Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

كيف خطط الأميركيون لإسقاط صدام من داخل العراق؟

تكشف وثائق عن اجتماعات سرية بين نائب الرئيس السوري وطالباني وبارزاني وزيارة وفد من "سي آي أي" إلى كردستان

لحظة إسقاط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس ببغداد (أ ف ب/ غيتي)

ملخص

وثائق جديدة تكشف عن محاضر الاجتماعات السرية والتحركات الأميركية داخل العراق ودول جواره في سوريا وإيران وتركيا قبل إسقاط صدام.

ليل الـ19و 20 من مارس (آذار) الجاري، دقت ساعة الذكرى الـ21 لغزو العراق في حرب ضروس سبقتها فترة كانت حبلى بتفاصيل مثيرة تكشفها وثائق ومحاضر لاجتماعات قياديين عراقيين وعرب وإقليميين وإيرانيين وأميركيين مع مسؤولين سوريين.

أزاحت "المجلة" الستار فترة ما بعد سقوط صدام حسين وتأثيرات موجة التغيير هذه على المثلث العراقي -السوري- الإيراني، خصوصاً مع قرار إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش "بالتخلص من صدام" في 2003، ثم محضر لقاء الرئيس جو بايدن (عندما كان قيادياً في الكونغرس نهاية 2002) مع بشار الأسد عشية الغزو وقوله "إذا لم نسقط صدام، سيمتلك سلاحاً نووياً".

وتقدم الوثائق مجموعات من محاضر الاجتماعات السرية بين نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام ومسؤولين وقادة عرب، وقطبين أساسيين في المعارضة العراقية، هما رئيس "الاتحاد الوطني الكردستاني" جلال طالباني ورئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني، وأسرار زيارة وفد من "سي آي أي" إقليم كردستان العراق في فبراير (شباط) 2002، قبل زيارة طالباني وبارزاني إلى مقر الوكالة الأميركية، ثم إسراع طالباني بزيارة دمشق لإبلاغها بـ"السر الكبير".

خيط واشنطن- طهران

وسط هذه الأجواء سعت الإدارة الأميركية إلى تأمين الجبهة الإيرانية عبر الوسيط الكردي، إذ تنقل الوثائق تأكيدات واشنطن لـ"طالباني"، "نحن لسنا ضد طهران، ولنا معها مصلحة مشتركة، وهي إسقاط صدام، كما كانت مصلحتنا مشتركة في إسقاط (طالبان)، بشرط ألا تتدخل إيران في العراق. لا مانع أن يتدخلوا من طريق أصدقاء لهم أو من طريقكم". طالباني أشار إلى تزويد طهران للمعارضة العراقية بالتدريب والسلاح الثقيل.

وفي التاسع من يوليو (تموز) 2000، استقبل خدام طالباني، لدى عودته من واشنطن ولقائه ألبرت أرنولد آل غور نائب الرئيس الأميركي (بيل كلينتون)، بـ"حفاوة"، إذ "قال لي إنه سيقدم لنا مفتاح بغداد، وإن أميركا ستناضل معنا لإسقاط صدام حسين وتخليص العراق منه"، بحسب محضر لقاء طالباني- خدام. ومن الصدف، أن طالباني أصبح رئيساً للعراق بعد التغيير في 2003.

ومع اقتراب عام 2002 من نهايته، وخلال زيارة آل غور إلى كردستان العراق شملت لقاءات مع زعيمي "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني و"الاتحاد الوطني الكردستاني" جلال طالباني، قال الأخير أكثر من مرة إنه لا يريد أن يكون رئيساً لإقليم كردستان "بل رئيساً للعراق"، وهذا ما حصل بعد التغيير في بغداد.

اقرأ المزيد

بالعودة إلى لقاء خدام وطالباني، قال الأخير إن "آل غور قال نحن نريد إزاحته ونحن مع الشعب العراقي، وهذا الشعب عظيم وإنه حالما يتخلص من صدام سنسعى إلى تخليصه من القيود ومن الحصار والعقوبات. وبالنسبة لحماية المنطقة الكردية، أضاف غور: ستستمر هذه الحماية وستبقى، ثم أكد أن هناك ضغطاً واقعاً بالفعل في موضوع (رفع) الحصار".

ومضى نائب كلينتون بقوله، "هذه خطة أميركية وقومية، وهي سياسة أميركية وإذا ذهبت هذه الإدارة ستبقى (هذه الخطة) أيضاً، حتى إذا نجح جورج بوش تبقى أيضاً". وأضاف "يجب أن تتحد المعارضة بشكل أكثر من ذلك. هي معارضة جيدة، لكن يجب أن تتوحد وأن هناك قوى أساسية أيضاً داخل العراق يجب أن تنضم، فيجب أن تتوحدوا جميعاً ونحن مستعدون لدعم المعارضة في الداخل".

التغيير من الداخل

أمام هذا العرض شكر طالباني آل غور. وقال له "نحن نقدر لك حسن الاستقبال لنا ولما تفضلت بذكره لنا، لكننا نريد تغييراً ديمقراطياً شعبياً في العراق، بحيث إنه لا يحل ديكتاتور محل ديكتاتور آخر، وإنما يكون هناك نظام ديمقراطي، أي أن يتغير (العراق)... بلا شك تريدون تغييراً في بلادنا، لكن إلى الآن ليست لديكم خطة معينة حول كيفية هذا التغيير حتى إن الأمر وصل في هذا الشأن إلى حد أن الشعب العراقي أخذ يشك في صدقية أو جدية مثل هذا العمل. فإن ثماني سنوات مرت في إدارتكم من دون حدوث تغيير في العراق أي من دون تغيير الشخص الذي نشكو جميعاً منه، ثم إن الظرف الدولي قد أخذ شيئاً فشيئاً يزداد وطأة عليكم بسبب استمرار بقاء صدام حسين في السلطة طوال هذه السنوات وللآن".

رد نائب الرئيس الأميركي، "نحن نعتمد على الشعب العراقي. التغيير يجب أن يكون من الداخل". وقال "نحن نريد نظاماً ديمقراطياً في العراق، ولا نريد أن نضع ديكتاتوراً محل ديكتاتور آخر". وأردف طالباني قائلاً "جيد، ولكننا نريد في المجتمع العراقي أن نسمع هذا الكلام بصوت أميركي واحد".

وأبلغ طالباني خدام أنه بعد لقاءاته مع مسؤولين كثر في أميركا انتهى إلى خلاصة أن "وكالة الاستخبارات المركزية تعتقد بإزاحة صدام حسين، وأن هذه الإطاحة تتم بإيقاع الأذى به والضغط عليه اقتصادياً إلى أن يسقط، ولكن المشكلة الأساسية عندهم هي البديل وهم يخافون من أي تغيير يحدث في العراق ولا يعرفون من سيكون البديل".

وعندما سأل خدام طالباني عن المعارضة العراقية، أجابه "أحب أن أعطيك صورة عن المعارضة العراقية الآن: المؤتمر الوطني العراقي، لم يعد فيه غير الأحزاب الكردية الموجودة. حركة الوفاق الوطني. أحمد الشلبي جمع عدداً من المستقلين ومن العشائر الفارين، وبعض الضباط ممن لم يعد لهم أي مصدر للرزق".

 

 

وأضاف "الكونغرس يوفر الدعم لأحمد الشلبي، وكذلك توفر له الدعم جماعة الجمهوريين بصورة خاصة، وليس مستبعداً أيضاً أن تكون وراء هذا الدعم جماعة الليكود (الإسرائيلي). وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تدعم حركة الوفاق، أعني الدكتور إياد علاوي وجماعته، ويقدمون كذلك مساعدات مالية ولديهم في الأردن مكتب. أثناء اجتماعاتي والمعارضة الأخيرة مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن، كانوا يقولون لنا إن أحمد الشلبي يجب أن يبقى هو المسيطر وأنهم يتمنون أن تتبدل قيادة المؤتمر الوطني. أما نحن فقد قلنا لهم أنتم من جاء بأحمد الشلبي بالضغط وقد فرضتموه. وحدث أنهم قبل فترة دفعوا بصورة موقتة بوسيلة ضغط على الشلبي".

وتابع طالباني قوله لخدام، "قلنا للأميركيين، نحن نؤمن بأنه يجب أن تقوم حركات معارضة تعمل في الداخل، ونحن موجودون في كل المنظمات والأحزاب العراقية. نحن موجودون في حزب الدعوة وغيره، وفي الحزب الناصري، وفي الحزب الشيوعي، والحركة العربية، وفي عدد من الأحزاب، وقلت لهم: نحن سبق وأن عقدنا اجتماعاً في السليمانية (معقل حزب طالباني في كردستان العراق) بحضور 14 منظمة من غير تلك المشاركة في المؤتمر. وقلت لهم، إنهم إذا كانوا جادين في دعم المعارضة، فهذه هي المعارضة التي تنبثق من الداخل والموجودة على الأرض".

بحلول الـ22 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2000، استقبل خدام رئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني بعد جولة في بريطانيا وفرنسا والأردن. وقال بارزاني "إنه أبلغ كل الذين اجتمع معهم حرصه على وحدة العراق وأنه عراقي أولاً وأخيراً، وأن مشكلة الأكراد مع النظام وليس مع العراق إلى جانب أن مشكلة العراق كله مع النظام"، بحسب محضر اللقاء.

وتابع "كانت وجهات نظرنا متفقة، بأن وحدة العراق خط أحمر لا يجوز العبث به، النظام في العراق أضاع الفرصة لتحقيق المعالجة الوطنية، ويتحمل مسؤولية معاناة الشعب ويعطي فرصة لأعداء بغداد لإلحاق الأضرار بالشعب. وحدة المعارضة العراقية يجب أن تقوم على أساس وطني وليس على أساس عرقي أو مذهبي، وأن يكون نضالها للتغيير وبناء نظام ديمقراطي وطني يحقق العدالة والمساواة ويأخذ في الاعتبار حاجات الشعب بكل شرائحه ومكوناته، وأن مسؤولية إنقاذ العراق هي مسؤولية وطنية وليست أي جهة خارجية".

تعاون أميركي- إيراني

بين عامي 2000 و2003، تغير الكثير في العالم، ولا شك أن وطأة هجمات الـ11 سبتمبر (أيلول) 2001 والحرب على الإرهاب والهجوم على أفغانستان تركت صداها في المنطقة العربية.

آنذاك، شهدت حرب أفغانستان، تعاوناً ضمنياً بين طهران وواشنطن، في وقت تراكمت فيه الأسباب الأميركية لغزو العراق. وتواصلت الاجتماعات بين خدام، وقطبين أساسيين في المعارضة العراقية، هما طالباني وبارزاني. وتكشف هذه المحاضر والوثائق الاختلاف بين المعلومات التي كان يقدمها كل منهما إلى دمشق.

وفي الـ13 من مارس 2002، استقبل نائب الرئيس السوري طالباني بمكتبه في دمشق، لاطلاعه على زيارة سرية لوفد أميركا إلى كردستان العراق في الـ17 من فبراير (شباط) 2002، إذ تحدث رئيس "الاتحاد الوطني" عن "مخطط الولايات المتحدة تجاه العراق" قائلاً "الوفد الأميركي الذي جاء إلى منطقتنا كان معه ضابط تركي، وكان الوفد يتألف من ممثلين عن البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) والخارجية، ووكالة الاستخبارات المركزية، ورئيس الوفد هو جون ماك وارد، الذي نعرفه جيداً لأنه كان في منطقتنا عام 1995".

وبحسب المحضر الرسمي السوري للاجتماع، فإن طالباني أفاد "قالوا: نتكلم أمام الوفد التركي بالعموميات. فقالوا أمام الوفد التركي: (نحن جئنا لإتمام المصالحة التي بدأت في واشنطن بينكم وبين بارزاني (بعد معارك في إقليم كردستان)، ونؤكد لكم أننا ملتزمون بحمايتكم إذا تعرضتم لأي هجوم، وملتزمون بضمان حصتكم من النفط مقابل الغذاء (اتفاق الأمم المتحدة مع بغداد خلال الحصار)".

 

 

بعد ذلك طلب الوفد الأميركي زيارة الجبهة العسكرية (في كردستان العراق)، ليروا وضع الجيش العراقي، وذهب معهم الضابط التركي، وظل منهم (الأميركيون) اثنان قالا لنا، "نحن جئنا من أجل إبلاغكم بوجود قرار في واشنطن لتغيير النظام في العراق، ونحن جادون في هذا القرار، وهو متخذ من كل الجهات (الكونغرس والبنتاغون والخارجية)، ولكن لم يتقرر كيف، وحتى الآن يوجد اتجاهان، الأول، نضرب صدام ضربة قوية، فيحدث خلل في الجيش فيتدخل أحد الضباط ويتولى زمام الأمور ويقضي على صدام ويأتي حكم جديد. والثاني، التعاون مع المعارضة العراقية وبالتحديد معكم (يقصدان الحزبين الكرديين)"، وفقاً لما أكده المحضر.

وأضافا، "توجد لجنة رباعية مؤلفة من الاتحاد الوطني، و(الديمقراطي الكردستاني)، والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وحزب الوفاق. وفي هذا الاتجاه نريد الاعتماد على اللجنة الرباعية". وبالنسبة إليهم يضعون أحمد شلبي في حساباتهم، بحسب قول طالباني.

وتابعا، "كل هذا ينقصه عنصر عربي سني، لأن الوفاق والمجلس شيعة، والكرد سنة، لكنهم غير محسوبين على السنة. وقالا في الوقت نفسه عندنا مقترحات لنناقشها معكم".

وزاد المسؤولان الأميركيان في زيارتهما السرية إلى كردستان العراق، "في الاتجاه الثاني، قالوا نعتمد على قوى المعارضة، نزودهم بالسلاح والتدريب ويدعموننا جواً. وسألونا عن علاقتنا بـ(رئيس المجلس الإسلامي الأعلى محمد باقر) الحكيم، وحملونا رسالتين لإيران وللحكيم. والرسالة للحكيم كانت تحمل الرغبة الأميركية للقائه سواء في مناطقنا أو في الجنوب أو الكويت أو أي بلد عربي أو في سوريا أو يدعونه باسم الأمم المتحدة، فإذا ذهب سيقابل (نائب الرئيس ديك) تشيني حتماً، أما الرئيس (جورج) بوش فمن المحتمل أن يقابله ويمكن ألا يقابله".

وتابع طالباني أن المسؤولين الأميركيين الاثنين، قالا "نرجو إبلاغه الرسالة وإقناعه بها، ووجوده بالنسبة إلى الجنوب مهم حتى لا يحصل بعد صدام، نزاع شيعي- سني أو حرب أهلية".

 

 

بالنسبة لإيران، قال الأميركيون لطالباني: "لدينا مسائل دبلوماسية، لكننا قادمون للقيام بعمل ما في العراق، نحن لسنا ضد إيران، ولنا معها مصلحة مشتركة، وهي إسقاط صدام، كما كانت مصلحتنا مشتركة في إسقاط طالبان، بشرط ألا تتدخل إيران في العراق. لا مانع أن يتدخلوا من طريق الحكيم أو أصدقاء لهم أو من طريقكم".

وأضافا: "لا يوجد عندنا شيء ضدها، ومصلحتنا مشتركة بإزاحة صدام، ولكن لا نريد أن يتدخلوا كما تدخلوا في أفغانستان. وقد أبلغناهم هذه الرسالة".

وفي ما يتعلق بسوريا، قالا "لا مانع لدينا أن يكون أصدقاء لسوريا في الحكومة المقبلة، علاقتنا مع سوريا جيدة". وقالا "لو رفضت تركيا مجيئنا يمكن أن نأتي من طريق سوريا، ولكن لا نريد تدخلاً سورياً مباشراً".

"زيارة سرية سوداء"

تقول "المجلة" نقلاً عن وثائق إن بارزاني وطالباني قاما بـ"زيارة سرية سوداء" لم يعرف بها أحد إلى مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي إيه) في أبريل (نيسان) 2002، ليبلغا بقرار تغيير النظام العراقي وبدء الإعداد لهذا الغرض، لكن قبيل الزيارة توقف بارزاني في دمشق حيث تشاور مع خدام في شأن ما يمكن أن يطرحه الأميركيون والمؤتمر الذي يسعون لعقده في دولة أوروبية لبحث مستقبل العراق في شهر مايو (أيار) أو يونيو (حزيران).

وبعد زيارة طالباني وبارزاني إلى مقر "سي أي إيه"، توجه الأول إلى إيران والثاني إلى سوريا لإطلاع قادة البلدين عما يحضر له الأميركيون، فالتقى بارزاني الأسد الذي شكك كثيراً، بحسب المحاضر، في جدية القرار الأميركي بتغيير صدام، وكرر المعارض العراقي أكثر من مرة بطريقة غير مباشرة أن "التغيير قادم وأن الأميركيين حسموا أمرهم"، رداً على قول الأسد بأن "عملية التغيير صعبة ومكلفة" للأميركيين.

وأبلغ بارزاني خدام، "قالوا إن هذا هو رأي الإدارة الأميركية، رأي الرئيس وإدارته، نحن سنتدخل لإسقاط النظام حتى لو تطلب الأمر دخول قوات أميركية، وتوجد دول من المنطقة ستتعامل معهم. سألت عن الدول التي ستتدخل إلى جانب الأميركيين فأجاب الأردن والكويت وتركيا".

وبالنسبة إلى النظام، "قالوا: قرارنا حاسم سنعمل على إسقاط النظام حتى لو اضطررنا للتدخل وحدنا، ومن يقف معنا سيكافأ ومن يقف متفرجاً لا علاقة لنا به، ولكن لا يتوقع منا شيئاً، ومن يقف ضدنا سيتحمل نتيجة تصرفه. هذه رسالة لكم وللقوى العراقية ولدول المنطقة". وسأل بارزاني عن صورة العراق في المستقبل فأجابوا، "نريد أن يكون العراق ديمقراطياً موحداً، وقالوا إنهم ضد تقسيم العراق، قلنا لهم إننا ضد تقسيم العراق لأننا سنكون الخاسر الأكبر، والنقطة الأخرى المهمة التي ركزت عليها هي تأكيد ألا يكون البديل طائفياً، فقالوا نحن نؤيد بديلاً ديمقراطياً تعددياً ولكن هذا يتوقف عليكم، وإذا توصلتم لصياغة هذا البديل فسنؤيد". وفي نهاية الاجتماع اتفق بارزاني وخدام على مواصلة التشاور.

 

الموقف الإيراني

في الثامن من يونيو 2002، قام برهم صالح القيادي في "الاتحاد الوطني الديمقراطي" بزيارة دمشق لإطلاعها على نتائج الزيارة التي قام بها طالباني إلى إيران عقب الرجوع من واشنطن، وأوضح صالح لخدام أن هناك قراراً أميركياً بإزاحة صدام عن السلطة في العراق، وأن بوش طلب من الأجهزة الأمنية تهيئة الخطط والخيارات التفصيلية لهذا الهدف، وفي المقابل عبّر خدام عن الخشية من الأخطار التي ستنشأ بعد الحرب، وتوجه إلى صالح متسائلاً "الأميركيون عندهم قرار واستدعوا جلال (طالباني) ومسعود (بارزاني) وذهبا إلى أميركا. ماذا يتوقع الأميركيون منهما؟ أجاب برهم: جوهر الموضوع هو المشاركة في الخطة الأميركية ضد صدام سياسياً وعسكرياً والمشاركة في ما يتعلق بمستقبل العراق".

وفي الـ 12 من أكتوبر (تشرين الأول) التقى خدام وبرهم صالح مجدداً، وأكد الأخير أن القرار الأميركي بتغيير النظام العراقي محسوم "لكن تفاصيل الوضع المستقبلي في العراق لا تزال موضع جدال وسجال"، وشدد صالح على ضرورة "أن نتعاون نحن أهل المنطقة لمواجهة أسوأ الاحتمالات، وكيف يمكننا الوقوف في موقع مؤثر في مستقبل العراق؟ لأن وجودنا في بغداد ربما يبدل الأوضاع، وربما يكون الوضع مختلفا لو وجد الآخرون".

وفي الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) توجه طالباني إلى دمشق حيث التقى خدام وأكد له الوقوف إلى جانب سوريا سياسياً وعاطفياً، وسلمه مجموعة من أوراق عبارة عن اتفاق بين حزبه و"الحزب الشيوعي العراقي"، وأخرى بين حزبه و"الحزب الإسلامي العراقي"، وورقة عبارة عن مشروع خطاب سياسي بين "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" وإيران حول العراق، وأضاف أن "هناك اتفاقاً مع مجموعة من البعثيين العراقيين".

وتقول "المجلة" نقلاً عن الوثائق إن خدام بعدما قرأ الوثيقة المتعلقة بالخطاب السياسي علق عليها متسائلاً: "هل إيران موافقة؟". فأجاب طالباني، "سيد أبو جمال، الإيرانيون يتكلمون معنا كلاماً غير الذي يقولونه لكم، علاقة باقر الحكيم الرئيسة مع (المرشد علي) خامئني، توجد له علاقة مع (الرئيس محمد) خاتمي، وينسق مع خامئني قبل أن ينسق معنا ومعكم ومع الآخرين، وللإيرانيين علاقات مع الأميركيين عبر قنوات مختلفة آخرها وزير خارجية بريطانيا جاك سترو، والأميركيون يحاولون طمأنة إيران بأنها غير مستهدفة وأنهم راضون عن الجناح الإصلاحي في إيران بقيادة خاتمي، وأنهم بصدد إقامة علاقات مع إيران في المستقبل، ويحاول الإيرانيون مساعدتهم في الحملة على العراق، وهم ضد الضربة وضد الغزو ولكنهم يتمنون ذلك لإزاحة صدام في أقرب وقت، لذلك هم يريدون تقوية المعارضة لتكون قادرة على تسلم الحكم في العراق، وقد زودوا (قوات بدر) بأسلحة جديدة وصواريخ ومدفعية، وعملياً يحضرون للتوجه نحو بغداد عندما يؤول النظام إلى السقوط. رأي السيد الحكيم أن ينشأ تعاون بيننا وبينه وبين سوريا وإيران ونتحرك عندما يقترب النظام من السقوط. لإيران تجربة في أفغانستان، قوات التحالف طلبت من تحالف الشمال عدم الدخول إلى كابول ولكنه لم يستجب، وعندما دخل قام بفرض آرائه وكان له نصيب في السلطة". وأضاف، "إن ضعُف النظام يمكن للشيعة أن يقوموا بعمل ما للسيطرة على بغداد، وعدد الشيعة في بغداد 3 ملايين، ويمكنهم في ذلك الوقت إعلان حكومة في بغداد، وعندها لن تستطيع أميركا معارضتهم ومعاداتهم، هذا هو جوهر الخط الإيراني".

وبعد مناقشة سيناريوهات عدة محتملة وخشية عدد من الضباط العراقيين مما قد يحصل واستعدادهم للتعاون مع المعارضة والأميركيين، سأل خدام عن خطة الأميركيين في العراق فأجاب طالباني، "عندهم خطة للشرق، في رأيي لا يوجد تغيير جغرافي بل سياسي، يريدون عراقاً مسالماً لشعبه وجيرانه، ويريدون نزع أسلحته الخطرة على إسرائيل، يريدون عراقاً مجرداً من السلاح، أضف إلى ذلك أن العراق غني بالنفط، إن سيطروا على نفط العراق سيطروا على الصين وأوروبا واليابان، وبالنسبة إلى إيران يحاولون تقويم نظام خاتمي على اعتبار أنه منتخب، يحاولون إجراء بعض الإصلاحات الديمقراطية، ومعكم يحاولون، واسمح لي أن أستخدم كلمة تدجين".

وفي نهاية الحديث قال خدام، "في ذهن الأميركيين تغيير النظام، وفي رأيي يريدون تغيير قيادة النظام، لأن وجود نظام ديمقراطي في العراق لن يمكنهم من حكم العراق، هم يحتاجون إلى نظام قوي يضغط على كل الأطراف، ولكي يتمكنوا من تغيير النظام يفترض أنهم سيقومون بعمل عسكري- اجتياح الأراضي، ولا أحد يتوقع أنكم قادرون على إيقافه".

 

لقاء بوش والحريري

بالتزامن مع اللقاءات التي كان المسؤولون الأميركيون يعقدونها مع قادة المعارضة العراقية، التقى الرئيس الأميركي جورج بوش الابن رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري في الـ 17 من أبريل 2002 بحضور عدد من المسؤولين من الجانبين، وبحسب محضر الاجتماع الذي سلم الحريري نسخة منه لخدام فإن بوش أكد للحريري أن "الولايات المتحدة "لن تتهاون مع تنظيم "القاعدة" ولا مع أعضائه، وسنستمر في مطاردتهم. سنصطادهم واحداً واحداً، ولقد اعتقدنا أنهم تعبوا بعد 11 سبتمبر/أيلول، ولكنهم ما زالوا يحاولون ضربنا ونحن سنطاولهم".

ومن دون مقدمات انتقل بوش إلى موضوع "حزب الله" قائلاً، "لقد عنيت ما قلت حول موضوع محور الشر، إن مساعدة إيران لـ ’حزب الله‘ لا تعجبني وأنا لا أحب ’حزب الله‘ فهم إرهابيون، وسنوضح لإيران أننا لن نتحمل ذلك أو نتسامح مع ذلك".

وجاء في المحضر بحسب ما نقلت "المجلة"، أن بوش قال إن على بشار الأسد "أن يقوم بعمل أفضل في موضوع ’حزب الله‘"، معرباً عن قلقه من احتمال تفجر الوضع في جنوب لبنان إذا شُن هجوم واحد فقط على إسرائيل التي سترد، وعندئد لن تحاول الولايات المتحدة إيقافها.

كما أكد بوش للحريري أنه عاقد العزم على التخلص من صدام، "ولكن لا أعرف كيف بعد، ولكننا سنفعل ذلك، وكنت أتمنى أن لا أتكلف مالاً للقيام بذلك".

الحريري من جهته شدد على ضرورة التزام الولايات المتحدة بالسلام في الشرق الأوسط واستتباب الأمن في المنطقة، وحث بوش على تطبيق مبادرة السلام العربية التي صدرت عن قمة بيروت في مارس (آذار) 2002، كما رد على سؤال بوش في شأن الوجود السوري في لبنان، فأكد الحريري أن القوات السورية تساعد في ضمان الأمن في لبنان ولا سيما في ظل وجود 350 ألف فلسطيني يعيش الجزء الأكبر منهم في المخيمات.

وفي ما يتعلق بـ"حزب الله"، قال الحريري "كيف نحل هذا الأمر؟ إنهم مسلحون وقاتلوا ولعبوا دوراً أساساً في تحرير جنوب لبنان. تعلم السيد الرئيس أنه في الجزائر حصلت مواجهة خلال عهد الرئيس الشاذلي بن جديد ولا تزال لديهم مشكلات حتى الآن، وأنا أريد هبوطاً سالماً،، فهناك 11 نائباً في البرلمان ونريد أن نحولهم بعد السلام إلى حزب سياسي من دون مشكلات، هناك أناس منتخبون منهم".

لقاء بايدن والأسد

وفي الـ 15 من أبريل استقبل بشار الأسد وزير الخارجية الأميركي كولن باول بحضور كبار المسؤولين في البلدين، وشدد باول في حديثه على أن العراق "يركز على حيازة أسلحة دمار شامل وعلى مواد البنى التحتية"، مؤكداً "نحن لا نريده أن يمتلك أسلحة نووية، ولهذا السبب فإننا نعمل جاهدين لمنعه من التسلح بهذه التقنيات، وهو لا يمتلك هذه الأسلحة الآن لكنه يعمل الآن على تلك التقنيات، وإذا كان لا يمتلك أسلحة كهذه فعليه أن لا يبدي اعتراضاً على دخول المفتشين ليلقوا نظرة ويتحققوا مما إذا كان يفعل شيئاً ما، وهذا يتعلق أيضاً بالعقوبات".

الأسد من جهته قلل من الخطر الذي يشكله صدام على الولايات المتحدة مؤكداً أن واشنطن تبالغ في مخاوفها منه وخصوصاً في ما يتعلق بمزاعم حيازته أسحلة دمار شامل، وأكد أن جيران العراق "لن يسمحوا لصدام بأن يمتلك تلك الأسلحة قطعاً لأنهم يخشون صدام".

وفي التاسع من ديسمبر (كانون الأول) استقبل الأسد عضوي مجلس الشيوخ الأميركي جو بايدن (الرئيس الأميركي الحالي) وتشاك هيغل بحضور مسؤولين من الجانبين، إذ سعت واشنطن إلى معرفة موقف السوريين من الحرب على صدام، وفي سياق الحديث قال الأسد لضيوفه إن دمشق خبرت التعامل مع المعارضة العراقية لأعوام عدة، وخلصت إلى رأي مفاده أنها "ليست لها أية قيمة داخل العراق"، منوهاً بأهمية التعويل على دعم الشعب العراقي.

وفي المقابل قال بايدن إن في الولايات المتحدة إجماعاً على أن عدم الإطاحة بصدام سيمكنه من امتلاك أسلحة نووية "خلال فترة تمتد من ثلاثة إلى خمسة أعوام"، وحاول تبرير الغزو للأسد على أنه "عمل احترازي".

وأكد الأسد خلال الاجتماع، بحسب الوثائق التي نقلتها "المجلة"، أهمية الالتزام بقرارات الأمم المتحدة وعلى رفع الحصار عن الشعب العراقي لـ "تخفيف التعاطف مع صدام"، لأن عدم تعاون الولايات المتحدة مع الأمم المتحدة يسبب مزيداً من الكراهية لواشنطن، وسيصطف المعارضون لها مع صدام لمجرد أن الولايات المتحدة ضده.

وحاول بايدن أن يشرح للأسد وجهة نظر بلاده من شن حرب على العراق استناداً إلى تقارير أجهزة الاستخبارات في المنطقة بأن الجنود الأميركيين سيُنظر إليهم كمحررين للعراق وليس كغزاة له، لكنه أعرب عن قلقه الشخصي من تحول الموقف إلى النقيض إذا ظلت القوات الأميركية في العراق بعد دخوله، فعندئذ سيعتبر العراقيون تلك القوات غازية، مشيراً إلى أن عدداً من المسؤولين الأميركيين يعارضون احتلال العراق بعد العملية، لأن ذلك سيؤدي إلى عواقب كارثية على المنطقة وواشنطن.

اتفاق سوري - إيراني على مقاومة الأميركيين

مع اقتراب الغزو الأميركي للعراق، توجه بشار الأسد ونائبه عبدالحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع ووفد أمني إلى طهران في الـ16 من مارس 2003، والتقى خاتمي لمناقشة الوضع و"العمل على توحيد الموقف"، خوفاً من انتقال الحرب إلى سوريا وإيران إذا استقرت الولايات المتحدة طويلاً في المنطقة.

وبحسب محضر الاجتماع الذي نشرته "المجلة"، عبر خاتمي عن اعتقاده بأنه إذا كانت فترة الحرب قصيرة تنتصر أميركا، أما إذا طالت فستخسر مع انقلاب الرأي العام الأميركي ضد بوش إذا سقط جنود أميركيون في المعارك. وفيما شدد خاتمي على ضرورة منع قيام دولة كردية، أكد الأسد أن موضوع الأكراد "يقلق تركيا وسوريا وإيران والعراق"، مضيفاً أنه من الضروري استيعاب المعارضة العراقية وإنشاء علاقات أوسع معها داخل العراق. واشتكى الأسد من أن "العراقيين لا ينسـقون معنا في أي شيء آخر، وعندما نتحدث معهم عن المعارضة، يقولون نحن لا نخاف من أحد".

وناقش الطرفان ما يجب القيام به في سيناريوهات مختلفة. وقال خاتمي "لا بد من وجود أهداف عدة: أولاً، لا نريد وقوع الحرب، وثانياً إن قامت لا نريد أن تنتهي بسرعة، وثالثاً مستقبل العراق، يجب العمل والتنسيق لتحقيق هذه الأهداف، ولا بد من التباحث حول كيفية التعامل مع المعارضة. النقطة الأخرى هي أنه يجب معرفة ما يجري داخل العراق وكيفية التأثير فيه، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مستقبل العراق، يجب أن تنصب جهودنا لتجنب الطائفية". وافقه الأسد الرأي بأن "للطرح الطائفي في العراق نتائج سـلبية"، وأشار إلى المساعي الأميركية لإنشاء علاقات مع المعارضة ومع العشائر. هنا تدخل خدام مقترحاً تشكيل مجموعة عمل سورية - إيرانية تدرس المعارضة العراقية.

 

عقب ذلك، توجه الأسد وخدام وخاتمي للقاء المرشد الإيراني علي خامنئي، حيث شدد الرئيس السوري على ضرورة التنسيق قبل بدء الحرب "لأن نجاح أميركا في العراق يعني انتقالها إلى فلسـطين والقضاء على المقاومة هناك، وهذا يعني أن إسرائيل هي التي سـتقرر مصير جميع دول المنطقة بما فيها إيران وسوريا".

خامنئي من جهته أكد أنه "إن طالت الحرب سـتكون الهزيمة لأميركا، لكن يجب إيجاد وسـيلة لذلك". وأضاف "إن حصلت الحرب فيجب علينا اتباع السياسة العامة التي ستمنع هذا التمساح من ابتلاع اللقمة بسهولة، ويأتي هذا من خلال العمل الإعلامي والاتصالات السياسية والمعارضة العراقية نفسها، أنا لا أعلق أي أمل على جيش صدام والقوات الموالية له، إن كان الطرف الثاني هؤلاء فإنهم ليسوا من أهل الصمود وقد جربنا هذه الحقيقة في الماضي، لكن بالنسبة إلى الشعب العراقي والعشائر من العراقيين فهم لاجئون، إن علقنا الآمال على هؤلاء فيجب بذل الجهود، فهم قوى فاعلة ومؤثرة". ومضى قائلاً "علينا تفادي الحرب قدر استطاعتنا، فإن أصبحنا في ما يتمثل بالتعميم الأميركي أو الخطة لن يكون أمامنا من خيار سوى الصمود والمقاومة، وكل المؤشرات تشير إلى أن المقاومة ستكلل بنجاح شعوب المنطقة وانهيار الكيان الأميركي كقوة عظمى".

وبحسب "المجلة" علق الأسد "لدينا تجربتان مهمتان للمقاومة: فلسطين ولبنان. سـوريا وإيران عملتا على احتواء المقاومة اللبنانية في وقت كانت سـوريا تعاني الحصار، الوضع الفلسطيني اليوم أصعب لكن نستطيع إعطاءهم المعنويات وهذا ما نفعله، ما دمنا بقينا صامدين سـيصمد الآخرون، وإن سقطت المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا وإيران ستسقط المقاومة في العراق، المواطن العادي يكره صدام، لذلك نقول اليوم بوجوب التركيز على المواطن الذي لا ينتمي إلى أميركا ولا لأي جهة أخرى، عدم نجاح أميركا هو هزيمة لها، وإن لم نستطع هزمها يجب أن يبقى الوضع متفجراً ويجب أن تكون هناك عمليات استشهادية، أكثر شيء يخيف الأميركان هو أن نقول لهم سـيموت أبناؤكم في العراق". وعقب خامنئي "لقد سمعت من سـيادة الرئيس بشار الأسد ما كنت أتوخاه، المسألة كلها تتلخص في الصمود والمقاومة، الأميركان يحاولون إضافة الآخرين كي لا يقاوموا، ولكن السبيل الوحيد هو المقاومة، وتصوري أن هذه المقاومة سـتكون طويلة الأمد كما حصل في فيتنام".

وكتب خدام في أوراقه الخاصة إنه اتفق خلال هذه الزيارة على تشكيل لجنة أمنية لمتابعة الوضع العراقي، وزاد أنه بعد أيام شنت القوات الأميركية الحرب على العراق. وخلافاً لما توقع فإن الشعب العراقي لم يقاتل وحقق الأميركان نصراً سريعاً غير متوقع. وبعد فترة وجيزة شكل الحاكم الأميركي بول بريمر مجلس الحكم الذي ضم بين أعضائه عدداً من حلفاء إيران من الأحزاب والشخصيات الإسلامية الذين شكلوا أكثرية أعضاء المجلس. وأضاف خدام أنه كان للقرار الذي اتخذه الحاكم الأميركي بحل الجيش وأجهزة الأمن واجتثاث حزب "البعث" دور كبير في "نشوء المقاومة في العراق"، حسب إحدى الوثائق التي أضافت "أدى تشكيل مجلس الحكم والقرارات التي صدرت عنه وأخذت طابعاً انتقامياً دوراً في تأجيج الصراع المذهبي في العراق، إضافة إلى أن المقاومة ضد الاحتلال كانت في غرب العراق بينما كانت القوات المحتلة مرتاحة آنذاك في بغداد وفي جنوب العراق".

المزيد من تقارير