Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تألق الشباب في "يورو 2024" يكشف عن قدوم العصر التالي لكرة القدم

مع سيطرة أمثال جمال موسيالا وجود بيلينغهام ولامين يامال على المراحل الأولى من البطولة أصبحت السمة الرئيسة للمسابقة واضحة

جمال موسيالا لاعب المنتخب الألماني لكرة القدم ونادي بايرن ميونيخ (أ ف ب)

ملخص

أبرزت المرحلة الماضية من دور المجموعات ببطولة "يورو 2024" تألق اللاعبين الشباب ممن تقل أعمارهم عن 23 سنة مما يفتح الباب أمام أسئلة عن مستقبل اللعبة

عندما جلس المدرب جوليان ناغيلسمان مع جمال موسيالا للحديث عن توليه منصب المدير الفني لمنتخب ألمانيا، كرر النصيحة التي قدمها لصانع الألعاب الشاب عندما كانا معاً في نادي بايرن ميونيخ، وقال له إن عليه الاستمرار في اللعب كما لو أنه عاد لملعب صغير للاستمتاع.

إن عمر موسيالا (21 سنة) يعني أن ذلك كان قبل بضع سنوات فقط، وهو ما يجعل الكلمات أكثر لفتاً للانتباه، نظراً إلى أنه الآن يضيء أعظم مرحلة في كرة القدم الأوروبية من دون عناء.

لم يحصل زين الدين زيدان على هذا القدر من التألق قبل أن يهيمن على بطولة أمم أوروبا "يورو 2000" عندما كان عمره 28 سنة، وعلى رغم هذه الفجوة، ينظر إلى موسيالا من منظور مماثل للنجم الفرنسي آنذاك، في الأقل في ما يتعلق بالجوائز الفردية الأوروبية، نظراً إلى أن موسيالا يحتمل أن يكون أفضل لاعب في البطولة.

يأتي جزء من ذلك من قدرات موسيالا الفريدة في التحكم بالكرة، ولكنه يمثل أيضاً تحولاً أوسع نطاقاً، فغالبية اللاعبين المميزين في بطولة "يورو 2024" هم لاعبون ما زالوا مؤهلين للمشاركة مع منتخب تحت 21 سنة أو أقل.

المنافس الرئيس لموسيالا هو النجم الإنجليزي الصاعد جود بيلينغهام (20 سنة)، وكذلك زميل موسيالا ومسجل الهدف الافتتاحي في البطولة فلوريان فيرتز، الذي يبلغ من العمر 21 سنة، أما صاحب أفضل هدف في البطولة حتى الآن هو التركي أردا غولر ويبلغ من العمر 19 سنة.

وأصبح الإسباني لامين يامال أصغر لاعب يظهر في بطولة أمم أوروبا على الإطلاق وهو في الـ16 من عمره فقط، واستمتع بسعادة غامرة إلى جانب نيكو ويليامز البالغ من العمر 21 سنة، ومنحا إسبانيا قوة جديدة.

في هذه الأثناء يعتبر وارن زائير إيمري البالغ من العمر 18 سنة أكثر من مستعد للتدخل في تشكيلة مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان، وهو الأمر الذي كان لا يمكن تصوره خلال فترة ديشان كلاعب مع زيدان.

وبطبيعة الحال، وكانت الحقبة الماضية مليئة باللاعبين الشباب ليس أقلهم واين روني وكريستيانو رونالدو، لكن عدد اللاعبين الأساسيين الحاليين يشير إلى شيء أكبر من ذلك، إذ يلعب هؤلاء اللاعبون الشباب كما لو كان هذا هو مستواهم، ببساطة لأنه كذلك.

المشهد الحالي قد يكون مذهلاً للمديرين الفنيين قبل 20 أو حتى 10 سنوات، إذ كانت وجهة النظر السائدة هي أن كرة القدم الدولية هي المستوى الذي يجب على اللاعب أن يرتقي إليه وأن أفضل مرحلة عمرية لهذه المنافسات هي فترة منتصف العشرينيات.

وكان ينظر إلى هذا العمر على أنه التوازن المثالي بين البراعة البدنية والخبرة الكافية، والدليل أن سن الـ27 كان تقريباً عمر أفضل لاعب في كل بطولة من بطولات الألفية مثل أندريس إنيستا في 2012 وتشافي في 2008، وزيدان عام 2000، إذ كان يبلغ 28 سنة.

في بطولة أمم أوروبا 2000 أثار كيفن كيغان انتباه الجميع عندما أشار إلى أن جو كول البالغ من العمر 18 سنة قد يكون لديه فرصة للمشاركة، ووضعت سابقة جديدة مثيرة من خلال اللعب بمايكل أوين قبل عامين.

وقال كيغان "يورو 2000 ليست مسابقة مبكرة جداً بالنسبة إلى جو إذا واصل الطريق الذي يسير عليه، آمل أن يعرف ذلك، عليه أن يحرز تقدماً وعليه أن يفعل ذلك بسرعة، لكن مايكل أوين فعل ذلك".

ومن الواضح أن كول لم يفعل ذلك بالسرعة الكافية، لكن في هذه الأيام لم يعد هناك انتظار كما يمكننا أن نرى من بعض الأسماء هذا الصيف، إذ أصبح الانضمام للمنتخبات معياره هو الموهبة، ولذلك سيحصل هؤلاء اللاعبون الصغار على دقائق لعب أكثر بكثير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

النقطة التبسيطية هي أن هذا يتبع اتجاهات أوسع في كرة القدم للأندية، لكن هذه حالة نادرة حيث توضح بطولة دولية شيئاً أكبر بالطريقة التي كانت تحدث تاريخياً، لقد استخلصت بطولة "يورو 2024" بعض الاتجاهات المميزة التي كانت واضحة ولكن لم تميز بالكامل بعد.

لقد أصبح الأمر أكثر وضوحاً بالفعل في سوق الانتقالات، إذ بدأت الأندية الكبرى في شراء اللاعبين الأصغر سناً، وبدأ ذلك بالفعل في الضغط على نموذج الشراء المنخفض والبيع المرتفع لأندية مثل إشبيلية وبوروسيا دورتموند، وما عليك سوى أن تنظر إلى ريال مدريد، الذي لديه بالفعل بيلينغهام وغولر.

التفسير الأكثر مباشرة لهذا هو التكتيك الذي يقود اللعبة الحديثة، والمعتمد بشكل شبه كامل على الضغط، ويتمتع اللاعبون الشباب بمزيد من الطاقة للقيام بذلك، وهو أمر واضح، ولكن هناك مزيد من العلم وراء التفكير في ذلك.

لقد كشف تقرير توضيحي لصحيفة "تايمز" كيف أخبر الجهاز الفني الإنجليزي اللاعبين أن متوسط ​​المسافة للضغط على المدافع هي ثمانية أمتار، لكن المتر الأخير هو الأكثر أهمية، وبينما عانى هاري كين عند هذه النقطة، تظهر التحليلات أن اللاعبين الأصغر سناً لديهم بطبيعة الحال طاقة أفضل بكثير لهذا الغرض.

وهذا أيضاً شيء أدركه ريال مدريد منذ فترة طويلة وتفوق فيه، وهذا أيضاً ما يعنيه مدربون مثل لوتشيانو سباليتي عندما يتحدثون عن "الكثافة".

لم يعد الأمر يتعلق بالإيقاع بل يتعلق الأمر بأوقات رد الفعل وسرعته، مما يضمن التفوق، وهذا يتطلب أكثر من مجرد زخم شبابي بل يتطلب الأمر فهماً أعمق لما يعنيه المدربون.

وهذا ما يجلبه النظام الأكاديمي الحديث، اللاعبون مثل موسيالا وبيلينغهام هم نتاج مباشر لذلك، وليس فقط على المستوى الفني. عندما تحدث ديكلان رايس عن "الاتصالات المعطلة" التي أدت إلى تعادل المنتخب الإنجليزي (1-1) مع الدنمارك، كان من الصعب ألا نلاحظ كيف كان عمق الأمر أكبر بكثير مما اعتدنا عليه في المناطق المختلطة في البطولة.

هذا لا يعني التقليل من شأن لاعبي الماضي، لكن هذه هي الطريقة التي سارت بها كرة القدم، مع إعادة تفسير بيب غوارديولا لأسلوب الضغط، مما أدى تدريجاً إلى خلق رياضة أكثر تعقيداً بكثير.

وقال رايس "أعتقد أنها مجرد اتصالات في جميع أنحاء الملعب، يجب أن يكون لديك اتصالاً باللاعبين الآخرين، نحن نعمل على الضغط في كل وقت لقطع هذه الاتصالات".

"إذا لم تضغط بشكل صحيح، الذي ربما يكون هو الشيء الأكثر أهمية على أرض الملعب، فسيتم استبعادك وحتى في النادي، فأنت تبني كل اللعب على فترات عدم الاستحواذ على الكرة، ثم حين تمتلك الكرة فإنها تتحدث عن نفسها".

وكما قال أحد الأشخاص ساخراً، فإن الأمر يشبه الاستماع إلى سائقي"فورمولا وان" وهم يتحدثون عن المحركات، أو لاعبي اتحاد كرة القدم الأميركي، يتعين على اللاعبين المعاصرين أن يتعلموا ما هو في الأساس "قواعد اللعب" الآن.

ومن الطبيعي أن يكون الأمر أفضل إذا كانوا متأصلين في هذا بعد أن استوعبوا بالفعل كثيراً من الأساسيات ولديهم الطاقة والفهم، ومن المفارقات أن متوسط ​​عمر اللاعبين في البطولة حتى الآن هو 27.9 سنة، وهو ما يقرب من عام أصغر من "يورو 2020" ولكنه معدل الأعمار نفسه في "يورو 2016".

هناك تفسير واضح لذلك، وهو ما يؤكد هذه النقطة في الواقع، فقد استفاد عدد من اللاعبين الأكبر سنًا من بداية عصر الأكاديميات هذا، كما استفادوا أيضاً من العلوم الرياضية المتفوقة، ومن ثم فإن لوكا مودريتش وكريستيانو رونالدو سيستمران لفترة أطول بكثير من المعايير السابقة ويرفعان معدل الأعمار.

وهناك سؤال متعلق بكل ذلك وهو ذو صلة بقصص أكثر إثارة للجدل مثل الإجراء القانوني الذي اتخذه الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين ضد الاتحاد الدولي للعبة "فيفا"، وهل سيكون هذا الجيل قادراً على الاستمرار مثل مودريتش، أو حتى كروس البالغ من العمر 34 سنة؟ هل سيكون من المتوقع أو المطلوب منهم ذلك في ظل وجود هذا الكم من اللعب المبني على الضغط؟ وبغض النظر عن المقارنات مع "فورمولا وان" أو اتحاد كرة القدم الأميركي، إذ أشار بعضهم في عالم كرة القدم إلى سباق فرنسا للدراجات، إذ يصبح الفائزون أصغر سناً، بعد أن تدربوا بشكل أساسي على البرامج الاحترافية، لذا فهم مستعدون للانطلاق في عمر 17 سنة، من دون توقع أنهم سيفوزون في الثلاثينيات من عمرهم، لذلك فإن فكرة "السائقين المطورين" آخذة في التلاشي.

سيحصل اللاعبون على دقائق أكثر بكثير في سن أصغر بكثير، وكل ذلك مع تحمل قدر أكبر من المسؤولية، إنهم يدركون تماماً أنهم ليسوا هنا من أجل المتعة، بغض النظر عن الطريقة التي يحاول بها مدربوهم تحفيزهم.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة