Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مواصلات ترفع شعار "للنساء فقط" في مصر

مع امتداد الطرق وتزايد مشكلات التطبيقات ظهرت مشاريع تهدف لتقديم خدمة التنقل للسيدات والأطفال بأمان

تسعى مشاريع وتطبيقات النقل الذكية للنساء إلى توفير بيئة آمنة للتنقل من دون خوف أو قلق (مواقع التواصل الاجتماعي)

ملخص

شهدت مصر طفرة كبيرة في مجال الطرق في السنوات الأخيرة، فطبقاً لما أعلنته الدولة أنشئت طرق جديدة بما يعادل 7000 كيلومتر أضيفت إلى شبكة الطرق القائمة، إضافة إلى إعادة تأهيل كثير من الطرق التي كانت موجودة بالفعل، لكنها في حال سيئة

وطبقاً لما نشره المركز الإعلامي لمجلس الوزراء صعدت مصر في الترتيب العالمي لمؤشر جودة الطرق بمقدار 100 مركز، إذ قفزت للمركز الـ18 عالمياً بعد أن كانت في المركز الـ118 عام 2015

شهد المجتمع المصري في الفترة الأخيرة أزمات عدة مرتبطة بتطبيقات النقل الذكي التي تمثل واحدة من أهم وسائل المواصلات التي يعتمد عليها قطاع من المصريين، والحوادث الأخيرة حتى وإن كانت فردية نتجت من إحداها وفاة فتاة مصرية بعد أن قفزت من السيارة على أحد الطرق السريعة بعد أن شعرت بالخطر ليظهر بعدها أن سائق السيارة سجل ضده كثير من الشكاوى ولم تتخذ الشركة أي إجراء.

هذه الأحداث نتجت منها حال شديدة من القلق عند كثير من الأسر المصرية التي كانت تعتمد مثل هذه التطبيقات بصورة رئيسة في انتقالاتها، وكانت تتعامل معها باعتبارها الوسيلة الأكثر أماناً للبنات على وجه خاص، ولكن أصبحت هناك شكاوى متعددة منها على كل المستويات، سواء في سلوك السائقين أو في عدم وجود رقابة وعوامل كافية للأمان، وفي الوقت نفسه ارتفاع كبير جداً في الكلفة التي زادت أكثر من الضعف بالتواكب مع ضعف الخدمة المقدمة.

 

الأزمات الأخيرة انتقلت إلى البرلمان المصري ونتج منها إعلان لجنة الاتصالات بمجلس النواب عن إجراءات واجبة النفاذ في ما يتعلق بالأمن والسلامة ستطبق خلال الفترة المقبلة بعد اجتماع موسع مع المدير الإقليمي لإحدى شركات النقل العالمية في مصر.

الوضع السابق أدى إلى بحث الناس عن بدائل أكثر أماناً للسيدات، فالبعض عاد إلى استخدام المواصلات العامة، بينما اتجه آخرون إلى حلول أهلية بدأت في الانتشار أخيراً، مما قد يمثل خطورة باعتبارها خارجة عن أي نطاق مؤسسي، إذ إن كون قائد السيارة سيدة في النهاية ليس وحده ما سيتيح الأمان. فمثلاً بدأ البعض في البحث عن سائقة بسيارتها والتعامل معها مباشرة، سواء بصورة منتظمة أو غير منتظمة، أو بالاعتماد على تطبيقات "واتساب" لكل حي ظهرت فيه أخيراً تقدم فيها بعض النساء خدمات التوصيل مقابل أجر يتفق عليه.

تطبيقات نقل ذكي للسيدات فقط

في الوقت ذاته ألقت الأزمات الأخيرة المتعلقة بشركات النقل الذكي الضوء على تطبيقات كانت قائمة بالفعل منذ سنوات ترفع شعار "للنساء فقط"، فهي لا تقوم إلا بتوصيل السيدات والأطفال، وكل قائدات السيارات من النساء، واتجه كثير من الناس للتعامل مع هذه التطبيقات باعتبارها ستكون بديلة آمنة ستجنبهم مشكلات كثيرة، سواء مع تطبيقات النقل أو مع التاكسي التقليدي التي أصبح استخدامها مصحوباً بكثير من المشكلات أولها عدم استخدام القطاع الأكبر منها العداد، من ثم لا بد من التفاوض حول أجرة التوصيل، مما يسبب مشكلات، وكان هذا سبباً رئيساً في استخدامهن تطبيقات النقل الذكي المختلفة على رغم كل عيوبها.

 

أول تطبيق يرفع شعار "للنساء فقط" تقول مؤسسته ريم فوزي المتخصصة في مجال السياحة "بدأت هذا المشروع عام 2015 كنتيجة لمشكلات متعددة عانتها نساء كثيرات مع التاكسي العادية، وبالأساس لديَّ خبرة في مجال النقل السياحي، فبدأت أفكر في تنفيذ مشروع يكون وسيلة مواصلات آمنة للنساء فقط مع تحقيق معايير الجودة كافة، وكان الأمر في البداية تجربة جديدة وغير مسبوقة، وكنا نسعى إلى تغيير فكر المجتمع وواجهنا تحديات كبيرة واستطعنا التغلب عليها، وكان أولها أننا في مقدم من استخرج رخصة مهنية للسيدات بعدما تم تدريبهن بصورة كاملة، وبدأنا بعدد محدود من السيارات زاد تباعاً، وطورنا الخدمة مع الوقت، وكنا نحاول إيجاد حلول لكل مشكلة تواجهنا". وتضيف "نقدم خدمة آمنة للنساء، فلدينا متطلبات معينة للعاملات معنا، من بينها نوع السيارة وتقديم المستندات الرسمية التي نقوم بالكشف عنها لتوفير تجربة آمنة للعميلات، وفي الوقت ذاته نوفر زر استغاثة للكابتن لو تعرضت لأي خطر، إذ يمكننا التدخل والمساعدة الفورية، ولا يقتصر هدفنا على فكرة توصيل النساء، لكننا نهدف ليكون لنا دور مجتمعي من خلال توفير فرص عمل للسيدات وعمل بعض البروتوكولات مع جهات مختلفة داعمة للنساء، كما أضفنا أفكاراً جديدة مثل توصيل الطلبات للمشروعات الصغيرة التي تقوم بها السيدات، وحالياً لدينا نحو 1000 كابتن، ونتمنى أن نتوسع بصورة أكبر، لكن الأمر فيه كثير من التحديات باعتبار أننا ننافس كيانات عملاقة".

النساء يبحثن عن حلول

في إطار الجدل المثار حول مشكلات تطبيقات النقل الذكية في مصر وبحث النساء عن وسائل آمنة والاقتراحات التي انتشرت على "السوشيال ميديا" من سيدات بعضهن يبحثن عن حلول، وبعضهن يقدمن خدمات، وقطاع منهن يرشح شركات النقل التي تتوجه "للنساء فقط" تثار القضية الأهم، وهي ضرورة أن تكون هناك حلول لأصل المشكلات، فالأساس أن تحظى كل فئات المجتمع ببيئة آمنه، وألا تخاف من السرقة أو القتل أو التحرش، وأن تكون هناك عقوبات رادعة وقوانين مفعلة لحماية فئات المجتمع، وليس النساء فحسب، فمن بين الحوادث الأخيرة كان تعرض شاب في الـ15 لمحاولة تحرش من أحد السائقين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقول دينا حسين (46 سنة)، "كنت اعتمد بصورة شبه كاملة على تطبيقات النقل الذكية في انتقالاتي أنا وابنتي التي التحقت بالجامعة العام الماضي، منذ الأحداث الأخيرة اختصرت استخدامي لها إلا في أضيق الحدود، وصرت أشعر بقلق شديد من استخدام ابنتي لها، أحاول حالياً البحث عن بديل لاستخدامه مع بداية العام الدراسي المقبل، خدمات هذه الشركات ساءت جداً في الأشهر الأخيرة، وارتفعت أسعارها بشدة، وللأسف لا توجد بدائل مناسبة خاصة لسكان المدن الجديدة التي لا تمتد إليها المواصلات العامة بصورة كافية، أو تحتاج إلى ركوب سيارة للوصول إلى أقرب نقطة مواصلات عامة أو محطة مترو".

وتقول داليا (32 سنة)، "كنت أعتمد على تطبيقات النقل الذكية في تنقلاتي، بخاصة أن لديَّ طفلين أرافقهما لتمارينهما الرياضية ثلاث مرات في الأسبوع، إضافة إلى الزيارات العائلية وغيرها، حاولت في الفترة الأخيرة، اعتماد التطبيقات المخصصة للنساء، نجحت مرات قليلة باعتبارها لم تحقق الانتشار الكبير في عدد السيارات، وهي خدمة ممتازة وآمنة، لكن أتمنى أن تنتشر بدرجة أكبر فهي ستكون الحل المثالي للسيدات".

انتشار تطبيقات النقل النسائية

تجربة أخرى لتطبيق للنقل الذكي يرفع شعار "للنساء فقط"، جاءت من وحي معاناة مؤسسته لحاجتها وسيلة مواصلات آمنة لها ولبناتها تستخدمها من دون قلق لتبدأ في مشروعها الذي انطلق عام 2020، لكنه حقق انتشاراً كبيراً في الفترة الأخيرة بتضاعف أعداد مستخدميه.

حنان كامل مؤسسة أحد التطبيقات تقول "منذ سنوات كنت أعاني هذه المشكلات بصورة شخصية، وكنت أبحث عن وسيلة مواصلات آمنة لبناتي، وفكرت في تنفيذ هذا المشروع. في البداية واجهتني عوائق متعددة مثل التمويل واستخراج التراخيص ووجود مقر، فكلها كانت تحديات، ومع الوقت تغلبنا عليها وبدأت بعدد محدود والآن أصبح لدينا 600 كابتن في مناطق متعددة من القاهرة والإسكندرية، ونأمل في أن نتوسع بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة". وتضيف "نوفر تجربة آمنة ومتكاملة للسيدات الأطفال، ونوفر مختلف عوامل الأمان مثل الحصول على الأوراق الرسمية والكشف عنها، وتوفير خدمة عملاء للعميلات في حال واجهن أي مشكلة، إضافة إلى متابعة خط السير أثناء الرحلة، ونقدم خدمة توصيل الأطفال للحضانات والمدارس والتمارين الرياضية. الإقبال زاد بصورة ملحوظة في الفترة الأخيرة، ونسعى إلى أن نحقق انتشاراً بصورة أكبر، لكننا لا نزال في البداية، والأمر يحتاج إلى إمكانات كبيرة على المستويات كافة، لكن نأمل في أن نتجاوز العقبات ونوفر تجربة آمنة للنساء".

امتدادات كبيرة للطرق

وشهدت مصر طفرة كبيرة في مجال الطرق في السنوات الأخيرة، فطبقاً لما أعلنته الدولة أنشئت طرق جديدة بما يعادل 7000 كيلومتر أضيفت إلى شبكة الطرق القائمة، إضافة إلى إعادة تأهيل كثير من الطرق التي كانت موجودة بالفعل، لكنها في حال سيئة.

وطبقاً لما نشره المركز الإعلامي لمجلس الوزراء صعدت مصر في الترتيب العالمي لمؤشر جودة الطرق بمقدار 100 مركز، إذ قفزت للمركز الـ18 عالمياً بعد أن كانت في المركز الـ118 عام 2015. وكثير من هذه الامتدادات المنشأة حديثاً توجد في المدن والمجتمعات الجديدة التي في كثير من الأحيان يميزها الهدوء، وكونها على مساحات واسعة لا تزال قطاعات منها هادئة، وليست مأهولة مثل وسط القاهرة والطرق والمحاور الجديدة لم يصاحبها حتى الآن إنشاء شبكة مواصلات عامة قوية يمكن الاعتماد عليها كوسيلة أساسية للانتقال مما يجعل قطاعاً كبيراً من سكانها يعتمد على تطبيقات النقل الذكية بصورة رئيسة في حال عدم وجود سيارة خاصة باعتبار أنه الحل الوحيد. وتثار هنا أزمة الأمان باعتبار أن الراكب يكون على طريق سريع ممتد مسافة طويلة، فما السبيل الأمثل والأكثر أماناً في مجال المواصلات والذي يمكن أن يكون أكثر فاعلية في هذا الوضع من وجهة نظر الخبراء؟

عبدالله أبو خضرة أستاذ الطرق والنقل والمرور بكلية الهندسة في جامعة "بني سويف" يقول "حققت مصر طفرة كبيرة في مجال الطرق والنقل خلال السنوات الأخيرة، وامتدت الطرق لربط المجتمعات العمرانية الجديدة بوسط القاهرة، وبالفعل امتداد العمران لمناطق ومجتمعات جديدة يحتاج لشبكة مواصلات قوية وممتدة، وهو ما يتم العمل عليه في الوقت الحالي بتوفير أشكال متعددة من وسائل النقل الجماعي بعضها تم افتتاحه مثل كثير من محطات المترو، وبعضها جار العمل عليه مثل القطار الكهربائي الخفيف والمونوريل (عبارة عن خطين لقطار كهربائي أحادي الخط لنقل الأفراد قيد الإنشاء)، وغيرها، فهذه المشاريع ستحقق نقلة كبيرة في مجال النقل الجماعي في مصر بخاصة مع توفير مستويات مختلفة في السعر لتناسب كل الطبقات الاجتماعية، مع تأمين امتيازات خاصة لبعض الفئات مثل الطلاب والموظفين". ويضيف "في إطار الحديث عن الأمان بالتواكب مع الحوادث التي شهدها المجتمع المصري في الفترة الأخيرة من بعض شركات النقل، والتي لا بد أن نشير في النهاية إلى أنها حوادث فردية قد تحدث في أي مكان، إلا أن تطبيق مصر منظومة النقل الذكية سيوفر مراقبة كاملة للطرق من خلال الكاميرات، ومن ثم التحرك فوراً للتعامل معه، مما سيؤدي لرفع درجة الأمان والسلامة والحد من الحوادث التي شهدناها في الفترة الأخيرة". ويتابع أبو خضرة "في الوقت ذاته لا بد من العمل على نشر التوعية بأهمية استخدام المواصلات العامة مثلما يحدث في العالم كله".

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات