ملخص
شهدت الحدود الجنوبية اللبنانية تزايد الأعمال القتالية على مدى الأسبوع الماضي، إذ يهاجم الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" مواقع خارج المنطقة الحدودية التي يتركز فيها تبادل إطلاق النار.
أفادت ثلاثة مصادر أمنية بأن غارة إسرائيلية على بلدة جويا بجنوب لبنان في وقت متأخر أمس الثلاثاء أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل بينهم قائد ميداني كبير في جماعة "حزب الله" اللبنانية المسلحة، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
وهذه المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل بلدة جويا منذ بدء الحرب. وأكدت جماعة "حزب الله" اليوم الأربعاء مقتل أحد قادتها، وقالت في بيان إنه "طالب سامي عبدالله" المعروف أيضاً باسم "أبو طالب"، من مواليد العام 1969 من بلدة عدشيت بجنوب لبنان.
وذكرت المصادر الأمنية أن الأعضاء الأربعة استهدفوا على الأرجح خلال اجتماع. وقالت إن "أبو طالب" كان أعلى في الترتيب من وسام الطويل القائد الكبير بالحزب الذي قتل في غارة إسرائيلية في يناير (كانون الثاني).
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قوله إن "قيادياً ميدانياً رفيعاً في (حزب الله) قتل في غارة إسرائيلية على بلدة جويا في جنوب لبنان إلى جانب ثلاثة أشخاص آخرين"، مضيفاً أن القتيل هو "القيادي الأعلى في الحزب الذي يقتل منذ بداية التصعيد" منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وأكد مصدر مقرب من الحزب أن القيادي الميداني الكبير قضى بضربة إسرائيلية استهدفت ليل أمس الثلاثاء بلدة جويا الواقعة في جنوب لبنان على بعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل.
وسبق لإسرائيل أن قتلت قياديين عناصر في الحزب خلال الأسابيع الأخيرة بغارات بطائرات مسيرة استهدفت سيارات ودراجات نارية. ولم يصدر بعد تعليق من الجيش الإسرائيلي.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن "حزب الله" قصفه شمال إسرائيل "بعشرات صواريخ الكاتيوشا" رداً على مقتل مدني، وبعد ساعات من نعي الحزب ثلاثة من عناصره قضوا بضربات استهدفت ليل الإثنين- الثلاثاء شرق البلاد، قرب الحدود مع سوريا.
وأعلن "حزب الله" في بيان أنه قصف شمال إسرائيل "بعشرات صواريخ الكاتيوشا"، رداً "على الاعتداءات" على القرى الجنوبية، خصوصاً على بلدة الناقورة ومقتل مدني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في وقت سابق بأن مدنياً "فارق الحياة" بعد إصابته "بجروح خطرة" جراء غارة نفذتها طائرة مسيرة في الناقورة.
ونعت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي صالح أحمد مهدي الذي قالت إنه لاقى حتفه "أثناء قيامه بواجبه لضمان استمرارية التغذية بالمياه" في الناقورة.
واشتد تبادل إطلاق النار في الأسابيع الأخيرة مع تصعيد "حزب الله" هجماته وتنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات في عمق الأراضي اللبنانية، آخرها ليل الإثنين- الثلاثاء في منطقة البقاع (شرق).
وأعلن "حزب الله" في بيان الثلاثاء استهدافه "بعشرات صواريخ الكاتيوشا" ثكنة يردن الواقعة في هضبة الجولان رداً على القصف الذي طاول منطقة البقاع. ونعى الحزب في بيانات منفصلة ثلاثة من عناصره. وأكد مصدر مقرب من الحزب إن العناصر الثلاثة قضوا في الضربات الإسرائيلية على منطقة الهرمل.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن صباح أمس الثلاثاء أن طائراته الحربية أغارت خلال الليل على مجمع عسكري في منطقة بعلبك (شرق) تابع "لوحدة التعزيز اللوجيستي" في "حزب الله" التي قال إنها مسؤولة عن "تهريب الأسلحة من وإلى لبنان". وأشار إلى أن القصف طاول موقعين في المنطقة وذلك "رداً على إسقاط" "حزب الله" طائرة مسيرة الإثنين.
وأدى القصف إلى تدمير مبنى بالكامل في منطقة الهرمل، على مسافة نحو 140 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في قطاع غزة، يتبادل "حزب الله" وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.
وخلال القصف المتبادل المستمر منذ ثمانية أشهر، أسفر التصعيد عن مقتل 463 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 302 من "حزب الله" وقرابة 90 مدنياً، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات "حزب الله" ومصادر رسمية لبنانية.
وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.