Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الدعم السريع" تعلن السيطرة على عاصمة سنار أثناء زيارة البرهان

معارك واشتباكات عنيفة وهلع ورعب وبدء النزوح خارج مدينة سنجة

ملخص

قوات "الدعم السريع" تعلن إسقاط "الفرقة 17" للجيش بمدينة سنجة، العاصمة الإدارية لولاية سنار.

وسط أنباء متضاربة حول مصير مدينة سنجة العاصمة الإدارية لولاية سنار، وبالتزامن مع القائد العام للجيش للسوداني الفريق عبدالفتاح البرهان إلى مدينة سنار المجاورة (60 كيلومتراً جنوب شرقي سنجة)، أعلنت قوات "الدعم السريع" مساء اليوم السبت، إسقاطها "الفرقة 17" مشاة للجيش بمدينة سنجة.

تأكيد وصمت

وقالت قوات "الدعم السريع" في بيان مقتضب على موقعها الرسمي بمنصة "إكس" إن قواتها تمكنت من "تحرير" "الفرقة 17" مشاة التابعة للجيش بمدينة سنجة.

وبثت مع البيان مقطع فيديو وهم يهللون بسقوط "الفرقة 17"  ويتبادلون التهاني وأهازيج النصر فيما بينهم، أمام مقر الفرقة العسكرية للجيش.

في المقابل، وبينما لم يصدر بيان رسمي من جانب الجيش، وصفت مصادر ولائية رسمية ما حدث في مدينة سنجة بأنه "هجوم انتحاري محدود تم بعدد قليل من العربات القتالية لا يتجاوز التسع مركبات بهدف زعزعة استقرار المواطنين وأمنهم وتم التعامل مع القوة المهاجمة التي تسللت إلى تخوم سنجة ودحرها".
وأوضحت المصادر عينها، أن "قوة ’الدعم السريع‘ تسللت عبر منطقة القويزات على طريق الدالي والمزموم وتعامل معها الطيران الحربي بصورة حاسمة وسريعة، وأحدث فيها خسائر مادية وبشرية كبيرة، فيما وصل ما بقي من القوة إلى الدفاعات المتقدمة للجيش بمدينة سنجة ودارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين".

انتشار ونزوح

وأضافت المصادر ذاتها أن مجموعة من قوات "الدعم السريع" دخلت عن طريق القويزات بعدد قليل من العربات القتالية وحوالى 25 دراجة نارية، مؤكدة أن تعزيزات كبيرة من الجيش وصلت إلى سنجة قادمة من مدينة سنار، وعلى رغم أن مدينة سنار هي الأكبر والأعرق والأهم اقتصادياً، لكن مدينة سنجة تكتسب أهميتها كونها المركز الإداري للولاية ومقر رئاسة حكومتها ومقر "الفرقة 17" مشاة التابعة للجيش.

وأفاد شهود بأن أصوات إطلاق النار الكثيف سُمعت في الأجزاء الغربية من مدينة سنجة وسط هلع المواطنين الذين بدؤوا بالنزوح ومغادرة المدينة في طريقهم إلى كسلا والقضارف.

في الأثناء، قال رئيس مسار وسط السودان باتفاق جوبا للسلام التوم هجو، إنه يبعث رسائل تطمين للمواطنين من داخل مدينة سنجة بأن ما حدث هو مجرد تسلل لمجموعة قليلة التفت على دفاعات الجيش في مدينة سنار.

وأوضح هجو في رسالة صوتية، أن "المجموعة تسللت إلى مدينة سنجة من جهة الغرب عبر الجبال مشبهاً ما جرى في سنجة بما حدث في مدينة سنار الأسبوع الماضي"، مؤكداً أن "مدينة سنجة ستظل عصية على الغزاة ولن تسقط أبداً".

وذكر الشهود أنهم رؤوا مجموعات من قوات "الدعم السريع" تنتشر في الأحياء السكنية غرب المدينة وتقيم نقاط ارتكاز في بعض المناطق والشوارع، مع استمرار سماع أصوات الأسلحة الخفيفة وأحياناً الثقيلة.

البرهان في سنار

وكان البرهان قد وصل صباح اليوم إلى مدينة سنار وكان في استقباله والي سنار المكلف محمد علي عبدالله، وقائد منطقة النيل الأزرق العسكرية وقائد متقدم سنار اللواء الركن ربيع عبدالله وقادة الأجهزة النظامية بالولاية وجموع من المواطنين.

واستمع البرهان إلى تقرير مفصل حول موقف العمليات الحربية بالقطاع واستعداد القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى والمستنفرين من المقاومة الشعبية لصد أية محاولات من قبل العدو لزعزعة أمن ولاية سنار واستقرارها.

وأشار بيان صحافي لمجلس السيادة إلى أن البرهان تفقد الخطوط الأمامية للدفاعات المتقدمة بسنار ووقف على جاهزيتها لدحر المتمردين من ميليشيات "الدعم السريع"، كما تفقد جرحى ومصابي المعارك  من النظاميين والمواطنين بمستشفى الكفاح التخصصي بمدينة سنار، مشيداً "بالأداء البطولي الذي قدمه أبطال القوات المسلحة والقوات النظامية في دحر الميليشيات".

وكانت قوات "الدعم السريع" قد بسطت سيطرتها إثر معارك عنيفة مع الجيش الإثنين الماضي على منطقة جبل موية داخل حدود ولاية سنار، وعلى طريق رئيس يربط بين مدينة ربك بولاية النيل الأبيض وولاية سنار، على الحدود بينها وولاية الجزيرة جنوب غربي البلاد.

حصار سنار   

في السياق، أوضح المحلل والباحث الأمني، ضوالبيت دسوقي أن "سقوط حامية مدينة سنجة سيعقد من مهمة الجيش في الدفاع عن مدينة سنار التاريخية العريقة التي تصبح وفق التطور الجديد محاصرة بواسطة قوات "الدعم السريع" من جهة سنجة من جانب، ومنطقة جبل موية على الطريق الرئيس الرابط بين ولايتي سنار والنيل الأبيض من جانب آخر".

وأشار دسوقي إلى أن "الهجوم والسيطرة على مدينة سنجة يكشف أيضاً أن قوات "الدعم السريع" كانت بالأساس تسعى في مرحلة لاحقة إلى شن هجوم كبير من أكثر من محور على مدينة سنار، غير أن التعزيزات الضخمة التي حشدها الجيش في مدينة سنار قد تحول دون ذلك".

ولفت إلى أنه "بسقوط سنجة ستصبح مدينة سنار عملياً تحت الحصار، من محور سنجة جنوباً وجبل موية غرباً ومصنع السكر غرب سنار شمالاً مما يعني من جهة أخرى انسداد سبل الإمداد باستثناء الاتجاه الشرقي الوحيد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تعقيدات الخريف

وحذر الباحث الأمني من فصل الخريف الذي يقترب وسيضيف مزيداً من التعقيدات على موقف الجيش في ظل هذا الوضع، إذ ستنقطع معظم طرق الإمداد حتى على الاتجاه الشرقي الوحيد المتاح لتموين الجيش، مما يعني أن لا سبيل لإمداد الجيش سوى الإسقاط الجوي وهو وضع حرج أشبه بالحصار التام، وفي هذه الحال يمكن لقوات "الدعم السريع" أن تهدد مدن المناقل بولاية الجزيرةـ وكوستي وربك والدويم في ولاية النيل الأبيض".

وكان الجيش عزز وجود وانتشار قواته على محيط ولاية سنار وعاصمتها منذ فترة طويلة في ما سمي "محور سنار" العسكري، المخطط له أن يسهم في عمليات تحرير ولاية الجزيرة مع المحاور الأخرى شرقاً وغرباً وشمالاً.

توغل أكثر 

ومنذ سيطرتها على مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة وتمددها نحو أجزاء واسعة من الولاية في سبتمبر (أيلول) 2023، عززت قوات "الدعم السريع" توغلها نحو ولاية سنار بسيطرتها على عدد من القرى الحدودية داخل الولاية المتاخمة للجزيرة من الناحية الجنوبية، بهدف عرقلة تقدم الجيش نحو تحرير ولاية الجزيرة.

واندلعت الحرب السودانية بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ الـ15 من أبريل (نيسان) الماضي، في العاصمة السودانية الخرطوم، لكن نيرانها سرعان ما تمددت إلى إقليم دارفور وولايتي الجزيرة وسنار وسط البلاد، ثم جنوب كردفان وإقليم النيل الأزرق وتخوم ولاية نهر النيل مهددة بجر البلاد إلى أتون حرب أهلية طويلة وشاملة قد تزعزع استقرار المنطقة بأكملها.

وإلى جانب خسائرها البشرية والمادية المتعاظمة تسببت في موجة نزوح وتشريد لملايين المواطنين هي الأكبر في العالم، كما خلفت أزمة إنسانية كارثية ومجاعة تهدد أكثر من نصف السودانيين الذين باتوا في حاجة ماسة إلى معونات غذائية عاجلة، لكن على رغم كل ذلك لا تزال مستمرة ومتمددة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات