Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستقبل نتنياهو السياسي "غائم" بعد مقترح الهدنة

شركاؤه المتطرفون يهددون بالاستقالة مما يتركه تحت رحمة الوسط ومحللون: استبعاده كلياً سابق لأوانه

إسرائيليون يحتجون على حكومة نتنياهو أمام الكنيست، 20 مايو 2024، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل و"حماس" (أ ف ب)

ملخص

منذ أشهر، تنظم احتجاجات تطالب بالإفراج عن الرهائن في نهاية كل أسبوع، لكن السبت الماضي كان مختلفاً بعدما عرض بايدن ما قال إنها خطة إسرائيلية لإطلاق سراح المحتجزين ووقف القتال.

يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط دولية هائلة للمضي قدماً في اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة، لكن المعارضة داخل ائتلافه اليميني المتشدد تقول إن ذلك قد يكون له ثمن سياسي.

وهدد شركاء الائتلاف اليميني المتطرف بالاستقالة بسبب المقترح الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة الماضي، مما قد يترك نتنياهو تحت رحمة أحزاب الوسط التي من المرجح أن تغتنم أول فرصة لإقالته من منصبه.

لكن محللين قالوا إنه "في مجتمع لا يزال يعاني صدمة هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، من السابق لأوانه استبعاد نتنياهو من المشهد كلياً".

بايدن الأمل الوحيد

وخرج عشرات آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع السبت الماضي لمطالبة نتنياهو بالموافقة على اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة "حماس" في قطاع غزة.

ومنذ أشهر، تنظم احتجاجات تطالب بالإفراج عن الرهائن في نهاية كل أسبوع، لكن السبت الماضي كان مختلفاً بعدما عرض بايدن ما قال إنها خطة إسرائيلية لإطلاق سراح المحتجزين ووقف القتال.

لكن نتنياهو جدد التأكيد على أن شروطه لوقف إطلاق النار لم تتغير، وأنها تشمل القضاء على "حماس".

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس جدعون رهط، "هناك رهائن ينتظرون أن يتخذ نتنياهو قراره، وهذا أمر مروع".

ورأى رهط أن نتنياهو "قد يقدم رداً سلبياً لأن من مصلحته ضمان استمراريته السياسية"، معبراً بذلك عن مخاوف كثير من المتظاهرين المناهضين للحكومة.

واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق نفذته "حماس" في السابع من أكتوبر 2023 داخل إسرائيل وأسفر عن مقتل 1194 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 120 منهم في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

رداً على ذلك تشن إسرائيل حملة قصف عنيف ومدمر وغارات وهجمات برية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 36550 شخصاً في غزة، معظمهم أيضاً من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره "حماس".

ولوح المتظاهرون في تل أبيب السبت الماضي بالأعلام الأميركية وقالوا، "بايدن هو أملنا الوحيد".

مستقبل سياسي غائم

وهدد حليفا نتنياهو اليمينيان المتطرفان، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المال بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الائتلاف الحاكم إذا قرر رئيس الوزراء إنهاء الحرب قبل القضاء على "حماس".

ويحكم الائتلاف بغالبية ضئيلة تبلغ 64 مقعداً من أصل 120 في البرلمان الإسرائيلي، ويعتمد على أصوات اليمين المتطرف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المتخصص السياسي في جامعة "بار إيلان"، إيلان غريلسامر إن تنفيذ بن غفير وسموتريتش تهديداتهما يعتمد على اتفاق وقف إطلاق النار المطروح على الطاولة.

وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية، "إذا كان الاتفاق يقضي بوقف الحرب على الفور وإعادة القوات إلى البلاد، فمن الصعب تصور بقائهما في الحكومة"، مستدركاً، "لكن إذا كان هناك اتفاق وسط، فربما يبقيان".

أما أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المفتوحة في إسرائيل دينيس شاربيت، فأوضح أن ثمة "احتمالاً قوياً" لانسحابهما من الحكومة.

من ناحية أخرى، قال رهط إن من الممكن تشكيل حكومة أقلية من دون اليمين المتطرف، مع الاحتفاظ بنفوذ كبير في البرلمان.

وأوضح غريلسامر أنه إذا انسحب اليمين المتطرف، فإن الطريق الوحيد أمام نتنياهو للعودة إلى حكومة تتمتع بالغالبية سيكون من خلال اتفاق مع حزب زعيم المعارضة يائير لابيد "يش عتيد" (يوجد مستقبل) الوسطي.

وكان لابيد عرض على نتنياهو دعم حزبه للتوصل إلى صفقة رهائن، لكن من المرجح أن يكون هذا الدعم لفترة محدودة، مما يثير تساؤلات جدية حول المستقبل السياسي لرئيس الوزراء على المدى المتوسط.

وقال رهط، "أرى صعوبة في حدوث ذلك لأنه يفضل البقاء مع حلفائه من اليمين. لكن الأمر ممكن".

ورأى شاربيت أن "من غير المستحيل" أن ينضم حزب الوحدة الوطنية الذي يتزعمه وزير الحرب بيني غانتس إلى الائتلاف، والعامل الرئيس هو ما إذا كانت ستتم الدعوة إلى انتخابات مبكرة أو لا.

تصويت رغم الكراهية

في أعقاب هجوم أكتوبر، انضم غانتس إلى حكومة نتنياهو الحربية ولكن ليس إلى ائتلافه الحاكم.

وهدد غانتس الشهر الماضي بالاستقالة من حكومة الحرب ما لم يوافق نتنياهو على خطة ما بعد الحرب في غزة.

وقال حزبه الأسبوع الماضي إنه قدم مشروع قانون لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.

ويتوقع المحللون الثلاثة أن يخرج غانتس من الانتخابات في أفضل وضع لتشكيل حكومة غالبية. لكن غريلسامر أضاف أن قائد القوات المسلحة السابق كانت لديه مخاوف سياسية خاصة به.

وأوضح، "لقد تراجع غانتس كثيراً في استطلاعات الرأي خلال الآونة الأخيرة لأنه يُنظر إليه على أنه متساهل للغاية ومتردد للغاية ومتهاون للغاية تجاه نتنياهو".

ووفقاً لاستطلاع للرأي بثته قناة التلفزيون العامة الإسرائيلية، فإن 38 في المئة من الناخبين يشعرون بأن غانتس هو الأنسب ليصبح رئيساً للوزراء، مقابل 30 في المئة لنتنياهو.

وتقلص الفارق بين الاثنين من 21 نقطة في يناير (كانون الثاني) إلى ثماني نقاط الآن.

وذكر شاربيت أنه "يمكن لنتنياهو الترويج لنفسه بالقول ’يمكنني أن أكون الشخص الذي يستطيع وقف إنشاء دولة فلسطينية، وإلا فإن دولة فلسطينية على أبوابنا ستتسبب يومياً بـ7 أكتوبر جديد‘".

وأضاف أنه من هذا المنطلق فإن الناخبين "على رغم كرههم له، سيقدمون على التصويت لمصلحته".

المزيد من متابعات