Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الهجرة" البطاقة التي تهدد المحافظين في الانتخابات البريطانية

يقول أستاذ السياسة البريطاني تيم بال إن ناخبى الحزب الحاكم "مهوسون" بمسألة المهاجرين ويتجهون بأصواتهم نحو اليمين المتطرف

المحافظين يشعرون بقلق بالغ إزاء الأشخاص الذين صوتوا لمصلحتهم في السابق ( اندبندنت عربية )

فيما يواصل الحزبان السياسيان الرئيسان في بريطانيا "حزب المحافظين" و"حزب العمال" تركيز حملاتهما الانتخابية على السياسة الضريبية والاقتصاد قبل الانتخابات المقررة في مطلع يوليو (تموز) المقبل، تظل الهجرة بالنسبة إلى كثير من الناخبين مصدر قلق كبير، مع وصول أعداد جديدة من المهاجرين بصورة قانونية أو غير منتظمة إلى المملكة المتحدة.

ويقول أستاذ السياسة بجامعة كوين ماري في لندن تيم بال إن قضية المهاجرين ستستحوذ على مجال واسع في الانتخابات العامة الشهر المقبل، "لأسباب ليس أقلها أن عدداً من الأشخاص الذين صوتوا لحزب المحافظين عام 2019، مشغولون بقوة بهذه القضية، لدرجة أننا يمكننا القول إنهم مهووسون بها".

ويضيف أن أولئك الناخبين يشعرون بخيبة أمل كبيرة حيال حكومة المحافظين لعدم قدرتها على تحقيق ما وعدت به في 2016 بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) وبعد الانتخابات العامة عام 2019 في شأن فرض السيطرة على حدود المملكة المتحدة، و"نتيجة لذلك سئموا من الحكومة الحالية ويميلون إلى التصويت لمصلحة حزب المعارضة اليميني الجديد ’حزب إصلاح المملكة المتحدة‘ الذي يترأسه نايجل فاراج".

على الجانب الأخر، فإنه بالنسبة إلى "حزب العمال" والناخبين الديمقراطيين، لا تمثل الهجرة مشكلة كبيرة، لذا يقول بال إن المحافظين يشعرون بقلق بالغ إزاء الأشخاص الذين صوتوا لمصلحتهم في السابق والذين يشعرون بالقلق الشديد إزاء انجراف قضية الهجرة نحو اليمين الراديكالي الشعبوي، وبذلك تصبح هزيمة حكومة المحافظين التي تبدو مرجحة أكثر احتمالاً.

يعد نايجل فاراج، زعيم "حزب إصلاح المملكة المتحدة"، باتخاذ موقف أكثر تشدداً في شأن الهجرة من الموقف الذي يتخذه "حزب المحافظين"، والأشخاص الذين يشعرون بالقلق الشديد حيال هذه القضية يتحمسون لسياسته.

ويضيف البروفيسور البريطاني أنه إذا كان فاراج يتمتع بشعبية حقاً كما يبدو في استطلاعات الرأي الحالية، فهذا يعني أن كثيراً من الناخبين سيصوتون لمصلحة "حزب إصلاح المملكة المتحدة"، بدلاً من "حزب المحافظين"، وربما يسمحون لفاراج بالفوز بمقعد في البرلمان.

ويقول "سيكون لدينا بعد ذلك حزب يميني متطرف شعبوي في مجلس العموم يخاطب الناس الذين لديهم توجهات أكثر تشدداً في شأن الهجرة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في ما يتعلق بالتأثير المحتمل في المهاجرين أنفسهم نتيجة الانتخابات العامة، إذا فاز "حزب العمال" بالانتخابات، وهذا يبدو مرجحاً وفق استطلاعات الرأي الحالية، فقد وعد "حزب العمال" بمعالجة أسرع لطلبات طالبي اللجوء حتى يتمكنوا من الحصول على وضع لاجئ أو إعادتهم إلى البلدان التي أتوا منها، "على رغم أن إعادة الأشخاص إلى البلدان التي أتوا منها كانت دائماً صعبة للغاية"، وفق بال.

وفي ما يتعلق بالهجرة القانونية، يعد "حزب العمال" برفع مهارات العمال البريطانيين من أجل محاولة تقليل عدد الأشخاص الذين تستوعبهم سوق العمل البريطانية حالياً، ويبلغ صافي الهجرة في الوقت الحالي ما يقارب 600 إلى 700  ألف "مما يعني أن كثيراً من الناس يأتون إلى البلاد ويسببون بعض المشكلات". ويعد "حزب العمال" بالتعاون بصورة أكثر كثافة مع السلطات الفرنسية لمحاولة منع الأشخاص من عبور القناة الإنجليزي في قوارب صغيرة، واللجوء إلى أعمال الشرطة التي تقودها الاستخبارات من أجل تعطيل عصابات التهريب التي تساعدهم على الوصول إلى هناك.

أما فوز المحافظين، فيعني استمرار السياسات المتشددة نحو المهاجرين، وموقف أكثر تشدداً تجاه المهاجرين غير الشرعيين، إذ تقضي خطط المحافظين بترحيلهم على الفور إلى رواندا، وحتى لو تبين أنهم يستحقون وضع اللاجئ، فلن تتم إعادتهم إلى المملكة المتحدة، ليظلوا عالقين في رواندا كلاجئين.

ومع ذلك، يتوقع بال أن يتم التخلي عن تلك الخطط التي تتعلق بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، إذا فاز "حزب العمال." ويوضح أن معظم الخبراء، بل معظم البريطانيين وفق ما تشير استطلاعات الرأي، يعتبرون أن مخطط رواندا "بمثابة حماقة باهظة الثمن". ويقول "لقد كانت كارثة باهظة الثمن، لم نشهد في الواقع أي رحلات جوية تقل طالبي اللجوء إلى رواندا، وربما تُدرج في التاريخ السياسي البريطاني باعتبارها واحدة من أكثر المخططات إسرافاً وسخافة رأيناها على الإطلاق".

تبقى قضية المهاجرين لاعباً مهماً في تلك الانتخابات الأولى في المملكة المتحدة منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي قبل أكثر من أربعة أعوام، وفي وقت تمثل القضية عنصراً أساسياً في السياسات الانتخابية في أنحاء أخرى من أوروبا. فخلال الانتخابات البرلمانية الأوروبية التي جرت مطلع الشهر الجاري، كانت المشاعر المعادية للمهاجرين أحد العوامل التي ساعدت الأحزاب اليمينية المتطرفة في كثير من البلدان،  بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإيطاليا على الفوز بمزيد من المقاعد في المجلس التشريعي الأوروبي.

Listen to "البطاقة التي تهدد المحافظين بالخروج" on Spreaker.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات