Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المعارك تحتدم في سنار بعد هجوم مفاجئ لقوات "الدعم السريع"

تبادل مزاعم السيطرة على جبل موية في الولاية السودانية ومصير عشرات آلاف المدنيين على المحك

وصول عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إلى ولاية النيل الأبيض (إعلام مجلس السيادة السوداني)

ملخص

معارك شرسة استمرت طوال نهار الأحد وسط تدخل سلاح الطيران الحربي بكثافة للحد من سرعة تقدم القوات المهاجمة

اندلعت فجر اليوم الإثنين الـ24 من يونيو (حزيران) الجاري معارك عنيفة في منطقة جبل موية داخل حدود ولاية سنار، وعلى طريق رئيس يربط بين مدينة ربك بولاية النيل الأبيض وولاية سنار، على الحدود بينها وولاية الجزيرة جنوب غربي السودان.

شلل مروري

تسببت المعارك الضارية والقتال العنيف بحسب شهود، في شل حركة المرور والمواصلات وخروج  الطريق الحيوي الرابط بين مدينة ربك عاصمة ولاية النيل الأبيض وعاصمة ولاية سنار.

وذكر شهود أن قوات "الدعم السريع" شنت فجر الإثنين هجوماً على منطقة جبل موية، تصدت له القوات المسلحة في معارك شرسة استمرت طوال نهار الأحد وسط تدخل سلاح الطيران الحربي بكثافة للحد من سرعة تقدم القوات المهاجمة.

وأعلنوا أن "قوات الدعم السريع بدأت تحركاتها باكراً صباح اليوم في أعداد كبيرة إلى مناطق جبل موية نحو قرى فنقوقة والكمر وأولاد مهلة، انسحبت إثرها قوات الجيش، لكن الطيران تعامل معها بقوة قبل أن تتصدى لها قوات الجيش وتصدها".

وأوضح الشهود أن الاشتباكات العنيفة على تخوم جبل موية تسببت في نزوح عدد من مواطني قرى جبل موية الواقعة حول مصنع سكر سنار، وكذلك بعض القرى المتاخمة لولاية النيل الأبيض، وفي حال سيطرة "الدعم السريع" عليها فإن مصير عشرات الآلاف من المدنيين سيكون صعباً، وفق حديث جاد كريم.

مزاعم السيطرة

وفيما أفادت مصادر عسكرية بسيطرة الجيش على كامل جبل موية ودخول قواته إلى مصنع السكر بعد معركة ضارية مع "الدعم السريع" وتكبيدهم خسائر فادحة، وشروعه في عمليات تمشيط محيط مصنع السكر، بثت قوات "الدعم السريع" مشاهد لقواتها تزعم فيها بسط سيطرتها على الجبل ودخولها إلى اطراف مدينة سنار.

أشارت المصادر إلى أن قوات "الدعم السريع" خسرت عدداً كبيراً من قواتها التي حشدتها من مناطق عدة بولاية الجزيرة، ودمرت نحو 25 عربة عسكرية ومقتل عدد كبير منهم من بينهم أكثر من قائد مجموعة، قبل أن ينسحبوا إلى قرية فنقوفه على طريق ربك - سنار.

وأضافت المصادر ذاتها أن "القوات المسلحة (متحرك سنار) لا تزال تعمل على تحرير مصنع سكر سنار بعد استلامه لكبري المصنع  وفرار قوات ’الدعم السريع‘ من المصنع حيث تحصنوا، لتكمل بسط سيطرتها على كل منطقة مصنع السكر غرب الولاية، وكذلك جبل موية والقرى المحيطة به بما فيها ود الحداد والحاج عبدالله".

وذكرت منصة المتحدث الرسمي للحكومة السودانية أن "قوات ’الدعم السريع‘ شنت منذ الخامسة فجراً هجوماً على منطقة جبل موية غرب سنار، غير أن دفاعات الجيش تمكنت من صد الموجة الأولى من الهجوم ثم تدخل الطيران وقام بتشتيت القوات المهاجمة التي قوامها من الجنوبيين، متوقعة أن تتابع قوات ’الدعم السريع‘ هجومها خلال اليوم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أهمية استراتيجية

في السياق أوضح يعقوب الدموكي المستشار السابق لقائد قوات "الدعم السريع" أن "هدف تلك قوات من وراء هذا الهجوم الكبير، لأن السيطرة على هذا الطريق الحيوي (ربك - سنار) ما من شأنه أن يفتح أمامها المساحات والجغرافيا على الحدود الإثيوبية ومع دولة جنوب السودان، مما يعني ضمان إمداد ودعم لوجستي مستمر ومستقر سواء بالسلاح أم التعيينات العسكرية الأخرى".

أضاف الدموكي أن السيطرة على هذا الطريق المعبد "المسفلت" من شأنه أن يفصل ولاية سنار عن مدن ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة وكذلك الكاملين والمناقل بالجزيرة أيضاً، فضلاً عن أنه سيقطع التواصل بين غرب وشرق السودان وعرب ولاية النيل الأبيض.

وأشار المستشار السابق إلى أن الطيران الحربي وبخاصة مروحيات "الأباتشي" المقاتلة لعبت دوراً حاسماً في صد الهجوم وتكبيد القوات المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح والعربات العسكرية.

تعزيزات مبكرة

ولفت الدموكي إلى أن سيطرة الجيش على الطريق الكبير ستسمح لقوات الجيش في محور سنار أن يتقدم صوب تحرير مدينة ودمدني نتيجة الضرر الكبير الذي لحق بقوات "الدعم السريع" في هذا المحور، إلى جانب عزل قواتها في مدينة ود مدني عن تلك الموجودة في سنار.

وكان الجيش عزز وجود وانتشار قواته في محيط ولاية سنار وعاصمتها منذ فترة طويلة في ما سمي بـ"محور سنار" العسكري، المخطط له أن يسهم في عمليات تحرير ولاية الجزيرة مع المحاور الأخرى شرقاً وغرباً وشمالاً. 

ومنذ سيطرتها على مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة وتمددها نحو أجزاء واسعة من الولاية في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، عززت قوات "الدعم السريع" توغلها نحو ولاية سنار بسيطرتها على عدد من القرى الحدودية داخل الولاية المتاخمة للجزيرة من الناحية الجنوبية، بهدف عرقلة تقدم الجيش نحو تحرير ولاية الجزيرة.

وفي الأثناء وعلى خلفية الهجوم على جبل موية على الطريق الحيوي الرابط مدينة ربك عاصمة ولاية النيل الأبيض ومدينة سنار، وصل عضو مجلس السيادة الانتقالي نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين كباشي مساء الإثنين إلى ولاية النيل الأبيض.

وأوضح بيان صحافي لإعلام مجلس السيادة أن الكباشي "تفقد مجمل الأوضاع في الولاية، واطمأن إلى الروح المعنوية العالية للقوات المرابطة بالولاية كافة".

تماس إقليمي

وتتهم قوات "الدعم السريع" بارتكاب فظائع وانتهاكات على نطاق واسع في حق مئات الآلاف من المدنيين في قرى الولاية، ونهب الممتلكات والأصول ومخزونات الغذاء والحبوب، وطاولت حتى مخزونات برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في عاصمة الولاية، وفق تقارير البرنامج ولجان وغرف الطوارئ والمقاومة  بمدن وقرى الولاية.

وتقع ولاية سنار على الناحية الجنوبية من ولاية الجزيرة، وتتمتع بحدود تماس مع كل من دولتي جنوب السودان وإثيوبيا.

واندلعت الحرب السودانية بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ الـ15 من أبريل (نيسان) الماضي، في العاصمة السودانية بولاية الخرطوم، لكن نيرانها سرعان ما تمددت إلى إقليم دارفور وولايتي الجزيرة وسنار وسط البلاد، ثم جنوب كردفان وإقليم النيل الأزرق وتخوم ولاية نهر النيل، مهددة بجر البلاد إلى أتون حرب أهلية طويلة وشاملة قد تزعزع استقرار المنطقة بأكملها.

وإلى جانب خسائرها البشرية والمادية المتعاظمة تسببت في موجة نزوح وتشريد ملايين المواطنين هي الأكبر في العالم، كما خلفت أزمة إنسانية كارثية ومجاعة تهدد أكثر من نصف السودانيين باتوا في حاجة ماسة إلى معونات غذائية عاجلة، لكن على رغم كل ذلك لا تزال مستمرة ومتمددة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير