Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تدعو إلى خفض التصعيد بين إسرائيل ولبنان

"حزب الله" يتوعد بتكثيف عملياته ضد تل أبيب غداة مقتل أحد قيادييه

ملخص

رد "حزب الله" على عملية اغتيال قائد كبير في صفوفه قبل ساعات مطلقاً عشرات الصواريخ نحو الجليل، فيما أكد الجيش الإسرائيلي رصد 90 قذيفة صاروخية أطلقت من جنوب لبنان.

حث الجيش الأميركي اليوم الأربعاء على خفض تصعيد التوتر بين إسرائيل ولبنان، وأوضح أن وزير الدفاع لويد أوستن أثار المسألة خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت أمس الثلاثاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سابرينا سينغ في إفادة "لا نريد أن نشهد صراعاً إقليمياً أوسع نطاقاً ونريد أن نشهد خفض تصعيد التوتر في المنطقة".

وأطلقت جماعة "حزب الله" اللبنانية أكبر عدد من الصواريخ تطلقه في يوم واحد منذ اندلاع الأعمال القتالية عبر الحدود قبل ثمانية أشهر، في إطار ردها اليوم الأربعاء على هجوم إسرائيلي تسبب في مقتل قائد ميداني كبير في الحزب.

وتوعد "حزب الله" اليوم بزيادة عملياته ضد إسرائيل غداة غارة على جنوب لبنان أودت بقيادي يعدّ الأبرز بين من قتلوا بنيران إسرائيلية منذ بدء القصف عبر الحدود، مما يثير مخاوف من اتساع نطاق التصعيد.

وأكد الجيش الإسرائيلي اليوم أنه شن ضربة على بلدة جويا أسفرت عن مقتل طالب سامي عبدالله مع ثلاثة آخرين، واصفاً إياه بأنه "أحد كبار قادة حزب الله في جنوب لبنان".

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في قطاع غزة، يتبادل "حزب الله" وإسرائيل القصف بصورة شبه يومية. ويعلن الحزب استهداف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي "دعماً" لغزة و"إسناداً لمقاومتها"، بينما تردّ إسرائيل بتوجيه عملياتها إلى ما تصفه بأنه "بنى تحتية" تابعة لـ"حزب الله" وتحركات مقاتليه.

وشيع "حزب الله" بعد ظهر اليوم عبدالله في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت بمشاركة المئات من مناصريه. ورفع عناصر بزيّ عسكري نعشه على الأكف ملفوفاً براية "حزب الله" الصفراء.

تشهد الجبهة الشمالية لإسرائيل والجنوبية في لبنان تطورات هي الأعنف والأكثر خطورة منذ بدء المعارك بين إسرائيل و"حزب الله" منذ أشهر، على خلفية اندلاع الحرب في قطاع غزة في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقبل ساعات استهدفت غارات إسرائيلية منزلاً في بلدة جويا جنوب لبنان، ليتبين لاحقاً أن مسؤولاً كبيراً في الحزب اغتيل إلى جانب ثلاثة آخرين، ورجحت مصادر أمنية أنهم كانوا خلال اجتماع.

وهذه المرة الأولى التي تستهدف فيها تل أبيب بلدة جويا منذ بدء الحرب، والتي تقع على بعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل، فيما أكدت جماعة "حزب الله" اليوم الأربعاء مقتل أحد قادتها وقالت في بيان إنه "طالب سامي عبدالله" المعروف أيضاً باسم "أبو طالب"، من مواليد عام 1969 ومن بلدة عدشيت في جنوب لبنان.

وكشفت مصادر أمنية لوكالة رويترز أن "أبو طالب" كان قائد جماعة "حزب الله" بالمنطقة الوسطى من الشريط الحدودي الجنوبي، أي إنه أعلى في الترتيب من وسام الطويل القائد الكبير بالحزب الذي قتل في غارة إسرائيلية في يناير (كانون الثاني).

تأهب إسرائيل لرد "حزب الله"

وعملية الاغتيال هذه والتي تأتي ضمن سلسلة اغتيالات تنفذها إسرائيل وطاولت حتى الساعة العشرات من قياديي وعناصر من "حزب الله"، رد عليها الأخير مطلقاً عشرات الصواريخ نحو الجليل، فيما أكد الجيش الإسرائيلي رصد 90 قذيفة صاروخية أطلقت من جنوب لبنان.

وقالت صحيفة "معاريف" إن صافرات الإنذار دوت في مناطق مختلفة في شمال إسرائيل، خصوصاً في مدن طبريا وصفد والجليل، وأفيد بإصابة مباشرة لمعسكر للجيش الإسرائيلي قرب القاعدة الجوية بصفد وتم استهداف قاعدة ميرون.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسماع صوت انفجار قوي في عكا و"هكريوت"، وكذلك باشتعال الحرائق في عدد من المناطق نتيجة سقوط الصواريخ التي أطلقت من لبنان.

وفيما وصفت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الأربعاء القصف الصاروخي الذي شنه "حزب الله" صباح اليوم بالأكثر كثافة والأعنف منذ الثامن من أكتوبر 2023، رد الجيش الإسرائيلي بشن غارات على بلدتي بليدا وعيترون جنوب لبنان. وتحدثت وسائل إعلام لبنانية عن إسقاط مسيرة إسرائيلية في أجواء الجنوب اللبناني بصاروخ أرض – جو.

حرب قائمة في لبنان وليست معارك

يعلق الضابط اللبناني السابق والمتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية خالد حمادة على التطورات الأخيرة في الساعات الماضية بقوله "لبنان في حالة حرب حقيقية وليست فقط اشتباكات وقصفاً متبادلاً"، ويعد أن عملية الاغتيال التي نفذتها إسرائيل تأتي استكمالاً لعملية الاغتيالات القائمة منذ أشهر، فيما يبدو أن الجهد الإسرائيلي ينصب حالياً على تصفية قادة الحزب خلافاً لما كان سائداً في السابق، حين كان الاستهداف يطاول البنى التحتية سواء العسكرية أو المدنية.

ويعد حمادة في حديث إلى "اندبندنت عربية" أن تل أبيب اختارت هذا النوع من الأهداف لأنه لا يحرجها أمام المجتمع الدولي، باعتبارها لا تهاجم دولة لم تعلن الحرب عليها، وأن اللبنانيين لن يكونوا بصورة أو بأخرى متضررين بصورة مباشرة من الهجمات الإسرائيلية.

ويتابع قائلاً "إذا لم يطرأ أي جديد ميداني يتسبب بتغيير قواعد الحرب الدائرة حالياً وهي حرب وليست قواعد اشتباك، فالأمور ستستمر لأسابيع أو أشهر على الوضع الحالي"، ويشدد على أن ما يمكن أن يوقف هذا النوع من الحرب هو الجهد الدبلوماسي الأميركي الذي يتضمن تسوية تلتزمها إيران قبل "حزب الله"، فيما من الواضح أن الولايات المتحدة ماضية في تحقيق استقرار حليفتها في المنطقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إسرائيل تستثمر في موقف طهران

ويصف حمادة ما يحصل حالياً بأنه حرب قائمة بمواصفات محدودة ونوعية أهداف محددة وحيز جغرافي محدود، ويعد أن إسرائيل تستثمر في الموقف الإيراني الواضح بأن طهران لا تريد توسيع الحرب، لذلك ستستمر هذه العمليات إلى أن يأتي متغير ميداني كبير يقلب هذا الميزان.

وعن الموقف الداخلي من الحرب وما يحصل ميدانياً جنوب لبنان يتوقف المتخصص في الشؤون العسكرية عند تفرد "حزب الله" بقرار الحرب هنا، ويقول "العمليات التي يقوم بها هي من دون أي قرار حكومي، بالتالي الحزب هو حالة منفصلة عن الدولة اللبنانية وعن قرار الشعب، ونحن في حرب لم تتخذ فيها الدولة القرار وهي حرب فرضت علينا، والبلد دخل في متاهة وذاهب نحو تدمير ممنهج وتدريجي، وهذا النوع من الحرب لا يمكن أن توقفه هذه الحكومة الموجودة".

الخارجية الإيرانية تنصح إسرائيل

وفي سياق جبهة الجنوب اللبناني قال وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني اليوم الأربعاء إنه ينصح إسرائيل بعدم السقوط في بئر لبنان، وقال "لن نسمح لإسرائيل بتحقيق هدفها في لبنان".

يوصف الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر عملية الاغتيال التي حصلت قبل ساعات، وأدت إلى مقتل قياديين من الحزب، بأنها ليست مختلفة عن العمليات السابقة، فالجيش الإسرائيلي هو في حالة حرب وهو يمتلك من الإمكانات والتكنولوجيا المتطورة ما يمكنه من اغتيال قيادات في الحزب، وهذا أمر واقع علينا الاعتراف به. ويقول "لكن هذا الاغتيال ستكون له تداعياته وتبعاته، فالحزب بدوره سيرد".

وعن إمكانية تطور الوضع الميداني إلى ما هو أكبر وربما حرب شاملة، يقول عبد الساتر إن تقييمه لا يرى أي حرب شاملة أو واسعة حتى اللحظة لاعتبارات عدة، أهمها أن "حزب الله" لا يزال يرى تدخله ضمن "المساندة" في حرب غزة، ولن يغير إطار تدخله طالما أن الطرف الآخر أي الجيش الإسرائيلي يضع أيضاً غاراته في الإطار نفسه أي "الحرب المنضبطة". ويضيف أن أي تصعيد تدريجي يقوم به الحزب يتوافق مع مضمون المعركة الأساسية.

ويعتبر أن الجيش الإسرائيلي ليس في جاهزية تمكنه من خوض حرب واسعة مع "حزب الله" في الوقت الراهن، لكن في حال حصل وتوسعت الحرب على الجبهة الشمالية لإسرائيل "فهي لن تختصر على الساحة اللبنانية"، على حد قوله.

المزيد من متابعات