Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فرنسيس وأوربان وترمب والسباق لحل الأزمة الأوكرانية

قنبلة روسية تغير موازين القوى وتتجاوز منظومات الصواريخ "إسكندر" تدميراً

رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في فلوريدا (أ ف ب)

ملخص

رفضت أوكرانيا دعوتي بابا الفاتيكان والرئيس التركي لعقد "قمة سلام عالمية" بمشاركة روسيا.

في أول رد فعل رسمي على مبادرة الفاتيكان حول المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني ودعوة الأوكرانيين إلى التحلي بالشجاعة ورفع "الراية البيضاء"، من أجل إنقاذ حياة مواطنيهم، قال الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف "إن هذه المبادرة تثير مرة أخرى مسألة الحاجة إلى المفاوضات"، في وقت أشار فيه إلى أن تصريحات البابا والأحزاب الأخرى، بما في ذلك في موسكو، واجهت في الآونة الأخيرة إنكاراً صارماً من جانب كييف.

وإذ أعاد للأذهان ما سبق وقاله الرئيس فلاديمير بوتين حول انفتاح روسيا على حل المشكلات القائمة من خلال المفاوضات، أشار بيسكوف إلى أن الدعوات إلى السلام "تستمد الدعم من تأكيدات عديد من الدول الأوروبية"، ولكن بعد ذلك يتم القيام بكل شيء من أجل الحكم على موسكو (بهزيمة استراتيجية حتمية).

زيلينسكي يرفض مبادرتي الفاتيكان وأردوغان

ورفض الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مبادرة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس، مشيراً إلى أنه ممتن للقساوسة الأوكرانيين الذين يدعمون الجيش من خلال "الصلاة والمحادثة"، وليس لأولئك الذين "على بعد 2.5 ألف كيلومتر في مكان ما يشاركون في الوساطة الافتراضية".

ولم يقتصر رفض زيلينسكي على عدم قبوله دعوة الفاتيكان، بل وعاد ليعلن رفضه دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي طرحها خلال استضافته نظيره الأوكراني خلال الأيام القليلة الماضية حول عقد "قمة سلام عالمية" في شأن تسوية الأوضاع بمشاركة روسيا، مشيراً إلى ما بذله منذ بداية الحرب بين الجانبين لوضع حد للحرب على أساس المفاوضات.

واستعاد أردوغان ما سبق وطرحه في أواخر فبراير (شباط) 2022 من مبادرة أسفرت آنذاك عن اتفاق الجانبين الروسي والأوكراني حول تراجع كييف عن خطة الانضمام إلى حلف الناتو، وما أعربت موسكو عنه آنذاك من حسن نوايا، باتخاذ قرارها حول سحب قواتها من محيط العاصمة الأوكرانية وخاركيف، وهو ما عادت كييف ورفضته بإيعاز من رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون.

وقال أردوغان إنه و"منذ البداية، يبذل كل ما في وسعه لوضع حد للحرب على أساس المفاوضات"، فيما "أعرب عن استعداده لاستضافة قمة سلمية بمشاركة روسيا". وأضاف أن تركيا تقف مع الحفاظ على التضامن مع أوكرانيا، وأنها ستواصل العمل لإنهاء الحرب بسلام عادل من خلال المفاوضات.

 

 

ومن جانبه، قال زيلينسكي "إنه تحدث مع أردوغان حول قمة السلام المقبلة في سويسرا، وإنه يعتمد على الدور القيادي لتركيا في تنفيذ هذه المبادرة". وكشف عن رؤيته لافتتاح هذه القمة بقوله "نحن لا نرى كيف ندعو الأشخاص الذين يمنعون ويدمرون ويقتلون كل شيء. نريد الحصول على النتيجة: عالم عادل، وعالم عادل لأوكرانيا. لذلك، دع البلدان المتحضرة في العالم تضع أولاً خطة مفصلة وتحصل على نتيجة، ثم تجذب ممثلي روسيا، أي أولئك المستعدين للسلام العادل".

أما عن هذه القمة العادلة التي من الممكن أن تستضيفها سويسرا فيرى زيلينسكي وجوب أن يجتمع المدعوون من الرؤساء على "صيغة سلام" تنبثق من النقاط العشر التي طرحها في مبادرته، وتتضمن وعلى وجه الخصوص انسحاب القوات الروسية إلى حدود عام 1991، وضمان أمن أوكرانيا، واستعادة سلامتها الإقليمية، فضلاً عن معاقبة موسكو على ما وصفه بـ"الغزو"، وإرغامها على دفع التعويضات، وذلك ما ترفضه روسيا، التي قالت بضرورة مراعاة الواقع الراهن على الأرض، بما يعني الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم، والمناطق "الأوكرانية" الأربع (دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيه وخيرسون) التي جرى ضمها إلى روسيا في سبتمبر (أيلول) 2022.

كانت روسيا انتقدت الاجتماعات الأربعة التي عقدت في العام الماضي في كل من كوبنهاغن وجدة والرياض من دون مشاركتها، والتي كان آخرها في سويسرا في الـ14 من يناير (كانون الثاني) 2024. وتظل موسكو عند موقفها من إعلان سويسرا عن استضافة قمة عالمية من دون مشاركة روسيا، التي قال منظمو هذه القمة العالمية إنه يمكن دعوتها إلى الاجتماع التالي للقمة، في الوقت نفسه الذي كشفت فيه مصادرها عن "تفهمها" مبادرة البابا فرنسيس واستعدادها للجلوس إلى مائدة المفاوضات.

أوربان يجتمع مع ترمب وبايدن

وعلى هامش رحلته إلى الولايات المتحدة، أكد رئيس الحكومة المجرية فيكتور أوربان في حديث متلفز أنه يتمنى فوز دونالد ترمب في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وأن يعود إلى البيت الأبيض، وعلى وجه الخصوص لأن لديه آمالاً في تسوية الصراع في أوكرانيا. وقال إنه يعتقد في أن الرئيس السابق للولايات المتحدة هو الشخص الذي يمكنه القيام بذلك.

ورداً على سؤال حول ما يمكن أن يحدث إذا فاز بايدن في الانتخابات نفسها، قال أوربان "إن الأمر سيكون سيئاً". وتعليقاً على اتهامات بايدن له بأنه يسعى إلى إقامة ديكتاتورية في المجر، قال أوربان "بضرورة عدم المبالغة في تقدير خطابات الرئيس الأميركي الحالي من جهة الدقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار رئيس الحكومة المجرية إلى أن ترمب ليس لديه خطط لتمويل العمل العسكري في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه في حالة إعادة انتخابه، فإن الرئيس الأميركي السابق لا ينوي تخصيص أموال للأمن الأوروبي.

وأكد فيكتور أوربان أيضاً أنه تمنى إبان الانتخابات الأميركية الماضية في عام 2020 فوز رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترمب في هذه الانتخابات، وكذلك رغبته في عودته إلى البيت الأبيض. وتناول أوربان ما يجري من خلافات بين الحكومة المجرية والإدارة الأميركية الحالية التي قال إن منها ما يعود إلى المناهج المختلفة للصراع في أوكرانيا.

واعترف رئيس الحكومة المجرية المعروف بنهجه اليميني المحافظ بأنه سعى جاهداً من أجل تصحيح العلاقات بين البلدين نظراً إلى تردي العلاقات الثنائية بين البلدين - الولايات المتحدة والمجر- التي وصفها بأنها "سيئة للغاية"، على رغم علاقات التحالف القائمة بينهما.

وعزا أوربان ذلك إلى اختلاف الرؤى مع الإدارة الحالية للولايات المتحدة التي وصفها بأنها "حكومة حرب"، بسبب تأييدها استمرار الحرب الأوكرانية، في وقت تتمسك فيه المجر بضرورة التسوية السلمية بين الطرفين المعنيين بهذه القضية.

ومن هنا أشار إلى أن زيارته تستهدف تصحيح هذه العلاقات، واستعادة الصداقة السياسية الأميركية المجرية، لافتاً إلى أن حكومته تدافع عن السلام، ولذا فهو لا يريد أن يسكب الماء على مطحنتهم، بحسب القول المأثور.

 

 

وقال المراقبون إن أوربان التقى الرئيس السابق دونالد ترمب في مقر إقامته الشخصي في مار لاغو بفلوريدا مصطحباً معه وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو ومستشاره السياسي بالاغ أوربان.

