ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له في ثمانية أسابيع أمام عملات رئيسة، مع تراجع رهانات المتعاملين على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيخفض أسعار الفائدة بشكل كبير هذا العام في ضوء استمرار متانة الاقتصاد الأميركي. وانخفض الين والدولاران الأسترالي والنيوزيلندي إلى أدنى المستويات في شهرين خلال التعاملات الآسيوية المبكرة، كما هبط اليورو إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهر عند 1.07675 دولار. وسجلت العملة الموحدة 1.0782 دولار في أحدث التعاملات.
تراجع الجنيه
وتراجع الجنيه الاسترليني 0.18 في المئة إلى 1.2610 دولار بعدما انخفض في وقت سابق إلى 1.25985 دولار ليسجل أدنى مستوى له منذ 17 يناير (كانون الثاني).
وارتفع مؤشر
الدولار إلى 104.18 مقابل سلة من العملات ليصل إلى أعلى مستوى له منذ ديسمبر (كانون الأول). واستقر في أحدث التعاملات عند 104.02 نقطة.
وتراجعت الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيخفض أسعار الفائدة على خلفية تقرير الوظائف الأميركية القوي الذي صدر يوم الجمعة وفاق توقعات السوق بكثير، مما يؤيد تصريحات جيروم باول رئيس المجلس في اختتام اجتماع السياسة النقدية الأسبوع الماضي بأن خفض أسعار الفائدة في مارس (آذار) مستبعد.
ووفقاً لأداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي أم إي"، يتوقع المتعاملون بنسبة تقل عن20 في المئة أن يبدأ مجلس الاحتياطي خفض أسعار الفائدة في مارس مقارنة بنحو 50 في المئة تقريباً قبل أسبوع.
وفي برنامج "60 دقيقة" الإخباري على شبكة "سي بي أس"، قال باول مساء أمس الأحد إن مجلس الاحتياطي قد "يتحلى بالحذر" في قراره بشأن موعد خفض أسعار الفائدة في ظل وجود اقتصاد قوي يمنح المسؤولين في البنك المركزي وقتاً للتأكد من أن التضخم سيستمر في التباطؤ.
صعود الين الياباني
وارتفع الين بشكل طفيف في أحدث التعاملات إلى 148.36 للدولار بعدما وصل إلى أدنى مستوى له عند 148.82 أمام الدولار في وقت سابق من الجلسة.
وعوض الدولار الأسترالي خسائره وارتفع 0.05 في المئة إلى 0.65145 دولار أميركي بعدما انخفض إلى 0.64865 دولار في وقت سابق من اليوم.
وصعد الدولار النيوزيلندي 0.14 في المئة إلى 0.60735 دولار أميركي من 0.6048 دولار.
وقفزت عوائد سندات الخزانة أيضاً وسط توقعات بأن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لفترة أطول مع صعود
عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس عادة توقعات أسعار الفائدة على المدى القريب، بأكثر من أربع نقاط أساس تقريباً إلى 4.4159 في المئة. وزادت عوائد السندات لأجل عشر سنوات إلى 4.0656 في المئة.
وانخفض اليوان في التعاملات خارج الصين إلى 7.1999 مقابل الدولار بما يتفق مع أدنى مستوى سجله في 17 يناير.
وهبط اليوان في التعاملات داخل الصين إلى أدنى مستوى له في أكثر من أسبوعين عند7.2225 مقابل الدولار في وقت سابق من الجلسة، وسجل في أحدث التعاملات7.2121 للدولار.
الذهب ينخفض
إلى ذلك، تراجعت أسعار الذهب، مع ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية بعد تقرير الوظائف الذي أشار إلى أداء قوي للقطاع وبدد توقعات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة على المدى القريب.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 2029.03 دولار للأوقية (الأونصة).
ونزل الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.4 في المئة إلى 2045.50 دولار للأوقية.
تخفيضات الفائدة
وقال مات سيمبسون أحد كبار المحللين في سيتي إندكس "يقلص كبار المضاربين والصناديق المدارة انكشافهم الطويل على عقود الذهب الآجلة للأسبوع الرابع... ومع تكرار جيروم باول الإشارة إلى ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام، لا يزال هناك جدل حول ما إذا كان الذهب يمكن أن يرتفع عن هذا المستوى".
وسجل مؤشر الدولار أعلى مستوى في ثمانية أسابيع، مما يجعل الذهب أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى، في حين ارتفعت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل عشر سنوات إلى أكثر من أربعة في المئة.
وأظهرت بيانات من وزارة العمل الأميركية يوم الجمعة أن الوظائف غير الزراعية زادت353 ألف وظيفة في يناير، وهو ما يعادل نحو مثلي ما توقعه اقتصاديون استطلعت وكالة "رويترز" آراءهم عند 180 ألف وظيفة.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 22.56 دولار للأوقية، ونزل البلاديوم 0.8 في المئة إلى 939.26 دولار، بينما ارتفع البلاتين 0.5 في المئة إلى 894.99 دولار.
نتائج الشركات تدعم الأسهم الأوروبية
وفي الأسواق ارتفعت الأسهم الأوروبية في بداية جلسة التداول، مع نشر المزيد من نتائج الشركات الإيجابية على رغم استمرار ضعف ثقة المستثمرين وإعادة تقييم التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.2 في المئة وصعد سهم "دليفري هيرو" 2.8 في المئة بعد أن سجلت شركة الوجبات الجاهزة الألمانية أرباحاً أساسية أعلى من التوقعات في 2023، مدفوعة بنمو الطلب. وارتفع سهم "لوتس" 12.7 في المئة ليسجل الأداء الأفضل بين جميع الأسهم بعدما أعلنت شركة إنتاج البسكويت البلجيكية نتائجها السنوية.
وعلى رغم نتائج الأعمال الإيجابية، أضعفت بيانات الوظائف القوية التي صدرت أخيراً في الولايات المتحدة ثقة المستثمرين وتراجعت على إثرها التوقعات بخفض مبكر لأسعار الفائدة في أكبر اقتصاد في العالم، وهو ما يحدد اتجاه بنوك مركزية أخرى.
التضخم الشهري في تركيا
على صعيد آخر، أظهرت بيانات رسمية أن تضخم أسعار المستهلكين في تركيا ارتفع أكثر قليلاً من المتوقع إلى 6.7 في المئة على أساس شهري وإلى 64.8 في المئة على أساس سنوي في يناير لأسباب من بينها حدوث قفزة كبيرة في الحد الأدنى للأجور وزيادة أسعار مجموعة من السلع في العام الجديد. وصدرت البيانات بعد الاستقالة المفاجئة لحفيظة غاية أركان من منصب محافظ البنك المركزي في وقت متأخر من يوم الجمعة بعدما ظلت ترفع أسعار الفائدة بقوة إلى45 في المئة من 8.5 في المئة منذ يونيو (حزيران) لتهدئة توقعات التضخم. ومن المتوقع أن يستمر خليفتها فاتح قره خان على نهج تشديد السياسة النقدية. وجاءت الزيادة الشهرية في مؤشر أسعار المستهلكين أعلى من التوقعات البالغة 6.5 في المئة في استطلاع أجرته وكالة "رويترز"، وأعلى بشكل كبير من 2.93 في المئة في ديسمبر. وتوقع الاستطلاع أن يسجل مؤشر أسعار المستهلكين 64.5 في المئة على أساس سنوي، ومن المتوقع أن يستمر المؤشر في الارتفاع حتى منتصف العام تقريباً.وقال البنك المركزي الشهر الماضي إنه وصل إلى المستوى الكافي لضمان انحسار التضخم بعد رفع أسعار الفائدة 3650 نقطة أساس منذ يونيو.
وأظهرت البيانات أن مؤشر أسعار المنتجين المحليين ارتفع 4.14 في المئة على أساس شهري في يناير ليسجل ارتفاعاً سنوياً بنسبة44.2 في المئة.