Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السجائر الإلكترونية أحادية الاستخدام ترفع تعاطي النيكوتين في بريطانيا

يمنع مشروع قانون التبغ والسجائر الإلكترونية بيع المنتجات لمن ولدوا في الأول من يناير 2009 أو بعده

منذ أن أصبحت السجائر الإلكترونية الأحادية الاستخدام شائعة تزايد تدخينها ضمن جميع الفئات العمرية (غيتي)

ملخص

في إنجلترا تسهم السجائر الإلكتروني الأحادية الاستخدام في ارتفاع تعاطي النيكوتين خصوصاً بين الشباب

كشفت دراسة جديدة عن أن السجائر الإلكترونية الأحادية الاستخدام [جهاز تدخين يستخدم لمرة واحدة فقط] التي يُروج لها أحياناً أنها تساعد على تقليل استهلاك النيكوتين، تسهم فعلياً في زيادة استخدام المواد شديدة الإدمان في إنجلترا.

ويرى خبراء من كلية لندن الجامعية أن ما يجري هو عكس الاتجاه التاريخي، إذ خلصوا إلى أن ارتفاع استهلاك النيكوتين يعود أساساً لزيادة حادة في استعمال السجائر الإلكترونية بين الشباب.

وسعى الباحثون إلى دراسة التحولات في عادات التدخين والسجائر الإلكترونية قبل انتشار السجائر الإلكترونية الأحادية الاستخدام في يونيو (حزيران) 2021 وبعده.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبتمويل من مؤسسة بحوث "السرطان في المملكة المتحدة" Cancer Research UK، قام الباحثون بدراسة بيانات حول عادات التدخين والسجائر الإلكترونية لـ132252 شخصاً في إنجلترا، في فترة امتدت من يوليو (تموز) 2016 إلى مايو (أيار) 2023. ووجدوا أن في إنجلترا حتى يونيو 2021، كانت نسبة التدخين والسجائر الإلكترونية ثابتة أو في انخفاض عبر جميع الفئات العمرية.

وذكرت الدراسة "ومع ذلك، منذ أن أصبحت السجائر الإلكترونية الأحادية الاستخدام شائعة تزايد تدخينها ضمن جميع الفئات العمرية –  خصوصاً بين البالغين الأصغر سناً (الذين تراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة).

وخلال الفترة ذاتها، تضاعفت نسبة الشباب في الفئة العمرية من 18 إلى 24 سنة الذين قالوا إنهم دخنوا السجائر الإلكترونية ثلاث مرات، إذ ارتفعت من تسعة في المئة في مايو 2021 إلى 29 في المئة في مايو 2023.

وشهدت نسبة التدخين في هذه الفئة العمرية انخفاضاً من 25 في المئة إلى 21 في المئة، ومع ذلك زاد الاستخدام الإجمالي للنيكوتين من 28 في المئة إلى 35 في المئة.

وحتى الفئات العمرية الأكبر سناً، شهدت زيادة في انتشار السجائر الإلكترونية من خمسة في المئة إلى ستة في المئة بين الأفراد الذين تجاوزوا سن الـ45، بينما شهدنا أيضاً زيادة في نسبة التدخين من 12 في المئة إلى 14 في المئة.

وكان الارتفاع الأكبر على الإطلاق في استخدام السجائر الإلكترونية في صفوف الأشخاص الذين لم يدخنوا من قبل، إذ ارتفعت نسبته من اثنين في المئة إلى تسعة في المئة بين البالغين في الفئة العمرية من 18 إلى 24 سنة.

وبصورة عامة، أفاد الباحثون بأنه بعد انتشار السجائر الإلكترونية الأحادية الاستخدام عام 2021، زادت فرص الأشخاص بتجربة السجائر الإلكترونية بنسبة 99 في المئة سنوياً بين البالغين من 18 إلى 24 سنة، مقارنة بـ 39 في المئة بين البالغين من 25 إلى 44 سنة و23 في المئة بين الأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ45.

وخلص الفريق إلى أنه "منذ بداية انتشار السجائر الإلكترونية الأحادية الاستخدام في إنجلترا، تغير الاتجاه التاريخي المتمثل في انخفاض نسب استخدام النيكوتين. ويبدو الآن أن تعاطي النيكوتين في ازدياد بفعل ارتفاع حاد في استخدام السجائر الإلكترونية، خصوصاً بين الشباب".

وأضاف "لاحظنا أن الانخفاض في التدخين كان أكثر وضوحاً في الفئات العمرية التي شهدت أكبر زيادة في استخدام السجائر الإلكترونية".

وأكمل أن "هناك حاجة ملحة إلى اتخاذ إجراءات فورية لاحتواء ارتفاع استعمال السجائر الإلكترونية الأحادية الاستخدام بين الأشخاص الذين يفضلون تجنب النيكوتين تماماً. يمكن أن تشمل هذه الإجراءات فرض ضريبة خاصة وتقييدات على التغليف ووضعها خلف منضدة البيع في المتاجر".

وقال المؤلف الرئيس الدكتور هاري تاتان بيرش من كلية لندن الجامعية إن "الارتفاع السريع في استخدام السجائر الإلكترونية سيكون أقل إثارة للقلق إذا تراجعت معدلات التدخين بسرعة أكبر. لكن الزيادة الإجمالية في استعمال النيكوتين تظهر أن هذا لم يحدث. بدلاً من ذلك، وبسبب إتاحة السجائر الإلكترونية الأحادية الاستخدام التي تحظى بشعبية كبيرة في الأسواق، أصبح التدخين الإلكتروني أكثر شيوعاً بين الشباب الذين كان من المحتمل أن يتجنب بعضهم النيكوتين تماماً".

وأضاف أنه "بناء على هذه النتائج، فإن مشروع قانون التبغ والسجائر الإلكترونية الحالي الذي أصدرته حكومة المملكة المتحدة للحد من لجوء الشباب إلى التدخين الإلكتروني هو موضع ترحيب".

وبموجب مشروع قانون التبغ والسجائر الإلكترونية، سيحظر بيع منتجات التبغ لأي شخص وُلد في الأول من يناير (كانون الثاني) 2009 أو بعد هذا التاريخ. ويسعى القانون أيضاً إلى تقليل هذه الظاهرة بين الشباب من خلال فرض إجراءات رقابية أكثر صرامة.

ومع ذلك، بدت الأمور الخميس الماضي وكأنها تميل إلى التأجيل بعد دعوة رئيس الوزراء ريشي سوناك إلى انتخابات عامة غير متوقعة في يوليو المقبل.

ومن جانبها، أوضحت الدكتورة سارة جاكسون، أحد المسهمين البارزين في الدراسة الجديدة من كلية لندن الجامعية أنه "بينما من الضروري اتخاذ إجراءات للحد من انتشار استخدام السجائر الإلكترونية بين الشباب الذين قد لا يستخدمون النيكوتين بصورة أخرى، يجب على السياسات أن تتجنب الإشارة إلى أن السجائر الإلكترونية هي بديل أسوأ للتدخين التبغي. وقد لا تكون السجائر الإلكترونية خالية تماماً من الأخطار، ولكن التدخين [التبغي] يمثل خطراً مميتاً".

وأضافت "كذلك من الضروري أن تضمن السياسات المصممة لجعل السجائر الإلكترونية أقل جاذبية للشباب، ألا تقوم بصورة غير متعمدة بالتقليل من فاعلية هذه المنتجات لجهة مساعدة الأشخاص في الإقلاع عن التدخين".

واستطردت أن "التدابير التي تركز على مظهر وتعبئة وتسويق منتجات السجائر الإلكترونية بدلاً من نكهاتها ومحتوى النيكوتين قد تكون الأكثر فاعلية في إحقاق هذا التوازن".

وأشار الدكتور إيان ووكر، المدير التنفيذي للسياسة في مؤسسة بحوث "السرطان في المملكة المتحدة"، إلى أن "هذه الدراسة تظهر زيادة مقلقة في عدد الشبان البالغين الذين يلجأون إلى استخدام السجائر الإلكترونية منذ ظهور النسخ الأحادية الاستخدام في السوق البريطانية"، مضيفاً أنه "حتى الآن، تشير الأدلة إلى أن السجائر الإلكترونية أقل ضرراً بكثير من التدخين، ولكن لا يمكن أن نعتبرها خالية من الأخطار، وبالتأكيد لا ينبغي أن تقع في يد الأطفال أو أولئك الذين لم يتعاطوا التدخين من قبل".

وأكمل أن "الانخفاض المستمر في معدلات التدخين هو أمر مبشر، ولكن لا ينبغي لنا التراخي - فالتدخين لا يزال السبب الرئيس للسرطان في المملكة المتحدة، ومن الضروري حماية الأجيال المقبلة من الإدمان مدى العمر".

ونشرت الدراسة في مجلة "لانسيت للصحة الإقليمية – أوروبا" Lancet Regional Health – Europe.

ويأتي هذا في موازاة تقرير نشرته "منظمة الصحة العالمية" أشار إلى أن السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ والنيكوتين الجديدة تشكل تهديداً خطراً للشباب وتحدياً كبيراً لجهود مكافحة التدخين.

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "التاريخ يعيد نفسه، إذ تسعى صناعة التبغ إلى بيع النيكوتين نفسه لأطفالنا ولكن بتغليف جديد. تسعى هذه الصناعات بجدية إلى استهداف المدارس والأطفال والشباب بمنتجات جديدة، تمثل في الأساس فخاً مغلفاً بنكهات الحلوى".

وأضاف "كيف يمكنهم الحديث عن تقليل الأضرار وهم يروجون لهذه المنتجات الخطرة وشديدة الإدمان بصورة مباشرة للأطفال؟".

وقال مدير إدارة تعزيز الصحة في منظمة الصحة العالمية روديغر كريش إن "استخدام النكهات المفضلة للأطفال مثل قطن الحلوى واللبان، مع التصاميم الأنيقة والملونة التي تشبه الألعاب، محاولة واضحة لجعلهم مدمنين على هذه المنتجات الضارة".

المزيد من صحة