Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن يأمر الجيش الأميركي بإنشاء ميناء في غزة لتقديم المساعدات

نتنياهو لا يريد وقف الحرب وواشنطن ترى أن "الخلافات تضيق" مع ارتفاع حصيلة القتلى إلى 30800 فلسطيني

يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن إبلاغ الكونغرس بأنه أمر الجيش بإنشاء ميناء في غزة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية بحراً إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، وفق ما أفاد مسؤولون رفيعون في الإدارة الديمقراطية.

وقال مسؤولون إن الخطوة لن تشمل نشر قوات أميركية في القطاع الفلسطيني، بل سيبقى العسكريون الأميركيون في عرض البحر مع مشاركة حلفاء آخرين في التنفيذ، مضيفين "نحن لا ننتظر الإسرائيليين، هذه لحظة (لإظهار) القيادة الأميركية"، وسط إحباط متزايج في البيت الأبيض بسبب امتناع إسرائيل عن السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع.

إعلان رئاسي

وذكر مسؤول في تصريحات إلى الصحافيين أن "الرئيس سيعلن الليلة في خطابه عن حال الاتحاد أنه وجه الجيش الأميركي بالقيام بمهمة طارئة لإنشاء ميناء في غزة".

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن "هذا الميناء الذي يشمل أساساً رصيفاً موقتاً، سيوفر القدرة على استيعاب حمولات مئات الشاحنات الإضافية من المساعدات يومياً".

وأوضح مسؤولون أميركيون أن تنفيذ هذا المشروع الكبير "سيتطلب أسابيع عدة للتخطيط والتنفيذ"، وسيشمل ممراً بحرياً لجلب المساعدات من جزيرة قبرص في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وكان المسؤولون الأميركيون حريصين على التأكيد أن القوات الأميركية لن تنتشر على الأرض في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي متواصل منذ هجمات حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل.

ومع أنهم لم يحددوا كيفية عمل الميناء في غياب عسكريين أميركيين على الأرض في غزة، إلا أنهم أشاروا ضمناً إلى أن "شركاء وحلفاء"، فضلاً عن الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة سيشاركون في تنفيذ المشروع.

في هذا السياق، قال مسؤول ثانٍ "يتمتع الجيش الأميركي بقدرات فريدة، ويمكنه القيام بأمور غير عادية من الخارج، وهذا هو التصور العملاني الذي تم إطلاع الرئيس عليه".

ولفت مسؤول ثالث إلى أن الخطة "تتضمن وجود أفراد عسكريين أميركيين على متن سفن عسكرية قبالة الشاطئ، لكنها لا تتطلب نزول عسكريين أميركيين إلى الشاطئ لتركيب الرصيف أو منشأة الجسر".

وأضافوا أنه تم إبلاغ الإسرائيليين بالمشروع وستعمل الولايات المتحدة معهم في شأن المتطلبات الأمنية.

ويسلط هذا الإعلان خلال خطاب حال الاتحاد الضوء على الضغط السياسي الحاد الذي يتعرض له بايدن بسبب دعمه الثابت لإسرائيل على رغم ارتفاع عدد القتلى في غزة والأزمة الإنسانية.

وكشف بايدن الأسبوع الماضي عن عمليات إنزال جوي للمساعدات في غزة بعد حادثة قُتل فيها أكثر من 100 شخص أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات في شمال القطاع.

مواصلة الهجوم

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس إن إسرائيل ستواصل هجومها على حركة "حماس" على رغم تزايد الضغوط الدولية، بما في ذلك في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وذكر أن "ثمة ضغوطاً دولية متزايدة، لكن عندما تتزايد الضغوط الدولية على وجه التحديد فلا بد من أن نوحد الصف، ونحتاج إلى الوقوف معاً أمام محاولات وقف الحرب".

وأضاف نتنياهو أن الجيش سينفذ عمليات مضادة لـ"حماس" في جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك داخل رفح، آخر معقل للحركة.

وتابع، "من يأمرنا بألا نتحرك في رفح يأمرنا بأن نخسر الحرب وذلك لن يحدث".

