Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تبحث جدية التهديد الإيراني قبل فتح "جبهة جديدة"

غالانت أوعز للجيش بإعادة 15 ألف جندي في الاحتياط ودعوات إلى وضع آليات تنهي المعركة سريعاً وضمان تحقيق أهداف الهجوم على "حزب الله"

جبهتا الجنوب والشمال في حال طوارئ قصوى مع انقسامات وخلافات في الرأي داخل إسرائيل (أ ف ب)

ملخص

تهديدات إيران جعلت التحديات أكبر من متخذي القرار في إسرائيل، بينما اعتبر أمنيون أنها تندرج في إطار "حرب نفسية".

بعد ساعات قليلة من تقييمات وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال جولة له في قطاع غزة بمشاركة قادة الوحدات ومقاتلين، لما حققه القتال في رفح واعتباره أن "حماس" باتت منهكة وغير قادرة على التعافي، دوت صفارات الإنذار في بلدات الجنوب وقطاع غزة بعد سقوط 20 صاروخاً عليها، ليدخل النقاش في إسرائيل من جديد إلى ما سماه بعضهم "دوامة النصر المطلق"، وكثرت التساؤلات حول احتمال تكثيف القتال واستمراره إلى حين القضاء على حركة "حماس" وقدراتها العسكرية.

هذا النقاش تشابك مع التطورات على الجبهة الشمالية وربط الجبهتين معاً مع تصعيد الأوضاع الأمنية هناك وإطلاق عشرات المسيرات والصواريخ من لبنان تجاه قواعد وثكنات عسكرية في الجولان والشمال، أدت إلى إصابة ما لا يقل عن 18 جندياً إسرائيلياً وإلحاق أضرار بالغة.

وعلى رغم تفضيل المستوى السياسي المسار الدبلوماسي على العسكري بانتظار ما قد يتمخض عن الجهود الأميركية لإحراز تقدم فيه، إلا أن استمرار التصعيد على طرفي الحدود تزامن مع التهديدات الإيرانية بالتدخل في حال شن الجيش الإسرائيلي حرباً على لبنان، وطرح الملف على طاولة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، بعد أن دعا نواب من اليمين إلى شن حرب فورية على لبنان لا تستثن الدولة اللبنانية أيضاً.

وما بين غزة وبيروت تبقى جبهتا الجنوب والشمال في حال طوارئ قصوى مع انقسامات وخلافات في الرأي حول قرارات المستوى السياسي، الذي ينتظر في هذه الأثناء انتهاء القتال في رفح بغضون أسبوعين في الأقل، لنقل ثقل الجيش إلى الجبهة الشمالية واتخاذ القرار بناء على ما سيتمخض من تقدم في التحركات السلمية المتوقع أن يكثفها الأميركيون خلال الأيام المقبلة خلال زيارة مرتقبة يقوم بها وزير الدفاع لويد أوستن إلى المنطقة.

10 آلاف جندي بصورة فورية

لجنة الخارجية والأمن التي عقدت اليوم الإثنين لبحث مختلف القضايا المتعلقة بالحرب على جبهتي الشمال والجنوب، استمعت لتقرير أمني حول وضعية القتال وما يتطلبه الجيش من أجل ضمان جهوزيته واستعداده لأي تصعيد أمني مفاجئ على الجبهتين الشمالية والجنوبية.

غالانت أوعز للجيش بإعادة 15 ألف جندي في الاحتياط، 10 آلاف منهم بشكل فوري بمن فيهم الحريديون، فيما دعا الجيش، بحسب بيان له، سكان شرق خان يونس جنوب قطاع غزة إلى مغادرة المنطقة، وهدد عسكريون بقتال لم تتوقعه حركة "حماس" عقب إطلاق 20 صاروخاً، وعلى رغم ذلك كرر نتنياهو "نقترب من نهاية مرحلة القضاء على القدرات العسكرية في غزة".

على الجبهة الشمالية تتصاعد المواجهات على طرفي الحدود، وحذر مسؤولون إسرائيليون من الضربات المكثفة المقبلة باتجاه لبنان، وفيما أعلن المجلس الوزاري الأمني المصغر في اجتماعه الأخير بأكثرية الوزراء وبدعم غالانت ونتنياهو عدم شن حرب على لبنان ومنح فرصة للمسار الدبلوماسي، طالب الوزيران المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بحرب فورية على لبنان والتعلم من دروس السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في غزة.

سموتريتش اعتبر أن لا مفر من الذهاب في "حرب حاسمة وسريعة" ضد "حزب الله لإخراجه من اللعبة"، وفق ما أعلن وهو حديث اعتبرته جهات سياسية وأمنية مضللاً للجمهور بسبب التحذيرات من أية حرب على لبنان التي قد تتطور إلى إقليمية، فيما الجيش الإسرائيلي، وبحسب أكثر من تقرير، ما زال غير جاهز لمثل هذه الحرب، والجبهة الداخلية، وفق تقرير مراقب الدولة، غير محصنة لضمان أمن السكان، وغير مستعدة لإخلاء من تبقى من بلدات الشمال القريبة من الحدود التي ستكون أولى المناطق المستهدفة بصواريخ "حزب الله" في حال اشتعلت الحرب.

الخلافات المتواصلة في إسرائيل ما بين مسار دبلوماسي وعسكري تجاه لبنان تعمقت مع تحذير رئيس الأركان الأميركي الجنرال تشارلز براون، من أن الولايات المتحدة لن تتمكن من مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها في حرب واسعة مع "حزب الله"، مثلما حدث ليل هجوم إيران على إسرائيل في أبريل (نيسان)، وتكمن المشكلة في صعوبة التصدي للصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها "حزب الله" وتصل إلى معظم بلدات الشمال من دون أن يكون لدى أميركا، ولا حتى الحلف الذي تشكل عند هجوم إيران، أي إمكان لنقل منظومات لمواجهة هذه الصواريخ والمسيرة، كما حال الصواريخ بعيدة المدى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خطة استراتيجية

الأميركيون واصلوا تحذيراتهم "من أن هجوماً إسرائيلياً على لبنان من شأنه أن يتطور إلى حرب إقليمية شاملة، تشارك فيها إيران والميليشيات الموالية لها، لا سيما إذا ما عرض استمرار وجود حزب الله إسرائيل للخطر".

الرئيس السابق لوحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية عاموس جلعاد، دعا إلى ضرورة الاستمرار في المسار الدبلوماسي العقلاني في الشمال، وقال "هذا الأمر سيكون منوطاً أيضاً بما يحدث في الجنوب، وإذا ما صعد الجيش قتاله ولم يتخذ خريطة طريق واضحة لما بعد عملية رفح".

ودعا جلعاد إلى ضرورة وضع خطة استراتيجية في الجنوب والدفع نحو صفقة تضمن الإفراج عن جميع الأسرى، فور انتهاء القتال في رفح، "ومن دون ذلك سنجد أنفسنا أمام حرب خطرة في الشمال، وبالتالي سيهمل المختطفون وسننجر في غزة إلى وضع خطر، وعليه نحن اليوم أمام مفترق طرق وعلينا أن نقرر إما أن نسلك مساراً عقلانياً أو مسار المواجهات المستمرة مع أضرار بالغة".

من جهته وفي مقابلة مع قناة "سي أن أن" اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت أن اندلاع حرب شاملة مع "حزب الله" ستكون فكرة سيئة، لأن "إسرائيل ستعاني ألماً لم تشهده في تاريخها".

وبحسب أولمرت "إذا اندلعت حرب شاملة في الشمال من المرجح أن يختفي لبنان، سيكون هناك دمار شامل، لدينا القدرة على القيام بذلك، لكن في الوقت نفسه إذا استخدم ’حزب الله‘ كل القوة، وهو سيستخدمها، ستعاني إسرائيل ألماً أكبر من أي وقت مضى في تاريخ حروبها".

وأكد أولمرت "أليس هناك مصلحة لإسرائيل وليس هناك مصلحة لـ’حزب الله‘ في الدخول في حرب شاملة، يمكننا التوصل إلى اتفاق، فذلك يتطلب حكمة وصبراً والمثابرة وضبط النفس"، مشيراً إلى أن "كلا الجانبين لا يملك كثيراً منها في الوقت الحالي، لذا نحن أمام مشكلة".

إيران - حرب نفسية

دخول إيران على خط التهديدات على الجبهة الشمالية بعد ما نشرته البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة من تهديدات في حال شنت إسرائيل حرباً على لبنان، الهدف منه بحسب متابعين، فرض ورقة الخيار السياسي في الجبهة الشمالية.

فتهديدات إيران جعلت التحديات أكبر حتى في اتخاذ القرار، بينما اعتبرها أمنيون "حرباً نفسية"، ولكن لفت بعضهم إلى أنه "إذا ما تحولت الحرب على لبنان إلى شاملة فستكون النتيجة حرباً مدمرة".

الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين، وهو صاحب الصوت المحذر من حرب على لبنان والداعي إلى إنهاء الحرب في غزة وإعادة الأسرى بشكل فوري، شد على أهمية أن تكون إسرائيل مستعدة لمثل هذا التهديد، ولكن رفض تصريحات إسرائيليين خصوصاً اليمين بأن "طهران تعد مخططاً لإبادة إسرائيل"، وقال "قد تصل إيران إلى حد استخدام قدراتها العسكرية الخطرة ضد إسرائيل، ولكن ليس إبادة إسرائيل".

وأوصى يدلين متخذي القرار بأن يأخذوا بالحسبان قبل اتخاذ أي قرار بالدخول الى حرب في الشمال، "ليس فقط خطر أن تتحول إلى إقليمية تدخل فيها إيران، إنما أيضاً وضعية إسرائيل وإمكان وقوف الولايات المتحدة إلى جانبها بالهجوم والدفاع، والتأكد من أنها ستحرر شحنات الأسلحة التي تشمل ما لا يقل عن 3500 قنبلة عدا العتاد العسكري الآخر".

وأكد يدلين على "ضرورة وضع آليات لمنع استمرار الحرب لمدة تسعة أشهر كما الحال في غزة، وإنهائها بسرعة مع ضمان تحقيق أهداف الهجوم على ’حزب الله‘ وضرب قواعده العسكرية وبنيته التحتية، وفي المقابل الاستعداد والتأكد من أن إسرائيل قادرة على تحمل  ضربات ’حزب الله‘ التي سيوجهها إلى إسرائيل".

المزيد من تقارير