اقترحت دراسة جديدة إنّ البخار المتصاعد من السجائر الإلكترونيّة بوسعه قتل الخلايا التي تُنظّم المجاري الهوائية في جسم الإنسان.
وفي التفاصيل، وجدت دراسة أجراها علماء في "جامعة اديلاييد" في أستراليا وجدت أنّ البخار المتصاعد من ثلاثة أنواع من التدخين الإلكتروني مع استعمال سائل بنكهة التفاح، بوسعه تدمير خلايا القصبات الهوائية.
وتنظّم تلك الخلايا جهاز التنفس كما تؤدي دوراً مهماً في إبقاء الرئتين والمجاري الهوائية نظيفة. كذلك اكتشف أولئك الباحثون أنّ البخار قد يتداخل مع جهاز المناعة، خصوصاً عبر تعطيل نوع من كريات الدم البيضاء التي تُخلّص الجسم من الخلايا غير الصحية والبقايا المضرّة الغربية على الجسد.
وفي ذلك، بات بخار السجائر الإلكترونيّة موضع تدقيقٍ معمّق خلال الأشهر القليلة الماضية إثر اعتلال مئات من الأشخاص ووفاة عديدين في الولايات المتحدة جرّاء أمراض في الرئتين رُبِطَتْ مع استخدام السجائر الإلكترونيّة.
وفي ذلك السياق، أعلن المسؤولون الأميركيون الأسبوع الفائت بأنّ شخصاً ثامناً لقي حتفه بينما يعاني حوالى 530 شخصاً آخرين من الشكل نفسه من الإصابة الغامضة في الرئة. ولفتوا إلى أنّ غالبيّة المرضى من الشباب تحت سن العشرين أو أنهم في العشرينات أو أوائل الثلاثينات من العمر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سياق متصل، أوضح باحثو "جامعة اديلاييد" أنّ نتائجهم أظهرت وجوب الحاجة إلى أنظمة حكومية صارمة حيال التدخين الإلكتروني.
واعتبرت ميراندا وين، إحدى البحّاثة في الدراسة، أنّه "ما من تنظيمات بشأن صناعة السوائل الإلكترونيّة. كما لا توجد متطلباتٍ تفرض وضع لائحة بالمكوّنات أو كمياتها، في تلك السجائر. على هذا النحو، لا تُصنع سوائل السجائر الإلكترونيّة بنكهة التفاح أو الشوكولاته أو غزل البنات بالمكوّنات المنكّهة نفسها، ولا تأتي بالتركيزات نفسها، في الأنواع المختلفة من تلك السجائر. نعرف أن تلك الأمور تؤثّر على مدى الضرر الذي يلحقه سائل إلكتروني محدّد." وقد خلُص مؤلّفو الدراسة إلى أنّه لا يجب اعتبار السجائر الإلكترونيّة والبخار الذي تنتجه بدائل غير ضارة للسجائر التقليدية.
وأعلنت "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" التي تراقب الانتشار الأميركي للمرض المرتبط بالسجائر الإلكترونية، أنّها لم تتمكن حتى الساعة من تحديد ماهية المكوّنات الكيماوية أو المواد المحددة التي أدّت إلى الوفيات جرّاء التدخين الإلكتروني.
وفي المقابل، وجدت التحقيقات التي أجرتها تلك المراكز أنّ العديد من الضحايا لديهم تجمعات زيوت تعيق عمل الخلايا المسؤولة عن إزالة الشوائب من الرئتين.
وعلى الرغم من عدم التوصّل إلى استنتاجاتٍ ثابتة بعد، دعت "الجمعية الطبية الأميركية" مدخّني السجائر الإلكترونيّة إلى وقف استخدام تلك السجائر إلى حين تحديد سبب انتشار داء الرئتين.
وسبق لبعض الولايات وإدارة ترمب أن طرحت فكرة حظر السجائر الإلكترونيّة المنكّهة التي حظيت برواجٍ خصوصاً في أوساط الأميركيين الشباب خلال السنوات القليلة الماضية. وكذلك أعلن عملاق المتاجر الأميركية "وول مارت" أنّه سيتوقف عن بيع السجائر الإلكترونيّة في فروعه الأميركية.
وفي سياقٍ متّصل، شملت بعض الحالات التي تقصّتها "مراكز الوقاية..." أشخاصاً استخدموا منتجات سجائر إلكترونيّة غير مرخّصة اشتروها من الطرقات وتضمّنت مادة رباعي هيدرو كانابينول (تي إتش سي) الذي يعتبر المكوّن النشط في حشيشة القنب.
ومن جهةٍ اخرى، حذّر آخرون من أنّ التنبيه المتزايد بشأن السجائر الإلكترونيّة قد يأتي بنتائج عكسيّة بسهولة، عبر عودة بعض المستخدمين إلى التدخين التقليدي الذي خلُصت مؤسّسات الصحة العامة في انجلترا إلى أنّه أخطر بقرابة 95 في المئة من التدخين الإلكتروني.
وبحسب الاستطلاعات، أورد عدد كبير من المدخّنين الإلكترونيين أنّهم استخدموا السجائر الإلكترونيّة كبديلٍ عن تدخين التبغ أو بهدف مساعدتهم في التخفيف من التدخين والإقلاع عنه.
© The Independent