في الأثناء أكد السفير الأميركي لدى إسرائيل الخميس أن الخلافات تضيق وسط المحادثات حول وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، بعد أن غادر وفد من "حماس" القاهرة معرباً عن استيائه من الردود الإسرائيلية.

وصرح السفير جاك ليو بمؤتمر في تل أبيب، "لا أستطيع أن أقول لكم إن المفاوضات ستتكلل بالنجاح، لكن الخلافات تضيق"، مؤكداً أن "الجميع يتطلعون نحو شهر رمضان الذي يقترب".

وغادر وفد "حماس" القاهرة، حيث جرت منذ الأحد مشاورات بوساطة مصرية -قطرية- أميركية للتوصل إلى هدنة في الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة، على أن تستأنف المفاوضات، الأسبوع المقبل، بحسب ما أوردت قناة فضائية مصرية، الخميس، فيما قال مسؤول كبير في "حماس" لـ"رويترز"، إن إسرائيل أفشلت كل جهود الوسطاء للتوصل لاتفاق.

ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر رفيع المستوى قوله إن "وفد حماس يغادر القاهرة للتشاور حول الهدنة وسيتم استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل"، مشيرة إلى أن "المشاورات مستمرة بين جميع الأطراف للوصول إلى الهدنة قبل حلول شهر رمضان المبارك".

وكانت الجولة الراهنة من المفاوضات بدأت، الأحد، في القاهرة بغياب ممثلين عن إسرائيل.

ويحاول الوسطاء المصريون والقطريون والأميركيون منذ أسابيع التوصل إلى اتفاق على هدنة في الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويفترض أن تشمل الهدنة إطلاق رهائن محتجزين في غزة مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

وينص الاقتراح الذي تقدمت به الدول الوسيطة على وقف القتال لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح 42 رهينة محتجزين في غزة في مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

 

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر إثر هجوم شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً غالبيتهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وخطف أكثر من 250 شخصاً أثناء هجوم حركة "حماس" داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر، وفق الدولة العبرية التي تقدر أن 130 منهم لا يزالون محتجزين في القطاع. ومن بين هؤلاء يعتقد أن 31 قد قتلوا.

وأتاحت هدنة استمرت أسبوعاً في نوفمبر (تشرين الثاني) الإفراج عن 105 رهائن في مقابل الإفراج عن أكثر من 200 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية.

وترد إسرائيل على الهجوم بقصف مدمر لقطاع غزة وعمليات برية بدأت في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 30800 شخص غالبيتهم العظمى من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".

وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان اليوم الخميس أن 30800 فلسطيني على الأقل قُتلوا وأصيب 72298 آخرون جراء الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت الوزارة أن نحو 83 فلسطينياً قُتلوا وأصيب 142 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

في المقابل، قال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون اليوم الخميس إن السويد دعت إلى عقد اجتماع مع وزارة الخارجية الإسرائيلية وعدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى دول أخرى "لبحث الحاجة الملحة لتحسين آليات وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة".

وكتب كريسترشون على منصة إكس دون تقديم المزيد من التفاصيل "يجب حماية حياة وصحة الأطفال في غزة".

إنزالات أردنية

من جهته قال الجيش الأردني في بيان الخميس إن طائرات سلاح الجو الملكي الأردني نفذت تسعة إنزالات جوية جديدة لمساعدات إنسانية داخل مواقع في شمال قطاع غزة بمشاركة طائرات أميركية وفرنسية وبلجيكية وهولندية ومصرية.

وبحسب البيان فإن "هذه الخطوة تأتي ضمن المساعي والجهود الأردنية المستمرة لإرسال مزيد من المساعدات الطبية والإغاثية والغذائية للأهل في قطاع غزة، بهدف التخفيف من آثار الحرب وتعويض النقص الحاد في الغذاء والدواء نتيجة استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع".

وأوضح أن الجيش الأردني نفذ منذ بدء الحرب على غزة "29 إنزالاً جوياً أردنياً، إضافة إلى 23 إنزالاً جوياً نفذتها القوات المسلحة الأردنية بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة"، كان بينها أيضاً الإمارات وبريطانيا.

وأعلن الجيش الأردني أول من أمس الثلاثاء أن ثماني طائرات عسكرية، ثلاث أردنية وثلاث أميركية واثنتان فرنسية ومصرية، ألقت مساعدات في قطاع غزة ضمن أكبر عملية من هذا النوع منذ بدء الحرب.

وقال الجيش الأميركي في بيان حينها إن طائرات شحن أميركية ألقت أكثر من 36 ألف وجبة غذائية في قطاع غزة أول من أمس الثلاثاء ضمن عملية مشتركة مع الأردن.

وتؤكد منظمات إغاثة أن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة تبقى شحيحة جداً، وتخضع قوافل المساعدات التي تدخل براً لموافقة مسبقة من إسرائيل.

وبعد خمسة أشهر من الحرب ومن الحصار المشدد على قطاع غزة باتت الغالبية العظمى من سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة معرضة للمجاعة، وفق الأمم المتحدة.

وتراجع نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الحدود البرية، من رفح جنوباً ومن معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، فيما تعزو منظمات الإغاثة ذلك لقيود إسرائيلية.

وقتل أكثر من 100 شخص الأسبوع الماضي خلال تدافع نحو قافلة مساعدات دخلت إلى مدينة غزة، وفق ما قالت إسرائيل، وبسبب إطلاق النار تجاه القافلة من جانب جنود إسرائيليين، وفق ما قال الفلسطينيون.

طريق جديد للمساعدات

وقال مسؤول إغاثي كبير بالأمم المتحدة إن المنظمة ستقيم، اليوم الخميس، كيفية استخدام طريق عسكري إسرائيلي متاخم لقطاع غزة لتوصيل المساعدات إلى مئات الآلاف من المدنيين الذين تقطعت بهم السبل في شمال القطاع.

وتحذر الأمم المتحدة من أن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، يمثلون ربع السكان، على حافة المجاعة.

وقال جيمي ماكغولدريك منسق الأمم المتحدة للمساعدات في الأراضي الفلسطينية، إن المنظمة الدولية تضغط على إسرائيل منذ أسابيع لاستخدام طريق على السياج الحدودي مع غزة، وإنها تلقت قدراً أكبر من التعاون من تل أبيب، في الأسبوع الماضي.

 

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن أكثر من 100 شخص قتلوا، الخميس الماضي، أثناء سعيهم للحصول على مساعدات من قافلة مساعدات بالقرب من مدينة غزة، معظمهم قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية. ويقول الجيش الإسرائيلي، الذي كان يشرف على توصيل المساعدات الخاصة، إن معظمهم ماتوا في تدافع.

وقال ماكغولدريك للصحافيين "منذ الحادثة التي وقعت الأسبوع الماضي، أعتقد أن إسرائيل أدركت بوضوح مدى صعوبة تقديم المساعدة"، مضيفاً أن الأمم المتحدة شهدت "تعاوناً أكبر بكثير من إسرائيل نتيجة لهذا الإدراك".

ويمكن للمساعدات حالياً أن تصل إلى جنوب قطاع غزة عبر معبر رفح من مصر ومعبر كرم أبوسالم من إسرائيل. وأوضح ماكغولدريك أن الخطة تهدف إلى تفتيش قوافل المساعدات عند المعبرين ثم مرافقتها عبر إسرائيل على طول طريق عسكري إلى قرية بئيري الحدودية الإسرائيلية.

وأشار إلى أنه "بمجرد دخولنا غزة، سنترك بعد ذلك للمضي وحدنا"، مضيفاً أن الأمم المتحدة ستجري تقييماً للطريق الجديد المحتمل الخميس (اليوم) للتحقق من حالة الطرق داخل غزة لضمان عدم وجود ذخائر غير منفجرة وتحديد نقاط التوزيع المناسبة للمساعدات".

وأوضح أن استخدام هذا الطريق للوصول إلى شمال القطاع يتيح لقوافل المساعدات تجنب الطرق المقطوعة وتردي الوضع الأمني داخل القطاع. وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد علق تسليم المساعدات إلى شمال القطاع في فبراير (شباط) الماضي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة مع تعرض قوافله لهجمات من جانب حشود استبد بهم الجوع.

المزيد من الشرق الأوسط