"حزب الله" يقصف إسرائيل بعشرات الصواريخ وغالانت يتحدث عن تغيير بالشمال

أعلن "حزب الله" اليوم الخميس قصف موقع عسكري في شمال إسرائيل بعشرات الصواريخ "رداً" على مقتل أحد عناصره بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان، وغداة توجيه الأمين العام للحزب تحذيرات شديدة اللهجة إلى إسرائيل.

وتبنّى الحزب في بيان اليوم هجوماً "بعشرات صواريخ الكاتيوشا" على ثكنة عسكرية في شمال إسرائيل، رداً على "الاغتيال" الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في بلدة ديركيفا.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن مقتل شخص بغارة "مسيرة" إسرائيلية في هذه البلدة الواقعة في جنوب لبنان، ونعى "حزب الله" من جهته عنصراً "من بلدة الشهابية في جنوب لبنان"، أكد مصدر مقرب من الحزب مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أنه قضى بالغارة التي استهدفت ديركيفا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن إحدى طائراته "نفذت ضربة دقيقة في منطقة ديركيفا في جنوب لبنان" أدت إلى مقتل عنصر في "حزب الله"، "كان مسؤولاً عن تخطيط هجمات وتنفيذها ضد إسرائيل وقيادة قوات برية لـ (حزب الله)" في جويّا في جنوب لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف كذلك "منصة إطلاق صواريخ أرض جو تابعة لـ (حزب الله) شكّلت تهديداً على الطائرات التي تنشط فوق لبنان". 

وكانت قناة "العربية" قد نقلت معلومات أفادت بمقتل نجل المسؤول الثقافي في "حزب الله" محمد جمعة في الغارات. ولم يؤكد الحزب في أي من بياناته هذه المعلومات.

وأعلنت إسرائيل في وقت سابق الخميس إخلاء بلدة الجش في الجليل الأعلى قرب الحدود مع لبنان، بينما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في منشور عبر حسابه على منصة "إكس" أن "الوضع في الجبهة الشمالية مع لبنان سيتغير بتسوية أو بعملية عسكرية". وأضاف أنه "جرى تقييم الوضع في الجبهة الشمالية مع رئيس الأركان وقائد القيادة الشمالية وقائد القوات الجوية"، مؤكداً أن قوات الجيش الإسرائيلي "تستعد وتستمر في الاستعداد لمواجهة أي تهديد يأتي في طريقنا. سواء في الدفاع أو الهجوم".

وتابع غالانت "الوضع في الشمال سيتغير بتسوية أو بعملية عسكرية واسعة النطاق علينا واجب إعادة المواطنين سالمين إلى منازلهم".

نفي قبرصي

وفي المقابل وغداة تحذير الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله لقبرص، بعدما كشف عن معلومات تلقاها الحزب تفيد بأن إسرائيل التي تجري سنوياً مناورات في الجزيرة الصغيرة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط والعضو في الاتحاد الأوروبي والقريبة جغرافياً من لبنان وإسرائيل، قد تستخدم المطارات والقواعد القبرصية لمهاجمة لبنان، نفى الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس أية إشارة إلى أن قبرص تنحاز إلى أي طرف في أي صراع. وقال "إنها (قبرص) ليست جزءاً من المشكلة، إنها جزء من الحل. وهذا الدور واضح على سبيل المثال من خلال ممر (المساعدات) الإنسانية الذي اعترف به ليس فقط العالم العربي ولكن أيضاً المجتمع الدولي"، في إشارة إلى شحنات المساعدات من قبرص إلى غزة. 

المتحدث باسم الحكومة القبرصية أكد من جانبه أنه لن يتم منح أي دولة الإذن لإجراء عمليات عسكرية عبر قبرص، وقال "إن "علاقات جمهورية قبرص مع لبنان ممتازة، وكل المفاوضات ستتم على المستوى الدبلوماسي".

وكانت سرت أبناء صحافية عن إغلاق السفارة القبرصية أبوابها في بيروت وتوقّف طاقمها عن العمل، قبل أن تؤكد وزارة الخارجية اللبنانية أن السفارة القبرصية لم تُغلق أبوابها في بيروت، إنما تم تعليق العمل بنظام منح التأشيرات بدءاً من اليوم لأسباب إدارية، فيما من غير الواضح بعد ما إذا كان هذا الأمر سيستمر، فيما طاقم السفارة لا يزال يعمل داخلها بشكل عادي.

ملجأ للبنانيين
وكان السفير القبرصي في إسرائيل كورنيليوس كورنيليو رد على كلام نصرالله قائلا "علاقتنا مع إسرائيل قوية"، لافتاً إلى أنه "سيكون هناك رد فعل" على التهديد.

وفي المقابل دخل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على الخط فكتب عبر منصة "إكس" أنه "في أيام الحرب الباردة توصل الفرقاء من الجانبين إلى مفهوم التدمير الذاتي المشترك  Mutual Assured Destruction أي استحالة الفوز لأي فريق. فقط نهاية البشرية". مضيفاً "ملاحظة، قبرص كانت ملجأ للبنانيين على مدى عقود أيام المحن".

فيما اعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني أن تهديد نصرالله لقبرص ليس فقط محرج بل خطير جداً، وقال "هذا يشكل خطراً على لبنان كدولة ويضعه في عزلة عن العالم". 

ومن غير المعروف أن قبرص تقدم أية مرافق برية أو قواعد للجيش الإسرائيلي، لكنها سمحت في الماضي لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي الشاسع - ومنطقة معلومات الطيران الخاصة بها - لإجراء تدريبات جوية من حين إلى آخر.
وكانت بريطانيا التي تتمتع بالسيادة الكاملة على قواعدها العسكرية في قبرص استخدمتها في عمليات شنت على سوريا، وأخيراً في اليمن. وليس للحكومة القبرصية رأي في هذا الأمر. وتوجد قاعدتان بريطانيتان في قبرص التي كانت مستعمرة حتى عام 1960. 

وقبرص ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلا أنها عضو في الاتحاد الأوروبي، وتجمعها مع الغرب تحالفات قوية ومصالح مشتركة في السياسة والأمن والاقتصاد، واستهدافها، بحسب خبراء، قد يستدعي تدخل المجتمع الدولي، مما يفتح الباب على توسعة رقعة الحرب أكثر.