الفترة المقبلة على الجبهتين الشمالية والجنوبية بعد مرور 100 يوم على حرب غزة، وسط تصعيد احتجاجات عائلات الأسرى لعدم وجود بارقة أمل عن صفقة قريبة، وكذلك اعتراف أمنيين وعسكريين بحقيقة عدم قدرة الجيش على تحقيق هدف القضاء على "حماس" في مقابل مواجهة ما اعتبره الجيش التحدي الأخطر من جهة لبنان بالطائرات المسيرة.

 وقررت الأجهزة الأمنية رفع درجة الحماية لقائد سلاح الجو تومر بار، وقائد منطقة الشمال أوري غوردين، في أعقاب تقديرات إسرائيلية أن "حزب الله" وبعد قصف قاعدة سلاح الجو "ميرون" وموقع عسكري في قيادة الشمال سيركز على استهداف معسكرات وشخصيات قيادية في الجيش.

وكثفت إسرائيل استعداداتها الجوية الدفاعية والهجومية في الشمال وأدخلت منظومة "سبايدر" الدفاعية للتصدي للطائرات المسيرة، وذلك بعد إجراء تجربة عليها وأعلن الجيش نجاحها.

وبحسب تقرير إسرائيلي يعمل الجيش على إدخال معدات وآليات جديدة ومستحدثة لمواجهة خطر الطائرات المسيرة، التي لا يمر يوم إلا ويتسلل عدد منها إلى إسرائيل وتصل إلى مختلف المواقع في الشمال، إذ يذكر التقرير أن في حوزة "حزب الله" آلاف الطائرات المسيرة بعد أن قام بمضاعفة عددها خلال السنتين الأخيرتين، وفي تقرير إسرائيلي عام 2021 جاء أن الحزب يمتلك 2000 طائرة مسيرة، وهي من أربعة أنواع هجومية ورقابية وانتحارية واستخباراتية.

وفي أعقاب التحقيق والفحص الذي أجراه الجيش لشظايا الطائرات المسيرة تبين أن معظم الطائرات التي يستخدمها "حزب الله" من نوع "صماد" الإيرانية، وأدت إلى مقتل جندي الاحتياط، مفتاح تكفا، الشهر الماضي، إذ كانت الطائرة تحمل متفجرات وهي من نوع الطائرات الصغيرة القادرة على حمل 20 كيلوغراماً من المتفجرات وتصل سرعتها إلى 20 كيلومتراً في الساعة.

وبحسب الباحث في مركز "علما" للتحديات الأمنية الإسرائيلية في منطقة الشمال طال باريه فإن الطائرات المسيرة التي يستخدمها "حزب الله" معظمها إيرانية وهناك طائرات نجح الحزب في صناعتها في لبنان، وهي قادرة على أن تكون بديلة عن سلاح الجو، إذ إن كلفتها زهيدة ويمكن أن تنفذ مختلف المهام الهجومية، إلا أنه في الحرب الحالية يستخدم "حزب الله" الطائرات المسيرة الانتحارية للمرة الأولى.

وقال باريه إن "صعوبة اكتشاف هذه الطائرات وإيقافها تشكل إشكالية كبيرة لدى الجيش الإسرائيلي، إذ لا يستطيع مشاهدتها حتى تظهر فجأة في السماء فوق رؤوسنا".

واعتبر الباحث الأمني الفيديو الذي سبق ونشره "حزب الله" حول مواقع مختلفة في إسرائيل رسالة واضحة بأنه قادر على الوصول إلى كل نقطة في العمق الإسرائيلي وبدقة. وقال "صحيح أن المنظومات الدفاعية المتوفرة تنجح في إسقاط معظم الطائرات المسيرة، ولكن يكفي أن تسقط طائرة متفجرة تحمل 40 كيلوغراماً من المواد المتفجرة على بيت أو موقع حساس".

منظومات دفاعية

إزاء هذا الوضع وخلال الشهر الأخير بدأت الصناعات العسكرية الإسرائيلية استحداث أجهزة دفاعية لمواجهة هذا التهديد، وقد أجريت تجربة على المنظومة الدفاعية "سبايدر" التي أدخلها الجيش إلى منظوماته الدفاعية في الشمال لمواجهة الطائرات المسيرة.

وقال الرئيس السابق لمركز أبحاث الفضاء والطائرات المسيرة في معهد "فيشر"، طال عنبر، إن "مواصفات هذه الطائرات من جهة حجمها الصغير وكلفتها الزهيدة تتيح لـ(حزب الله) إنتاج كميات كبيرة جداً منها، قد يجعلها تستخدم عشرات الطائرات المسيرة في آن واحد"، مؤكداً أن "حزب الله" سبق ونفذ هجوماً متعدد الأهداف حين أطلق طائرات مسيرة عدة في آن واحد، وكل طائرة حلقت إلى مكان مختلف".

يشار هنا إلى أن إسرائيل وبعد وصول هذه الطائرات كانت تطلق صافرات الإنذار في أماكن عدة في الجليل في آن واحد ثم سرعان ما تعلن أن الصافرات كانت خاطئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تخشى إسرائيل من هجوم لعشرات الطائرات المسيرة في آن واحد ومن نوعيات الانتحارية والمتفجرة فيكون من الصعب على منظوماتها الدفاعية المتوفرة التصدي لها.

من جهته هدد رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي "حزب الله" بدفع ثمن باهظ، وأعلن في مؤتمر صحافي عن استمرار عمل سلاح الجو في أجواء لبنان، واعتبر الجنوب اللبناني منطقة حربية وستبقى على هذا الوضع، متابعاً "إذا استمر (حزب الله) في عملياته فسيجعل لبنان كله يدفع الثمن، ومن جهتنا قلنا وسننفذ لأن واجبنا ضمان أمن سكان الشمال كما سكان الجنوب وإعادتهم إلى بيوتهم، ولن نتنازل عن تنفيذ هذا الهدف".

 تصعيد القتال وتراجعه في الجنوب

أما جنوباً وفي أرض غزة، فأطلق المسؤولون العسكريون والأمنيون والسياسيون تصريحات متناقضة ما بين تكثيف القتال والدخول إلى عمق القطاع وانسحاب كتائب عدة وتخفيف حدة القتال مع الدخول إلى المرحلة الثالثة من العملية البرية.

وقال هليفي في حديثه مساء أمس السبت إن الجيش يواصل عملياته وإن "القوات تتقدم إلى أرض المعركة بقوة وتواجه العدو في شمال غزة حيث ما زالت أمامه مئات الأهداف حتى تصفية شخصيات من الجو والبر والبحر".

وتلاه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بعد نصف ساعة بمؤتمر صحافي آخر كرر فيه تهديداته بأن الجيش لن يوقف القتال، وهو مستمر إلى حين النصر وتحقيق أهداف الحرب بالقضاء على "حماس" وقدراتها العسكرية وإعادة المخطوفين، وكذلك إعادة الأمن لسكان الشمال تجاه لبنان والجنوب تجاه غزة.

وبحسب نتنياهو فإن حرب غزة المستمرة هي بالأساس للدفاع عن وجود إسرائيل، إذ قال "لن نسمح لإيران بأن تصبح دولة نووية وكل مخرب، بحسب تعبيره، في غزة وفي لبنان دمه مستباح".

وزير الدفاع يوآف غالانت استبق هليفي بزيارة لوحدة "عوكتس"، التي تستخدم الكلاب في مهامها العسكرية، ومن هناك أعلن أن الجيش يعمق ويكثف عملياته في غزة، وأنه وضع مهام لوحدة "عوكتس" ضمن خطة تفكيك الأنفاق وكشف الأكمنة.

وقال غالانت في لقائه مقاتلي الوحدة "في عملياتنا ندخل إلى مناطق لا يخطر في بال (حماس) أننا سنصلها وهذه العمليات يتم تعزيزها، إذ نفكك كل شبكات الأنفاق، ونصل إلى أكثر المناطق حساسية، وفي نهاية الأمر هناك مهمة في غاية الأهمية للوحدة هذه ولكل ما تقوم به".

لا أفق لنهاية الحرب

وإلى جانب العمليات في الميدان أعلن الجيش استمرار عمليات الاغتيال ونشر قائمة تضم 52 شخصية من قيادات "حماس" ضمن قائمة المستهدفين من غزة ولبنان ومناطق أخرى، لافتاً إلى اغتيال 21 منهم بالفعل، ووضعت الفترة القصيرة المقبلة هدفاً لتنفيذ هذه المهمة.

وفي حين اعتبرت إسرائيل اغتيال القيادي في "حماس" صالح العاروري أبرز إنجازات حرب غزة، اعتبر مسؤولون وأمنيون أن الجيش لن يتمكن من تحقيق هدف القضاء على الحركة، إذ يرى خبراء عسكريون أن الجيش لا يقترب من تحقيق هدفي القضاء على "حماس" وإعادة الأسرى في غزة، وسيستغرق وقتاً طويلاً، وهو وضع يزيد صعوبة وضع فترة زمنية لاستمرار الحرب أو انتهائها.

وحذر الخبير العسكري طال ليف رام من الوضعية التي تشهدها إسرائيل بعد 100 يوم من حرب غزة، مشيراً إلى أن "الفترة أصبحت سلعة ثمينة، وإسرائيل بدأت تدفع الثمن، والفجوات مقابل الإدارة الأميركية تزداد عمقاً وبات الجزء الأكبر من هذه الحرب هو المعركة على الوعي، فيما استئناف إطلاق القذائف الصاروخية من شمال القطاع منذ أن سحب الجيش الإسرائيلي وحداته من أحياء مدينة غزة هو جزء من هذه المفاهيم".

واعتبر ليف رام أن "عدم تحقيق الضغط العسكري الذي يمارسه الجيش في غزة أي تقدم في موضوع المخطوفين أو انعطاف استراتيجي آخر هو أمر في غير مصلحة إسرائيل، فكلما استمرت الحرب يترسخ واقع جديد في البلاد وهو روتين الحرب".

وأوضح ليف رام أن "روتين الحرب والاعتياد عليه سيصعب على الجيش الإسرائيلي أيضاً شرح إنجازاته في ميدان القتال، فالاهتمام بما يحدث داخل القطاع آخذ في التراجع، وفي معظم الحالات يتزايد مجدداً فقط بعد حدث صعب، مثل مقتل وإصابة عدد من الجنود، وبغياب خطة واضحة للجيش في غزة يكون تحقيق الأهداف مهمة في غاية الصعوبة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات