حذرت شركة "ميرسك" من احتمال أن تستمر الاضطرابات التي تواجه قطاع شحن الحاويات عبر البحر الأحمر حتى النصف الثاني من العام، فيما قال الحوثيون الثلاثاء إنهم لن يعيدوا النظر في هجماتهم إلا بعد أن تنهي إسرائيل "عدوانها" في قطاع غزة.
وابتعدت شركات شحن الحاويات الكبرى من البحر الأحمر وقناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأطول حول أفريقيا بعد الهجمات التي شنها مسلحو حركة الحوثي اليمنية على السفن.
وقال رئيس قسم أميركا الشمالية في "ميرسك" تشارلز فان دير ستين، في بيان "كونوا مستعدين لاستمرار الوضع في البحر الأحمر حتى النصف الثاني من العام، وعليكم تحديد فترات عبور أطول في خططكم المتعلقة بسلاسل التوريد".
وأوضحت "ميرسك"، وهي أكبر شركة عالمية للحاويات، أنها رفعت القدرة التشغيلية للسفن بنحو ستة في المئة لتعويض التأخيرات جراء اتخاذ السفن الطريق الأطول حول قارة أفريقيا.
وطلبت الشركة التي يقع مقرها في كوبنهاغن من العملاء، ومن بينهم عمالقة البيع بالتجزئة مثل "وول مارت" و"نايكي" الاستعداد لارتفاع كلف الشحن، علماً أن زيادة مدة الإبحار أدت إلى رفع أسعار الشحن بالفعل.
وقالت "ميرسك" إن فترات الإبحار الأطول حول أفريقيا تعني أيضاً تأخيرات كبيرة للسفن المتجهة إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ونصحت العملاء بالبحث عن موانئ بديلة في المكسيك وشمال غربي المحيط الهادئ ولوس أنجليس للبضائع المتجهة إلى الساحل الشرقي.
وأشارت إلى أن الازدحام الشديد في أوكلاند بولاية كاليفورنيا أدى أيضاً إلى تأخير عودة سفن الحاويات إلى آسيا لتحميل البضائع.
في المقابل، أعلن الحوثيون الثلاثاء أنهم لن يعيدوا النظر في هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيّرة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر إلا بعد أن تنهي إسرائيل "عدوانها" في قطاع غزة.
ورداً على سؤال عما إذا كانوا سيوقفون الهجمات إذا تسنى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام لـ"رويترز" إن الوضع سيعاد تقييمه إذا انتهى حصار غزة وسمح بدخول مساعدات إنسانية.
وأضاف أن "لا توقف لأي عمليات مساندة للشعب الفلسطيني إلا بعد إيقاف العدوان على غزة وفك الحصار. وإذا توقفت إسرائيل فعلاً وأزالت الحصار ودخلت المساعدات فلكل حادثة حديث".
وتصاعدت أخطار الشحن بسبب ضربات الحوثيين المتكررة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 دعماً للفلسطينيين في غزة، فيما ردت القوات الأميركية والبريطانية بشن ضربات عدة على منشآت تابعة لهم.
ووقع البحارة اتفاقات للحصول على مثلي أجرهم عند دخول المناطق عالية الأخطار وأن يكون لهم حق رفض الإبحار على متن السفن العابرة للبحر الأحمر.
وخطف الحوثيون في الـ19 من نوفمبر 2023 السفينة "غالاكسي ليدر" لنقل السيارات بطاقمها المؤلف من 25 فرداً، وقالت شركة "غالاكسي ماريتايم" المحدودة، المالك المسجل في المملكة المتحدة للسفينة، اليوم إن البحارة من بلغاريا وأوكرانيا والمكسيك ورومانيا والفيليبين "لا علاقة لهم بالصراع في الشرق الأوسط".
وأوضحت في أحد التحديثات أنه "من بين المكالمات الهاتفية القليلة التي أتيحت لهم، يتزايد أفراد الطاقم قلقاً على ذويهم في وطنهم... عائلات المحتجزين الآن تطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات تضمن الإفراج عن الطاقم على الفور".
ودعا الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة أرسينيو دومينغيز إلى "عمل جماعي لتعزيز سلامة الموجودين في البحر" والإفراج عن السفينة "غالاكسي ليدر".
وقال في اجتماع للمنظمة البحرية الدولية "مهاجمة الشحن الدولي هي أولاً وفي المقام الأول مهاجمة للبحارة".
وأرسل الحوثيون الذين يسيطرون على المناطق الأكثر كثافة سكانية في اليمن إشعاراً رسمياً إلى مسؤولي الشحن وشركات التأمين عما وصفوه بحظر السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا من الإبحار في البحار المحيطة.
وقالت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في رسالة وزعت في الـ 15 من فبراير (شباط) الجاري على الدول الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية إنها "حذرت من خطر" الحوثيين وإن الجماعة "واصلت زرع الألغام البحرية عشوائياً" وتستخدم قوارب مسيّرة وصواريخ.
ولم يتضح مصير سفينة الشحن "روبيمار" بعد أن أصابها صاروخ للحوثيين في الـ18 من فبراير في جنوب البحر الأحمر وكان يتسرب منها الوقود، وما زالت المياه تنفذ إلى السفينة.
وقال وسيط تأجير السفينة لـ"رويترز" أمس الإثنين إنه يتطلع لإحضار سفينة لسد فجوة أحدثها الصاروخ. ولم ترد معلومات جديدة اليوم.