وكان المستشار السياسي لرئيس الحكومة المجرية بالاغ أوربان أعلن في حديث صحافي عن "خطأ امتناع رؤساء الدول والحكومات الغربية عن بدء المفاوضات مع روسيا". وتمسك بأهمية الحاجة إلى الحديث مع الروس، وضرورة استعادة قنوات الاتصال مع موسكو وسرعة وقف إطلاق النار في أوكرانيا وبدء المشاورات الدبلوماسية التي وصفها بأنها "صعبة وطويلة جداً".

كما أكد ضرورة إبرام الولايات المتحدة مع بلدان القارة الأوروبية والآسيوية لاتفاق "طويل الأمد"، مشيراً إلى أنه سيكون في مصلحة البلدان الأوروبية.

 ومن جانبه، أكد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو ضرورة التوصل إلى سرعة وقف إطلاق النار، والتحول نحو المفاوضات السلمية، وهو ما يتبناه رئيس الحكومة فيكتور أوربان.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أعلن عن أنه يستطيع إنهاء الحرب في أوكرانيا في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حتى قبل إجراء مراسيم الرئاسة. وكان ترمب سبق وأكد قدرته على ذلك في غضون 24 ساعة، وهو ما علق عليه الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف بقوله إن "الصراع في أوكرانيا مشكلة معقدة لا يمكن التوصل إلى حلها في يوم واحد".

وأضاف بيسكوف أن الرئيس بوتين على استعداد للعمل مع أي شخص يفهم أنه من الآن فصاعداً ضرورة أن يكون أكثر حذراً مع روسيا وأن يراعي مخاوفها. وخلص الناطق الرسمي باسم الكرملين إلى أن "تعليمات واشنطن لكييف ستكون كافية لإنهاء الصراع، وذلك عملية لن تنتهي في يوم أو يومين".

القنبلة التي غيرت موازين القوى

بدورها، نقلت "سي أن أن" عن مصادر قولها إن القوات الروسية استخدمت في المعارك الأخيرة ضد قوات الجيش الأوكراني "قنبلة جوية قوية" من طراز "FAB-1500". وقالت مصادر أميركية إنها تقوض بصورة خطرة الدفاع عن الجيش الأوكراني وتغير من موازين القوى على الخطوط الأمامية للجبهة.

وأوضحت المصادر أن استخدام القنابل الجوية للقوات المسلحة الروسية من هذا الطراز أسفر عن خسائر فادحة في القوات المسلحة الأوكرانية. أما موقع "Lenta.ru" فوصف القنبلة الجوية المذكورة بأنها "صواريخ يوم القيامة"، أو "الجحيم".

ونقل عن جندي من لواء التنقل الجوي المنفصل الـ46 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية ما قاله حول أن القنبلة الجوية هي نسخة محسنة من القنبلة الجوية السوفياتية "FAB-1500"، وأنها سلاح أساس من العصر السوفياتي، تم تحسينه إلى "قنبلة تخطيطية من طن ونصف الطن مع رأس حربي شديد الانفجار، قادر على ترك حفرة بعرض 15 متراً بعد السقوط، يصل وزن رأسها الحربي إلى 675 كجم، وتحتفظ الشظايا بتأثير مذهل على مسافة تصل إلى 500 متر".

وكقاعدة عامة، يتم تسليم هذه الذخيرة من مسافة نحو 60-70 كيلومتراً، بعيداً من متناول عديد من أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية. وتستهدف القنابل الجوية القوية الأهداف المرجوة بمساعدة نظام توجيه وأجنحة قابلة للسحب تسمح بالتخطيط للهدف.

وأظهرت مقاطع الفيديو الأخيرة للقتال في دونيتسك القوة الهائلة لهذه القنابل، حيث ضربت محطات الطاقة الحرارية والمصانع والمباني المتعددة الطوابق - الأماكن التي ينسق منها الأوكرانيون دفاعاتهم.

وأصبحت هذه القنبلة "FAB-1500" الأثقل في خط الذخيرة من "UMPC FAB-1500"، وتتفوق على منظومات صواريخ إسكندر. وأشار المتخصص العسكري يوري كنوتوف إلى أن "FAB-1500"، تتجاوز منظومات الصواريخ التشغيلية والتكتيكية إسكندر من ناحية القوة التدميرية.

ويقول المحلل العسكري يوري كنوتوف "إنه لا توجد حاجة إلى استثمارات كبيرة لتحديث القنابل الموجودة، كما أن كلفة هذه الأسلحة منخفضة نسبياً".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات