Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أكلات غزة تشق طريقها نحو موائد المصريين

تنتشر المشاريع الصغيرة المرتبطة بالطعام الفلسطيني بعد نزوح كثيرين بسبب الحرب

لطالما تفننت الأسر الفلسطينية في إعداد "المقلوبة" باستمرار (رويترز)

ملخص

من بين كثير من المشاريع الصغيرة التي أقامتها الفلسطينيات المقيمات في مصر أخيراً مشروع "معمولنا الفلسطيني"، والمسخن والمقلوبة أبرز الأطعمة.

يحمل المقبل إلى أي بلد جديد تراثه الثقافي المتنوع، ومن بينه ثقافة الطعام التي تعد واحدة من الملامح المميزة لأي مجتمع.

وخلال الأشهر الأخيرة ومع اشتداد وطأة الحرب في غزة واستقبال مصر كثيراً من العائلات الفلسطينية التي بدأت سعيها إلى البحث عن مصادر للدخل، بدأت المطاعم الفلسطينية في الظهور.

 كثير من النساء الفلسطينيات المقبلات من غزة شرعن في الاعتماد على مشاريع صغيرة من المنازل تقدم الأكلات الفلسطينية الشهيرة، لينضم المطبخ الفلسطيني لموائد المصريين عبر هذه المشاريع الصغيرة التي تفاعل معها المصريون كشكل من أشكال الدعم لغزة وأهلها.

ومن بين كثير من المشاريع الصغيرة التي أنشأها فلسطينيات مقيمات في مصر أخيراً، مشروع "معمولنا الفلسطيني" الذي يرتكز على الكعك الفلسطيني بالتحديد، فهو من الأكلات الشهيرة المرتبطة بالتراث، وفي الوقت ذاته يمكن أن يقبل عليه المصريون باعتباره يشبه نسبياً فكرة كعك العيد الشهير عند المصريين.
 

 

 

تقول السيدة عزة الشهيرة بأم فاتن، وهي غزاوية مقيمة حالياً في القاهرة، إنه "مع بداية وجودي في مصر منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023 لم أكن أتخيل أن يطول البقاء لهذه المدة، فكنت أظن أنه شهر أو اثنين على الأكثر وسينتهي الأمر ونعود، إلا أن الوضع اختلف وبناء عليه كان لا بد من البحث عن مصدر للدخل".

وتضيف، "من الصعب أيضاً البحث عن وظيفة بشكل تقليدي، وعليه فإن الحل كان في المشاريع الصغيرة، ففكرنا في عمل مشروع يتعلق بالكعك والمعمول الفلسطيني، فعلى مدى الأعوام في فلسطين كنا دائما نعده في منازلنا خلال فترات الأعياد والمناسبات، فهو من العادات التي تحرص عليها الأسر الفلسطينية وتتقن إعدادها".

وتتابع أن "الكعك الفلسطيني يختلف بصورة كبيرة عن نظيره المصري، فهو يصنع بالسميد والطحين وليس مثل المصري، وفي البداية استهدفنا الجالية الفلسطينية بمصر وتباعاً أقبل المصريون أيضاً على التجربة ولقيت استحساناً وبخاصة مع فترة عيد الفطر، ويمكن القول إن الطعام وسيلة للحفاظ على الثقافة والهوية، ومن هنا علينا ضمان بقاء استمرارها".

 

 

الزيت والزعتر والفلفل الأحمر الغزاوي

ولا تقتصر مشاريع الأكل الفلسطيني على المأكولات الشعبية الشهيرة بل تضم أيضاً أشهر المكونات التي يعتمد عليها المطبخ الفلسطيني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول أمل، وهي صاحبة أحد مشاريع الأكل الفلسطيني في القاهرة، إن "ما يميز الطعام الفلسطيني هو مكونات معينة تعطي له المذاق المميز ومن بينها الدقة والزعتر وزيت الزيتون والفلفل الأحمر الغزاوي التي نحرص على توفيرها للمصريين الذين أحبوها وأقبلوا عليها، وفي الوقت ذاته نقدم الأكلات الفلسطينية الشهيرة مثل المقلوبة والسماقية ورز القدرة الفلسطيني والمسخن وغيرها، وجميعها تعتمد على بهارات معينة تكسبها الطعم الطيب وأشهرها بهارات رز القدرة وبذور عين الجرادة والبهارات التي تستخدم لتتبيل الدجاج المشوي".

انتشار واسع

ولم يقتصر انتشار الأكلات الفلسطينية على القاهرة بل امتد إلى كثير من المحافظات التي أصبحت تشهد وجود الفلسطينيين، فعلى سبيل المثال في محافظة الإسماعيلية شرق القاهرة ظهرت الأكلات الفلسطينية من خلال واحد من المشاريع التي أقامتها سيدة غزاوية، وتقول أم ياسمين عن مشروعها المطبخ الفلسطيني، "منذ قدومي إلى مصر وتحديداً إلى محافظة الإسماعيلية في ديسمبر (كانون الأول) 2023 بدأت مشروعاً للأكل الفلسطيني، ونحاول تقديم الأكلات الفلسطينية إضافة إلى نظيرتها المصرية التي نقدمها بمذاق فلسطيني، فنحقق توليفة تجمع بين البلدين، وهناك كثير من الأكلات الفلسطينية الشهيرة مثل المسخن والمقلوبة، وقد أحب المصريون الكبة والفطائر باللحم أو السبانخ، ونستهدف بطعامنا المصريين والجالية الفلسطينية في مصر".

وتضيف، "المطبخ الفلسطيني يتقارب مع نظيره المصري في المكونات ولكن تختلف طريقة الإعداد والبهارات المستخدمة، وأحاول الابتكار في الأكلات فالمطبخ هواية وفن، والمصريون متذوقون ومحبون للطعام الجيد، وهذا يمثل تحدياً لمن ينوي القيام بمشروع مرتبط بالأكل".

 

 

ثقافة الطعام

وطبقاً للتقديرات المعلنة فإن نحو 9 ملايين نازح من دول وجنسيات عدة يقيمون في مصر حالياً، ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد كل جالية من الجاليات المقيمة، ولكن في ما يتعلق بالفلسطينيين في مصر فإن عددهم يقدر بنحو 100 ألف فلسطيني، طبقاً لتصريح أدلى به السفير الفلسطيني لدى القاهرة أخيراً.

وأصبح التنوع في المطاعم داخل مصر ملاحظاً خلال الفترة الأخيرة عبر ظهور كثير من المطاعم لأبناء الجنسيات العربية المقيمين فيها، وفي مقدمهم اليمنيون والسودانيون وأخيراً الفلسطينيون، ومن المؤكد أنهم أحدثوا اختلافاً في مجال المطاعم والمشاريع الصغيرة المرتبطة بالأكل خلال الفترة الأخيرة، وأصبحت أكلاتهم الشهيرة في بلادهم ضمن الخيارات المتاحة على موائد المصريين.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات