Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزراء خارجية عرب يطالبون بالتعامل بجدية مع مقترح بايدن في شأن غزة

قصف دام على القطاع ومصر ترفض تغيير موقفها في شأن معبر رفح

ملخص

تتواصل المعارك بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في مناطق في شمال القطاع ووسطه وجنوبه، بعد قرابة 8 أشهر من حرب مدمرة اندلعت إثر هجوم لحركة "حماس" على جنوب إسرائيل

ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن وزراء خارجية السعودية، والأردن، والإمارات، وقطر، ومصر، عقدوا اليوم الإثنين، اجتماعاً افتراضياً أكدوا خلال على "أهمية التعامل بجدية وإيجابية" مع مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن بهدف الاتفاق على صفقة تضمن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وإيصال المساعدات بشكل كاف إلى جميع أنحاء قطاع غزة، وبما ينهي معاناة أهل القطاع.
وناقش الوزراء الخمسة خلال الاجتماع "تطورات جهود الوساطة التي تقوم بها جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأميركية للتوصل لصفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وإدخال المساعدات بشكل كافٍ إلى قطاع غزة. وأكد وزراء خارجية الأردن والإمارات والسعودية دعمهم لهذه الجهود".
وأكد الوزراء بحسب "واس"، على "ضرورة وقف العدوان على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها، وعودة النازحين إلى مناطقهم، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من القطاع، وإطلاق عملية إعادة إعمار في إطار خطة شاملة لتنفيذ حل الدولتين وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبتواقيت محددة وضمانات ملزمة".
من ناحية أخرى، شدد الوزراء على أن "تنفيذ حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، هو سبيل تحقيق الأمن والسلام للجميع في المنطقة".

نسخة جزئية

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الرئيس الأميركي جو بايدن طرح نسخة جزئية من خطة غزة في شأن التوصل إلى هدنة لوقف الحرب الدائرة بالقطاع.

ونقل المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله اليوم الإثنين إن "القضاء على ’حماس‘ هو الأولوية القصوى لإسرائيل وسنواصل العمل على إعادة المحتجزين".

وأضاف، "الحرب ستتوقف لإعادة الرهائن ثم ستتبع ذلك مناقشات أخرى، كما أن هناك تفاصيل أخرى لم يعلنها بايدن".

وتابع، "هذا الهدف المزدوج هو جزء من خطة غزة التي وافق عليها مجلس الوزراء الإسرائيلي، وليس شيئاً جديداً أقوله بسبب ضغوط الائتلاف الحكومي".

هجوم بن غفير

لكن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الشريك من اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم بإسرائيل، اتهم نتنياهو بمحاولة "تبييض" اتفاق لإنهاء حرب قطاع غزة، وكرر التهديد بالاستقالة من الحكومة.

وقال بن غفير أمام كتلة حزبه في البرلمان، إن نتنياهو دعاه للاطلاع على مسودة خطة غزة لكن مساعدي رئيس الوزراء لم يقدموها له، وذلك لمرتين.

وأضاف أن أي خطة لا بد وأن تتضمن القضاء على حركة "حماس".

قصف مستمر

تعرضت مناطق عدة في قطاع غزة اليوم الإثنين لقصف دام، وسط استمرار المعارك بين حركة "حماس" وإسرائيل، بينما تتزايد الشكوك في شأن إمكانية التوصل إلى هدنة مع تمسك الطرفين بشروطهما التي قد تعوق استئناف المفاوضات التي يدعو إليها الوسطاء.

ميدانياً، قتل خلال الليل 20 شخصاً في الأقل في غارات وقصف مدفعي، من بينهم ستة أشخاص قضوا في مخيم النازحين في البريج (وسط)، بينهم طفل، وعشرة آخرون شرق خان يونس في جنوب القطاع، وفقاً لمصادر طبية.

 

 

وذكر الدفاع المدني في قطاع غزة أنه تم صباح اليوم الإثنين انتشال أربع جثث بعد قصف استهدف منزلهم في حي الزيتون في مدينة غزة.

وتتواصل المعارك بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في مناطق في شمال القطاع ووسطه وجنوبه، بعد قرابة 8 أشهر من حرب مدمرة اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحركة "حماس" على جنوب إسرائيل.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن قواته ضربت "أكثر من 50 هدفاً في قطاع غزة" خلال الأيام الماضية. وقال إنه يواصل عملياته "المحددة الأهداف القائمة على المعلومات الاستخباراتية في منطقة رفح"، وأن قواته "أجرت عمليات مسح وعثرت على بنية تحتية إرهابية وكميات كبيرة من الأسلحة في المنطقة".

ودخل الجيش الإسرائيلي رفح في السابع من مايو (أيار) الماضي، على رغم تحذيرات دولية من أن أي هجوم على المدينة الحدودية مع مصر سيفاقم الوضع في ظل اكتظاظها بأكثر من 1,4 مليون نازح. وفر منذ بدء العمليات أكثر من مليون فلسطيني، بينهم عدد كبير نحو منطقة المواصي الساحلية التي تصنفها إسرائيل "منطقة إنسانية".

وتقدمت القوات الإسرائيلية نحو وسط رفح خلال الأيام الماضية، وفق شهود.

 

 

وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، "تصل إلينا إشارات يومية ومستمرة من رفح، لكن الاستجابة للإصابات والشهداء صعبة جداً، فالوصول صعب للغاية نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي إضافة إلى استهداف الطواقم".

رفض مصري

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الإثنين، إن مصر واضحة في شأن رفضها الوجود الإسرائيلي في معبر رفح الحدودي بين شبه جزيرة سيناء المصرية وقطاع غزة.

وأضاف في مؤتمر صحافي مع نظيره الإسباني في مدريد أن من الصعب أن يستمر معبر رفح في العمل من دون إدارة فلسطينية.

تفاقم الأزمة الإنسانية

في هذا الوقت، تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، لا سيما في ظل استمرار إغلاق معبر رفح الذي يعد منفذاً أساساً لدخول المساعدات الإنسانية، منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه في السابع من مايو الماضي.

وخلال اجتماع أمس الأحد في القاهرة مع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، جددت مصر تمسكها بـ"ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح حتى يستأنف تشغيله مرة أخرى"، وفق ما نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية عن مصدر رفيع المستوى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشكو المنظمات الإنسانية والدولية من أن المساعدات لا تكفي حاجات السكان، كما حذرت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، السبت الماضي، من أن "الأطفال يموتون من الجوع".

في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، قالت أميرة الطويل (33 سنة) إنها لم تتمكن من العثور على حليب لطفلها الذي يعاني سوء التغذية. وأضافت وهي تحمل طفلها على ذراعيها "يوسف يحتاج إلى علاج وغذاء جيد، الحليب غير متوافر نهائياً". وتابعت "أطعمه حالياً بعض القمح، لكن لا حليب، هذا ما يجعله يعاني الانتفاخ".

"تهجير قسري"

أما وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فقالت، اليوم الإثنين، إن "التهجير القسري دفع أكثر من مليون شخص للفرار من مدينة رفح في قطاع غزة".

وذكرت منظمات إغاثة أن نحو مليون فلسطيني كانوا يعيشون في المدينة الصغيرة الواقعة على الطرف الجنوبي لغزة بعد أن فروا من الهجمات الإسرائيلية في أجزاء أخرى من القطاع.

وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر للمدنيين بالانتقال إلى "منطقة إنسانية موسعة" على بعد نحو 20 كيلومتراً.

 

 

وقال كثير من الفلسطينيين، الذين تنقلوا شمالاً وجنوباً في قطاع غزة في الأشهر القليلة الماضية، إنهم معرضون للهجمات الإسرائيلية أينما ذهبوا.

وقالت "الأونروا" إن آلاف الأسر لجأت الآن إلى العيش في منشآت متضررة ومدمرة في مدينة خان يونس، إذ تقدم الوكالة خدمات أساسية على رغم "التحديات المتزايدة". وأضافت أن "الظروف لا يمكن وصفها".

جثة إسرائيلي

وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، العثور على جثة مسعف إسرائيلي كان يعتقد أنه محتجز لدى "حماس" في قطاع غزة قبل أن يتبين أنه قتل إبان هجوم السابع من أكتوبر 2023.

وعثر على جثة دوليف يهود (35 سنة) في تجمع نير عوز الذي كان من بين المواقع التي هاجمها مقاتلو "حماس".

وقال الجيش في بيان إنه خلال هجوم السابع من أكتوبر "غادر دوليف منزله في محاولة لإنقاذ الأرواح". وأضاف البيان "دوليف قتل على يد منظمة ’حماس‘، وعثر على جثته في كيبوتس نير عوز"، من دون تحديد التاريخ المحدد لذلك.

وكثيراً ما ظنت السلطات الإسرائيلية أن دوليف يهود محتجز في قطاع غزة على غرار شقيقته أربل التي لا تزال محتجزة لدى "حماس".

إنهاء حكم "حماس"

بدوره، قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي إن الوزير يوآف غالانت أكد في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إصرار الحكومة الإسرائيلية على تفكيك حكم "حماس" ووجودها كسلطة عسكرية في إطار أي اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

وأضاف بيان وزارة الدفاع أن غالانت ناقش في الاتصال الهاتفي مع بلينكن قضية تحديد البديل الفلسطيني المحتمل لسلطة "حماس" وتمكينه.

اتفاق هدنة

وتؤشر التطورات على الأرض والمواقف السياسية إلى أن إمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة كانت دعت إليه الدول الوسيطة، الولايات المتحدة وقطر ومصر، لم تنضج بعد.

وعرض بايدن، الجمعة، "خريطة طريق" قال إنها إسرائيلية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار يتم خلاله الإفراج عن محتجزين في قطاع غزة وعن معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية.

وتنص المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع على "وقف لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة، والإفراج عن عدد من الرهائن، بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى. في المقابل، يطلق سراح مئات من المساجين الفلسطينيين".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه سيتم التفاوض على الخطوط العريضة للمرحلة الثانية خلال وقف إطلاق النار، كما أوضح أنه إذا نجحت المفاوضات قد يصبح وقف إطلاق النار "الموقت... دائماً... في حال وفت ’حماس‘ بالتزاماتها". وتتضمن هذه المرحلة انسحاب الجيش من قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين.

 

 

ودعا مسؤولون أميركيون "حماس" مرات عدة إلى الموافقة على الاقتراح.

وكانت "حماس" أكدت بعد إعلان بايدن، أنها "تنظر بإيجابية" إلى المقترح، مشددة في الوقت نفسه على أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاباً إسرائيلياً كاملاً من غزة. كذلك تتمسك إسرائيل بشروطها.

ويواجه نتنياهو ضغوطاً داخلية لتأمين عودة الرهائن تتجسد في تظاهرات منتظمة تطالب بوقف الحرب وأحياناً بإسقاط حكومة نتنياهو. في المقابل، هدد وزيران من اليمين المتطرف هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، السبت، بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا مضى قدماً بمقترح الهدنة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس الأحد، إن إسرائيل تجري "تقييماً لتسلم جهة بديلة لحماس الحكم" في قطاع غزة.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر 2023 بعد هجوم غير مسبوق نفذته حركة "حماس" أسفر عن مقتل 1189 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته "وكالة الصحافة الفرنسية" بالاستناد إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

واحتجز خلال الهجوم 252 رهينة ونقلوا إلى غزة. ولا يزال 120 رهينة في القطاع، بينهم 37 لقوا حتفهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وردت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على "حماس"، وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة تترافق مع عمليات برية، مما تسبب بسقوط 36439 قتيلاً، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".

المزيد من متابعات