Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصف عنيف على غزة ومبعوث أميركي يزور إسرائيل

31 قتيلاً في النصيرات وغارة جديدة على مدرسة للنازحين وتحذير أممي من عواقب نقص الغذاء والأردن يطالب بتحقيق دولي

ملخص

في جنوب قطاع غزة، أعلن الجيش تكثيف عملياته في رفح، حيث يصر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على شن هجوم بري واسع، يعتبره ضرورياً للقضاء على حركة "حماس" في آخر "معاقلها" الرئيسة.

كثف الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، قصف غزة حيث قُتل 31 شخصاً في استهداف مخيم النصيرات، وفقاً للدفاع المدني في القطاع، بينما يصل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى تل أبيب لمناقشة الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر.

وأكد الدفاع المدني في قطاع غزة أن القصف الإسرائيلي استهدف منزلاً في مخيم النصيرات للاجئين، وقال المتحدث باسمه محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية، "تمكنت طواقم الدفاع المدني بمحافظة الوسطى من انتشال 31 قتيلاً و20 جريحاً من منزل يعود لعائلة حسان"، مؤكداً أن "عمليات البحث عن مفقودين مستمرة حتى اللحظة".

لسنا قوة عظمى

وكان مستشفى "شهداء الأقصى" أعلن في حصيلة أولية عن سقوط 20 قتيلاً وعدد من الجرحى "جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة حسان في المخيم الجديد شمال مخيم النصريات وسط قطاع غزة".

وفي شمال القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر، أفاد المستشفى الأهلي العربي عن مقتل ثلاثة أشخاص في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في شرق مدينة غزة.

كذلك، تحدث شهود عن انفجارات وقتال متواصل طوال الليل في جباليا بشمال القطاع، بعدما أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء أحياء إضافية، متهماً حركة "حماس" بإطلاق صواريخ منها في اتجاه جنوب إسرائيل خلال الأيام الماضية.

 

 

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن قبل أشهر "تفكيك البنية العسكرية" لـ"حماس" في شمال القطاع، غير أنه عاد وصرح أول من أمس الجمعة بأن الحركة "كانت تسيطر بالكامل على جباليا حتى وصولنا قبل بضعة أيام"، مما دفع إلى تنفيذ عملية برية جديدة في المنطقة.

وقال أبو نبيل وهو أحد سكان جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية، "أناشد كل من لديه ذرة إنسانية. مجازر تحدث هنا. أطفال يصبحون أشلاء. ما ذنب هؤلاء الأطفال والنساء؟ لا أفهم، هل تعتقدون بأنكم تقاتلون قوة عظمى؟ أقسم أن المدنيين هم الذين يموتون".

الفرار إلى خان يونس

وفي جنوب قطاع غزة، أعلن الجيش تكثيف عملياته في رفح، حيث يصر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على شن هجوم بري واسع، يعتبره ضرورياً للقضاء على حركة "حماس" في آخر "معاقلها" الرئيسة.

وبدأ الجيش في السابع من مايو (أيار) الجاري توغلاً برياً في هذه المدينة المكتظة بالسكان والقريبة من الحدود مع مصر، على رغم المعارضة الدولية الواسعة لذلك، ويدور القتال في شرق رفح بصورة خاصة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ صدور أوامر إسرائيلية بإخلاء الأحياء الشرقية في المدينة في السادس من مايو، أُجبر نحو 800 ألف فلسطيني على الفرار إلى خان يونس شمالاً، وفقاً للأمم المتحدة.

واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعدما نفذت حركة "حماس" هجوماً على الأراضي الإسرائيلية أسفر عن مقتل 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، استناداً إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

واحتجز في الهجوم نحو 250 رهينة، 124 منهم ما زالوا في غزة بحسب تقديرات إسرائيل، من بينهم 37 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وأدى الحصار الإسرائيلي وتقييد دخول المساعدات الإنسانية إلى نقص حاد في الغذاء وتحذيرات من مجاعة محدقة بالسكان الذي يبلغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

سوليفان في إسرائيل

سياسياً، أعلنت الولايات المتحدة، الحليف الرئيس لإسرائيل، أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور تل أبيب اليوم.

وتتزامن الزيارة مع بروز خلافات عميقة بين المكونات السياسية الإسرائيلية، إذ هدد الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس أمس السبت بالاستقالة ما لم يصادق نتنياهو على خطة لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

وقبله، دعا وزير الدفاع يوآف غالانت نتنياهو إلى "التحضير الفوري" لـ"بديل حكومي لحماس" في غزة، داعياً إياه إلى الإعلان أن "إسرائيل لن تفرض سيطرة مدنية على قطاع غزة".

وسارع نتنياهو الذي يرفض حتى الآن النقاش في شأن فترة ما بعد الحرب، للرد على غانتس معتبراً أن مطالبه "معناها واضح، نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل والتخلي عن معظم الرهائن وترك حماس سليمة وإقامة دولة فلسطينية".

في الأثناء، تظاهر عدد من الإسرائيليين في تل أبيب، مطالبين بعودة الرهائن، ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارة "أعيدوهم إلى بلدهم".

على المستوى الإنساني، توقف تسليم المساعدات بصورة شبه كاملة منذ سيطر الجيش الإسرائيلي على معبر رفح وأغلقه.

 

 

ويأتي ذلك فيما وصلت المفاوضات حول هدنة مرتبطة بالإفراج عن الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، برعاية الولايات المتحدة ومصر وقطر، إلى طريق مسدود.

وفي ظل إغلاق المعابر البرية الرئيسة أو عملها بصورة محدودة، بدأت بعض إمدادات الإغاثة تصل إلى غزة عبر ميناء عائم موقت أنشأته الولايات المتحدة.

وقال الجيش الإسرائيلي أمس إن 310 منصات تحميل بدأت بالتحرك إلى الشاطئ في "أول دخول للمساعدات الإنسانية عبر الرصيف العائم".

لكن وكالات إنسانية وأخرى تابعة للأمم المتحدة تؤكد أن المساعدات عبر البحر أو الجو لا يمكن أن تحل محل المساعدات التي تدخل براً.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في بيان اليوم أن ما لا يقل عن 35456 فلسطينياً قتلوا وجرح 79476 آخرون في الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.

عواقب المجاعة المروعة

وقال منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة مارتن غريفيث اليوم إن تضييق الخناق على المساعدات التي تصل إلى غزة ينذر بعواقب "مروعة"، محذراً من مجاعة في القطاع المحاصر.

ورجح غريفيث ضمن مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في العاصمة القطرية الدوحة، أنه "إذا نضب الوقود، ولم تصل المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها، فإن تلك المجاعة التي تحدثنا عنها لفترة طويلة والتي تلوح في الأفق، لن تلوح في الأفق بعد الآن. ستكون موجودة".

وأوضح مسؤول عمليات الإغاثة الأممية على هامش اجتماعاته مع مسؤولين قطريين أن "ما يقلقنا كمواطنين في المجتمع الدولي هو أن العواقب ستكون صعبة للغاية. صعبة ومروعة".

وتؤكد منظمات الإغاثة أن التوغل الإسرائيلي في رفح الذي بدأ على رغم المعارضة الدولية الواسعة، وبينما كان الوسطاء يأملون في تحقيق انفراجة في محادثات الهدنة المتوقفة، أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة.

 

 

وأشار غريفيث إلى أن نحو 50 شاحنة مساعدات يمكن أن تصل يومياً إلى المناطق الأكثر تضرراً في شمال غزة عبر معبر إيريز، لكن المعارك القريبة من معبري رفح وكرم أبو سالم في جنوب غزة تعني أن الطرق الحيوية "مغلقة فعلياً".

وقال المسؤول الأممي، "لذا فإن المساعدات التي تصل عبر الطرق البرية إلى الجنوب وإلى رفح والنازحين منها تكاد تكون معدومة".

وأمس، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن 800 ألف شخص "أجبروا على الفرار" من رفح في أقصى جنوب قطاع غزة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة الشهر الجاري.

ومع نفاد الوقود والغذاء والدواء، قال غريفيث إن العمل العسكري في رفح هو "بالضبط ما كنا نخشى أن يكون عليه".

وأضاف أنه "لقد قلنا جميعاً بوضوح شديد إن عملية رفح هي كارثة من الناحية الإنسانية، كارثة للأشخاص الذين نزحوا بالفعل إلى رفح. وهذا هو الآن نزوحهم الرابع أو الخامس".

ومع إغلاق المعابر البرية الرئيسة، بدأت بعض إمدادات الإغاثة تتدفق هذا الأسبوع عبر ميناء عائم موقت أنشأته الولايات المتحدة.

وذكر غريفيث أن العملية البحرية "بدأت بجلب بعض الشاحنات المحملة بالمساعدات"، لكنه حذر من أنها "ليست بديلاً للطرق البرية".

جرائم حرب كثيرة

والخميس الماضي، دعا بيان صادر عن القمة العربية في البحرين إلى نشر قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية وعقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

واعتبر غريفيث الدعوة الصادرة من المنامة "مهمة للغاية لأنها تركز على المستقبل".

وأوضح أن هناك "عدداً من المؤتمرات المختلفة التي يجري بحثها وربما التخطيط لها" لمناقشة الترتيبات الإنسانية في غزة، بما في ذلك في الأردن.

وقال غريفيث "إنني أشعر، وأعلم بأن الأمين العام يشعر أيضاً بقوة بأن الأمم المتحدة بحاجة إلى أن تكون حاضرة على الطاولة عندما تتم مناقشة كل تلك الأمور".

لكنه حذر من احتمال نشر قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية لأنه قد يواجَه باستخدام الفيتو من جانب الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، في حين أن ذلك يتطلب أيضاً قبول الأطراف المتحاربة بوجود الأمم المتحدة.

وأعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم أن المملكة تطالب بإجراء "تحقيق دولي" في ما قالت إنها "جرائم حرب كثيرة" ارتكبت خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وأضاف الصفدي خلال مؤتمر صحافي مع مدير "أونروا" أنه يجب تقديم المسؤولين عن الجرائم الموثقة إلى العدالة.

المزيد من متابعات