ملخص
قال رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني إن "أكثر من 30 ألف" جندي روسي يشاركون بالهجوم البري الجديد في خاركيف فيما أكد زيلينسكي أن قوات كييف تنفذ "هجمات مضادة".
أكد الجيش الروسي اليوم الثلاثاء أنه "يتقدم بعمق في الدفاعات الأوكرانية داخل منطقة خاركيف" في شمال شرقي البلاد حيث يشن هجوماً برياً، موضحاً أنه سيطر على بلدة جديدة فيها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن القوات الروسية "حررت" بلدة بوغروفاتكا القريبة من الحدود الروسية ومن مدينة فوفتشانسك الأوكرانية و"تقدمت بعمق في دفاعات العدو".
وأكد وزير الدفاع الروسي الجديد أندريه بيلوسوف الذي لم يسبق أن تولى منصباً عسكرياً، أنه يريد تطوير القوات المسلحة وتحقيق النصر في أوكرانيا بـ"أقل" خسائر بشرية ممكنة.
وقال بيلوسوف اليوم إن "الهدف الأساسي من العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا) هو طبعاً تحقيق النصر، بأقل خسائر بشرية ممكنة"، من دون أن يحدد مستوى الخسائر الذي ستقبل به موسكو التي لا تكشف عن أعداد قتلاها وجرحاها في الحرب مع كييف.
منذ بدء الحرب في الـ24 من فبراير (شباط) 2022، يقدر عدد من الخبراء العسكريين بأن الجيش الروسي تكبد خسائر بشرية كبيرة تصل إلى عشرات آلاف القتلى.
من جهتها تقول أوكرانيا إنها تصد باستمرار موجات هجومية دامية جداً، خصوصاً في الأيام الأخيرة خلال الهجوم البري الجديد في منطقة خاركيف.
ولفت الوزير الجديد اليوم إلى أنه يريد "تحسين" الإنفاق العسكري، مضيفاً أن "الهدف الأول هو ضمان دمج اقتصاد القوات المسلحة في اقتصاد البلاد بأكمله، وهذا ليس أمراً سهلاً ويتطلب تحسين الإنفاق وهو لا يعني تراجعه".
وقال إن هدفه الثاني يتمثل في "جعل الاقتصاد العسكري مفتوحاً قدر الإمكان أمام الابتكارات، لا سيما التقنيات الرقمية".
وكانت تصريحات بيلوسوف مثيرة للدهشة لأن المسؤولين الروس نادراً ما يناقشون الخسائر البشرية في الحرب ويكتفون بالثناء على بطولات الجنود الذين فقدوا أرواحهم.
ومع بدء ولايته الرئاسية الخامسة غير المسبوقة، أقال بوتين وزير الدفاع سيرغي شويغو وعيّن مكانه الخبير الاقتصادي أندريه بيلوسوف في وقت أصبحت الصناعة العسكرية محرك الاقتصاد الروسي.
وأصدر بوتين مرسوماً بتعيين شويغو أميناً عاماً جديداً لمجلس الأمن القومي، خلفاً لنيكولاي باتروشيف الذي أعلن الكرملين اليوم تسميته مستشاراً لبوتين.
وسيكون باتروشيف مسؤولاً عن قطاع صناعة السفن.
ولم يكشف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن أسباب سحب باتروشيف من منصبه، مؤكداً أن "خبرته الهائلة" ستقوم "بدور كبير" في ما يتعلق بأحواض بناء السفن.
زيارة بلينكن لكييف
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بداية اجتماعهما، إن "المساعدات (الأميركية) تتجه إلى أوكرانيا وستصل قريباً، وقد وصل بعضها بالفعل وسيصل المزيد منها... وهذا سيحدث فرقاً في مواجهة العدوان الروسي المستمر في ساحة المعركة".
زيلينسكي أشاد من جهته بالمساعدات الأميركية "المهمة"، وأشار إلى أن أكبر عجز تواجهه البلاد هو في الدفاعات الجوية. وأبلغ بلينكن بأن أوكرانيا بحاجة إلى بطاريتي دفاع جوي لمدينة خاركيف شمال شرقي البلاد، التي تتعرض لهجمات جوية روسية.
وكان مسؤول أميركي أطلع الصحافيين المسافرين مع الوزير على سبب الزيارة شرط عدم الكشف عن هويته، قائلاً إن بلينكن يأمل "إرسال إشارة طمأنينة قوية إلى الأوكرانيين الذين من الواضح أنهم في لحظة صعبة للغاية"، وأضاف "مهمة الوزير هنا هي في واقع الأمر الحديث عن كيفية تقديم مساعدتنا الإضافية بطريقة تساعد في تعزيز دفاعاتهم وتمكينهم من استعادة زمام المبادرة بشكل متزايد في ساحة المعركة".
وأشار المسؤول نفسه إلى أن المدفعية وصواريخ "أتاكمز" الطويلة المدى وصواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية التي وافق عليها الرئيس جو بايدن في 24 أبريل (نيسان)، وصلت بالفعل إلى القوات الأوكرانية. وقال أيضاً إن بلينكن سيطمئن المسؤولين الأوكرانيين، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، على الدعم الأميركي الدائم وسيلقي خطاباً يركز على مستقبل أوكرانيا.
وبلينكن الذي يقوم برابع زيارة له إلى أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي لهذا البلد في فبراير (شباط) 2022، وصل على متن قطار ليلي آتياً من بولندا على أن يلتقي خصوصاً الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
حرب مسيرات
في الأثناء، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات دفاعها الجوي دمرت فوق منطقة بيلغورود 25 صاروخاً أطلقتها أوكرانيا من قاذفات صواريخ متعددة.
في المقابل، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن أنظمتها للدفاع الجوي دمرت 18 طائرة هجومية مسيرة أطلقتها روسيا خلال الليل على الأراضي الأوكرانية. وأضافت عبر قناتها على تطبيق "تيليغرام" إن الطائرات المسيرة أُسقطت فوق مناطق عدة، منها منطقة كييف ومناطق الخطوط الأمامية.
فولغوغراد الروسية
وفي تطور لافت، ذكرت وكالات الأنباء الروسية أن "أفراداً غير مصرّح لهم" أخرجوا قطار شحن عن سكّته قرب فولغوغراد في جنوب غربي روسيا.
ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن هذا الحادث لكنّ مسؤولاً أوكرانياً في بلدية ماريوبول التي سيطر عليها الروس في ربيع 2022 وصف الأمر بأنه "نبأ سار" ووفر بعض التفاصيل.
وكتب بيترو أندرييوتشنكو عبر "تيليغرام" "خلال الليل عمد مجهولون إلى إخراج عربات قطار شحن عن السكة الحديد في محطة كوتلوبان"، وأوضح أن هذه المحطة "تتضمن خطاً يؤدي إلى ترسانة تابعة للدائرة الرئيسية للصواريخ والمدفعية في وزارة الدفاع" الروسية.
وتقع مدينة كوتلوبان على مسافة نحو 300 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا وتتعرض منطقة فولغوغراد من حين إلى آخر لهجمات تشنها مسيّرات للجيش الأوكراني.
وسبق لموسكو أو مناصرين لها أن حمّلوا أوكرانيا مسؤولية هجمات على السكك الحديد الروسية.
بلدات تحت القصف الروسي
وتعرضت نحو 30 بلدة في شمال شرقي أوكرانيا، أمس الإثنين، لقصف روسي فيما تواصل موسكو هجومها في منطقة خاركيف حيث سيطرت على عشرات الكيلومترات المربعة في غضون أيام وأجبرت الآلاف على المغادرة.
وقال حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف "تعرضت أكثر من 30 بلدة في منطقة خاركيف لقصف مدفعي وقذائف هاون من جانب العدو". وأوضح أن 5762 شخصاً أخلوا هذه البلدات منذ بدء القتال.
عبرت القوات الروسية الحدود، الجمعة الماضية، لشن هجوم باتجاه بلدتي ليبتسي وفوفتشانسك الواقعتين على بعد نحو 20 كيلومتراً و50 كيلومتراً على التوالي شمال شرقي خاركيف ثاني مدن البلاد.
"هجمات مضادة"
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية، الإثنين، أن قوات كييف تنفذ "هجمات مضادة" و"تدمر مشاة ومعدات المحتل".
وقال كذلك إن كييف لاحظت "أنشطة معادية" تشمل انتشار "مجموعات تخريب" و"ضربات" على منطقتَي سومي وتشرنيغيف الحدوديتين بشمال أوكرانيا.
وقال رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني أولكسندر ليتفينينكو، الإثنين، إن "أكثر من 30 ألف" جندي روسي يشاركون في الهجوم البري الروسي الجديد في خاركيف.
وأضاف لوكالة "الصحافة الفرنسية" "ليس هناك حتى الساعة تهديد بهجوم على مدينة خاركيف" الواقعة على بعد 30 كيلومتراً من منطقة القتال، وكان يقطنها نحو مليون ونصف شخص قبل الهجوم الروسي.
وأقرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، في وقت باكر الإثنين، في بيان على "فيسبوك" بأن "العدو يحقق حالياً نجاحات تكتيكية".
وذكرت قناة "ديبستايت" عبر "تيليغرام" والمقربة من الجيش الأوكراني أن الروس تمكنوا من السيطرة على شريط مساحته 70 كيلومتراً مربعاً تقريباً في منطقة ليبتسي وآخر مساحته 34 كيلومتراً مربعاً باتجاه فوفتشانسك.
وفي بلدة روسكي تيشكي الصغيرة، على بعد سبعة كيلومترات من ليبتسي، سمع دوي انفجارات بشكل منتظم من بعيد.
تم إجلاء كاترينا ستيبانوفا (74 سنة) من ليبتسي مع ابنها، وسقطت عدة قنابل في الشارع الذي تقطن فيه. وقالت وهي تجلس في حافلة صغيرة عند أول نقطة تجمع للذين تم إجلاؤهم "هربت بملابسي القذرة... لحسن الحظ بأننا على الأقل ما زلنا أحياء". وأضافت "ما يحدث هناك أمر فظيع للغاية. ماذا يفعل هؤلاء الأغبياء؟ البيوت تحترق".
مهاجمة المناطق الحدودية
وذكرت قناة "ريبار" عبر تيليغرام والمقربة من موسكو، أنه بعد أربعة أيام من الهجوم الروسي "لم يسجل أي خرق كبير لدفاعات العدو".
وقالت القناة في نشرتها الصباحية، الإثنين، "بعد تطهير المنطقة الحدودية الرمادية ركزت الوحدات الهجومية الروسية على اختراق المعاقل والخطوط الدفاعية للقوات المسلحة الأوكرانية".
المساعدات الغربية
وتحذر السلطات في كييف منذ أسابيع من أن موسكو قد تحاول مهاجمة المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، فيما تواجه أوكرانيا تأخيراً في المساعدات الغربية ونقصاً في الجنود.
وفي واشنطن قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بخصوص إرسال الأسلحة لكييف، "إننا نفعل كل ما هو ممكن إنسانياً، سواء أنفسنا أو حلفاؤنا"، مضيفاً أنه سيتم الإعلان عن حزمة أسلحة جديدة "في الأيام المقبلة".
وأتى هذا التقدم الروسي في وقت أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو تعديلاً وزارياً مفاجئاً، أول من أمس الأحد، وأقال وزير الدفاع سيرغي شويغو، بعد أكثر من عامين على بدء المعارك في أوكرانيا، من دون أن تلوح في الأفق نهاية واضحة للنزاع.
ووزير الدفاع الجديد أندريه بيلوسوف خبير اقتصادي على غرار شويغو عندما عين في الوزارة عام 2012، ولا يتمتع بأي خبرة عسكرية.
داخل روسيا وفي المناطق التي تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا، كثفت القوات الأوكرانية ضرباتها، خصوصاً على منشآت الطاقة. وقالت السلطات الروسية، إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب تسعة، الإثنين، في ضربات أوكرانية في منطقة لوغانسك (شرق) ومنطقة كورسك الروسية.
وتبنت كييف، الإثنين، استهداف منشأة للنفط ومحطة للتحويل الكهربائي في منطقتي بيلغورود وليبتسك في غرب روسيا على مقربة من الحدود.
تعهد أوروبي بالدعم الأمني طويل الأمد
وفي سياق متصل، أظهرت مسودة أن الاتحاد الأوروبي تعهد في وثيقة تقديم دعم أمني طويل الأمد لأوكرانيا وتزويد كييف بمزيد من الأسلحة والتدريب العسكري وغير ذلك من أشكال المساعدات على مدار السنوات المقبلة.
وتحدد المسودة، التي كانت صحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية أول من أوردها، مطلع هذا الأسبوع، التزامات الاتحاد الأوروبي الأمنية تجاه أوكرانيا، ويأمل مسؤولون في إبرامها في يونيو (حزيران) أو يوليو (تموز).
وتنص الوثيقة على أن يتشاور الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا بشأن احتياجات كييف خلال 24 ساعة من شن "عدوان في المستقبل" وأن "يحددا بسرعة" الخطوات التالية بما يتماشى مع الالتزامات.
وتشكل هذه الوثيقة جزءاً من جهد أوسع يبذله شركاء أوكرانيا لتقديم الضمانات إليها بوقوفهم إلى جانبها على المدى الطويل، مع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للحرب مع روسيا وعدم ظهور بارقة أمل حتى الآن في انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي.
وجاء في مسودة الوثيقة المؤلفة من 10 صفحات وعليها تاريخ يوم 12 أبريل (نيسان) "بناء على الدعم الحالي فإن الالتزامات الأمنية للاتحاد الأوروبي تشمل دعماً متوقعاً وطويل الأجل ومستداماً لأمن أوكرانيا ودفاعها".
وقال دبلوماسيون، إن سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددهم 27 ناقشوا نص المسودة في بروكسل الشهر الماضي وأصبحت الآن محور المناقشات مع أوكرانيا.
وتشير الوثيقة إلى أن الالتزامات ستظل قائمة "بينما تواصل أوكرانيا مسارها الأوروبي" على أن تخضع للمراجعة خلال 10 أعوام على أقصى قدير.
وجاء في الوثيقة أن الاتحاد الأوروبي وافق على تقديم خمسة مليارات يورو (5.40 مليار دولار) لصندوق المساعدات العسكرية لأوكرانيا هذا العام لكنه لم يتعهد الأمر ذاته في السنوات التالية.
وقود المفاعلات النووية
قال البيت الأبيض، إن الرئيس جو بايدن وقع تشريعاً يحظر استيراد اليورانيوم المخصب الروسي ليصبح قانوناً، وذلك في أحدث مساعي واشنطن لعرقلة هجوم روسيا على أوكرانيا من خلال تجفيف أحد مصادر تمويل الكرملين.
ويبدأ الحظر على واردات الوقود لمحطات الطاقة النووية في غضون 90 يوماً تقريباً، على رغم أنه يسمح لوزارة الطاقة بإصدار إعفاءات في حالة وجود مخاوف بشأن الإمدادات.
وروسيا أكبر مورد لليورانيوم المخصب في العالم، ويأتي نحو 24 في المئة من تلك المادة التي تستخدمها محطات الطاقة النووية الأميركية من روسيا. وسيخصص القانون أيضاً نحو 2.7 مليار دولار من التمويل في التشريعات السابقة لتعزيز صناعة وقود اليورانيوم في الولايات المتحدة.
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، في بيان "وقع الرئيس بايدن على سلسلة تاريخية من الإجراءات التي ستعزز أمن الطاقة والاقتصاد في بلادنا من خلال تقليل اعتمادنا على روسيا للحصول على الطاقة النووية المدنية، والتخلص منه في نهاية المطاف".
وأضاف سوليفان أن القانون "يحقق الأهداف المتعددة الأطراف التي حددناها مع حلفائنا وشركائنا"، بما في ذلك التعهد الذي تسنى الاتفاق عليه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مع كندا وفرنسا واليابان وبريطانيا باستثمار 4.2 مليار دولار بصورة جماعية لتوسيع قدرة تخصيب اليورانيوم.
وتسمح الإعفاءات، إذا ما نفذتها وزارة الطاقة، بجميع إمدادات اليورانيوم الروسي التي تستوردها الولايات المتحدة عادة حتى 2027.