Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سر الغرفة المظلمة في النصيرات

احتجز الجمل الرهائن الإسرائيليين الأربعة داخل منزله في وسط الحي المكتظ بالسكان

فلسطينيون يغادرون النصيرات بعد الهجوم الإسرائيلي (أ ف ب)

في مخيم النصيرات المكتظ بالفارين من الشمال وأنحاء أخرى من القطاع، من الصعب الحفاظ على سر وراء الجدران، فحتى "الكحة" (السعال) يمكنك سماعها عبر المباني الخرسانية المتلاصقة، هكذا عبر الجيران في المدينة التي قصفها الطيران الإسرائيلي في وقت سابق من الشهر الجاري، عن صدمتهم عندما علموا أن ثمة أربعة رهائن إسرائيليين كانوا محتجزين داخل أحد المنازل في المخيم الذي كان هدفاً لعملية عسكرية وصفها خبراء الأمم المتحدة بأنها "جريمة حرب".

بالنسبة إلى سكان النصيرات، فإن أحمد الجمل هو الطبيب الذي يعالجهم والإمام صاحب الصوت الجميل الذي يتلو عليهم القرآن. لكن وفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية لمراسلتها عبير أيوب، فإن الجمل الذي يبلغ من العمر 73 سنة والذي يعيش مع عائلة نجله والمعروف بصلاته بحركة "حماس"، كان يحتفظ بذلك السر الذي لم يكُن يعرفه سوى قليلين في تلك الغرفة الصغيرة المظلمة في منزل العائلة.

ووفق الرواية الإسرائيلية فإن من بين خاطفي الرهائن نجل الجمل، الصحافي الفلسطيني عبدالله الجمل البالغ من العمر 37 سنة. وذكر الرهائن أنهم كانوا يسمعون من غرفتهم المغلقة والمشددة الحراسة عبدالله وزوجته فاطمة، وهي اختصاصية سحب دم في عيادة محلية، وأطفالهم يمارسون حياتهم اليومية في المنزل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الثامن من يونيو (حزيران) الجاري، اختبأ عدد من عناصر القوات الإسرائيلية متنكرين بملابس مدنية، داخل شاحنة مساعدات إنسانية آتية من الرصيف البحري الذي بنته الولايات المتحدة، وتسللوا إلى النصيرات حيث داهمت تلك القوات المنطقة بعنف وشنت إسرائيل هجمات برية وجوية مكثفة لاستعادة أربعة أسرى عُرف لاحقاً أنهم كانوا محتجزين لدى عائلة الجمل.  

المبنى الكائن في شارع بيسان، قُصف في تلك الغارة الإسرائيلية التي أعقبت اقتحام القوات الخاصة الإسرائيلية للمنزل وتحرير الرهائن، فقُتل عبدالله وزوجته وأبيه، بينما نجا الأطفال، وفق الجيران الذين تحدثوا إلى الصحيفة الأميركية. وعلى بعد بضعة مبانٍ، قُتل أفراد عائلة أبو نار التي كانت تحتجز الرهينة نوعا أرغماني.

في هجوم الثامن من يونيو استطاعت القوات الإسرائيلية تحرير رهائنها، لكن الهجوم الوحشي أسفر عن مقتل 274 فلسطينياً بمخيم النصيرات، وفي حين شعر بعض سكان المخيم بالصدمة، فإن آخرون أعربوا عن غضبهم تجاه قادة حركة "حماس" الذين عرضوا المدنيين للخطر بسماحهم احتجاز الرهائن الإسرائيليين داخل مناطق مكتظة بالسكان. 

فوفق بعض السكان الذين تحدثوا إلى "وول ستريت جورنال"، كان لا بد من أن يؤدي أي تحرك عسكري إسرائيلي داخل تلك الشوارع الضيقة في النصيرات إلى أعداد كبيرة من القتلى والجرحى. 

ونقلت الصحيفة عن مصطفى محمد الذي فر مع زوجته وابنته الرضيعة من مدينة غزة إلى النصيرات في بداية الحرب التي اندلعت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، قوله "كان ينبغي على ’حماس‘ أن تعطينا خريطة بالمناطق الآمنة التي يمكننا البقاء فيها، ولو كنا نعلم بوجود رهائن في هذا الحي لبحثنا عن مكان آخر". 

ويعتقد آخرون بأن "حماس" بحاجة إلى الإفراج عن الرهائن كجزء من صفقة لإنهاء الحرب، معربين عن خيبة أملهم لفشل الحركة في تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار بعد أشهر من المفاوضات.

والأسبوع الماضي، وافق مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار الدائم في غزة. وبينما كان رد فعل إسرائيل إيجابياً حيال المقترح، يجري الوسطاء من مصر وقطر محادثات مع قادة "حماس" بغية إحراز تقدم باتجاه التوصل إلى اتفاق.

المزيد من تقارير