ملخص
يصف الناقد الفني السعودي الدكتور علي زعلة الكوميديا الرمضانية بـ"الفاشلة" بينما الأعمال التاريخية "لافتة" وتستحق التقدير مثل مسلسلي "الشرار وخيوط المعازيب".
يقول الناقد الفني السعودي الدكتور علي زعلة إن الدراما في رمضان "تسونامي" يصعب مجاراته بالمشاهدة، واصفاً كوميدياه بـ"الفاشلة" وأعماله التاريخية بـ"اللافتة" التي تستحق التقدير مثل مسلسلي "الشرار وخيوط المعازيب".
ويرى زعلة أن ثمة ازدياداً ملحوظاً في الإنتاج السعودي من بين الأعمال الرمضانية وهذا بحسب تفسيره "مؤشر مهم" يعكس ثقة جهات الإنتاج والقنوات في أضلاع العمل الدرامي بدءاً من الكتاب وانتهاءً بالمخرجين والممثلين.
ومن ناحية أخرى يأتي تفسير هذا الإنتاج الدرامي استجابة لرغبة الجمهور المتعطش للدراما ومتابعتها في رمضان. في وقت تشهد فيه البلاد نهضة سينمائية غير مسبوقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والقصص السعودية كما يقول الباحث السعودي الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الأدب والنقد والدراسات الثقافية "سواء الاجتماعية أو التاريخية لها فضاءاتها الجاذبة والمغرية بالاكتشاف، وهناك إرث كبير تركه صناع الدراما السعوديون منذ نصف قرن ورسخوا من خلاله أعمالاً لا تزال خالدة في عقل المتابع العربي".
وفي وقت يعتبر فيه زعلة الإنتاج بالضخم لكن من محاسنه بروز أسماء جديدة من المخرجين والكتاب والممثلين.
ويضيف "الكوميديا تحتل نصيباً وافراً إن لم يكن الغالب من مساحة السباق الرمضاني، ولكن معظمها فاشل وفي كثير منها استخفاف واضح باختيار الموضوعات والكتابة والأداء والمواقف والمساحة".
وفي تفسيره نحو ازدياد الأعمال الكوميدية برمضان تحديداً يقول "لعل تزايد الطلب من القنوات ومنصات العرض يغري بعض صناع الدراما والمنتجين بتقديم وجبات درامية"، وهي كما يصفها "نيئة وغير ناضجة وتثير غثيان المشاهدين بدلاً من إضحاكهم".
وثمة تحول "إيجابي" في التعاطي مع الأعمال التاريخية، وفق زعلة، وهو التحول في آلية التعاطي مع التاريخ. ففي حين تتجه بعض الأعمال لتجسيد حادثة معينة أو تقديم سيرة درامية لشخصية تاريخية اتجهت أخيراً بعض الأعمال إلى اتخاذ التاريخ خلفية مرجعية للسرد الدرامي، بحيث يستلهم المسلسل حقبة تاريخية معينة ثم يؤسس أحداثها وشخصياتها ويقدم سياقاتها التاريخية والاجتماعية عبر وقائع وأحداث وشخصيات مرجعية أو تخييلية في الغالب، مؤطرة للحكاية والخطاب بصورة عامة. هذا التحول الجميل المؤطر للتعاطي الفني الجميل مع التاريخ نجده في مسلسلي "خيوط المعازيب" و"الشرار" اللذين اتخذا من الحقبة التاريخية إطاراً مرجعياً لتقديم التاريخ الاجتماعي، ذاك التاريخ الذي يناقض البنية الراسخة للتاريخ الرسمي أو المشهور. ويتجه إلى إضاءة التاريخ من الأسفل إلى الأعلى في عملية عكسية عبر الحفر في قصص المجتمع والأسر والحرفيين والبيئة والسعي وراء الرزق وما يحف بذلك كله وينمو خلاله من تقاليد وصراعات وآلام وأفراح.
ثمة جانب مهم من وجهة نظر زعلة وهو "التلقي الجماهيري" الذي يخلق حالة موازية للإنتاج الدرامي. ويقول إن المشاهد لم يعد متلقياً فحسب، بل ارتفعت "الذائقة والملكة النقدية وارتفاع الوعي النقدي لدى المشاهد"، وهو حراك جميل يعكس الوعي المجتمعي النقدي الفني.
Listen to ""الدراما الرمضانية.. بروز في الأعمال التاريخية وإخفاق بـ"الكوميديا" on Spreaker.